إيران

الصحف الإيرانية وتطورات المشهد الداخلي

تناولت الصحفُ الإيرانية الصادرة اليوم السبت الموافق 12 سبتمبر عددا من القضايا والملفات الداخلية والخارجية، كان من أبرزها المناورات العسكرية التي أطلق عليها “ذو الفقار 99” وعددا آخر من القضايا المحلية كمراسم الأربعين وأزمة السيارات، إلى جانب قضايا خارجية ذات أهمية كالانتخابات الرئاسية الأمريكية وتطورات الملف النووي.

وفيما يلي نتطرق لأبرز هذه الملفات والقضايا:

مناورات “ذو الفقار 99” … رسالة إيرانية للخارج   

 ألقت صحف إيران الضوء كثيرا على المناورات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإيراني “ذو الفقار 99” والتي انطلقت يوم الخميس الماضي جنوب البلاد بمشاركة القوات البرية، البحرية، والجوية على مساحة مليوني كم مربع من شرق مضيق هرمز في الخليج العربي إلى شمال المحيط الهندي، حيث تناولت أهدافها وطبيعة الأسلحة المشاركة فيها.

ففي افتتاحيتها الصادرة اليوم، سلّطت صحيفة “اطلاعات” شبه الرسمية الضوء على هذه المناورات، حيث جاء في ملف لها بعنوان “استعراض القدرة الدفاعية الإيرانية”(*) أن هذه المناورات تستعرض مرة أخرى قدرة الجيش الإيراني في البحر.

 وتناولت الصحيفة كيفية استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة الإيرانية كطائرة “سيمرغ” المسيرة، صاروخ “قادر” أرض جو، وكذلك صاروخ شلمجه الدفاعي، وكذلك التنسيق بين وحدات الجيش.

وتطرقت صحيفة “كيهان” المتشددة في مقال بعنوان “العملية الناجحة لغواصة فاتح وطائرة كمان 12 في مناورة ذو الفقار 99 الكبرى”(*) إلى أهداف هذه المناورات قائلة إنه تم طرحُ خطط تكتيكية هجومية ودفاعية في هذه المناورات من أجل تأمين الميان الإيرانية وحفظ خطوط النقل والمواصلات.  

وتضيف الصحيفة أن هذه المناورات تبعث برسالة ضمنية إلى الأنشطة الجوية المعادية لإيران في المنطقة بأنها، حسب الصحيفة، ليست بعيدة عن القدرات الجوية لطهران. وأشارت “كيهان” إلى أن هذه المناورات المشتركة شهدت تدمير وحدات سطحية وعائمة للعدو عن طريق إطلاق صواريخ كروز المسماة بـ “قادر”.

إيران: لن نتدخل في الانتخابات الأمريكية

 تتوجس إيران خيفة من مستقبل ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. ويبدو أن ذلك يلقي بصداه على الصحف الإيرانية، التي تتوجه وتناقش الجوانب المختلفة لهذه الانتخابات.

وأفردت صحيفة “مردم سالارى” الإصلاحية مساحة كبيرة لمناقشة هذه الانتخابات. فقد تطرقت الصحيفة في موضوع لها بعنوان “رفض تدخل إيران للتأثير على الانتخابات الأمريكية”(*) إلى أحد إحدى القضايا المثارة بشأن محاولة إيران التأثير على الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل.

نقلت الصحيفة ما قالته وزارة الخارجية الإيرانية من أن “طهران لا يهمها هُويّة الشخص الذي يترأس (الولايات المتحدة) في البيت الأبيض”، ولذلك فهي لا تسعى إلى التدخل في الانتخابات، مضيفة أن ما يهم طهران هو التزام واشنطن بالاتفاقيات الدولية، فيما يبدو إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015. ونفت الصحيفة ما أوردتنه شركة “مايكروسوفت” من قيام قراصنة إلكترونيين على علاقة بإيران ويتلقون الدعم من حكومتها بمحاولة التأثير على انتخابات واشنطن.    

 أما الكاتب الإيراني وخبير الملف النووي “حسن بهشتى بور” فقد دعا في مقالٍ له، بصحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية بعنوان “إيران ومصير الانتخابات الأمريكية”(*)، الحكومة الإيرانية إلى عدم التأويل وانتظار نتيجة الانتخابات الأمريكية قائلاً إن هناك “مبدأ أصيل في التخطيط وهو أنه مهما كان رئيس أمريكا يجب أن نستطيع استكمال عملنا”. وأضاف الكاتب أنه لو فاز ترامب أو غيره فلا يُنتظر أن تكون هناك انفراجة. وأكد بهشتي بور على أنه لا أحد يمكنه توقع نتيجة الانتخابات الأمريكية أو فوز أحد المرشحين، سواء ترامب أو جو بايدن.

وعلى الجانب الآخر، استمرت الصحف الإيرانية في مهاجمة الرئيس ترامب وسياساته سواء الداخلية أو الخارجية. فقد أبدت “كيهان” دعمها للاحتجاجات الجارية في الولايات المتحدة بشأن مقتل بعض المواطنين من ذوي البشرة السمراء على يد الشرطة، وانتقدت صحيفة “إيران” سياسة ترامب في التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

العقوبات الأمريكية ومستقبل الاتفاق النووي

تناولت صحف إيران التطورات الخاصة بالعقوبات الأمريكية والملف النووي الإيراني، وخاصة ماي يُعرف بـ”آلية الزناد” التي تعني إعادة فرض الولايات المتحدة العقوبات على إيران.

وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة “اطلاعات” حواراً مُطوّلاً مع أستاذ الشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون بالولايات المتحدة “فرانك فون هيبل” نشرته تحت عنوان “تفعيل الزناد من جانب أمريكا، إجراء بلا معنى”(*) تطرقت خلاله إلى آلية “الزناد” وعقوبات واشنطن على طهران بشكل عام وقضية حظر السلاح عليها، إلى جانب علاقات الأوروبيين مع إيران. أدلى الأستاذ الأمريكي بآراء تتفق مع وجهات النظر الإيرانية الرامية إلى عدم تفعيل آلية الزناد ورفع حظر السلاح عن إيران، إلى جانب ما يراه الإيرانيون من ضرورة وقوف الجانب الأوروبي معهم.

وأكدت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية على النقطة الأخيرة سالفة الذكر وذلك في مقال بعنوان “رسالة الاتفاق النووي الصريحة من جانب أوروبا إلى رئيس الولايات المتحدة”(*)، حيث شددت على ضرورة وجود دعم أوروبي اقتصادي لإيران في ظل العقوبات الأمريكية الحالية.

تفاقم المشكلات الاقتصادية في إيران بالتزامن مع وباء كورونا

   سلَطت الصحف الضوء على عدد من القضايا المحلية من أهمها الأوضاع الاقتصادية المحلية في إيران بالتزامن مع انتشار وباء كورونا. تحدثت صحيفة “شرق” الإصلاحية في مقال بعنوان “نمذجة التضخم في الاقتصاد الإيراني”(*) عن الأزمة التي يواجهها المواطنون في إيران بشأن السيولة المالية في سوق الأسهم والبورصة وقلقهم من توافر هذه السيولة.

  أما صحيفة “كيهان” الموالية للنظام الإيراني والمتشددين فقد تحدثت عن سوء الأوضاع المالية والاقتصادية الخاصة بصناعة السجاد في إيران وذلك في مقال بها بعنوان “إيران .. ثالث أكبر مصدر للسجاد في العالم”(*)، حيث قالت إن إيران كانت خلال عام 2018 تحتل المرتبة الثانية في هذه الصناعة، بينما باتت في المرتبة الثالثة العام الماضي.

 وتطرقت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية من جانبها إلى ضرورة اتجاه الحكومة الإيرانية إلى التعامل الإليكتروني أكثر في المعاملات المصرفية. جاء ذلك في مقال بعنوان “ضرورة الاهتمام بالخدمات المصرفية الإلكترونية من أجل رفاهية أكثر للعملاء”(*) انتقد استمرار الكثير من المؤسسات، حتى الكبرى منها، في التعامل غير الإليكتروني في ظل التوسع الكبير الذي يشهده العصر الحالي تكنولوجياً. وانتقد المقال بنك “رفاه” الإيراني الذي يُعد أحد أكبر البنوك الرئيسية في إيران، داعياً إياه إلى التوسع في التعامل الإليكتروني تيسيراً على العملاء وقضاء متطلباتهم.

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى