جدل بشأن ميزانية العام المقبل واحتجاجات أمام القنصلية التركية.. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية اليوم الأحد

عرض – علي عاطف

 استحوذت الدعوات الرامية إلى إعادة النظر في الميزانية الإيرانية للعام المقبل (1400) على اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد.

وإلى جانب ذلك، سلّطت هذه الصحف الضوء على عددٍ آخرَ من أبرز الملفات كان من بينها إعدام الصحفي المعارض “روح الله زم” والدعوة لحظر التجول في احتفالات “ليلة يلدا”.

وفيما يلي، نتطرق لأبرز ما جاء في هذه الصحف اليوم:

التحذير من مواجهة عجز شديد وتضخم بسبب الميزانية الجديدة

 انتقدت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم مشروع الميزانية الجديدة لعام 1400 الفارسي (سيبدأ في 21 مارس 2020) والتي قدّمتها حكومة روحاني مؤخراً.

 وكان من أهم أسباب هذه الانتقادات هي اعتمادها على عمليات بيع النفط في ظل توقعات إعادة التفاوض مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حول الاتفاق النووي وما يمكن أن يتبعه من استئناف بيع النفط الإيراني بكميات كبيرة.

“كيهان”: يجب رفض مشروع ميزانية العام القادم

دعت صحيفة “كيهان” المتشددة إلى رفض مشروع ميزانية العام المقبل؛ بسبب اعتمادها على توقعات بيع النفط وبسعر معين وبكمية كبيرة.

وتقول الصحيفة تحت عنوان “إذا لم يتم رفض مشروع ميزانية 1400، فإننا سنواجه تضخماً كبيراً لعدة سنوات”^(*) إن مشروع الميزانية يَلقى لهذه الأسباب اعتراضاً من جانب نواب البرلمان والخبراء وعددٍ من المسؤولين ، مشيرة

إلى أنه من الخطأ تقدير سعر معين للنفط نبني على أساسه الميزانية.

وقال مركز أبحاث البرلمان الإيراني، حسب الصحيفة، إن المشروع المعد في آخر عام للحكومة الحالية، أي ميزانية 1400، يواجه مشكلات كبيرة على أصعدة مختلفة من بينها عجز في الميزانية الهيكلية يبلغ 50%، المبالغة في الاعتماد على عائدات النفط، وزيادة اعتماد الميزانية عليه بنسبة 30%.

“خراسان”: 8 أسباب تدعو لرفض ميزانية عام 1400

ذكرت صحيفة “خراسان” الأصولية تحت عنوان “8 أسباب لرفض مشروع الميزانية”^(*) في عددها اليوم أن العجز في ميزانية إيران للعام المقبل يبلغ 320 ألف مليار تومان (حوالي 12 مليار و800 مليون دولار أمريكي)، هذا مع افتراض البيع الكامل للأوراق المالية.

وأضافت الصحيفة أن مركز أبحاث البرلمان أكد لهذا السبب على ضرورة رفض البرلمان لمشروع قانون هذه الميزانية وإلزام الحكومة بإصلاحها؛ من أجل التعامل مع التضخم الحاد خلال السنوات المقبلة.

وأوضحت “خراسان” أن تقرير مركز أبحاث البرلمان أشار إلى 8 مشكلات أساسية في مشروع الميزانية هي:

• الانخفاض في حجم الاستثمارات.
• زيادة بنسبة 59% في أوجه إنفاق الحكومة الحالية في مشروع قانون ميزانية عام 1400.
• انخفاض حصة الإيرادات الضريبية من 36% في الموازنة الجارية لعام 1399 إلى 27%في مشروع قانون ميزانية 1400.
• ارتفاع حاد في عجز الميزان التشغيلي يصل إلى 41% من الميزانية العامة.
• زيادة اعتماد الميزانية على النفط بنسبة 30% على الرغم من أنها كانت 10% فقط من ميزانية العام الجاري.
• المبالغة في تقدير الموارد من صادرات النفط.
• إصدار سندات ما قبل البيع للنفط بسبب الاعتماد على سعر صرف العملة وسعر النفط في تاريخ الاستحقاق.
• إهمال إصلاح هيكل الميزانية.

إعدام الصحفي المعارض روح الله زم

 أوردت أغلب الصحف الإيرانية خبر إعدام الصحفي المعارض الذي اقتيد من الخارج إلى داخل إيران وهو “روح الله زم”. وكان اهتمام الصحف المنتمية إلى التيار المحافظ والمتشدد أقل في تناول هذا الخبر والتعليق عليه.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية تحت عنوان “ندم زم في المحطة الأخيرة”^(*) إن زم أعلن ندمه، حسب الصحيفة، في 14 أكتوبر 2019 على إدارته لموقع “آمد نيوز” الإخباري المعارض. وطالب زم، حسب “آرمان ملى”، بأن يساعده القضاء على التخلص مما قام به خلال الثلاث سنوات السابقة على اعتقاله.

ويُلاحظ أن الصحيفة لم تذكر اسم روح الله زم كاملاً حيث اكتفت بذكر “روح ا… زم”، ربما لتشابه اسمه مع روح الله الخميني، مؤسس النظام الحالي.

وألقت صحفٌ أخرى، مثل صحيفة “اعتماد” الإصلاحية تحت عنوان “روايتان حول زيارة ما قبل الإعدام”،^(*) الضوء على زيارة “محمد على زم”، والد روح الله، الأخيرة إلى نجله قبل إعدامه والتي أخفت فيها أسرته ووالده عنه خبر تأكيد المحكمة العليا للحكم الصادر بإعدامه.

الاحتفال بـ”ليلة يلدا” على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب كورونا

تناقلت الصحف الإيرانية تصريحات الرئيس حسن روحاني بشأن ضرورة مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي خلال الاحتفال ب”شب يلدا”، أو “ليلة يلدا”، وهو لفظ يُطلق على أول ليلة في الموسم الشتوي.

 وحول ذلك، دعا الرئيس روحاني خلال لقاء مع لجنة مكافحة كورونا، طبقاً لما ذكرته صحيفة “ايران” الحكومية تحت عنوان “دعونا نقیم لیلة يلدا بشكل افتراضي”،^(*) المواطنين إلى مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي خلال احتفالات “ليلة يلدا” التي توافق يوم الاثنين 21 ديسمبر، وعدم إهدار مجهودات الفريق الطبي بسبب التجمعات المتوقعة في ذلك اليوم.  

وقال روحاني إن ليلة “يلدا” من الممكن أن تزيد من سوء الوضع الخاص بانتشار فيروس كورونا المستجد في إيران من حيث عدد الإصابات والوفيات.

احتجاجات أمام قنصلية تركيا في إيران ضد تصريحات أردوغان

 ذكرت صحيفة “مردم سالارى” تحت عنوان “تجمع أهالي تبريز احتجاجاً على وقاحة أردوغان”^(*) أن أعداداً كبيرة من سكان مدينة تبريز شمال غربي إيران تجمعوا أمام القنصلية التركية في المدينة؛ احتجاجاً على تصريحات أردوغان في إيران والتي عدتها الأخيرة مساساً بأمنها القومي.

وأضافت الصحيفة أن المحتجين رددوا شعارات تؤكد على وحدة الأراضي الإيرانية.

وأصدر المحتجون بياناً في نهاية تظاهرهم أكدوا فيه على رفضهم لإثارت التوترات في المنطقة من قِبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وادعاءاته بدعم القضية الفلسطينية من أجل مكاسب سياسية، كما طالبوا أردوغان بالكف عن الطمع في ثروات القوقاز، وأن يأخذ أردوغان العبرة من التاريخ “فلو كان الاعتداء يجلب الاستقرار لأي حكومة، لما انحصر العثمانيون في مساحة تركيا الحالية”، في إشارة إلى رفض غزو أو التدخل في شؤون دول أخرى.

صحيفة إيرانية: “الانتقام من إسرائيل سيؤدب أردوغان”

تطرقت صحيفة “وطن امروز” الأصولية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “الانتقام من إسرائيل سيعيد أردوغان إلى رشده“^(*) إلى البحث في كيفية الرد على تصريحات أردوغان.

 قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني “فداحسين مالكي”، تحت العنوان المُشار إليه، إن أي شخص عاقل لا يمكن له التلفظ بما قاله أردوغان، مضيفاً أن الرئيس التركي يعتقد بعد مقتل العالم النووي الأخير أن إيران باتت ضعيفة، ما يستوجب الرد عليه.

وأشار مالكي إلى أن الرد على إسرائيل في هذه المسألة سوف يكون رادعاً لأردوغان.  

روسيا تدعو إلى عدم إعادة النظر في الاتفاق النووي من جديد

تناولت عددٌ من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ومحاولات إعادة النظر فيه.

 وقالت صحيفة “اطلاعات” الحكومية تحت عنوان “روسيا: لا یجب إعادة النظر في الاتفاق النووي”^(*) إن وزير الخارجية الروسي دافع عن موقف طهران في الاتفاق النووي، قائلاً في الوقت نفسه إن موسكو لا تؤيد مواقف الدول الأخرى التي تريد أن تضيف قضايا جديدة إلى الاتفاق النووي علاوة على الملف النووي الإيراني.

وقالت الصحيفة إن لافروف أشار إلى أن الاتفاق النووي لا ينبغي أن يخضع لإعادة النظر وإثارة قضايا جانبية فيه.