مكافحة الإرهاب

عقب اعتقاله في أوكرانيا..تعرف على الإخواني الهارب “معتز ربيع”

ألقى جهاز الأمن الأوكراني “إس بي أو” القبض على الإخواني الهارب “معتز محمد ربيع” بمدينة بلوتافا، وقال “ألكسي سكريلنيك” المتحدث باسم الإدارة الإقليمية بجهاز الأمن الأوكراني أن المتهم تم اعتقاله بناء على مذكرة ضبط صادرة من قبل الشرطة الدولية “الانتربول” لارتكابه جرائم خطيرة في مصر، كما أنه متهم أيضًا بالترويج لأفكار التطرف الراديكالي بين المسلمين بمنطقة بولتافا، كاشفًا عن تخطيط كييف لتسليم المتهم إلى مصر.

من هو “معتز ربيع”؟

الإخواني الهارب طالب بكلية طب الأسنان ومقيم بمدينة بولتافا منذ سنوات ومتزوج من فتاة أوكرانية، ويعمل إمامًا بمسجد تابع لـ “جمعية الفجر” التابعة لـ “منظمة الرائد” التي يقع مقرها في العاصمة كييف، و التي تعد أحد أذرع تنظيم الإخوان الدولي في أوروبا الشرقية، و قد داهمت قوات الأمن في كييف مقر “منظمة الرائد” في يناير الماضي، وألقت القبض على 80 شخصًا أغلبهم من دول آسيا الوسطى، بينهم متهمون بالقتال في سوريا ومدرجين بقوائم الانتربول الدولي.

وتورط “معتز” في عدة جرائم قام بها في مصر عقب ثورة 30 يونيو، إذ قاد المتهم العديد من التظاهرات بمحافظة الفيوم، ففي 27 ديسمبر 2013 أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها عن تفريق مسيرة لجماعة الإخوان الإرهابية بشارع البوسطة وسط مدينة الفيوم بقنابل الغاز المسيل للدموع وضبط 265 منهم، وخلال مرور المسيرة من شارع المحمدية أصيب “رائد أحمد عابدين” عضو حركة تمرد بطلق ناري بالفخذ الأيمن أطلقه أحد الكوادر التي تقود الدراجات النارية، وأتهم الإخواني الهارب بإحداث اصابته.

وفي 18 يناير 2014 ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، وأشارت مديرية أمن الفيوم أن المتهم طالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا،  ومطلوب على ذمة القضية رقم 280 إداري قسم شرطة  الفيوم، بتهمة التظاهر وإصابة الطالب “رائد أحمد عابدين” 17 سنة مقيم بالصوفي، بطلق ناري في الفخذ الأيمن، بالإضافة لاتهامه في القضية رقم 6939 إداري قسم شرطة الفيوم، بتهمة اقتحام وحرق إدارة شرطة النجدة وسرقة محتوياتها، والتعدي على القوات.

وتم اخلاء سبيله على ذمة القضيتين وتمكن من الهرب إلى أوكرانيا، وصدرت ضد أحكام بالإدانة غيابيا، والجدير بالذكر أن السفير المصري لدى أوكرانيا “حسام الدين محمد” قد أجتمع مع نائب وزير الخارجية الأوكراني “يفين ينين”، لمناقشة التعاون بشأن ضمان حقوق ومصالح مواطني البلدين، وذلك بحسب ما أعلنته الخدمة الصحفية لوزارة الخارجية الأوكرانية.

“معتز” ليس الضربة الأولى ولن يكون الأخيرة

لم يكن القبض على “معتز ربيع” الضربة الأولى التي تتلقاها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين خارج مصر، فقد تسلمت القاهرة في 10 مارس من العام المنصرم، 5 من عناصر الجماعة الهاربين إلى ماليزيا وتم الكشف عن هوية 4 منهم وهم: “عبد الرحمن عبد العزيز أحمد مصطفى، وعبد الله محمد هشام مصطفى، ومحمد عبد العزيز فتحي عيد، وعزمي السيد محمد إبراهيم”.

وقال المفتش العام للشرطة الماليزية “محمد فوزي هارون” أن الـ5 المضبوطين أقروا بأنهم أعضاء في جماعة الإخوان ويواجهون اتهامات بإيواء ونقل وتشغيل متهمين آخرين مرتبطين بجماعة “أنصار الشريعة” التونسية، وقال أنه “نظرًا لأن وجود هؤلاء الأجانب يشكل خطرًا أمنيًا فقد تم ترحيل كل المشتبه بهم إلى أوطانهم، وتم تقديم توصيات بإدراجهم في القائمة السوداء لحظر دخولهم ماليزيا مدى الحياة”.

وفي أول فبراير 2019 قامت تركيا الراعي الأول لجماعة الإخوان المسلمين، بترحيل “محمد عبد الحفيظ أحمد حسين” البالغ من العمر 28 عامًا، والمتهم رقم 58 في قائمة المتهمين باغتيال النائب العام الشهيد “هشام بركات”، وتم ترحيل المتهم بعد وصوله من مقديشيو، وتم اعتباره “مسافر غير مرغوب فيه” لعدم حمله تأشيرة دخول إلى تركيا.

وهو الأمر الذي ولد رعبًا لدى العناصر الهاربة هناك، ولكن يبدو أن عملية الترحيل لم تكن بعلم النظام التركي الذي يصرف مئات الملايين من الدولارات على أنشطة الجماعة ضد مصر، وهو ما يؤكده اعلان مكتب والي مدينة أسطنبول يوم الأربعاء 6 فبراير 2019 عن تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف ترحيل “عبد الحفيظ”، وأنه تم إقاف ثمانية رجال أمن عن العمل مؤقتا في هذا الإطار، وأكد المكتب أن المتهم لم يطلب حماية السلطات، وأنه لم يكن هناك معلومات متوفرة تشير إلى أنه مطلوب على ذمة قضايا في مصر.

كما سلمت الكويت في 30 سبتمبر عام 2019 مصر عدد من المتهمين في خلية الإخوان التي تم ضبطها في أغسطس من نفس العام والتي تشكلت من 68 عنصرًا، وكان من بينهم القيادي “خالد محمود المهدي” الذي هرب من مصر عقب ثورة ٣٠ يونيو عن طريق السودان ومنها إلى الكويت، وهو يعد من أخطر العناصر المطلوبة لدى القاهرة لتورطه في العديد من العمليات الإرهابية.

وكشفت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية المصرية عن قيام عناصر الخلية بالتواصل مع قيادات إخوانية في عدة دول أبرزها تركيا وقطر ونقل معلومات مفصلة عن نشاط الجاليات العربية المقيمة بالكويت، والقيام بتحويلات مالية بأسماء سيدات وشخصيات ليسوا منتمين للإخوان، بهدف تمويل النشاط الإرهابي لتنظيم الإخوان في مصر، وأن عضاء الخلية يتواصلون مع قيادات إخوانية بعدد من المحافظات المصرية أبرزها: البحيرة والفيوم والدقهلية.

يأتي ذلك وسط تقارير صحفية تتحدث عن تنسيق مصر مع السلطات السودانية لاستلام عدد من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية التي تم ضبطهم في فبراير الماضي بعد فشلهم في الهروب لتركيا، وأشارت التقارير إلى أنه سيتم تسليم عدد من عناصر حركة “سواعد مصر” التي نفذت عدة عمليات إرهابية ضد القوات الأمنية.

ومن المؤكد أن الدولة المصرية تسعى لاستعادة كل من تورط في إراقة دماء المصريين بكل قوة، بداية من “هشام العشماوي” وحتى “معتز ربيع”، ومن المؤكد ايضًا اننا سنرى خلال الشهور القادمة متهمين جدد سواء كانوا تابعين لجماعة الإخوان أو غيرهم بيد العدالة المصرية.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

صلاح وهبة

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى