إيران

انتقاد شديد لاعتماد الموازنة الجديدة في طهران على “احتمال” بيع النفط.. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية اليوم الأحد

عرض – علي عاطف

استحوذت قضيتا مشروع إعداد موازنة العام المقبل في إيران ومشروع إلغاء العقوبات الخارجية على اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد.

وكان من بين أهم القضايا الأخرى التي سلّطت هذه الصحف الضوء عليها هي مستقبل مشاركة المواطنين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة إلى جانب استمرار دعوات الانتقام لمقتل محسن فخرى زاده.

وفيما يلي، نستعرض أبرز ما تطرقت إليه الصحف الإيرانية اليوم الأحد:

خطأ اعتماد ميزانية العام المقبل على “احتمال” التمكن من بيع النفط بعد التفاوض مع واشنطن

  أثارت أغلب الصحف الإيرانية تساؤلاً مهماً بشأن قدرة إيران على بيع النفط من عدمه خلال الأيام المقبلة بعد تولّي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة في أواخر يناير 2021، وذلك بعد أن اعتمدت ميزانية العام الإيراني المقبل (1400) بشكل كبير على عائدات بيع النفط.

“كيهان”: خطة الحكومة لبيع 2.3 مليون برميل نفط يومي في الميزانية الجديدة وهم وخيال

  وجّهت صحيفة “كيهان” التابعة للتيار المتشدد في إيران في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “مشروع قانون ميزانية 1400/ عوائد وهمية، عجز حقیقی”(*) انتقاداً شديداً لمشروع قانون ميزانية العام المقبل.

 قالت الصحيفة إن مشكلة عدم الحصول على العوائد المتوقعة تُعد واحدة من أكبر المشكلات التي تواجهها الميزانية، وهي ما تقع لها فريسة الميزانية التي يتم التحضير لها حالياً.

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن لجنة الميزانية في البرلمان، أن العائدات في الميزانية الجديدة تبلغ 841 ألف مليار تومان (ما يعادل 33 مليار و640 مليون دولار أمريكي)، وسوف تزداد الإنفاقات في العام المقبل بنسبة 100% عن العام الجاري، طبقاً لمشروع القانون.

ووصفت الصحيفة إمكان جمع هذه العائدات بـ”المعجزة“، مشيرة إلى أن “الحكومة تلجأ إلى عوائد خيالية من أجل تغطية نفقاتها”، وهي تخطط لأمور “غريبة” في هذا الصدد من بينها احتمال بيع 2.3 مليون برميل نفط يومياً خلال العام المقبل.

“آفتاب يزد”: خطأ الاعتماد على إيرادات النفط كمصدر أساسي للميزانية

 أوضحت صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية في افتتاحيتها الصادرة اليوم تحت عنوان “ميزانية 1400 بافتراض إلغاء العقوبات”(*) أن وصف الإيرادات النفطية كـ”مصدر أساسي” للدخل في ميزانية العام المقبل يُعد خطأ من قِبل معدي هذه الميزانية.

 ووصفت الصحيفة ميزانية العام القادم في إيران بأنها “حسّاسة للغاية“؛ مرجعة ذلك إلى ما واجهته الحكومة من نقص شديد في الإيرادات والعجز الذي تخطّى 200 ألف مليار تومان (حوالي 8 مليار دولار أمريكي) خلال العام الجاري 1399، الذي بدأ في مارس الماضي.

 وأضافت الصحيفة أن ميزانية العام القادم في إيران ستواجه تحديات أخرى من بينها انتخابات الرئاسة وتشكيل حكومة جديدة، انخفاض الإيرادات النفطية، استمرار تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والركود الذي تواجهه الأعمال والتجارة الداخلية وعدم قدرة هؤلاء على دفع الضرائب.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من توقع الحكومة الحصول على 300 ألف مليار تومان عوائد من النفط خلال الميزانية المقبلة، التي بلغت العام الحالي 50 ألف مليار فقط، فإن إيران لم تحصل خلال الأشهر الست الماضية إلا على 6 آلاف مليار تومان فقط كعائدات نفطية، ما يعني صعوبة تحقق ما توقعته الحكومة في ميزانية العام 1400 (الذي سيبدأ في مارس المقبل).

تأييد من المتشددين ورفض من الإصلاحيين لمشروع قانون إلغاء العقوبات

لا تزال الموافقة على مشروع قانون “الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات“، والذي يشمل رفع تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20%، تلقى معارضة من جانب الحكومة وتأييداً من المتشددين.

 وقد صوّت البرلمان الإيراني، الذي يسيطر عليه المتشددون، في 29 نوفمبر الماضي على مشروع القانون الذي يشمل كذلك إعادة التصميم القديم لمفاعل “آراك” للماء الثقيل، وذلك بعد استهداف رئيس منظمة البحث والتطوير السابق محسن فخرى زاده في 27 نوفمبر الماضي.

 وفي هذا الصدد، دافعت صحيفة “كيهان” اليوم تحت عنوان “مشروع قانون البرلمان لإلغاء العقوبات كان بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي”(*) عن المشروع مؤكدة أنه لم يعد هناك مجال لمعارضته بعد موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

 أما على الجانب الآخر، فقد انتقدت صحيفة “صداى اصلاحات” القرارَ لتأثيره على الحياة الاقتصادية للمواطنين.

 ونقلت “صداى اصلاحات” تصريحات عن النائبة البرلمانية الإيرانية السابقة “طيبه سياوشى” في هذا الشأن، وذلك تحت عنوان “تمرير قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات سوف يؤثر على معيشة الناس”.(*)

 تطرقت سياوشى في تصريحاتها إلى أن مشروع القانون محل النزاع تمت الموافقة عليه بشكل سريع وفي غضون أسبوع واحد، كما وافق عليه مجلس الخبراء هو الآخر سريعاً.

 وأوضحت النائبة السابقة أنه بمجرد الإعلان عن الموافقة على المشروع فقد أتخذ مؤشر سعر العملة منحنى صعودياً، وباتت تأثيراته على معيشة المواطنين “ملموسة”، وهو يضر على الأخص الطبقات الفقيرة في البلاد.

 وأضافت النائبة أن هذا القرار يندرج فقط في إطار العلاقات السياسية الإيرانية مع الغرب ورغبة طهران في دفعه للعودة إلى الاتفاق النووي.   

لا رغبة لدى المواطنين في المشاركة بالانتخابات الرئاسية الإيرانية العام المقبل

تطرقت صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية في عددها اليوم إلى عددٍ من الدلائل التي تشير إلى عدم رغبة المواطنين الإيرانيين في المشاركة بالانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو 2021.

 قالت الصحيفة، تحت عنوان “تغيّر الجو العام بشكل إيجابي حتى انتخابات 1400″،(*) إن هناك غضباً في المجتمع الإيراني بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية من جانب وتأثير فيروس كورونا على جميع أمور المجتمع، إلى جانب العقوبات “المعوِّقة“.

واستطردت الصحيفة أن هذا الغضب دفع الناس إلى اليأس من المستقبل؛ لأن المؤشرات الحالية تدل على أنه لن يحدث تغيير في المستقبل.

وأضافت الصحيفة أن جميع هذه الظروف تلقي بظلالها سلباً على قضية مشاركة الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إنهم باتوا لا يُظهرون أي رغبة في هذه المشاركة ويساوون ما بين المشاركة والغياب عن الانتخابات.

100% زيادة في أسعار الفاكهة داخل إيران خلال عامٍ واحد

أشارت صحيفة “سبزينه” الاقتصادية في عددها اليوم إلى الارتفاع الكبير في أسعار الفاكهة داخل إيران والذي بلغ نسبة 100% خلال عام واحد فقط.

 قالت الصحيفة تحت عنوان “100% زيادة في أسعار الفاكهة مقارنة بالعام السابق”(*) إن مختلف أنواع الفاكهة في إيران شهدت ارتفاعاً في الأسعار من 80 إلى 100% مقارنة بالعام السابق 2019.  

 وأوضحت “سبزينه” أن أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار الفاكهة محلياً هو تصدير أغلبها خارج إيران، إلى جانب عدم وجود أراضٍ زراعية كافية لإنتاجها، عدم استخدام الطرق الحديثة في الزراعة، وعدم وجود دعم حكومي.

الدعوة للرد السریع على مقتل فخرى زاده

 دعت بعض الصحف الإيرانية التابعة للمتشددين في أعدادها الصادرة اليوم إلى الرد بشكل سريع على مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخرى زاده الذي جرى يوم 27 نوفمبر الماضي.

 وكتبت صحيفة “وطن امروز” الأصولية تحت عنوان “من أجل عدم الحرب وليس الحرب”(*) تقول إن الانتقام من الذين اغتالوا فخرى زاده سيكبح جماح الولايات المتحدة وإسرائيل من الاستمرار في عمليات الاستهداف داخل إيران.

وانتقدت الصحيفة الداعين في الداخل إلى عدم رد إيران والتزامها الصبر من أجل مستقبل المفاوضات مع الإدارة الأمريكية المقبلة، قائلة إن الجلوس على طاولة المفاوضات بهذا الشكل سيكون من موقع ضعف وبـ”أيدٍ خالية”.   

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى