استعدادا للانتخابات الرئاسية، صحف إيران تبدي انقساماً واضحاً حول مؤتمر فيينا الأخير … أبرز ما جاء في صحف طهران الأربعاء
عرض – علي عاطف
ألقت المحادثات التي جرت في العاصمة النمساوية فيينا يوم أمس الثلاثاء بين مجموعة الترويكا الأوروبية والصين وروسيا والولايات المتحدة وإيران، فيما يتعلق بإعادة التفاوض على الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015، بظلالها على أغلب الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء.
ويأتي هذا بعدما وصف كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني ورئيس وفد طهران في المؤتمر، عباس عراقجي، أمس هذه المحادثات بأنها كانت “بنّاءة” وأن مختلف الأطراف سوف تعقد اجتماعات أخرى يوم الجمعة المقبلة من أجل النظر في طرق رفع العقوبات الأمريكية عن إيران. ويُعد هذا الاجتماع الأخير أبرز تطور حقيقي فيما يخص الاتفاق النووي منذ خروج الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، منه في مايو 2018.
وأبدت الصحف الأصولية والإصلاحية في إيران انقساماً واضحاً إزاء هذا التطور، حيث إن الأولى حاولت التقليل من أثر هذه الخطوة ورفضت خطة التخفيف المعروفة باسم “خطوة بخطوة” التي أُعلِن عنها فيما يتعلق برفع العقوبات عن طهران. ويمكن تفسير هذه المحاولة المُشار إليها في إطار رفض المتشددين في إيران، الذين تعبر عنهم هذه الصحف، لسياسة الحكومة الحالية التي توصف بأنها إصلاحية بقيادة الرئيس حسن روحاني. ولكن على النقيض من ذلك، رأت الصحف الموالية للتيار الإصلاحي في طهران أن هذه الخطوة هي بداية لرفع العقوبات عن إيران.
وفي هذا السياق، عنونت صحيفة “كيهان” المتشددة افتتاحيتها اليوم بـ”احتجاج أمريكا على إصرار إيران رفع العقوبات“،(*) حيث حاولت التقليل من نتائج الخطوة الأخيرة في فيينا وذلك من خلال نقل عدة تصريحات لمسؤولين إيرانيين وأمريكيين تشير، من جانب الإيرانيين، إلى إصرار طهران على الإلغاء الكامل لرفع العقوبات عنها، ومن جانب الأمريكيين إلى عدم إمكان تحقيق الإلغاء الكامل لهذه العقوبات دفعة واحدة، بل بشكل تدريجي.
تنقل “كيهان” عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي قوله، خلال مؤتمر فيينا، إن رفع العقوبات الأمريكية تُعد “أول وأهم خطوة لإحياء الاتفاق النووي”، حسب وصف المسؤول الإيراني. واقتبست الصحيفة من المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ند برايس، إشارته في مؤتمر صحفي عُقد أول أمس الاثنين إلى صعوبة تحديد زمن معين لرفع العقوبات عن طهران، حسبما ذكرت “كيهان”.
أما صحيفة “ابتكار” الإصلاحية، فقد تساءلت متفائلة “هل سيكون اجتماع فيينا تمهيداً لحل عقدة الاتفاق النووي؟”،(*) ونقلت من جانبها تصريحات تلمح إلى إمكان حل “عقدة” الملف النووي، كما اسمتها.
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، روبرت مالي، حينما قال، حسب “ابتكار”، إن مسألة من يملك نفوذاً أكبر ليست ذات أهمية في المفاوضات، ولكن المهم استعداد الطرفين لتحمل مسؤولياتهما.
ولكن على الرغم من هذه النظرة المتفائلة، إلا أن الصحيفة الإصلاحية الإيرانية قد رأت أنه مع كل هذه التطورات لا يزال تنفيذ الاتفاق النووي “مثيراً للجدل” وسيكون “أكثر صعوبة” خلال الأيام المقبلة “ولا يجب توقع رؤية نتائج إلغاء العقوبات بسرعة”.
وعلى صعيد آخر، تحدثت صحيفة “ابتكار” حول ما قالت إنها رغبة الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، في الترشح والفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو 2021. تقول الصحيفة تحت عنوان “رغبة مؤيدي أحمدي نجاد في الوصول إلى باستور (مقر الرئاسة في إيران)”(*) إن أحمدي نجاد دخل المعترك الانتخابي ويريد بأي شكل العودة مرة أخرى إلى مبنى الرئاسة في شارع باستور بالمنطقة رقم 11 في طهران، والتي يتواجد بها آيضاً مركز قيادة استخبارات الحرس الثوري والمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وتضيف الصحيفة أن نجاد صمت لبضع سنوات بعد تركه باستور، واصفة هذا الصمت بأنه “الصمت الذي يسبق العاصفة”، مشيرة إلى أن نجاد يعتمد في قضية الانتخابات والفوز بها، حال ترشحه، على “الشعارات الشعبوية”.
وسلّطت العديد من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الضوء كذلك على تطورات انتشار فيروس كورونا في إيران، وخاصة العاصمة طهران، حيث دعت إحدى الصحف إلى إعادة فرض القيود والإسراع في تطعيم المواطنين باللقاحات.
وفيما يلي، نستعرض المزيد حول ما جاء بصحف طهران اليوم:
“جمهوري إسلامي”: اجتماع فيينا انتهى بتحديد أفق واضح لإلغاء العقوبات الأمريكية
ذكرت صحيفة “جمهوري إسلامي” المتشددة والداعمة للمرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، في افتتاحيتها تحت عنوان “الأفق الواضح لإلغاء العقوبات في لجنة الاتفاق النووي المشتركة في فيينا”(*) أن الجولة الأولى ضمن الجلسة الثامنة عشرة للجنة المشتركة للاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا التي عُقدت أمس “انتهت بالتوصل إلى افق واضح لإلغاء العقوبات عن إيران”.
وأضافت الصحيفة أن لجنتين من الخبراء عُقدتا بالتزامن مع الجلسة الرئيسية وتشكلتا من أعضاء في لجنة الاتفاق النووي المشتركة، حيث بحثتا الأمور الفنية المتعلقة برفع العقوبات عن إيران. ومن المقرر أن تعلن هاتان اللجنتان عن نتائجهما في وقت لاحق.
“فرهيختكان”: سياسة روبرت مالي إزاء إيران لا تختلف عن دونالد ترامب
وصفت صحيفة “فرهيختكان” الإصلاحية في افتتاحياتها التي عنونتها بـ “ترامب شبيه مالي”(*) سياسة المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، روبرت مالي، الحالية بنظيرتها في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
وعللت الصحيفة هذا الأمر بقول مالي، رداً على سؤال يتعلق بـ”ماذا سوف تفعل الولايات المتحدة حال العودة للاتفاق النووي في الاتفاق اللاحق؟”، إن الولايات المتحدة سوف تسعى قبل أي شيء إلى “اتفاق أطول”، حسب “فرهيختكان”. وذكرت الصحيفة أن هذا يعني في الواقع تغيير بند “الغروب”، الذي يشير إلى أن بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية سوف تسقط تدريجياً بدءً من عام 2025.
ووصفت الصحيفة هذا الأمر بـ”التحدي الأول والأساسي لإيران مع إدارة ترامب” السابقة.
“همشهري”: ارتفاع معدل الوفيات والإصابات بكورونا في العاصمة طهران
ألقت صحيفة “همشهري”، التابعة لبلدية طهران، الضوء على خطورة تفاقم أزمة فيروس كورونا في العاصمة طهران. تقول الصحيفة تحت عنوان “ضرورة التطعيم والحجر الصحي في طهران”(*) إن الموجة الرابعة لفيروس كورونا خلال الفترة الماضية قد ضاعفت عدد الوفيات إلى 3 أمثال، حيث إن “معدل الإصابة في طهران ازداد بشكل كبير” كما اقترحت السلطات الصحية فرض الحجر الصحي لمدة 10 أيام في طهران.
وأشارت “همشهري” إلى أنه من المحتمل للغاية أن تتوقف الأعمال التجارية في المناطق رقم 2 و3 و4 في طهران بدءً من السبت المقبل لهذا السبب.
“سبزينه”: نقص الدجاج في السوق الإيراني خلال فترة عيد النوروز زاد من ثمنه مرة أخرى
ذكرت صحيفة “سبزينه” الاقتصادية، في افتتاحيتها تحت عنوان “المخالفة واكتناز الدجاج في 3460 وحدة مزرعة”،(*) أن الاضطراب في سوق الدجاج منذ حوالي 6 أشهر مضت ناتج عن عدم رضاء أصحاب مزارع الدواجن عن أسعارها، ما قاد في النهاية إلى رفع أسعارها.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من تحدث المسؤولين بشأن خطط لضبط السوق وزيادة نسبة المعروض من الدجاج خلال عطلة عيد النوروز (21 مارس الماضي)، إلا أن النقص والاضطراب في السوق قد انتشر وانتهى الأمر بزيادة أخرى لأسعار الدجاج.
