إيران

مجبرة على الرد.. كيف ستواجه إيران الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق؟

تصاعدت الأحداث سريعًا في منطقة الشام إثر قيام إسرائيل مساء يوم الأول من أبريل الجاري بتنفيذ هجوم ضد القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق تسبب في مقتل بعض أبرز القادة العسكريين التابعين لـ “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني في هذه المنطقة من الشرق الأوسط.

وقد جاء الهجوم في توقيت حساس للغاية تشهد فيه المنطقة منذ أشهر توتراتٍ كبرى ممثلة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والهجمات الأخرى التي يشنها “الحوثيون” في البحر الأحمر وخليج عدن وأثرت على التجارة العالمية والمصالح الإسرائيلية والغربية.

كما جاء هجوم القنصلية الإيرانية في دمشق بعد أيام قليلة من ضربات إسرائيلية كبرى استهدفت مصالح إيرانية في سوريا، وبعد ساعات أيضًا من هجمات متبادلة بين “حزب الله” وإسرائيل، ما يوحي بشكل عام أن المشهد يسير إلى المزيد من التعقيد ليس فقط في الشام أو بين إيران وإسرائيل، بل يرجَّح أن تمتد تفاعلاته أيضًا إلى مناطق واسعة في الشرق الأوسط.

الهجوم الأكثر تأثيرًا منذ مقتل قاسم سليماني

منذ مقتل قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في عملية أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي في يناير 2020، أصبحت القيادة العسكرية في “فيلق القدس” غير مركزة، بمعنى أن هذه الوحدة العسكرية الإيرانية المسؤولة عن العمليات الخارجية لم تعد قيادتها في يد شخصية واحدة كما كان الحال قبل مقتل “سليماني”؛ نظرًا لأن الأخير كان له دور وتأثير ونفوذ داخل الحرس الثوري و”فيلق القدس” والجماعات الموالية لإيران في المنطقة مكنته من أن يكون المسيطر الأول على تحركات هذه الوحدة في الخارج. بل إن دوره، وقربه من المرشد الأعلى “خامنئي”، كان يفوق دور القائد الحالي للحرس الثوري نفسه، حسين سلامي الذي تم تعيينه في المنصب عام 2019 أو سلفه محمد علي جعفري.

وكان “سليماني” دائم التردد بكثافة على الأراضي السورية واللبنانية، حتى أن مقتله قد جاء خلال زيارته العراق بعد سوريا.

وعلى النقيض من ذلك، لا يتمتع القائد الحالي لـ “فيلق القدس” بهذه السيطرة المركزة التي كانت لدى سلفه، ما أعطى دورًا أكبر للقادة الآخرين البارزين فيه وكان من بينهم العميد محمد رضا زاهدي، قائد هذه الوحدة في سوريا ولبنان واليد اليمنى لقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، ونائبه العميد محمد هادي حاجي رحيمي، اللذين قُتلا إلى جانب عدد آخر غير قليل من القادة الميدانيين العسكريين الإيرانيين في سوريا خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وإلى جانب “زاهدي” و”رحيمي”، قُتل في الهجوم الإسرائيلي أيضًا كل من: 

– العميد “حسين أمير الله”، المسؤول عن العمليات والسياسة الإيرانية في سوريا ولبنان داخل الحرس الثوري نفسه.

– “حسين أمان اللهی”، رئيس أركان “فيلق القدس” في سوريا ولبنان.

– “مهدي جلالتي”، ضابط ومستشار عسكري في “فيلق القدس”.

– “محسن صداقت”، ضابط بالوحدة ومن أبرز مسؤولي الإغاثة في مؤسسة “الإمام الخميني للإغاثة”.

– “علي آقا بابايي”، عرّفته المصادر الفارسية الإيرانية على أنه “من مستشاري فيلق القدس النشطين في سوريا”.  

– “علي صالحي روزبهاني”، ويُطلق عليه أيضًا “عباس” بدلًا من علي، وقالت المصادر الإيرانية إنه كان “يخدم كمستشار في سوريا”.    

ومن الجدير الإشارة إلى أنه باستثناء “زاهدي” و”رحيمي” و”حسين أميرالله” و”أمان اللهی”، فإن بقية الضباط الآخرين الذين لقوا حتفهم في سوريا خلال الهجوم الإسرائيلي كانوا من الضباط الشباب صغار الرتب العسكرية.

وعلى أي حال، ومن هذا المنطلق، يمكن وصف الهجوم بأنه الأكثر تأثيرًا داخل وحدات “فيلق القدس” منذ مقتل قاسم سليماني، بل إن هذا الهجوم يعني تصفية “فريق عمليات” الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ما يعني أن “فيلق القدس” سيحتاج إلى “غربلة” جديدة، خاصة وأن هجوم القنصلية كان قد سبقته عمليات أخرى قُتل على إثرها قادة آخرون بارزون في الوحدة من بينهم رضى موسوي، مسؤول الإمداد اللوجيستي لـ “فيلق القدس” في سوريا.

لماذا نفّذت إسرائيل عمليتها ضد القنصلية الإيرانية في دمشق ؟

جاء استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، التي تجاور سفارة الدولة نفسها، في ظل عمليات قصف متبادلة بين وكلاء لإيران في المنطقة وإسرائيل كان آخرها استهداف الجماعات الموالية لإيران في العراق لمدينة إيلات والقاعدة العسكرية البحرية الإسرائيلية بها، وهي عملية تبنتها الجماعات علنًا، حيث قالت إنها قصفت “هدفًا حيويًا في أراضينا المحتلة بالأسلحة المناسبة”، موضحة أن ذلك جاء جرّاء العمليات الإسرائيلة الجارية في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

وقبل ذلك، استهدف “حزب الله” إسرائيل عددًا من المرات كان أحدثها إعلانه استهداف ثكنة “راميم” بصاروخ من نوع “بركان” وقال إنه حقق إصابات مباشرة.

وفي السياق نفسه، أحدث “الحوثيون” أضرارًا كبيرة بالاقتصاد الإسرائيلي جرّاء العمليات التي يقومون بها في البحر الأحمر وخليج عدن ويمنعون من خلالها مرور السفن التجارية الإسرائيلية، إلى جانب استهدافهم أكثر من مرة إسرائيل كان من بينها مهاجمة إيلات نفسها بصواريخ باليستية في فبراير 2024. وكانت إسرائيل قد هاجمت مؤخرًا مواقع في حلب قالت مصادر إيرانية وإقليمية إن إيران كانت المستهدفة منها.

ومع ذلك، يظل الهجوم الأخير الذي قامت به الجماعات العراقية ضد إيلات هو الأكثر استفزازًا لإسرائيل؛ لأنه أصاب أهدافًا مدنية وعسكرية في الوقت نفسه، ما شجعها على الرد على إيران، الراعي لهذه الجماعات. بل إن إسرائيل قالت قبل ساعات من تنفيذ عملية دمشق إنها رصدت هدفًا جويًا جديدًا كان في طريقه إلى المدينة ذاتها.

مقتل 18 قائدًا عسكريًا إيرانيًا بارزًا على يد إسرائيل منذ بداية “طوفان الأقصى”.. الإعلام الإيراني وحادث القنصلية

مثّلت ردود فعل وسائل الإعلام الإيرانية على مقتل عدد من أبرز قادة “فيلق القدس” العسكريين في حادث هجوم القنصلية انعكاسًا واضحًا لتصريحات المسؤولين الإيرانيين إزاء الحادث. وإذا كان الهجوم قد وقع يوم الأول من أبريل الجاري، إلا أن ردود الفعل الأكثر وضوحًا في الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية قد برزت في أعدادها الصادرة يوم 3 أبريل، خاصة بعد الكلمة التي ألقاها المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، فيما يتعلق بالحادث.

وركزت أغلب هذه الوسائل الإعلامية على التحذير والتهديد الواضحين لإسرائيل من تبعات هذه العملية والعمليات الأخرى التي سبقتها. حيث لم يقتصر التناول الإعلامي على حادث القنصلية فقط، بل تعداه إلى الحوادث التي وقعت مؤخرًا، خاصة منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر 2023 و”طوفان الأقصى” والعمليات الخاصة التي قامت بها إسرائيل وقتلت من خلالها عددًا غير قليل من القادة العسكريين الإيرانيين في “فيلق القدس” منذ ذلك التاريخ، فيما يمكن وصفه بأنه “اغتيال غرفة عمليات فيلق القدس”.

وأشار عديد من التقارير والمقالات لكتاب إيرانيين إلى مفهوم واحد وهو أن “إسرائيل تجرّأت أكثر على إيران، وينبغي لذلك الرد عليها”، على الرغم من أن بعض الكتاب ذهبوا إلى أن الهدف الإسرائيلي من العمليات هذه “فتح جبهة جديدة بعد فشها في غزة”، داعين إيران إلى الرد المدروس وعدم الوقوع في هذا “الفخ”.

يعني هذا، على أي حال، أن حالة “الغليان” الراهنة في إيران سببها تجميع المشهد الكامل لعمليات الاغتيال التي قامت بها تل أبيب ضد أبرز قادة هذه الوحدة العسكرية الإيرانية التابعة للحرس الثوري منذ أكتوبر الماضي.

– “اعتماد”: “ستتم معاقبة إسرائيل على يد رجالنا الشجعان”

وقد اتفقت الصحف الإصلاحية والمتشددة على نتيجة واحدة ومسار واحد إزاء التعامل مع هذه الأحداث. وعلى سبيل المثال، نجد صحيفة “اعتماد” الإيرانية تعنون تقريرها الرئيس في عددها الصادر يوم 3 أبريل 2024 بـ “سوف نجعل إسرائيل تندم”، في اقتباس من كلمة المرشد حول الحادث.

وعلقت الصحيفة قائلة “إن النظام الإسرائيلي سوف تتم معاقبته على يد رجالنا الشجعان”. ونجد أن هذا العنوان الذي استخدمته صحيفة “اعتماد” استخدمته أيضًا صحف أخرى متشددة مثل “كيهان”.

أما صحيفة “جمهورى اسلامى” المتشددة فقد تطرقت في عددها باليوم نفسه إلى ردود الفعل الدولية إزاء الهجوم وعنونت تقريرها الرئيس بـ “الإدانات الدولية للهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق”. وقد نشرت الصحيفة في التقرير صورة القادة العسكريين السبعة الذين قتلوا في الحادث. کما بحثت صحف أخرى في “ردود الفعل الإيرانية المحتملة إزاء الهجوم”.

– صحيفة “فرهيختكان”: “عدد القادة العسكريين الذين قتلتهم إسرائيل منذ مارس 2023 وحتى اليوم يصل إلى ضعف العدد نفسه في 9 سنوات”:

أما صحيفة “فرهیختکان – فرهیختگان” المتشددة، فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك وعنونت تقريرها الرئيس بـ “القضاء على إسرائيل من أجل الحفاظ على إيران”، حسب تعبيرها، حيث لم تقتصر نظرة الصحيفة إلى الهجوم الأخير فقط، بل تعدته إلى الهجمات المماثلة الأخيرة التي جرت ضد عسكريين إيرانيين بارزين في الوحدة المسماة “فيلق القدس” من جانب إسرائيل.

وقالت الصحيفة إنه خلال عام واحد فقط (منذ مارس 2023 وحتى اليوم)، قامت إسرائيل بـ 6 هجمات عسكرية “ضد القوات الاستشارية الإيرانية في سوريا، والتي قُتل على إثرها 17 قائد عسكري”، مضيفة أن “هذا العدد يصل تقريبًا إلى ضعف العدد الذي قتلتهم إسرائيل في خلال 9 سنوات مضت. وقالت الصحيفة إن “إسرائيل قد تجرّأت أكثر إزاء إيران”.

– “اطلاعات”: اغتيال 18 قائد عسكري في الحرس الثوري منذ اندلاع “طوفان الأقصى”

وقد ذهبت صحيفة “اطلاعات” الإيرانية الرسمية، أقدم الصحف الإيرانية، إلى المعنى نفسه، حينما نشر الكاتب الإيراني “فتح الله جوادي” مقالًا في الصحيفة تحت عنوان “لم تكن رؤوس أموال قليلة!”، حيث زعم أن “إسرائيل قد تجرأت على إيران أكثر” بعد مقتل قاسم سليماني في يناير 2020 في غارة جوية أمريكية وعدم وجود رد فعل أقوى من إيران إزاء إسرائيل منذ ذلك الحين، حسب قوله. ويضيف الكاتب الإيراني أن إسرائيل تسعى من وراء هذه الهجمات الأخيرة بالتزامت مع الحرب في غزة إلى فتح جبهة حرب جديدة بعد “عدم نجاحها في غزة”، داعيًا إيران إلى عدم السقوط في هذا الفخ وفي الوقت نفسه “عدم السكوت”. وقد أشارت الصحيفة الإيرانية في موضع أخر لها إلى أن إسرائيل اغتالت منذ يوم ديسمبر 2023، بالتزامن مع الحرب في غزة، وحتى يوم 2 أبريل الجاري 18 ضابطًا عسكريًا بارزًا في “فيلق القدس” والحرس الثوري.

لماذا تُعد إيران مجبرة على الرد على عملية دمشق ؟

بعد عمليات متتالية من استهداف إسرائيل لقادة عسكريين إيرانيين بارزين في الحرس الثوري و”فيلق القدس”، يمكن القول إن إيران وقادتها العسكريين والمرشد الأعلى، علي خامنئي، باتوا “مجبرين” على الرد على هذه الهجمات والاغتيالات الإسرائيلية، وذلك لعدد من الأسباب:

  1. تكرار عمليات استهداف أبرز القادة العسكريين الإيرانيين خلال أشهر قليلة:

 تركز العمليات الإسرائيلية مؤخرًا منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة في أكتوبر الماضي على استهداف أبرز القادة الميدانيين في “فيلق القدس”. فإلى جانب القادة البارزين الذين قُتلوا في الهجوم الأخير على قنصلية إيران في دمشق، اغتالت إسرائيل في ديسمبر 2023 المستشار الثاني في السفارة الإيرانية في دمشق “رضى موسوي” الذي كان مسؤولًا بشكل كامل عن لوجستيات الوكلاء الإيرانيين في الشام، ومثّلت عملية مقتله في حينها الاستهداف الأبرز لشخصية عسكرية إيرانية بعد سليماني في 2020.

كما قتلت إسرائيل أيضًا في يناير 2024 كلًا من “صادق اميد زاده”، نائب قائد وحدة استخبارات “فيلق القدس” وقائدًا آخر بارزًا في الوحدة الاستخباراتية نفسها. ومن المثير أن هذه العمليات الإسرائيلية الأخيرة قد جرت على النسق نفسه وبنفس الطريقة التي هوجمت بها القنصلية الإيرانية في دمشق يوم الأول من أبريل الجاري، بل وفي أوقات وأماكن قريبة من بعضها البعض.

  • عدم الرد يعني إحراج إيران والمرشد علي خامنئي:

إن عدم رد إيران هذه المرة على العملية الإسرائيلية سوف يحرجها أمام الجماعات الوكيلة وسيحرج المرشد وكبار القادة العسكريين في الحرس الثوري أمام بقية الضباط في الوحدات الأخرى؛ لأنهم سيقرأون عدم الرد على هذا الكم من العمليات والاغتيالات على أنه “ضعف” من القادة الكبار و”استباحة لهم من عدوهم”. هذا إلى جانب الاعتقاد الإيراني بأن عدم الرد سيجلب المزيد من العمليات الإسرائيلية في المستقبل.

  • نقض شرط عدم تدخل إيران في صراع غزة مقابل عدم مهاجمة أراضيها:

لا شك أن الهجوم على القنصلية الإيرانية يعني مهاجمة الأراضي الإيرانية نفسها. إذ أنه في الأعراف والقوانين الدولية تُعد السفارات ومقرات البعثات الدبلوماسية جزءًا من تراب الدولة التي تمثلها هذه البعثة. ولعل هذا من أهم الأسباب التي قد تدفع إيران إلى الرد بقوة على هذه العملية. ومن جانب آخر، كان الشرط الإيراني الصريح منذ شهر أكتوبر 2023 لعدم الانخراط بشكل جاد في صراع غزة الجاري هو عدم مهاجمة الأراضي الإيرانية نفسها، ما يعني أن نقض هذا الشرط قد يحول من الموقف الإيراني بشكل كبير إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الجاري في غزة منذ العام الماضي.

سيناريوهات الرد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق

تتعدد الأساليب والطرق التي قد تلجأ إليها إيران للرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير ضد قنصليتها في دمشق، وتتمثل فيما يلي:

  1. تصعيد الهجمات ضد الأمريكيين في العراق:

تحتل الجماعات الوكيلة في العراق جزءًا مهمًا من معادلة الأزمة الأخيرة التي نشبت يوم الأول من أبريل الجاري. إذكانت هجمات هذه الجماعات على مدينة إيلات سببًا رئيسًا في الرد الإسرائيلي على إيران باستهداف مقرها الدبلوماسي في دمشق. ومن المتوقع أن تصعد إيران من ورقة هذه الجماعات في العراق من خلال تصعيدها للهجمات والاشتباكات مع القوات الأمريكية هناك.

  • توسيع نطاق الصراع بين “حزب الله” وإسرائيل”:

ينخرط “حزب الله” بالأساس في مناوشات شبه يومية مع إسرائيل منذ اندلاع الصراع في غزة، وكانت بعض الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في الخارج انتقامًا من عمليات الجماعة. وانطلاقًا من احتمالية أن الرد الإيراني على إسرائيل هذه المرة سيكون مختلفًا وسيكون أوسع نطاقًا، يصبح من المرجح بشدة أن تستخدم طهران “حزب الله” لتوجيه هجمات مؤثرة داخل إسرائيل.

  • تفعيل ورقة “الحوثيين”:

من المتوقع أن يلجأ “الحوثيون” إلى توسيع نطاق عملياتهم ضد إسرائيل في البحر والبر، من خلال توجيه هجمات مكثفة ضد الموانيء الإسرائيلية والمواقع المدنية الأخرى، وهي عمليات كانت قد نفّذت بعضًا منها خلال الأشهر القليلة الماضية.

  • توسيع نطاق الصراع خارج منطقة الشرق الأوسط:

يأتي من بين خيارات التعامل الإيراني مع الأزمة الأخيرة أن توسع طهران من نطاق الصراع مع إسرائيل ليشمل مناطق أخرى خارج الشرق الأوسط. وتركز مثل هذه العمليات على الأغلب على الضربات الاستخباراتية بين الجانبين، إلى جانب الهجمات الإلكترونية الواسعة التي تُشن ضد المرافق والبنى التحتية. كما لا يُستبعد أن تشتبك إيران مع سفن إسرائيلية خارج مياه الشرق الأوسط.

وأخيرًا، ينبغي التشديد على أن إيران من جانبها، وإن كانت سترد بشكل واضح وقوي على هذا الهجوم الأخير، إلا أنه من المرجح ألا تنجر إلى صراع أكبر في المنطقة سيضر بمصالحها؛ إذ إن طهران تدرك أن حلفاء إسرائيل لن يتركوها وحدها تواجه إيران ووكلاءها.

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى