
اشتعال الخلاف بین البرلمان وروحاني .. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية اليوم الأربعاء
عرض- علي عاطف
استحوذ الخلاف القائم بين البرلمان والحکومة في إيران بشأن استجواب رئيس الجمهورية في ظل النزاع بين الأصوليين والإصلاحيين على اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاربعاء.
وسلطت صحفُ إيران اليوم الضوء كذلك على عددٍ آخرَ من الملفات كان من بينها تطورات الأوضاع الاقتصادية المحلية والتغير في قيمة العملة، إلى جانب قضايا خارجية كالنزاع القائم في منطقة “قرة باخ” والانتخابات الأمريكية.
وفيما يلي، استعراضٌ لأهم ما جاء في هذه الصحف اليوم:
اشتعال الخلاف بین البرلمان الإيراني والرئيس روحاني

كان من بين أبرز الملفات التي تناولتها الصحف الإيرانية اليوم تفاقمُ الخلاف بين النواب الإيرانيين في البرلمان ورئيس الجمهورية، حسن روحاني، لعدة أسابب من أبرزها رفضه المتكرر الحضور إلى البرلمان.
“ابتكار”: الصدام بين الأصوليين في البرلمان وروحاني كان متوقعاً
ألقت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “عبور البرلمان خطة استجواب رئيس الجمهورية”(*)الضوء على تفاقم الخلاف بين أعضاء البرلمان الإيراني، الذي يسيطر عليه الأصوليون، والرئيس حسن روحاني.
قالت الصحيفة إن الصدام بين البرلمان والرئيس كان متوقعاً منذ بداية انعقاده؛ لأن الأصوليين يسيطرون على البرلمان بينما ينتمي روحاني إلى فريق الإصلاحيين. وعارضت الصحيفة فكرة عزل روحاني معللة ذلك بأنه سوف يتسبب في زعزعة الأمن الداخلي وأن انتخاب رئيس جمهور جديد ليس بالأمر السهل.
واتفقت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، في مقال تحت عنوان “الإنهاء المؤقت لكارثة”،(*) مع “ابتكار” في أن أحد أسباب الخلاف بين الطرفين هو سيطرة الأصولين “التابعين لأحمدي نجاد” على البرلمان الإيراني.
وأضافت “اعتماد” أن نواباً أصوليين مثل حميد رسايي، مجتبى ذو النورى، وجواد كريمي قدوسي حاولوا وضع خطة لاستجواب الرئيس روحاني، إلا أنهم “اضطروا للانسحاب”.
“کار وکارکر”: تصریحات بعض النواب أقل من المتوسط الأخلاقي
انتقدت صحيفة “كار وكاركر” العمالية تحت عنوان “بعض التصريحات في البرلمان أقل من المتوسط الأخلاقي في الدولة”(*)تصريحات بعض النواب ضد حسن روحاني، وأوردت في ردها عليهم ما قاله المتحدث باسم الحكومة الإيراني، علي ربيعي، من أن “بعض تصريحات النواب في مستوى أقل من المتوسط الأخلاقي في البلاد”.
وطالب ربيعي بأن تتم معاقبة من يُسيء لروحاني قائلاً إن “الإساءة لرئيس الجمهورية تدخل ضمن الجرائم العامة”.
وأضاف ربيعي أن هناك من يرغب داخل إيران في الإساءة عمداً لروحاني وتحريف تصريحاته.
“آرمان ملى”: مشكلات إيران ليست مسؤولية روحاني وحده
في مقال تحت عنوان “لماذا لا يساهم البرلمان في حل المشكلات”،(*) قالت صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية إن هناك من يتتبع روحاني بالنقد منذ اليوم الأول له في الرئاسة، كما لو كان روحاني وحده المسؤول الوحيد عن المشكلات في البلاد.
وأكدت “آرمان ملى” أن مشكلات إيران لا تقع على عاتق روحاني وحده، بل هي مسؤولية السلطات الثلاث، التنفيذية التشريعية، والقضائية، وأن التنفيذية منها لا تتحمل حتى ثلث هذه المشكلات.
انخفاض القدرة الشرائية في إيران يتسبب في التحول عن بعض السلع

تطرقت الكاتبة “كيميا نجفي” في مقال بصحيفة “ابتكار” الإصلاحية تحت عنوان “الحلقة المفرغة للغلاء والركود”(*) إلى الارتفاع الكبير للأسعار داخل الأسواق الإيرانية.
تقول نجفي إن هناك عدم تكافؤ ما بين دخول الإيرانيين المادية وزيادة أسعار السلع وإن المستهلكين وحدهم لم يتأثروا بهذه الزيادات بل المنتجين والبائعين كذلك. واضطر الإيرانيون، حسب الصحيفة، خلال السنوات الماضية إلى الاستغناء عن سلع غير ضرورية بسبب هذه المشكلات، وأن يكتفوا بالحصول على السلع الضرورية فقط.
وتشير “ابتكار” إلى أن انخفاض القدرة الشرائية للإيرانيين تحول إلى “تهديد” لأمن المجتمع. وتوقعت الصحيفة أن تتفاقم هذه المشكلة خلال الأيام المقبلة وتتحول لأزمة.
متوسط معدل البطالة بين الشباب الإيراني يبلغ ضعف المعدل العالمي
تناولت صحيفة “فرهيختكان” المحافظة، في تقرير للكاتب “مهدى عبد اللهي” تحت عنوان “26% من الشباب العاطل في مجال الاقتصاد”(*)، آخر الإحصائيات المعلنة بشأن معدلات البطالة بين الشباب الإيراني.
قالت الصحيفة إن معدل البطالة الإجمالي بلغ في إيران خلال الصيف 9.5%، بينما وصل معدله لأكثر من 23% بين الشباب في الفئة العمرية (15-24) سنة. ويُظِهر ذلك، كما تقول الصحيفة، أن معدل البطالة بين الشباب الإيراني يبلغ ضعف المتوسط العالمي.
وتضيف الصحيفة أن مليون شاب في هذه الفئة العمرية خرج من سوق العمل الإيراني خلال الـ10 سنوات الماضية. وتفاقمت الأوضاع في الوقت الحالي بعد أن بلغ عدد الشباب العاملين في هذه الفئة العمرية المذكورة مليونين فقط من بين 12.6 مليون شخص (من بينهم كذلك طلبة لا يزالون في مرحلة الدراسة).
وطبقاً للإحصائيات الرسمية في إيران، يبلغ عدد العاطلين عن العمل في إيران في الوقت الحالي داخل الفئة العمرية المذكورة 574 ألف و705 أشخاص، أي ما نسبته 23% من العدد الإجمالي، وذلك بعد حذف عدد الطلبة.
وتشير الصحيفة إلى أن العدد الإجمالي للأفراد بشكل عام داخل الفئة العمرية (15-24 عاماً) انخفضت بشكل عام خلال السنوات العشر الماضية، حيث بلغت عام 2011 حوالي 14.8 مليون شخص، بينما تبلغ حالياً 12.6 مليون.
الانتخابات الأمريكية ومستقبل الاتفاق النووي

تحاول الصحف الإيرانية بالتزامن مع إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية التركيز على استشراف مستقبل العلاقة بين طهران والرئيس الأمريكي القادم.
وفي هذا الصدد، وجّهت صحيفة “جوان” الأصولية في تقرير لها تحت عنوان “بايدن أغلق مقره في طهران”(*) حديثها إلى الإصلاحيين في إيران وتفائلهم بشأن سيناريو فوز المرشح الديمقراطي الأمريكي “جو بايدن”.
تقول الصحيفة إن الإصلاحيين خُدعوا من تصريحات بايدن بشأن عودته إلى الاتفاق النووي حال فوزه، وأن وصوله إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة سوف يعزز من مكانتهم داخل إيران في الانتخابات الرئاسية المقبلة داخل إيران عام 2021.
وتعلل الصحيفة رأيها بأن بايدن تعهد صراحة بأنه إذا ما وصل إلى البيت الأبيض فإنه سيمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، التصدي للأنشطة الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون مع حلفاء واشنطن في هذا الصدد. ويصف المقال برنامج بايدن للتعامل مع إيران بأنه “أصعب بكثير” من برنامج ترامب نفسه.
باحث بالمرصد المصري