
“فورين بوليسي”: ما الذي يمكن أن يتفق عليه “بايدن” و”بوتين”
عرض – محمد حسن
نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً تحت عنوان “ما الذي يمكن ان يتفق عليه كل من بايدن وبوتين؟”. ويوضح التقرير أهمية ان يتم تنسيق بين الجانبين لتفادي خطر تصعيد عسكري غير محسوم.
وأكد التقرير أن الولايات المتحدة وروسيا بدتا منقسمتين بشدة بسبب رؤيتهما المتضاربة للنظام العالمي والمصالح الجيوسياسية والقيم التي يقول الكثيرون إنه لا يمكن أن تكون التي لا يمكن أن تؤسس لشراكة جديدة. أفضل ما يمكن لجميع الأطراف أن يأمل فيه في هذه الحالة هو الجهود المبذولة لتجنب حرب نووية تنهى الحضارة أو تصعيد غير مقصود إلى صراع عسكري.
وذكر التقرير أن هذا هو نوع التعاون من التنسيق الذي كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى إليه في مكالمته الأولى مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين والتي ركزت على تمديد معاهدة ستارت الجديدة.
وأضاف التقرير أن العلاقات الأمريكية الروسية تستحق محاولة أخرى لعلاقة أعمق – ولعلاقة تكسر دائرة الإهانة والانتقام التي ميزت العلاقة بين الولايات المتحدة- الروسية على مدى العقود الثلاثة الماضية منذ الأيام المبهجة عندما انهار جدار برلين وانتهت الحرب الباردة القديمة.
للقيام بذلك هناك بعض الخطوات السياسية الواضحة التي قد يتخذها الجانبان لتحقيق مصالحهما المشتركة. وهي كالتالي:
١- أولاً، يركز المحللون غالبًا على “البوتينية” والفساد والعدوانية التي تنطوي عليها. من جانبه، صرح بايدن أن الولايات المتحدة لن “تنجرف في وجه الأعمال العدوانية لروسيا”. ليس هناك شك في أن الإجراءات العدوانية الروسية قد ألحقت الضرر بالولايات المتحدة وخارجها. ومع ذلك من منظور حل النزاع من المهم أن نفهم أن بوتين لم يظهر من العدم. كانت لاستراتيجياته نقطة انطلاق في الخيانة التي شعر بها العديد من الروس عندما توسع الناتو شرقًا بعد تأكيدات بأنه لن يفعل ذلك.
٢- ثانيًا، لبدء عملية المصالحة وتقريب وجهات النظر/ يجب على المفاوضين أن يروا الصورة الكاملة، نظام الفعل ورد الفعل بأكمله. إن الرأي القائل بأن روسيا كانت خطرة ويجب احتواؤها بينما كانت ضعيفة أصبح في جزء كبير منه نبوءة تتحقق من ذاتها. نعم، لقد لعبت ردود فعل بوتين الانتقامية دورها الحاسم، وقد خدمت أغراض النظام المتمثلة في التمسك وتصوير تهديد خارجي للسكان. ولكن يمكن أن يخدم مصالح الولايات المتحدة الضغط على زر التوقف مؤقتًا وبحث افتراضاتها. أي يجب أخذ هدنة للتفكير بدلاً من تصاعد المواجهة وتعزيز الخلافات.
ويخلص التقرير إلى أن بايدن لم يستطع فقط إدانة الاستبداد في روسيا وتكرار أن الولايات المتحدة لن تنجرف في مواجهة العدوان الروسي، ولكنه اعترف أيضًا، كما فعل كينيدي، بأن كلا الجانبين قد ساهم في دورة الفعل ورد الفعل المأساوية للصراع في العلاقة بين البلدين.
وقد تبحث إدارة بايدن بشكل أكبر عن فرص التعاون بشأن الوباء وتغير المناخ والفضاء والدبلوماسية الإلكترونية وعبور القطب الشمالي وما وراء ذلك.