
“الهجوم الإرهابي على القاعدة الأمريكية في أربيل” .. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء
عرض – علي عاطف
شغل الهجوم الصاروخي الإرهابي الذي استهدف القاعدة الأمريكية الجوية في أربيل بالعراق حيزاً كبيراً من اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاربعاء. وتركز تسليط الضوء على هذه القضية من جانب الصحف التابعة للتيار الأصولي في إيران، بينما لم تتطرق الصحف الإصلاحية على الناحية الأخرى بشكل كبير لهذا الهجوم.
وعلى الرغم من أنها حاولت نفي تورط إيران في الحادث، فقد وصفت أغلب الصحف الإصلاحية الهجوم بأنه “انتقام“، مثلما ذكرت ذلك صحيفتا “وطن امروز” و”كيهان“.
وعلى ما يبدو اقتناعاً منها بأن الطريق أمام إعادة التفاوض على الاتفاق النووي ليس سهلاً أو ممهداً خاصة بعد تصريحات الجانبين الإيراني والأمريكي الأخيرة بشأن ضرورة التزام طهران ببنود الاتفاق النووي في مقابل رفع الولايات المتحدة للعقوبات، ألقت عدة صحف إيرانية الضوء على الكيفية التي يتم من خلالها “إنقاذ” الاتفاق النووي، حسب وصف صحيفة “ابتكار” الإصلاحية، والكيفية التي يمكن من خلالها الشروع في مفاوضات جديدة.
وفي شأن آخر ليس ببعيد، سلّطت العديد من صحف إيران اليوم الضوء على موافقة البرلمان الإيراني أمس على مشروع قانون الميزانية الجديدة لعام 1400 (الذي يبدأ في مارس القادم) وذلك بعد أشهر من الخلاف بين الحكومة التي يسيطر عليها الإصلاحيون برئاسة حسن روحاني والبرلمان الذي يتألف أغلبه من المتشددين. وعلّقت صحيفة “جام جم” الإصلاحية على هذه الموافقة في افتتاحيتها تحت عنوان “الحكومة عدلت الميزانية، ووافق البرلمان”.
وحول اقتراب احتفال الإيرانيين بعيد النوروز السنوي، أو عيد رأس السنة الفارسية الذي يوافق 21 مارس، أشارت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية إلى مخاطر التجمع والانتقال المصاحبة لهذه الاحتفالات بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وفيما يلي، نتطرق لأبرز ما جاء في الصحف الإيرانية اليوم:
وصفته بـ” الانتقام”، كيف رأت صحف إيران الهجوم على القاعدة الجوية الأمريكية في أربيل؟
“كيهان”: جماعة “سرايا أولياء الدم” مسؤولة عن الهجوم، وهي تسعى لـ”الانتقام”
قالت صحيفة “كيهان”(*) الأصولية التابعة لمكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن الهجوم تم عن طريق استخدام 24 صاروخ من عيار 107 ملم. وأضافت الصحيفة أن مجموعة يُطلق عليها “سرايا أولياء الدم” تبنت الهجوم وأعلنت عن ولادتها بذلك.
وذكرت الصحيفة أن هذه الميليشيا تسعى لـ “الانتقام”، حسب وصفها.
“اعتماد” تحاول نفي تورط إيران في الهجوم
حاولت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية في مقال للكاتب “شهاب شهسواري” تحت عنوان “المؤامرات الدموية في الإقليم“(*) نفي تورط إيران في الهجوم مشيرة إلى تصريحات الخارجية الإيرانية أمس في هذا الصدد.
وذكرت الصحيفة أن “جماعة ميليشاوية نشأت مؤخراً في العراق” أعلنت مسؤوليتها عن الحادث وأن هذه الجماعة تطلق على نفسها “سرايا أولياء الدم”. وقالت الصحيفة إن بيان هذه الميليشيا الأخير الذي أعلنت فيه مسؤوليتها عن الحادث يُعد الثالث الصادر عنها منذ 24 أغسطس 2020، مضيفة أنها تنشط في مناطق بين محافظات نينوي وأربيل العراقيتين.
وحاولت “اعتماد” ضمن موضوعها نفي تورط إيران في الحادث، ونقلت تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، التي نفى فيها تورط طهران مطالباً العراق بتعقب مرتكبي الحادث.
“جوان”: الهجوم تزامن مع تقارير تفيد بنقل واشنطن بعض قواتها من بغداد لتستقر في أربيل
تحدثت صحيفة “جوان” الأصولية بشكل أكثر وضوحاً عن دوافع الهجوم الإرهابي الذي استهدف القاعدة الجوية الأمريكية في أربيل العراقية.
قالت الصحيفة تحت عنوان “العراق أصبح غير آمن لأمريكا تحت إدارة بايدن”(*) إنه بعد مرور عددٍ قليل من الأسابيع على تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن، “أرسل العراقيون أول تحذير صاروخي إلى واشنطن”.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة نقلت خلال الأشهر الأخيرة بعض القوات والمعدات اللوجيستية من بغداد إلى إقليم أربيل “حتى أن بعض المصادر زعمت أن سفارة واشنطن من المقرر آيضاً أن تنتقل إلى إقليم كردستان”، حسبما تقول الصحيفة الإيرانية.
وحول عملية النقل المذكورة والعلاقة بينها وبين الهجوم الأخير، قالت صحيفة “خراسان” الأصولية كذلك تحت عنوان “رسائل الهجوم الصاروخي في أربيل إلى بايدن “(*) إن أحد الأسباب وراء هذا الحادث هو إرسالة رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي بأن شمال العراق لن يكون آمناً.
البرلمان الإيراني يوافق على مشروع الميزانية الجديدة للعام المقبل

وافق البرلمان الإيراني أمس الثلاثاء في جلسة علنية له على مشروع قانون الميزانية الجديدة للعام 1400 (يبدأ في 21 مارس 2021). وفي هذا الصدد، أشارت الصحف، إصلاحية وأصولية، إلى أنه على الرغم من موافقة البرلمان، إلا أن الميزانية لا تزال تواجه مشاكل في بنودها من أبرزها التضخم.
وقد ركزت الصحف الأصولية في تناولها لهذه الموافقة بشكل أكبر على انتقاد الميزانية وتسليط الضوء على أوجه عيوبها.
“ابتكار”: على الرغم من تعديله، لن يحل مشروع قانون الميزانية الجديدة مشكلة التضخم
قالت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “المحطة الأخيرة للميزانية المثيرة للجدل”(*) إن المشرعين في البرلمان وافقوا أمس الثلاثاء على مشروع قانون تعديل الميزانية الجديدة وذلك بعد “صراعات متعددة“.
وأشارت الصحيفة إلى أن 211 برلماني وافق على الميزانية المعدلة بينما رفضها 28 وامتنع 6 آخرين عن الإدلاء بأصواتهم، وذلك من بين إجمالي 252 نائب كان حاضراً في الجلسة أمس.
وحول الأثر الاقتصادي للميزانية المعدلة، قال الباحث الاقتصادي “سياوش غيبي بور” للصحيفة إن الميزانية الجديدة لا تتمتع بوجود علاقة منطقية ما بين مصادر الدخل والإنفاق بسبب الهيكل التضخمي للاقتصاد الإيراني الذي تدهور مؤخراً بسبب العقوبات وتداعيات انتشار فيروس كورونا، حسب الباحث.
وأشار سياوش إلى أن ميزانية العام المقبل المعدلة لن تستطيع تغيير مسار التضخم الاقتصادي في إيران.
“وطن امروز”: تعليق إيران تنفيذ البروتوكول الإضافي في الاتفاق النووي جاء في إطار المهلة المحددة لبدء المفاوضات في 21 فبراير الجاري

ذكرت صحيفة “وطن امروز” الأصولية في افتتاحيتها تحت عنوان “بدون تحرك“(*) أن تسليم سفير إيران وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب أبادي، رسالة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تفيد بـ “وقف العمل التطوعي” طبقاً لبنود الاتفاق النووي، والذي ستوقف إيران بموجبه عمليات التفتيش النووية بدءً من 23 فبراير الجاري، يجيء في إطار “عدم اهتمام” الأطراف المعنية ببدء المفاوضات النووية.
وألمحت الصحيفة ضمناً إلى أن القرار يهدف للضغط من أجل بدء هذه المفاوضات.
عيد النوروز وانتشار كورونا في إيران

تطرقت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “كورونا؛ مسافر رحلات النوروز“(*) إلى المخاطر التي من المتوقع أن تنجم عن الاحتفال بعيد رأس السنة الفارسية (عيد النوروز) في إيران في ظل انتشار فيروس كورونا.
قالت الصحيفة الإيرانية إنه في الوقت الذي اقتربت فيه صناعة السياحة في البلاد من “الإفلاس الكامل” وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة، فإنه ليس من المتوقع أن يتجنب الناس السفر والانتقال داخل البلاد عند احتفالهم بعيد النوروز خلال الشهر المقبل.
وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور عام على أزمة كورونا، أثبتت الأخيرة أن السفر يجيء كأولوية أولى للمواطنين.
وحذّرت الصحيفة من تفاقم نسبة المصابين والوفيات خلال الأيام المقبلة نتيجة التجمعات المتوقعة، في الوقت الذي تشهد فيه إيران بالفعل تزايداً في عدد هذه الحالات.
باحث بالمرصد المصري



