
انتقاد واسع “لتجول” شرطة إيران بالمتهمين في الشوارع.. أهم ما جاء في صحف “طهران” اليوم الأربعاء
عرض – علي عاطف
سلطت الصحفُ الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء الضوءَ على عددٍ من الملفات كان من أبرزها الجدل المثار حول قضية التجول بالمتهمين في الشوارع وإعلان الحرس الثوري دخوله مجال مكافحة تفشي فيروس كورونا في إيران إلى جانب عددٍ آخرَ من التطورات الخارجية وأهمها العلاقات مع الولايات المتحدة وانتخاباتها الرئاسية.
وفيما يلي نستعرضُ أهمَّ ما جاء في صحف إيران اليوم:
قائد الحرس الثوري يصف المواجهة مع كورونا بأنها أصعب من الحرب مع صدام حسين

ركزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم على قضية أساسية وهي إعلان قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، استخدام جميع الإمكانات المتاحة لدى الحرس للمشاركة في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وتطرقت صحيفة “جوان” المقربة من الحرس الثوري الإيراني إلى هذا الإعلان تحت عنوان “مواجهة الكادر الطبي لكورونا أصعب من الدفاع المقدس (الحرب مع العراق)”.(*)
تناولت “جوان” تصريحات قائد الحرس الثوري التي قال فيها إنه سيضع جميع قدرات الحرس الثوري تحت تصرف وزارة الصحة لمكافحة فيروس كورونا بما في ذلك المستشفيات الميدانية والمتنقلة، والقدرات الطبية الأخرى لقوات البسيج (التعبئة).
وأكد سلامي على أن جهود مكافحة كورونا ستقوم بها خلال الأيام المقبلة وزارةُ الصحة الإيرانية جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري. وشبّه سلامي عملية مواجهة فيروس كورونا بحرب الثمان سنوات مع العراق (1980-1988) قائلاً “ربما هذه الساحة هي أصعب بكثير من حرب الدفاع المقدس”.
انتقاد واسع لتجول شرطة إيران بالمتهمين في الشوارع وتشبيهه بسلوك “داعش” الإرهاربي

استحوذت قضية تجول الشرطة الإيرانية للمتهمين بالشوارع على مساحة كبيرة من اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، حيث انتقدت الصحف هذا السلوك وشبهته بسلوك تنظيم “داعش” الإرهابي.
“مردم سالاري”: التجول بالمتهمين في الشوارع جريمة وأمر غير قانوني
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “مردم سالارى” الإصلاحية في تقرير لها تحت عنوان “تدخل السلطة القضائية في قضية التجول بالمتهمين”(*) تقول إن انتشار فيديوهات تتعلق بالتجول بالمتهمين في الشوارع أثارت موجة من الانتقاد على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت الصحيفة أن هذا الفعل له سوابق في الماضي تعود إلى عصر ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979، مؤكدة أن الشرطة الإيرانية تقوم بهذا الفعل في الوقت الذي لا تملك فيه تعريفاً محدداً للمجرمين، مشيرة إلى أن القيام بذلك يُعد جُرماً وأمراً غير قانوني.
“شرق”: القضاء يتدخل في قضية التجول بالمتهمين في الشوارع
أكدت صحيفة “شرق” الإصلاحية تحت عنوان “التعامل مع المتجولين بالمتهمين“(*) أن القضاء الإيراني تدخل في قضية تجول الشرطة الإيرانية بالمتهمين في الشوارع وأمر النيابة العامة في العاصمة طهران بالتحقيق في الأمر.
وقالت الصحيفة إنه برغم الانتقاد الواسع الذي واجهه الحدثُ إلا أن البعض دافعوا عنه، وكان من بينهم قائد شرطة طهران “حسين رحيمي” الذي برر ذلك بأنه جاء للردع بعد أن قام المتهمون قبل اعتقالهم بجرائم كالابتزاز والبلطجة وأن هذا الأمر لا يحدث مع جميع المجرمين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التبريرات التي أوردها رحيمي، في تصريحاته أمام الصحفيين إلا أن المواطنين لم يقتنعوا بذلك واستمروا في الانتقاد.
زيادة معدل هجرة الممرضات الإيرانيات إلى الخارج

ألقت صحيفة “مردم سالارى” الإصلاحية في تقرير عنونته بـ “الزيادة القياسية في هجرة الممرضات”(*) الضوء على المشكلات الكثيرة التي تواجهها الممرضات داخل عملهم وأوضاعهم المعيشية بإيران.
تقول الصحيفة إن موجة كبيرة من هجرة الممرضات الإيرانيات إلى الدول الأجنبية قد بدأت خلال الأسابيع القليلة الماضية وبالتزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وأوضحت “مردم سالارى” أن 1000 ممرضة أخرى قدمن خلال الأيام القيلية الماضية طلباتٍ للخروج من إيران.
وفسّرت الصحيفة ذلك بأنه يرجع لعدة عواملَ من بينها الأوضاع المعيشية السيئة التي يواجهنها في الفترة الحالية وخلال الـ8 أشهر الماضية، عدم دفع رواتبهن لأشهر، وإصابة الكثير منهن بفيروس كورونا.
وأكدت الصحيفة أن لكل ألف مواطن إيراني هناك 5.1 ممرضة وهو نصف المتوسط العالمي.
إيران تحتل المرتبة السابعة بين أكبر الدول ذات معدلات التضخم المرتفعة عالمياً
كان من بين أهم القضايا التي تناولتها صحفُ إيران اليوم هي تفاقم سوء الأوضاع الاقتصادية، والتي من بين أهم مؤشراتها ارتفاع معدل التضخم.
كتبت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية تقول “إنه مما لا شك فيه أن أحد أهم التحديات الاقتصادية في إيران خلال العقود القليلة الماضية هي ظاهرة التضخم“.
أوضحت الصحيفة في المقال المعنون بـ “الحياة في معدل تضخم صفري!”(*) أن جميع البرامج الاقتصادية للمسؤولين الإيرانيين خلال الفترة الماضية لم تستطع التقليل من حدة التضخم وإيصاله إلى أقل من 10%.
تضيف الصحيفة أن إيران تحتل المرتبة الـ7 عالمياً بين أكبر الدول ذات معدلات التضخم المرتفعة، وذلك بعد دولٍ من بينها فنزويلا، زيمبابوي، والأرجنتين. ودعت الصحيفة إلى السيطرة على حجم السيولة النقدية، التصدي للفساد الاقتصادي، وزيادة قيمة العملة من أجل مواجهة ظاهرة التضخم.
زيادة تصل إلى 155% في قيمة تذاكر الطيران المحلي في إيران

أثارت صحيفة “صداى اصلاحات” تحت عنوان “ما هی قصة سعر تذكرة الطيران الجديد”(*) إحدى القضايا التي تشغل الرأي العام المحلي في إيران، وهي زيادة قيمة أسعار تذاكر الطيران المحلية بقيمة تصل في بعض الأحيان إلى 155% من سعرها الأصلي.
توضح الصحيفة أن هذا الأمر من المقرر أن يبدأ في أول الشهر الفارسي الجديد “آبان”، أي بعد أسبوعٍ من الآن. ووصفت “صداى اصلاحات” هذا التطور بأنه قرار يفتقد إلى الحكمة. وتقول الصحيفة إن هناك علاقة بين ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، مقارنة بالعملة الإيرانية (الريال)، وهذه الزيادة في أسعار التذاكر المحلية بإيران.
وتضرب الصحيفة مثالاً على هذه الزيادات قائلة إن الزيادة في أسعار رحلات الطيران بين “تبريز وبندر عباس” ستصل إلى 491 ألف تومان (حوالي 16 دولار أمريكي) على الأقل و2.6 مليون كحد أقصى، بينما سترتفع في الرحلات بين “طهران ومشهد” إلى 1.35 مليون تومان (42 دولار).
إيران: لم نوقف برنامجنا النووي على الرغم من عقوبات الولايات المتحدة
نشرت صحيفة “ايران” المتشددة مقالاً للكاتبة “مريم سالارى” حاولت فيه التأكيد على أن استخدام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لأداة العقوبات على إيران لا يُعد إنجازاً له؛ لأنه لم يحقق الهدف منه وهو إيقاف البرنامج النووي الإيراني، والصاروخي كذلك.
تقول سالاري في مقالها بعنوان “الضغط على إيران ليس إنجازاً انتخابياً لترامب”(*) إن سياسة “الضغط القصوى” الأمريكية على إيران أمر واقع لا يمكن إنكارُه، إلا أنه يجب إعادة النظر في نتائجها على إيران والتي ترغب في تحقيقها الإدارة الأمريكية.
فإيران، حسب الصحيفة، لم تتوقف عن برنامجها النووي بل سرّعت منه، وكذلك لم ينتهِ مشروعها الصاروخي بل إنه حصل على المشروعية القانونية عن طريق القرار الأممي رقم”2231″.
باحث بالمرصد المصري