
إحباط في إيران من تصريحات بلينكن حول الاتفاق النووي.. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية اليوم السبت
عرض- علي عاطف
تصدّرت التصريحاتُ الأخيرة لوزيريّ خارجية كلٍ من إيران والولايات المتحدة الأمريكية حول عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي والكيفية والترتيبات المسبقة المتعلقة بهذا الشأن اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت.
فقد تطرقت أغلب هذه الصحف إلى تصريحات محمد جواد ظريف وآنتوني بلينكن في افتتاحياتها.
وانتقدت صحف إيران تصريحات بلينكن التي أكد فيها ضرورة امتثال إيران للالتزامات الواردة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 كي تبدأ واشنطن مفاوضات العودة للاتفاق النووي الذي خرجت منه في مايو 2018، كما أكدت أن بلينكن لم يُشِرْ إلى موعد محدد للبدء في المحادثات.
وعلى الرغم من أن الصحف التابعة للتيارين الإصلاحي والمتشدد في إيران انتقدت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، إلا أن الصحف الأصولية حاولت إضافة هدف آخر من جانبها وهو انتقاد رغبة التيار الإصلاحي في إيران العودة إلى الاتفاق النووي مرة أخرى، وهو الأمر الذي لا يلقى قبول متشددي إيران.
وإلى جانب قضية مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية، تطرقت الصحف الإيرانية اليوم إلى مسألة استيراد لقاح كورونا من الخارج وتفاقم أزمة انتشار الفيروس في بعض المناطق المحلية، على رأسها مدينة مشهد شمال شرقي البلاد.
وفيما يلي، نتطرق لأبرز ما جاء في صحف إيران اليوم
“آرمان ملى”: ضغوط من خارج الولايات المتحدة وراء دفع إدارة بايدن لعدم العودة إلى الاتفاق النووي
قالت صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “الطرفان، أرادا من بعضهما: العودة”(*) إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكد خلال حملته الانتخابية على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وجعلها من بين أولويات إدارته، “إلا أن جماعات الضغط الإسرائيلية تريد الآن إسكات هذا الوعد الانتخابي”.
وأضافت الصحيفة أن وعد إدارة بايدن هذا يقع الآن تحت “ضغوط من خارج الولايات المتحدة”. وانتقدت “آرمان ملي” تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن التي دعا فيها إلى عودة إيران إلى التزاماتها في الاتفاق أولاً قبل أن تعود واشنطن نفسها للاتفاق النووي.

ووصفت الصحيفة الإيرانية دعوة بلينكن المُشار إليها بأنها “غير منطقية”، قائلة إن الولايات المتحدة هي التي خرجت من الاتفاق في البداية.
وأشارت “آرمان ملى” إلى رد ظريف على بايدن في هذا الصدد، والتي جاءت خلال زيارة له إلى تركيا أمس، حيث قال إن الولايات المتحدة هي التي تركت الاتفاق و”واجبها الآن أن تعود إليه وتنفذ التزاماتها”.
وإلى الفكرة نفسها، ذهبت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “تحذير الاتفاق للولايات المتحدة”(*) إلى أن وراء تصريحات بلينكن جماعات الضغط المختلفة التي تسعى إلى إعاقة عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، والتي من بينها، حسب الصحيفة، الجمهوريون في الكونجرس الذين أيدوا خروج ترامب من الاتفاق النووي ويرون أن الأخير يضر بمصالح الولايات المتحدة، وكذلك الديمقراطيون الذين على الرغم من معارضتهم لترامب إلا أنهم يرون ضرورة استمرار سياسة العقوبات على طهران.
كيف رأت صحف إيران تعيين واشنطن لـ “روبرت مالي” مبعوثاً خاصاً لإيران؟
رأت صحيفة “آرمان ملى” تحت العنوان الأخير المُشار إليه آنفاً أن تعيين “روبرت مالي” مبعوثاً خاصاً لإيران من قِبل الرئيس الأمريكي جو بايدن يجئ كـ “إجراء لخفض التصعيد” في العلاقات بين البلدين.
وقالت الصحيفة إن “مالي” يُعد من الشخصيات المؤيدة لخفض التوتر في العلاقات بين طهران وواشنطن ومن داعمي الاتفاق النووي. و
أشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى تغريدةٍ للسيناتور الجمهوري الأمريكي “توم كوتون” على تويتر أشار فيها إلى أن تنصيب مالي سوف يلقى تأييداً كبيراً من جانب الحكومة الإيرانية.
“جوان”: تصريحات بلينكن دليلٌ على فشل رؤية الدبلوماسيين الإيرانيين
حاولت صحيفة “جوان” الأصولية استغلال تصريحات بلينكن لتوجيه النقد إلى الحكومة الإيرانية والتيار الإصلاحي بشكل عام في إيران.
قالت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان “الخيار الإستراتيجي الإيراني في البرنامج النووي”(*) إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن تدل على فشل “الرؤية السائدة بين دبلوماسيي الحكومة” حول أن مجئ إدارة ديمقراطية إلى البيت الأبيض سيعقبه عودة واشنطن للاتفاق النووي. وهي رؤية، تضيف “جوان”، مبسطة للأمور يعتقدها وزير الخارجية ظريف.
“ابتكار”: لا نزال نواجه عوائق دبلوماسية أمام العودة للاتفاق النووي
من جانبها، أبدت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “جدل الخطوة الأولى”(*) عدم تفاؤل بعد تصريحات بلينكن.
قالت “ابتكار” إن البعض في إيران كان يظن أن تولي بايدن رئاسة الولايات المتحدة سوف يُعجِّل بتخفيف العقوبات وتحسين العلاقات بين واشنطن وطهران “إلا أنه يبدو أننا نواجه عوائق دبلوماسية أكثر من أجل العودة مرة أخرى إلى الاتفاق النووي”.
ونفت الصحيفة أن يكون تعيين “روبرت مالي” مبعوثاً خاصاً لشؤون إيران أمراً مساعداً في عودة الظروف إلى ما كانت عليه وقت تفعيل الاتفاق النووي، “وربما تكون أحاديث وزير الخارجية الجديد مؤشراً على هذا البُعد”.
دعوات جدية لشراء حكومة طهران للقاحٍ أجنبي

أكدت العديد من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم على أهمية شراء الحكومة الإيرانية للقاح كورونا من الخارج والتعجيل بذلك.
وأشارت صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية تحت عنوان “الروح، أرخص من هذا؟”(*) إلى أن تزايد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بكورونا في إيران يُلزم الحكومة بشراء “لقاحات” من الخارج وعد الاستمرار في تأزيم المشكلة.
وأوضحت الصحيفة أن من بين اللقاحات الرشحة يأتي اللقاح الصيني أو الروسي، وخاصة الصيني لفعاليته الكبرى. ونقلت “آرمان ملى” عن “محمود واعظي“، مدير مكتب الرئيس حسن روحاني، قوله إن إيران تعمل حالياً على استيراد 2 مليون جرعة من لقاح كورونا من الخارج على 3 مراحل.
ودعت “آرمان ملى” إلى تبني الحكومة الإيرانية للشفافية في مسألة شراء اللقاح من الخارج، إضافة إلى سرعة إتمام عملية استيراده.
الرئيس الإيراني يدعو مواطنيه لتجنب الدخول في الموجة الرابعة من كورونا
دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال اجتماع له الخميس الماضي مع رؤساء اللجان التخصصية في منظمة مكافحة كورونا بالبلاد، إلى الالتزام بإجراءات مكافحة فيروس كورونا؛ منعاً للدخول في الموجة الرابعة للمرض.
وأكد روحاني، حسبما نقلت صحيفة “اطلاعات” الحكومية تحت عنوان “روحاني: يجب أن نتصدى للموجة الرابعة من كورونا عن طريق التعاون“،(*) أن الهدف من هذا التصدي هو عدم إقدام الحكومة على فرض المزيد من الإجراءات التقييدية لمواجهة انتشار المرض.
جرس إنذار كورونا يدق في مدينة مشهد
أوضحت صحيفة “خراسان” الأصولية تحت عنوان “ناقوس کورونا الأصفر في مشهد”(*) أن مدينة مشهد الإيرانية بمحافظة خراسان رضوي شمال شرقي البلاد باتت تعاني من ارتفاعٍ كبير وملحوظ في عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا.

وقالت الصحيفة إن خطر انتشار كورونا من جديد بشكل متفاقم في المدينة قد برز بشدة خلال الأيام الماضية، حيث إن 70% من مرضى المستشفيات الذين يعانون من مرض كورونا بمحافظة خراسان رضوي إجمالاً من ساكني مدينة مشهد.
ولفتت الصحيفة إلى أن عدداً آخر من مدن المحافظة المذكورة بات يعاني من ارتفاع خطر انتشار الفيروس.
باحث بالمرصد المصري



