
صحيفة مقربة من المرشد الأعلى الإيراني: الاتفاق الأخير مع الوكالة الدولية “مثير للتساؤل”
وصفت صحيفة “كيهان” الإيرانية المقربة من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في عددها الصادر اليوم الخميس اتفاق طهران الأخير مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن استبدال كاميرات المراقبة في منشأة “تسا” النووية في مدينة كرج بأنه “مثير للتساؤل” و”غير ضروري”.
وقالت الصحيفة في تقرير رئيسي نُشر تحت عنوان “الاتفاق المثير للجدل مع الوكالة قبل التقدم في مفاوضات فيينا“(*) إن هذا الاتفاق الذي تم الإعلان عنه أمس يُعد “ميزة مثيرة للتساؤل وغير ضرورية” في ظل التحولات الأخيرة.
“منشأة “تسا” النووية التي شملها الاتفاق هوجمت من جانب إسرائيل منتصف 2021!”
ذكّرت “كيهان” في بداية التقرير بالانفجار الذي وقع في منشأة “تسا” النووية بمدينة كرج الإيرانية منتصف العام الجاري حين أفادت وسائل إعلام أمريكية آنذاك بأن الانفجار نجم عن هجوم بطائرات مسيرة (درونز)، فيما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في الوقت ذاته، نقلاً عن مسؤول استخباراتي أمريكي إن هذه المنشأة كانت ضمن قائمة أهداف داخل إيران أرسلتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة خلال عام 2020.
تشير الصحيفة الإيرانية إلى أن كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تضررت في ذلك الوقت “إلا أن الوكالة وفي رد عجيب ضغطت على إيران لتركيب كاميرات مرة أخرى بدلًا من أن تُدين هذا التخريب والمتسببَ به يعني تل أبيب”.
وتنتقد الصحيفة، التي يترأس تحريرها “حسين شريعتمداري” أحد أهم الداعمين الأساسيين لحكومة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، الاتفاق الأخير الذي أعلنت عنه الجمهورية الإسلامية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها العاصمة النمساوية فيينا قائلة إن الوكالة مُنحت ميزة من جانب إيران “بعد مرور حوالي 6 أشهر (من الهجوم المُشار إليه) وفي الوقت الذي استؤنفت فيه مفاوضاتُ الاتفاق النووي في فيينا مرة أخرى”.
الاتفاق جاء بعد حوالي عام من مقتل “محسن فخري زاده”
وتصف الصحيفة الموقف الغربي الخاص بمسار المفاوضات النووية بأنه “مُصِرٌّ” على طلب المزيد، مشيرة إلى أنه “وفي إجراء مثير للتساؤل حول الإشراف على منشأة تسا، فقد مُنحت الوكالة ميزة”.
ووجهت الصحيفة الانتقاد مرة أخرى إلى اتفاق كرج الأخير قائلة إنه يأتي بعد مرور حوالي عام واحد من مقتل العالم النووي السابق “محسن فخري زاده” في نوفمبر 2020، وأيضًا في ظل تعرض “عدد” آخر من المنشآت النووية الإيرانية لـ”التخريب”. وتتابع الصحيفة الإيرانية لتصف من جديد اتفاق الوكالة مع طهران بأنه “ميزة مقابل التخريب”.
هدية إلى “مثلث الضغط والتخريب”
ونقلت “كيهان” عن وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، إشارته إلى أن “الوكالة الدولية خرجت عن المسار المهني والتقني، وتتبع النهج السياسي، كما أن الضغوط الأخيرة هي بشكل ما تقسيم للعمل بين خصماء إيران”. وتستطرد “كيهان” أن الأمريكيين يحاولون ممارسة “الضغط الدبلوماسي والتفاوضي” عن طريق مجموعة الترويكا الأوروبية.
وإلى جانب هذا كله، حسب “كيهان”، وعلاوة على عمليات التخريب في المنشآت النووية الإيرانية، فإن إعطاء الاتفاق الأخير بمثابة منح “ميزةٍ مثيرة للتساؤل وفي غير توقيتها” خاصة في ظل رغبة الأوروبيين “فرض قيود جديدة في إطار الاتفاق النووي من دون إلغاء حقيقي ومثمر للعقوبات”.
الاتفاق جاء في ظل “خلق أجواء مضادة لإيران”
تستطرد الصحيفة الإيرانية أن بيان مجموعة الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) الذي أصدره مؤخرًا ممثلوها في مجلس الأمن حول البرنامج النووي الإيراني ومفاوضات فيينا يرمي إلى “شحن الأجواء” ضد إيران. ووجّهت النقد إلى تصريحات الدول الثلاث التي أكدوا فيها على عدم توافر المعلومات الكافية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وأن الأخير “لم يصل أبدًا إلى التقدم الذي يشهده اليوم. فهذه المسألة تُضعف السلام والأمن الدولي والنظام العالمي لمنع الانتشار”.
وحول هذا البيان، تضيف “كيهان” المحافظة والمقربة من علي خامنئي أن “ادعاءات هذه البلدان الثلاث جاءت بالتزامن مع مفاوضات إلغاء العقوبات في فيينا التي تسعى الأطراف الغربية خلالها إلى إظهار إيران على أنها المقصرة بشأن التقدم البطيء في المحادثات”.
ويجيء تقرير “كيهان” وأيضًا الاتفاق المُبرم بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت تعثرت به المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا والتي ترمي إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق بعد خروجها منه في مايو 2018 وإلزام إيران مجددًا بالبنود المنصوص عليها في الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في عام 2015.
وبدأت هذه المحادثات مجددًا منذ شهر أبريل الماضي، إلا أنها توقفت في يونيو وتم استئنافها لاحقًا بعد أشهر قليلة من تولي الحكومة الإيرانية الجديدة المحافظة بزعامة رئيس القضاء السابق إبراهيم رئيسي.
باحث بالمرصد المصري