إيران

“بلومبيرج”: الرئيس الإيراني المقبل من “الحرس الثوري” وخامنئي يريد “محارباً”

عرض- علي عاطف

في ظل التنبؤات والتوقعات التي تشهدها الساحة السياسية الإيرانية بشأن هُوية الرئيس القادم الذي سيخلف حسن روحاني بعد انتخابات يونيو 2021، نشرت وكالةُ “بلومبيرج” للأنباء، ومقرها بنيويورك الأمريكية، مقالا للكاتب الصحفي والمحرر الرئيس لمجلة “تايم” الأمريكية “بوبي جوش” بتاريخ 13 أكتوبر الجاري تحت عنوان “رئيس إيران القادم قد يكون رجلاً عسكرياً“.

 تناول الكاتب في المقال مستقبلَ هُوية الرئيس الإيراني القادم والتكهنات بشأن قدومه من مؤسسة الحرس الثوري.

قادة الحرس الثوري هم المرشحون الأوفر حظاً لخلافة حسن روحاني

يبدأ الكاتب مقاله بتأكيد أن إيران ومؤسساتها السياسية تواجه في الوقت الحالي، وبالتزامن مع الترتيب لحلول موسم الانتخابات الرئاسية في يونيو المقبل، زيادة في نفوذ قادة الجيش والحرس الثوري، وأن “أقوى المرشحين لخلافة روحاني في يونيو ينتمون للحرس الثوري، الذراع العسكرية الأكثر قوة في البلاد”.  

 ذكر الكاتب أن المؤشرات الأولية تؤكد أن “حسين دهقان”، وزير الدفاع السابق والمستشار العسكري الحالي للمرشد الإيراني علي خامنئي، يُعد أحد أهم المنافسين الأقوياء في السباق الرئاسي، إلى جانب اثنين آخرين هما برويز فتّاح، رئيس “مؤسسة المستضعفين”، التابعة لخامنئي، وسعيد محمد، الذي يترأّس حالياً مؤسسة “خاتم الأنبياء” الذراع التمويلي الرئيسي للحرس الثوري الإيراني. إذاً، فالأفراد الثلاثة ينتمون للحرس الثوري.

وبالإضافة إلى هؤلاء، يبرز مرشّحٌ آخر وهو “علي لاريجاني” الذي يُعد كذلك أحد رجالات الحرس الثوري والرئيس السابق للبرلمان. ولكن لاريجاني، على خلاف الثلاثة الآخرين، حسب جوش، لا يتمتع بحظ أو فرصة كبيرة في الانتخابات؛ لأن علاقاته ليست نافذة مثلهم.

 وصول أحد رجالات الحرس لمنصب الرئاسة في إيران سيعمق العداء مع الولايات المتحدة

 يوضح الكاتب أن تولّي أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني الرئاسة سوف يزيل من أمام الحرس أحد العقبات المتبقية في طريقه. ولكن وصول عضو في الحرس إلى منصب الرئاسة سوف يعمّق، على الجانب الآخر، من حالة العداء بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية التي صنّفت بالفعل الحرسَ الثوري كمنظمة إرهابية في أبريل 2019، ويخضع العديد من قادته الكبار للعقوبات الأمريكية.

الحرس الثوري يسيطر على مفاصل الدولة الإيرانية

 أكد “جوش” أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على مفاصل الدولة الإيرانية، بدءاً من الإمبراطورية المالية، وتهريب النفط والغاز، وحتى المخدرات، إلى السيطرة على البرلمان الذي يترأّسه “محمد باقر قاليباف” الذي يُعد قائداً سابقاً في القوات الجوية للحرس.

وعلاوة على ذلك، كان قائدُ فيلق القدس السابق “قاسم سليماني” مسيطراً على السياسة الخارجية الإيرانية قبل مقتله في يناير 2020.

كيف يختار المرشدُ علي خامنئي رئيسَ إيران؟

 يشير “بوبي” إلى أن خامنئي يوظف الحرس الثوري لقمع معارضيه الإيرانيين، بل ولتخويف الخارج، على الرغم من أنه يفضل أن يتولى زملاؤه من رجال الدين رئاسة البلاد عن غيرهم “وكان أحمدي نجاد هو الانفصال الوحيد عن التقليد الذي يعود لعام 1981″.  

ويتحكم علي خامنئي في مجلس صيانه الدستور المنوط به تحديد صلاحية الأفراد للترشح لرئاسة الجمهورية من عدمه. ومن خلال ذلك، يمكن له انتقاء الأفراد الموالين له للرئاسة.

 ويوضح الكاتب أن استخدام خامنئي نفسَ الأسلوب عن طريق هذا المجلس مع مرشحي الحرس الثوري سيكون أكثر صعوبة لسبب واحد وهو أنه لا يوجد مرشحٌ واحد بارز من هيئة رجال الدين التي ينتمي إليها خامنئي.

وكان من المفترض أن يكون هذا المرشح الديني هو “إبراهيم رئيسي” الذي خسر الانتخابات أمام روحاني عام 2017، إلا أن رئيسي يجري إعدادُه لخلافة خامنئي نفسه.  

خامنئي يريد رئيساً محارباً ولا مكان لإصلاحي

 ينهي الكاتب مقاله بالتأكيد على الفرص القوية التي يملكها الحرسُ الثوريُّ للفوز بمنصب الرئاسة. فمن جانب، لا يوجد منافس واضح من الإصلاحيين للانتخابات، وأدى فشل روحاني إلى إضعاف مصداقية الإصلاحيين الذين كانوا من مؤيديه. وتسبب انهيار الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى في فقدان محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الحالي، وأحد أهم أوجه الإصلاحيين مصداقيته هو الآخر وجعله في حالةٍ يُرثى لها.  

 وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك احتمالات لوجود شخصٍ آخرَ غير متوقع خارج هذه المجموعات، مثلما ظهر محمود أحمدي نجاد وفاز في انتخابات عام 2005. ويرغب نجاد في العودة مجدداً للرئاسة إلا أن ترشحه سيرفضه مجلس صيانة الدستور على الأرجح كما حدث عام 2017.

وخلص جوش إلى أن خامنئي يريد في الوقت الحالي تولية “محاربٍ كرئيس” للجمهورية. وإضافة إلى ذلك، فهو يرغب في التغيير بعد تولية رجال الدين مرات عدة، وإلى جانبهم أحمدي نجاد. ولذلك، فإن “الشيء الأكثر منطقية” هو أن يُعطى الحرسُ الفرصة هذه المرة.  

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى