“رويترز”: 4 خلفاء محتملين لتزعم “داعش” بعد مقتل القريشي
عرض – على عاطف
نشرت وكالة أنباء “رويترز” يوم الاربعاء 9 فبراير تقريرًا حول أبرز المرشحين المحتملين لتولي زعامة تنظيم “داعش” الإرهابي بعد مقتل “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي” على يد القوات الخاصة الأمريكية في 3 فبراير الجاري.
وقد رجّح التقرير المنشور تحت عنوان “مِن المرجّح أن تختار داعش عراقيًا متمرسًا في القتال كزعيم مقبل“، وبناء على حوار أُجري مع خبير عراقي، أن يكون الخليفة المقبل من بين “العراقيين المتمرسين في القتال الذين ظهروا في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003”.
من هم المرشحون لخلافة القرشي؟
تقول “رويترز”، طبقًا لحوارات قامت بها مع خبراء أمنيين عراقيين، إن مجموعة الخلفاء المحتملين لأبو إبراهيم القريشي الذي فجّر نفسه خلال عملية أمريكية للقبض عليه في سوريا الأسبوع الماضي، تشمل قائدًا أعلنت بغداد وواشنطن في وقت سابق عن مقتله العام الماضي.
ووصفت الوكالة مقتل القرشي، 45 عامًا، بأنه “ضربة ساحقة أخرى” لتنظيم “داعش” الإرهابي بعد مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في غارة مماثلة عام 2019.
وتوضح الوكالة الإخبارية أن القريشي لم يكن يتحدث علانية مع عناصر التنظيم أو اتباعه، كما أنه كان يتجنب الإتصالات الإلكترونية وأشرف على عمليات تحرك قتالية تابعة للتنظيم كانت تقوم بها وحدات صغيرة وذلك بعد الضربات التي تلقاها من القوات العراقية والأمريكية.
وتوقعت الوكالة أن يعلن “داعش” عن الخليفة الجديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك في الوقت الذي لا يزال يشن “تمردًا قاتلًا” في الشرق الأوسط بعد فقده السيطرة على مساحات واسعة في سوريا والعراق منذ 2014 إلى 2017.
ويقول الخبير العراقي “فاضل أبو رغيف” في تصريحات لـ “رويترز” إن هناك ما لا يقل عن 4 خلفاء محتملين بعد مقتل القرشي، وهم:
- “أبو خديجة”، الذي كان يتولى زعامة التنظيم في العراق.
- “أبو مسلم”، زعيم التنظيم في محافظة الأنبار العراقية.
- “أبو صالح”، الذي لا تتوافر معلومات كافية عنه لكنه كان مقربًا من البغدادي والقرشي.
- “أبو ياسر العيساوي” المرشح الرابع المحتمل لخلافة القرشي، ولكن تتضارب الروايات بشأن مقتله من عدمه.
وتضيف الوكالة أن “العيساوي” لديه “خبرة عسكرية طويلة”. وأشارت أنه كان قد تم الإبلاغ عن مقتل “العيساوي” في غارة جوية خلال شهر يناير 2021 قامت بها القوات العراقية والتحالف الذي تقوده واشنطن لقتال التنظيم في العراق وسوريا.
واستطردت “رويترز” أن مسئولًا أمنيًا عراقيًا أكد وجود شكوك حول بقاء “العيساوي” على قيد الحياة مرجحًا أنه “إذا لم يمت، فسيكون مرشحًا ولديه الآلاف من الداعمين”.
مجموعة “الأنباري” وخليفة “داعش” الجديد
يوضح المسئول العراقي أن تنظيم “داعش” كان يقوم على الأرجح بعملية تمشيط أمني بشأن وجود تسريبات محتملة قادت إلى مقتل القرشي وأيضًا قبيل الاجتماع لاختيار “أو الإعلان عن خليفة”.
أما رئيس تحرير مجلة “”نيو لاينز”، حسن حسن، فهو يرى، حسبما ذكرت “رويترز”، أن الزعيم الجديد لـ”داعش” من الممكن أن يكون من بين المقاتلين “العراقيين المخضرمين”. وأضاف حسن أنه إذا اختاروا شخصًا خلال الأيام المقبلة، فإنه سوف يكون من هذه الدائرة والمجموعة التي كانت جزءً من مجموعة “الأنباري” التي عملت تحت اسم “داعش” منذ الأيام الأولى.
واستطردت “رويترز” أن العديد من الخبراء في دولٍ مختلفة يتفقون على أن “داعش” لن يستعيد خلافته المزعومة وفي الوقت نفسه يتفقون أيضًا بشأن نتائج مقتل القريشي على التنظيم. وأشارت الوكالة إلى أنه من المحتمل أن يستمر القتال ضد “داعش” لسنوات قادمة في ظل قادة جدد للتنظيم.
كيف يتحرك التنظيم في الوقت الحالي؟
وصرّح أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين لـ”رويترز” قائلاً إن وحدات “داعش” تعمل في سوريا كشبكة من الجماعات الفردية من أجل تجنب استهدافهم، “ولذلك لا نعتقد أن مقتل القرشي سيكون له تأثير هائل”، كما أن تتبع عناصر هذا التنظيم بات صعبًا “لأنهم توقفوا منذ فترة طويلة عن استعمال الهواتف المحمولة للاتصال”.
“لقد وجد تنظيم داعش منذ هزيمته على الأرض عام 2017، أنه من السهل التحرك بين البلدين (العراق وسوريا) بمساعدة فجوة في مناطق السيطرة بين مختلف القوات المسلحة”، حسب “رويترز” التي نقلت عن مسؤولين أمنيين وعسكريين أن طول الحدود العراقية مع سوريا البالغة 600 كليومتر يجعل من الصعب للغاية على القوات العراقية منع المسلحين من التسلل عبر الأنفاق تحت الأرض.
أسلوب قيادة جديد للتنظيم الإرهابي
يقول لاهور طالباني، رئيس مكافحة الإرهاب السابق في إقليم كردستان العراق إن بعض قادة التنظيم بإمكانهم التنقل برًا عبر كامل الحدود العراقية، مضيفًا لرويترز أنه “لم يتم القضاء على داعش، ولا اعتقد أننا تمكنا من إنهاء المهمة”.
ويتوقع “أبو رغيف” أن خليفة القرشي قد يتسم بـ”مؤهلات عسكرية أقوى من القرشي” الذي كان يُنظر إليه على أنه “عقل شرعي أكثر من كونه عسكريًا”، حسبما تضيف رويترز. ورجّح الخبير العراقي أن الهجمات الإرهابية المستقبلية للتنظيم “ستتغير في طابعها طبقًا لأسلوب القائد الجديد الذي قد يتبنى هجمات كبيرة مكثفة، تفجيرات أو انتحاريين”.
ويتوقع حسن حسن أن يؤدي مقتل القرشي إلى “خفض الروح المعنوية” لعناصر التنظيم قائلًا إن “داعش أيضًا أسير الشخصيات والأفراد الأكثر ثقة”.