
متشددو إيران يستغلون تصريحات “بايدن”.. أبرز ما جاء في صحف “طهران”اليوم السبت
عرض- علي عاطف
تصدّرت تطورات عملية إعادة التفاوض المرتقبة حول الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة اهتمامات أغلب الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، اتخذت مؤخرا عددا من الخطوات الرامية لبدء التفاوض مع الحكومة الإيرانية فيما يتعلق بالاتفاق النووي الذي خرجت منه واشنطن في مايو 2018.
وكان آخر هذه الخطوات الإعلان أمس الجمعة عن سحب واشنطن قرار إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، إعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران، كما ألغت الإدارة الأمريكية الحالية قرار إدارة ترامب السابقة بتفعيل “آلية الزناد” التي كانت تعني العودة التلقائية للعقوبات على إيران.
وانقسمت صحف إيران كعادتها في تناول آخر تطورات ما يتعلق بمستقبل الملف النووي الإيراني، حيث قرأت الصحف التابعة للتيار الإصلاحي هذه الخطوات الأمريكية بشكل إيجابي ورأتها دافعاً للأمام في طريق بدء المفاوضات النووية مع واشنطن، وذلك مثلما عنونت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “عودة بايدن”.
أما الصحف الأصولية فقد شككت في هذه الخطوات قائلة إن إدارة بايدن تتجاهل هدف إيران الرامي إلى إلغاء العقوبات المفروضة على طهران، مشددة على ضرورة تحقيق هذا الهدف أولاً. وعلى هذا النسق، اتخذت صحيفة “جوان” الأصولية عنوانا لافتتاحيتها بـ “هروب بايدن من إلغاء العقوبات” كما عنوانت “خراسان” افتتاحيتها بـ “مجرد كلام“.
وفي السياق ذاته، ألقت بعض الصحف الضوء على حديث الرئيس الأمريكي الذي ألقاه في إطار مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عُقد بشكل افتراضي أمس الجمعة وتطرق فيه بايدن بشكل مختصر إلى رغبة واشنطن في إجراء المحادثات مع إيران في إطار مجموعة (5+1)، كما شدد على ضرورة التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقد وصفت الصحف الإصلاحية هذه التصريحات لبايدن بـ”المبهمة“، على حد وصف صحيفة “ابتكار” الإصلاحية.
أما الصحف المتشددة فقد رأت أن هذه التصريحات تأتي في سياق وجهة نظرها الخاصة حول الاتفاق النووي وهي معارضتها للاتفاق نفسه وعدم التوافق مع خطط حكومة حسن روحاني التي تهدف لإعادة التفاوض مجدداً، وذلك حسبما عنونت صحيفة “وطن امروز” افتتاحيتها بـ “تفضلوا جو!”.
ومحلياً، ألقت العديد من الصحف الضوء على الزلزال الذي وقع في مدينة “سي سخت” جنوب غربي إيران وبلغت قوته 5.6 درجة على مقياس ريختر وتسبب في إصابة ما يزيد عن 60 شخص.
وقد أجمعت الصحف على القوة المدمرة للزلزال وآثاره وتبعاته، حيث عنونت صحيفة “ابتكار” افتتاحيتها بـ “الأيام الصعبة لـ سي سخت“، في إشارة لاسم المدينة الإيرانية.
وفيما يلي نتطرق لأبرز ما جاء في الصحف الإيرانية اليوم:
خطوات أمريكية تعزز العودة للاتفاق والمتشددون يستغلون تصريحات بايدن
على الرغم من التفاؤل الذي بدا على الصحف الإصلاحية اليوم فيما يتعلق بمستقبل العودة إلى الاتفاق النووي مجدداً بعد اتخاذ الولايات المتحدة خطوات جدية باتجاه بدء المفاوضات، وذلك قبل انتهاء المهلة التي حددتها طهران للخروج كلياً من الاتفاق النووي في 21 فبراير الجاري، إلا أن الصحف التابعة للمتشددين استغلت تصريحات بايدن أمس في مؤتمر ميونيخ للأمن لصالحها قائلة إنه لم يتحدث بشأن العودة للاتفاق وتطرق إلى أنشطة إيران في المنطقة.
“إيران”: تسارُع التطورات بشأن الاتفاق النووي عشية انتهاء المهلة الإيرانية

قالت صحيفة “ايران” الرسمية في افتتاحيتها تحت عنوان “فشل الانسحاب من (آلية) الزناد“(*) إن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال تنفيذ عددٍ من الإجراءات الأولية المتعلقة بالاتفاق النووي، عشية انتهاء المهلة التي حددتها إيران للانحساب منه غداً الأحد، إلى تهدئة الأجواء.
وأضافت الصحيفة أن إلغاء إدارة بايدن إعلانَ إدارة ترامب السابقة الرامي لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران والحوار مع الأوروبيين حول إيران وإلغاء منع سفر الدبلوماسيين الإيرانيين إلى نيويورك، كل هذا، حسب الصحيفة، يجيء في إطار السعي لإصلاح ما جرى مسبقاً فيما يتعلق بإيران.
“آرمان ملي”: يبدو أن الضغط الأوروبي على إدارة بايدن زاد من احتمالية عودتها للاتفاق النووي
ذكرت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية تحت عنوان “عودة بايدن”(*) أنه منذ تولي إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، تزايدت التوقعات حول العودة إلى الاتفاق النووي، ولكن بايدن “تعامل مع الاتفاق النووي خلال الشهرين الماضيين بشكل متحفظ تماماً”.
وتضيف الصحيفة أنه بالتزامن مع اقتراب مهلة إيران بانقضاء التزاماتها في الاتفاق النووي في 21 فبراير الجاري، فإن ضغوط الدول الأوروبية على الإدارة الأمريكية الجديدة “نتج عنها تزايد احتمال عودة أمريكا إلى الاتفاق”.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد توقف دام لعدة سنوات، بات من المتوقع أن يلتقي الأمريكيون والإيرانيون “بشكل مباشر” وجهاً لوجه للحديث حول الاتفاق النووي.
“وطن امروز”: بايدن لم يتطرق للاتفاق النووي في مؤتمر ميونيخ واتهم إيران بزعزعة استقرار المنطقة

رأت صحيفة “وطن امروز” الأصولية في افتتاحيتها تحت عنوان “تفضلوا بايدن!“(*) أن تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عُقد أمس افتراضياً لا تسير في طريق العودة للاتفاق النووي.
وقالت الصحيفة إن بايدن تحدث الليلة الماضية في مؤتمر ميونيخ وتعهد للعالم بعودة واشنطن لالتزاماتها السابقة “إلا أنه بالنسبة لقضية الاتفاق النووي، فكانت تصريحات بايدن مختلفة”.
وأشارت “وطن امروز” إلى أن بايدن لم يُشرْ إلى عودة بلاده للاتفاق النووي في حديثه إلى المؤتمر واتهم إيران بزعزعة استقرار المنطقة داعياً إلى إنهاء هذه التحركات الإيرانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن بايدن أكد كذلك على ضرورة التعاون الأوروبي الأمريكي في مسألة المفاوضات النووية مع إيران في المستقبل، وهو أمر يبدو أنه لا يلقى قبول الصحيفة. واستطردت “وطن امروز” أن تصريحات بايدن أظهرت أن الأخير لا يرغب في العودة للاتفاق النووي ويريد فرض الضغوط عليها من خلال التعاون مع مجموعة (5+1)، حسب قول الصحيفة.
زلزال “سي سخت” يتسبب في وقوع 63 مصابا وتضرر آلاف المنازل في إيران
استحوذت تبعات وآثار الزلزال الذي ضرب مدينة “سي سخت” بمحافظة “كهكيلوية وبوير أحمد” جنوبي غربي إيران يوم الاربعاء الماضي على اهتمام بالغ من قِبل صحف إيران الصادرة اليوم السبت.
وسلّطت هذه الصحف الضوء على آثار الدمار المادي والضحايا البشرية التي خلفها الزلزال.
“ابتكار”: زلزال مدينة “سي سخت” تسبب في إصابة 63 شخصا وتضرر آلاف المنازل

ذكرت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية تحت عنوان “أيام سي سخت الصعبة“(*) أن الزلزال الذي وقع في مدينة “سي سخت” بمحافظة كهكيلوية في إيران وبلغت شدته 5.6 درجة على مقياس ريختر تسبب في زيادة مشكلات السكان في هذه المنطقة في ظل معاناتهم بالأساس من تداعيات انتشار فيروس كورونا ومشكلات معيشة أخرى. وذكرت “ابتكار” أن الزلزال على الرغم من تمركزه في “سي سخت” إلا أن سكان مناطق مارجان، دهدشت، ججساران وباقي مدن محافظة كهكيلوية شعروا به، حيث وقع مركزه على عمق 10 كيلومترات تحت الأرض، كما نتج عنه انقطاع الكهرباء في “سي سخت”.
باحث بالمرصد المصري