إيران

انتقاد تصريحات “ظريف” حول الإسراع في بدء المفاوضات مع واشنطن.. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية اليوم الأربعاء

عرض – علي عاطف

تصدّرت قضيتا رفض البرلمان الإيراني لمشروع قانون الميزانية المقترح للعام الفارسي الجديد 1400 (الذي يبدأ في 21 مارس المقبل) وتصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حول العودة للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية افتتاحيات أغلب الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاربعاء.

 وانقسمت صحف إيران في تناول ما يتعلق برفض مشروع الميزاينة إلى قسمين، الأول انتقد رفض البرلمان للميزانية وهو ما توجهت إليه الصحف التابعة للتيار الإصلاحي؛ نظراً لأن الحكومة الإيرانية يسيطر عليها هذا التيار في الوقت الحالي، والثاني ألقى باللقوم على مشروع قانون الميزانية نفسه ووصفها بـ”المثیرة للجدل” وهو ما قامت به الصحف التابعة للتيار المتشدد.

وإلى جانب هاتين القضيتين، قالت صحف طهران اليوم إن أول شحنة من لقاح كورونا سوف تصل البلاد في أول شهر من العام الفارسي الجديد 1400، أي في شهر مارس الميلادي المقبل، كما تطرقت إلى اختبار الجيش الإيراني لصاروخ جديد أُطلق عليه “ذو الجناح” قادر على الوصول إلى ارتفاع 500 كيلومتر.

وفيما يلي، نتطرق لأبرز ما جاء في الصحف الإيرانية اليوم:

انقسام في الداخل الإيراني حول مشروع ميزانية العام المقبل بعد رفض البرلمان لها

أبدت الصحف الإيرانية اختلافاً واضحاً للغاية في تناول موضوع رفض البرلمان لميزانية العام المقبل. شنت صحف الأصوليين هجوماً على الميزانية، بينما انتقدت الصحف الإصلاحية رفض الميزانية، ولكن بين هذا وذاك أخذت صحفٌ أخرى مثل “اطلاعات” و”ايران” اتجاهاً وسطاً بين هذين التيارين.

“آفتاب يزد”: رفض مشروع الميزاينة رسالة سلبية للغاية للمجتمع والسوق الاقتصادي

ذكرت صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “شهران من النزاع من أجل لا شيء”(*) أن 148 عضواً في البرلمان الإيراني رفضوا مشروع قانون الميزاينة في جلسة علنية أمس الثلاثاء، بينما وافق عليها 99 وامتنع عن الإدلاء بصوته 12 شخصاً آخر.

وأضافت الصحيفة أن رئيس “منظمة الخطة والموازنة” في إيران، محمد باقر نوبخت، أوضح قبل انعقاد الجلسة المُشار إليها أن الموارد العامة في مشروع قانون ميزانية العام المقبل تبلغ حوالي 841 ألف مليار تومان (حوالي 33 مليار و640 مليون دولار أمريكي) وهو ما يمثل 47% زيادة عما سبق، حسب “آفتاب يزد”.

وقال الخبير الاقتصادي “رضا اللهياري” في حوار مع الصحيفة إن رفض بنود الميزانية من قِبل البرلمان يبعث برسالة “سلبية للغاية” إلى المجتمع والسوق الاقتصادي وباقي القطاعات الاقتصادية.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن البرلمان كان عليه إما أن يُعيد مشروع قانون الميزانية إلى الحكومة حتى يتم إصلاحُها، أو أن يتلقّاها البرلمان نفسه ويعمل على تعديلها لاحقاً.

وإلى هذا التوجه نفسه، ذهبت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “صخبٌ كثير من أجل لا شيء”.(*)

“خراسان”: البرلمان رفض الميزانية المثيرة للجدل بسبب مخاوف من ارتفاع معدل التضخم  

مثل نظيراتها من الصحف الموالية للتيار الأصولي في إيران، علّقت صحيفة “خراسان” الأصولية في افتتاحيتها تحت عنوان “رفض الميزانية المثيرة للجدل”(*) قائلة إن “مشروع قانون الميزانية المثيرة للجدل لعام 1400″ أوقِف في البرلمان بسبب اعتراض النواب، وسيتم إعادته مرة أخرى للحكومة لعرضها مرة أخرى على البرلمان.

وتطرقت الصحيفة إلى القول بأن هذا الرفض استقبلته الحكومة الإيرانية “بترحيب عجيب”، مضيفة أن “مشروع ميزاينة عام 1400 كان من بدايته مثيراً للجدل” وبرغم التغييرات العديدة من قِبل لجنة التكامل في البرلمان، إلا أن الميزاينة لم تستطع في النهاية أن تستحوذ على ثقة النواب.

وتطرقت الصحيفة إلى ذكر بعض المعارضين لمشروع القانون وأسباب اعتراضهم، والذين كانوا من بينهم رئيس اللجنة الاقتصادية والنائب عن كرمان، بور إبراهيمي، الذي كان من أسباب رفضه لها ما قاله إن هذه الميزانية سوف تتسبب في المزيد من العجز والتضخم.

ظريف: إيران والولايات المتحدة يمكنهما العودة معاً للاتفاق

 تصدّرت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال حوارٍ له مع المذيعة البريطانية من أصول إيرانية “كريستيان آمانبور” على قناة “سي إن إن” الأمريكية في الأول من فبراير الجاري افتتاحيات بعض الصحف الإيرانية اليوم الاربعاء.

أكد ظريف خلال هذا الحوار على “ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي” المبرم عام 2015 والذي أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خروج واشنطن منه في 8 مايو 2018، وأن إيران “ستكون على الفور مستعدة للاستجابة”.

أثارت هذه التصريحات موجة من الانتقادات لدى الأصوليين في إيران انعكست على ما تناولته الصحف التابعة لهم اليوم، والتي كان من بينها صحيفة “جوان”(*) تحت عنوان “تحول ظريف المفاجئ عن (أمريكا أولاً)”(*)، في إشارة إلى قول ظريف إن على واشنطن أن تعود أولاً إلى الاتفاق.

 ويمكن تفسير هذه الموجة من قِبل المتشددين في إطار الخصومة ما بين التيار الإصلاحي والمتشدد في إيران، حيث يوصف ظريف محلياً على أنه من بين أفراد التيار الإصلاحي.

“وطن امروز”: ظريف غيّر رأيه إزاء أمريكا في ظرف أيام

أطلقت صحيفة “وطن امروز” الأصولية حملة انتقادات لوزير الخارجية الإيراني ظريف إثر تصريحاته مع قناة “سي إن إن” الأمريكية أول من أمس.

قالت الصحيفة تحت عنوان “تراجع خطوة بخطوة”(*) إن ظريف غيّر وجهة نظره تجاه ضرورة عودة الولايات المتحدة من دون قيود أو شروط إلى الاتفاق النووي في ظرف عدة أيام فقط وذلك في “تحول واضح ومتناقض بشكل كامل مع مواقفه السابقة”.

وأضافت الصحيفة أن ظريف تحدث مع “سي إن إن” حول “آلية عودة متزامنة” للاتفاق مع واشنطن وهو ما يمثل تراجعاً عما كان يقوله من ضرورة عودة واشنطن من دون شروط للاتفاق.

واستطردت “وطن امروز” قائلة إن تصريحات ظريف تنم عن “وجهة نظر متفائلة تجاه تطورات السياسة الخارجية الجديدة في البيت الأبيض” فيما يتعلق بمستقبل العودة للاتفاق، وهو ما يجئ في الوقت الذي أوضحت فيه الولايات المتحدة عدم نيتها العودة إليه في الوقت الحالي، حسبما قالت الصحيفة الإيرانية.

“صداى اصلاحات”: ظريف أكد على ضرورة عودة الولايات المتحدة للاتفاق أولاً

على النقيض من الصحف التابعة للمتشددين، لم تنتقد صحف الإصلاحيين تصريحات ظريف، بل ركزت على تصريحه بأن على الولايات المتحدة أن تعود للاتفاق أولاً.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “صداى اصلاحات” إن ظريف أعلن مع “سي إن إن” عن استعداد إيران لبدء صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة، تحت عنوان “ظريف: إيران مستعدة لبدء علاقة جديدة مع أمريكا”،(*) أن ظريف أكد في الوقت نفسه على أن إدارة الرئيس جو بايدن ليس لديها متسع من الوقت للعودة للاتفاق النووي وأن تقلل من آثار ما قامت به إدارة ترامب قبال إيران خلال السنوات الماضية، حسب قول الصحيفة.

وأشارت “صداى اصلاحات” إلى أن ظريف أكد على أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي قائلاً “لو أردنا صنع سلاح نووي لاستطعنا منذ فترة أن نقوم بهذا الشيء”. وحاولت “صداى اصلاحات” الدفاع عن ظريف فأشارت إلى أنه تطرق لقضية عدم التزام إيران بتعهداته في الاتفاق محاولاً تبرير ذلك.

إيران: سننتج أول لقاح إيراني مضاد لكورونا خلال فترة مارس/أبريل المقبل

نقلت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، في افتتاحيتها تحت عنوان “إنتاج اللقاح الإيراني في شهر فروردين”،(*) عن رئيس “لجنة تنفيذ أمر الإمام”، محمد مخبر، إعلانه اعتزام إيران إنتاج أول لقاح إيراني مضاد لكورونا في الشهر الأول من العام الفارسي المقبل 1400 (الذي يبدأ في 21 مارس المقبل).

وأشار مخبر إلى أن طهران تنوي تصدير اللقاح إلى الخارج إذا ما حققت اكتفاءً محلياً به، وأن بلاده لا ترفض استيراد لقاح خارجي إذا تأخر إنتاج اللقاح المحلي.

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى