إيران

بالتزامن مع عيد النوروز.. أبسط أنواع الطعام وأقل المساكن سعراً أصبحت رفاهية في إيران … أبرز ما جاء في صحف طهران الخميس

عرض – علي عاطف

تصدّر انتقال الإيرانيين إلى العام الفارسي الجديد والأحوال الاقتصادية والصحية المصاحبة لذلك اهتمام أغلب الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس. فقد عنونت الکثیر من هذه الصحف افتتاحياتها في إشارة إلى ما مر به الشعب الإيراني من أحداث، خاصة على المستوى الاقتصادي، خلال العام الفارسي الحالي الذي لم يتبق منه سوى أيامٍ قلائلَ، حيث شهد فرض حزم مشددة من العقوبات على مدار الفترة الرئاسية التي تولاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. 

 وعلى الرغم من أن الصحف الإصلاحية والأصولية قد تطرقتا إلى القضية نفسها، إلا أن الثانية قد حمّلت حكومة الرئيس حسن روحاني مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية للإيرانيين خلال الفترة الماضية، نافية أن تكون العقوبات وحدها هي السبب الرئيس في هذه الأحوال، وذلك على النقيض من الصحف الإصلاحية. 

وتقول صحيفة “وطن امروز” الأصولية في هذا الصدد تحت عنوان “1400 عام الشعب”(*) إن من أهم القضايا التي يمكن ملاحظتها في المجتمع الإيراني خلال العام الجاري 1399 هو “الإحساس الكامل بفشل المسؤولين الحكوميين” و”الإحباط السياسي والاجتماعي في عدم رؤية خطوة عملية للخروج من الظروف القائمة”.  

وأشارت الصحيفة إلى أن العام الفارسي الجاري شهد فقداناً واضحاً في الأفكار التنفيذية لرسم إحداثيات تغيير الظروف العامة. وأكدت الصحيفة أن هذا العام، 1399، اتسم باتساع حالة عدم الرضاء العامة عن الأعوام الماضية و”خطر اغتراب المجتمع عن المؤسسات الرسمية”. 

أما صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية فقد تطرقت في عددها تحت عنوان “عبور عام الأزمات”(*) إلى تناول الأحداث التي واجهتها إيران خلال العام المنتهي، فذكرت أن إيران شهدت خلاله أزماتٍ مثل انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتأثيره الصحي، حرائق الغابات، ارتفاع أسعار السلع والدولار، حملة النداءات التي طالبت بعدم إعدام “أمير حسين مرادي” الذي سلمته تركيا إلى إيران، وفاة الفنان والموسيقي “محمد رضا شجريان”، وأزمة صفع أحد النواب البرلمانيين لجندي في الخدمة بعد مطالبته بالتوقف أثناء قيادة سيارته على الطريق، وغيرهم. 

وذكرت “ستاره صبح” أن هذه الأحداث ستظل محفورة في ذاكرة الإيرانيين.   

 ومن جانب آخر، تطرقت العديد من الصحف لحديث الرئيس حسن روحاني الذي ألقاه أمس الأربعاء خلال الجلسة الحكومية الوزارية الأخيرة له في عام 1399 ودعا فيه إلى “توبة”، حسب تعبيره، المعارضين الذين اتهمهم بعرقلة مسيرة رفع العقوبات الاقتصادية. 

ووصف روحاني هذه العرقلة بـ “الخيانة الكبرى” قائلاً إن لها علاقة بالانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل، في إشارة على ما يبدو إلى أن رفع العقوبات سوف يُزيد من فُرص التيار الإصلاحي في الفوز بها. وقد انتقدت الصحف الأصولية بشدة حديث واتهامات روحاني، أما الإصلاحية فلم تقم بذلك. 

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “كيهان” الأصولية المقربة من المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، في افتتاحيتها تحت عنوان “سيد روحاني! كان بالإمكان رفع العقوبات إذا لم تضمنوا ترامب!”،(*) إن روحاني أثنى أمس في حديثه على المسؤولين الذين عملوا تحت رئاسته طوال المدة السابقة وتوقع أن تكون الفترة المقبلة أفضل. 

وانتقدت الصحيفة هذا الإثناء وقالت إن إيران تمر بـ”كارثة إدارية” سببُها حكومة روحاني. وذكّرت “كيهان” روحاني بوعده خلال الدورتين الانتخابيتين السابقتين بأن يعمل لرفع العقوبات عن إيران وهو ما لم يحدث وكتبت قائلة “ألم تحصدوا أصوات الناس في الانتخابات بوعدهم رفع العقوبات؟”. 

واستنكرت “كيهان” تصريحات الرئيس الإيراني حول أن سبب المشكلات التي تواجهها البلاد يعود إلى العقوبات المفروضة عليها قائلة إنه “لم يُشرْ إلى دور القرارات الخاطئة، وعدم التنظيم” في نشأة الظروف الحالية داخل البلاد. وهاجمت الصحيفة توصل حكومة روحاني في عام 2015 إلى الاتفاق النووي مع القوى الكبرى قائلة إن به “عيوباً أصيلة”، مشيرة إلى أن الاستثمارات الخارجية التي جاءت لإيران بعد الاتفاق لم تستمر هي الأخرى. 

وإلى جانب هذين الملفين، توجهت صحف إيرانية أخرى إلى تناول الانتخابات الرئاسية المقبلة، فربطت صحيفة “عصر ايرانيان” المتشددة ما بين هذه الانتخابات والمفاوضات النووية المتوقعة، كما نقلت صحف عدة تصريحات وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، حول رفضه السفر والتنقلات محلياً بسبب انتشار فيروس كورونا وبعض الأنواع الأخرى له. 

وفيما يلي، نستعرض المزيد من التفاصيل بشأن ما جاء في صحف إيران اليوم: 

“ابتكار”: أبسط أنواع الطعام وأردأ السيارات وأقل المساكن سعراً أصبحت رفاهية في إيران 

أزمة إيران الاقتصادية: "فجوة عميقة" بين الأجور والأسعار • Aznews TV

احتلت الحالة الاقتصادية السيئة التي مر بها الإيرانيون خلال العام الحالي 1399 (الذي ينتهي في 20 مارس الجاري) أبرز اهتمامات صحيفة “ابتكار” الإصلاحية في عددها الصادر اليوم الخميس، حيث عنونت افتتاحيتها الرئيسية بـ “العام الصعب لاقتصاد إيران”.(*) 

وقالت الصحيفة إن توقع الخبراء في بداية العام الجاري مرور المجتمع والاقتصاد في إيران بعام صعب قد تبدل لحقيقة وأصبحت “ أنواع الأطعمة الأكثر شيوعاً، وأبسط المعدات، وأردأ السيارات والمنازل الأقل مستوى رفاهية” إلى أن “وضعت الطبقات المتوسطة والضعيفة على أبسط آمالهم خطاً أحمر“. 

وأضافت الصحيفة أن الاقتصاد الإيراني الذي يعاني بالأساس من العقوبات قد واجه تحديات جديدة مع بروز فيروس كورونا أواخر العام الفارسي الماضي 1398. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الاقتصاد الإيراني يُتوقع أن يشهداً نمواً خلال العام الجديد 1400 بسبب ظهور لقاحات كورونا و”بوادر أمل للحد من التوترات السياسية وتحسن العلاقات الدولية”.   

“كيهان”: حكومة روحاني هي المقصرة وليس العقوبات 

حسن روحاني: السعودية والإمارات "مدينتان بوجودهما لإيران" - BBC News عربي

وجّهت صحيفة “كيهان” الأصولية انتقاداتٍ شديدةً للرئيس حسن روحاني فيما يتعلق بحديثه أمس الأربعاء. 

أشارت الصحيفة تحت عنوان “سید روحاني لماذا من الدرجة الثانية؟!”(*) إلى أن العقوبات ليست وحدها سبب التدهور الاقتصادي بل إن حكومة روحاني تُعد مقصرة هي الأخرى. وانتقدت الصحيفة إشارة روحاني إلى أن هناك في الداخل الإيراني من يمانع رفع العقوبات مطالبة إياه بالكشف عن هؤلاء الأفراد أو الجماعات. 

وانتقدت “كيهان” ما قالت إنه مسعى دبلوماسي من جانب حكومة روحاني لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، كما اتهمت حكومة روحاني بمحاولة التغطية على فشلها من خلال اتباع مثل هذه الطرق. 

“مستقل”… فائزة هاشمي: حسن روحاني ليس إصلاحياً ولكنه جاء للرئاسة بدعم الإصلاحيين 

فائزة رفسنجاني تدعو الى الإصلاح وتعليق مبادئ الإسلام من أجل الحفاظ على  مؤسسات الدولة في إيران - العراق نت

 أجْرت صحيفة “مستقل” الإصلاحية حواراً صحفياً مع “فائزة هاشمي رفسنجاني“، نجلة الرئيس الإيراني الأسبق، تطرقت خلاله إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو 2021 وإلى إعلان فائرة عزمها تسجيل اسمها “رمزياً” كمرشحة بها.  

قالت هاشمي، في الحوار الذي عنونته الصحيفة بـ”فائزة هاشمي: سأترشح لرئاسة الجمهورية”(*) إن النساء في إيران يواجهن، في سبيل الوصول لمختلف المناصب، تحدياتٍ من قِبل الأصوليين وقطاعات أخرى في إيران، فأبسط القضايا التي تكون المرأة طرفاً فيها تتحول إلى “أزمة”، حسب تعبير فائزة هاشمي. 

ورداً على سؤال يتعلق بدور حكومة روحاني في تعزيز دور المرأة بإيران، قالت هاشمي إن روحاني بالأساس ليس إصلاحياً ولكنه أصبح رئيساً للجمهورية عن طريق دعم الإصلاحيين، مضيفة أنه في عهد روحاني لم تستطع أي امرأة أن تتقلد منصب وزيرة “ولكننا نعلم أنه لم يُسمح له“. وأشارت هاشمي إلى أن أكبر التحديات التي تواجهها المرأة في إيران هي طريقة التعامل “السياسية الأمنية” التي تلقاها. وحول ترشحها للرئاسة، أوضحت هاشمي أنها سوف تترشح “بصورة رمزية“؛ نظراً لأن ترشحها لن يتم قبوله بسبب الحكم عليها بالسجن في وقت سابق، ما يعني أن هذا الترشح سيتم رفضه من قِبل مجلس صيانة الدستور.

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى