
نشاط جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة (1)
“أيها الإخوان إن وطنكم لا تنتهي حدوده بحدود مصر، بل تمتد إلى كل شبر أرض فيه مسلم يقول: لا إله إلا الله”، تكشف هذه الكلمات التي صاغها حسن البنا في خطابه إلى مجموعات الإخوان في القطر المصري في عام 1931 بشأن فلسطين المحتلة، لتكشف عن رغبة جامحة لدى مؤسس التنظيم في الانتشار الواسع لجماعته وأفكارها في كل أقطار الأرض، وأن المنتسبين لجماعته بمثابة شعب ذو طبيعة خاصة يعيش في وطن مترامي الأطراف.
وكشفت تحركات حسن البنا أن نداءه ورغبته في انتشار الجماعة بمختلف دول العالم لم تكن مجرد شعارات رنانة، وإنما استراتيجية بعيدة المدى، بدأ بها حسن البنا نفسه حينما التقى القنصل البريطاني في مصر في بداية تأسيس الجماعة وحصوله على مبلغ 500 جنيه دعمًا من الجانب البريطاني بشكل سري والذي امتد لسنوات. وتكشف تلك الواقعة تحديدًا زيف الشعارات التي تسوقها الجماعة حينها بأن فلسطين هي القضية المركزية للإخوان، فكيف تتلقى الجماعة مساعدة من بريطانيا على مدار سنوات على الرغم من الدور البريطاني الكبير في احتلال فلسطين!
بشكل عام لم يقتصر نشاط الإخوان على دول ومناطق الشرق الأوسط وأوروبا فحسب وإنما امتد إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمسينيات القرن الماضي، وتزايد عدد الوافدين من أعضاء الجماعة إلى الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وذلك بعد تضييق الخناق عليهم في مقر الجماعة الأم في مصر إبان حكم الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر”، وعملت الجماعة خلال تلك السنوات الطويلة على اختراق المجتمع الأمريكي وخلق شبكة واسعة من العلاقات والنفوذ.
سعيد رمضان مهندس العلاقات مع الخارج
يعد “سعيد رمضان” المؤسس الأول لعلاقات جماعة الإخوان في الخارج وذلك لنشاطه المؤثر منذ التحاقه بالجماعة. ولد “سعيد رمضان” في عام 1926 في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية وتعرف على “حسن البنا” عام 1940 ومن ثم التحق بالجماعة وتزوج “وفاء حسن البنا” ليصبح صهرًا لمؤسس الجماعة. وفي أكتوبر 1945 فتح “رمضان” أول مكتب للإخوان في فلسطين وبحلول عام 1947 كان للإخوان 25 فرعًا في فلسطين تضم ما بين 12-20 ألف عضو، وفي عام 1946 أصبح السكرتير الخاص للبنا وذراعه اليمني، وأصبح مدير تحرير صحيفة “الشباب” الأسبوعية التي تصدرها الجماعة في عام 1947، وفي عام 1948 تولى قيادة قوة المتطوعين العرب التي حاربت ضد إسرائيل في حرب 1948.
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 في مصر بدأ الاهتمام الأمريكي بالأفكار القومية الناشئة في الإقليم العربي، وبدأ الاهتمام يتجه إلى “سعيد رمضان” الذي كان يتنقل بين المملكة العربية السعودية وباكستان والذي أصبح بمثابة وزير خارجية الجماعة نتيجة تمركز “حسن البنا” داخل مصر، واحتضنت الولايات المتحدة أنشطة جماعة الإخوان لمواجهة أنشطة الاتحاد السوفيتي والتغيرات التي حدثت بعد ثورة يوليو.
في عام 1953 التقى “سعيد رمضان” بالرئيس الأمريكي “دوايت إيزنهاور” بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض، على هامش منتدى عن الثقافة الإسلامية وكان حينها يبلغ من العمر 27 عامًا، وأقيم المنتدى في قاعدة ناسو التابعة لجامعة برينستون بالإضافة إلى القيام برحلة لواشنطن، واشتركت مكتبة الكونجرس مع الجامعة في تصميم جدول الزيارة التي استمرت 9 أيام، ونظم “بايرد دودج” الرئيس السابق للجامعة الأمريكية في بيروت المنتدى، وذلك بحضور عدد من الباحثين والشيوخ من الهند وسوريا واليمن وشمال أفريقيا والولايات المتحدة، وكان هذا المنتدى من تنظيم الحكومة الأمريكية واستدعت المشاركين لأنها ترى أنهم يمكن أن يكونوا متعاونين معها على نحو يعود بالفائدة عليها، وبالتالي لم يكن الحضور يأتون اعتباطًا.
وكانت إدارة المعلومات الدولية التابعة للخارجية الأمريكية والتي كانت ملحقة بوكالة المخابرات المركزية منذ عام 1952 من بين الممولين للمؤتمر، إذ كان من بين مهامها الإشراف على التبادلات الثقافية الأمريكية الرسمية، وقد أشارت في وثيقة رسمية سرية لها عن أن المؤتمر يهدف إلى جمع شخصيات لها نفوذ كبير في تشكيل الرأي العام الإسلامي في عدة مجالات لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة، وبالتالي يتضح من هنا العلاقة بين دعوة “سعيد رمضان” ورغبة واشنطن في مواجهة أنشطة السوفييت وعبد الناصر من خلال التيار الإسلامي وفي مقدمته جماعة الإخوان المسلمين.
وانطلاقًا من هذا التاريخ دعمت الولايات المتحدة عدة أنشطة لجماعة الإخوان في أوروبا وعُهدت إدارتها إلى “سعيد رمضان”، خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكان على رأسها المركز الإسلامي في جنيف ومسجد ميونيخ، وقام سعيد رمضان خلال تلك السنوات بعدد من الزيارات الدولية من أجل الحصول على دعم وتأييد عدد من الدول العربية والإسلامية لمشروعات الإخوان في الخارج تحت ستار نصرة الدين.
سعيد رمضان مع محمد أيوب خان رئيس باكستان الأسبق
استراتيجية الإخوان لاختراق المجتمعات الغربية
سعت جماعة الإخوان المسلمين إلى اختراق المجتمعات الغربية والتغلغل فيها بشكل كبير، للوصول إلى الحكومات والقيادات السياسية في تلك الدول بهدف خلق حلقة تواصل مباشرة لتحقيق مصالحهم وحماية مشروعاتهم وكان في مقدمة تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أجل ذلك اتبعت الجماعة استراتيجية بطيئة وطويلة المدى تقوم على انتشار الجمعيات والمنظمات الطلابية بجانب المنظمات الثقافية والدينية بين أوساط الطلبة العرب والمسلمين في مختلف الولايات، لتتحول سريعًا بعد ذلك إلى مجالس في كل الولايات بطريقة عنقودية لتحقيق نمط واسع من الانتشار، وهي نفس الاستراتيجية التي اتبعتها الجماعة في أوروبا وبعض الدول العربية.
تعد وثيقة “استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية” والتي عرفت بين الأوساط الأمنية الأوروبية باسم وثيقة “المشروع” والتي ضبطتها أجهزة الأمن السويسرية في 7 نوفمبر 2001 عند مداهمة فيلا “يوسف ندا” أحد أبرز قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومدير بنك التقوى الذي يرتبط بعمليات تمويل وثيقة لجماعة الإخوان، في حي “كامبيون” على الحدود الإيطالية السويسرية بناءً على طلب الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر كاشفة بشكل كبير لبنود تلك الاستراتيجية.
أُرخت تلك الوثيقة في 1 ديسمبر عام 1982 وتحمل أسم كوديًا وهو تقرير س / 5 / 100 وتتضمن 12 محورًا وتمثل توجهًا مرنًا متعدد المرحل وطويل الأجل من أجل اختراق المجتمعات الغربية، وأشار “يوسف ندا” في التحقيقات التي أجرتها معه أجهزة الأمن السويسرية إلى أن تلك الوثيقة من إعداد باحثين إسلاميين.
كانت محاور الوثيقة كالتالي
المحور الأول: معرفة أرض الواقع واعتماد المنهجية العلمية في التخطيط والتنفيذ.
المحور الثاني: الجدية في العمل.
المحور الثالث: الجمع بين الالتزام العالمي والمرونة المحلية.
المحور الرابع: الجمع بين الاشتغال بالسياسة وعدم الانعزال من جهة والتربية المستمرة للأجيال والعمل المؤسسي من جهة أخرى.
المحور الخامس: السعي لإقامة الدولة الإسلامية والعمل الموازي التدريجي في السيطرة على مراكز القوى المحلية من جهة أخرى واستخدام العمل المؤسسي وسيلة لذلك.
المحور السادس: العمل بإخلاص مع الجماعات والهيئات الإسلامية في محاور مختلفة وبالاتفاق على قدر مشترك من النقاط “نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه”.
المحور السابع: قبول فكرة نوع من التعاون المرحلي بين الحركات الإسلامية وغيرها من الحركات الوطنية وفي قضايا عامة وفي بعض النقاط غير الخلافية.
المحور الثامن: إتقان فن الممكن من الناحية المرحلية دون التفريط بالمبادئ الأساسية، مع العلم أن أحكام الله جميعًا ممكنة التطبيق والدعوة إلى ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع إبداء الرأي الموثق بالبيانات والكتب دون اضطرار الدعوة إلى المجابهة المتكافئة مع خصومها المحليين أو أعدائها العالميين التي قد تقود إلى ضربات قاصمة للدعوة والدعاة.
المحور التاسع: البناء المستمر للقوة اللازمة للدعوة الإسلامية ودعم الحركات الجهادية في العالم الإسلامي بنسب متفاوتة قدر المستطاع.
المحور العاشر: الاعتماد على أجهزة رصد متنوعة وفي أمكنة مختلفة للتغذية بالمعلومات واعتماد سياسة إعلامية واعية وفعالة لخدمة السياسة الإسلامية العالمية، فالرصد وعمل القرارات السياسية والإعلام الفعال عمل متكامل الأجزاء من حيث التكوين والأداء.
المحور الحادي عشر: تبني القضية الفلسطينية، على المستوى الإسلامي العالمي على الصعيدين السياسي والجهادي لأنها مفتاح نهضة العالم الإسلامي من جديد في العصر الحاضر.
المحور الثاني عشر: النقد الذاتي والتقييم المستمر للسياسة الإسلامية العالمية من حيث الأهداف والمضمون والإجراءات بقصد التطوير والتحسين واجب إسلامي، وأمر ضروري وهذا ما توجبه أحكام الشريعة الغراء.
وبقراءة سريعة في تلك المحاور نجد أن الجماعة قد أوجدت خطة متكاملة بداية من تكوين شبكة علاقات واتصالات مع المجتمع المستهدف، وصولًا إلى التنسيق مع الجماعات الجهادية حول العالم ودعمها بأشكال مختلفة، بالإضافة إلى تكوين فرع مُخصص لرصد المعلومات المختلفة لاتخاذ القرارات السياسية للجماعة في الدولة محل الاختراق، مع الاعتماد بشكل كبير على سياسية إعلامية واضحة تخدم أهداف الجماعة وهو ما نراه حاليًا في عدد من دول العالم.
استراتيجية الإخوان لاختراق المجتمع الأمريكي
ركزت جماعة الإخوان بشكل مباشر على كيفية اختراق الجماعة للمجتمع الأمريكي في بداية ومنتصف الستينات من خلال عدة مراحل، المرحلة الأولي هي مرحلة التجميع والحشد، وبدأ تشكيل الحركة بالتزامن مع بدء الفاعلية الإسلامية في أمريكا الشمالية أو قبلها بقليل.
حيث بدأ تشكيل المتطوعين لكن بدون أي إطار تنظيمي، وكانت مجرد مجموعات من المتحمسين أو الناشطين كانوا في بلادهم من الإخوان أو من جماعة أخري أو ليس لهم أدني انتماء فجمعهم النشاط والعمل مع الفريق وبهذا كانت مرحلة غرس بذرة الإخوان في أمريكا الشمالية.
ثم بدأت المرحلة الثانية ذات الطابع التنظيمي حيث تم عمل مجموعات على مستوى دول أمريكا الشمالية ولديهم إطار تنظيمي تنسيقي ما يسمي بـ “مجلس التنسيق” والذي أولى اهتمامه بالتنسيق بين جهود المجموعات الدولية والتحقق من مدي فاعليتها والاستفادة من تجاربها والخروج بتوصيات لكنها غير ملزمة للمجموعات وليست في إطار تنظيمي.
ثم تنامت هذه المجموعات لتفرز قادة لها ثم يتم عمل مجموعة تنسق وتجمع بين قادة المجموعات في غياب أعضاء المجموعة الأقل في السلم القيادي. وعليه تم إلحاق بعض الدول التي ليس لديها مجموعة ممثلة في “مجلس التنسيق” أن تنضم إلى أقرب مجموعة في الدولة المجاورة لها كما كان الحال بالنسبة لمصر والعراق والأردن.
ثم أضافت جماعة الإخوان في تلك المجموعات بعض إطاراتها الفكرية والهياكل التنظيمية التي أوجبت عليهم الانتماء للجماعة، وعليه أمدتهم الجماعة بكل ما يحتاجونه من كتب ومواد دعائية ودعوية وغيرها مما ييسر لهم حمل فكرة الإخوان والصدع بها، وكان الإطار التنظيمي لجميع هذه التنظيمات هو الجماعات الثقافية وليس الإخوان المسلمين وأن الإسلام هو السبب الأساسي لانخراط الشباب في هذه المجموعات.
وعمد الإخوان في تلك المرحلة إلى تجنيد عدد من الشباب المنضمين لتلك الجماعات بشكل انتقائي، ثم يتم إخضاعهم لبرنامج مكثف يقوم على التعرف على مبادئ الجماعة ودعوتها، وينتهي عند تقديم البيعة والتأكيد أن الانضمام للإخوان ليس تشريفًا ولكنه تكليف للمسلمين بهدف التضحية بالغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الدين. وتوصيل أعضاء الإخوان في كل ولاية ببعضهم البعض بشكل تنظيمي في المحيط المعيشي لتكوين الأسر الإخوانية التي كانت تنظم اجتماعًا مرة كل شهر أو ستة أسابيع، والتركيز على وصول هؤلاء المجندين إلى الصفوف الأولى للاتحادات.
الهدف الاستراتيجي للجماعة في أمريكا
بينما كشفت وثيقة “المشروع” عن الإطار العام لاستراتيجية الجماعة في اختراق المجتمعات الغربية عمومًا، جاءت وثيقة ” مذكرة تفسيرية: لهدف الاستراتيجي العام للجماعة في أمريكا الشمالية” والتي أُرخت في 22 مايو عام 1991 لتكشف خطوات الجماعة لاختراق المجتمع الأمريكي بشكل خاص.
وقد ضبطت تلك الوثيقة في عام 2004 عندما لاحظ أحد ضباط الشرطة الأمريكية في “مريلاند” امرأة تقوم بتصوير أجزاء من جسر خليج “تشيسابيك” وتم القبض عليها وعلى سائق السيارة التي كانت تستقلها وكان يدعى “إسماعيل البراسي” عضو تنظيم الإخوان ذو أصول فلسطينية ويحمل الجنسية الأمريكية، وبتفتيش المنزل الخاص بهما بولاية فيرجينيا، عثر على تلك الوثيقة التي أعدها “محمد أكرم” عضو جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا، بالإضافة إلى 5 ألاف وثيقة أخرى متعلقة بالجماعة.
تقدم المذكرة خريطة كاملة لأهداف الجماعة في الولايات المتحدة فيما أطلقت عليه الجماعة عملية “التوطين”، ونصت الوثيقة “على عناصر الإخوان في أمريكا أن يعوا أنهم في “عملية جهادية حضارية” بكل ما تحمله الكلمة، ونوع من أنواع الجهاد العظيم لهدم الحضارة الغربية من داخلها وتخريب بيوتها الشقية بأيديهم وأيدي المؤمنين لكي يتم جلاؤهم”.
وتوضح المذكرة في بدايتها الهدف العام من الوثيقة ومفهوم التوطين وعمليته، ومؤسسات التوطين الشاملة وهو الجزء الأهم في الوثيقة، إذ كشف عن خطوات الجماعة لاختراق المجتمع الأمريكي على المستويات (السياسية – الإعلامية – الاقتصادية – الأمنية – العلمية والمهنية – الثقافية والفكرية – الإدارية والتنظيمية – القانونية – الاجتماعية – الدعوية – الشبابية – المؤسسات النسوية).
والجدير بالذكر أن “محمد أكرم” معد الوثيقة يشغل حاليًا منصب أمين عام منظمة القدس العالمية بلبنان التي يترأسها يوسف القرضاوي أبرز القيادات الدينية لجماعة الإخوان، وتم تصنيف المنظمة كمؤسسة إرهابية لما تضمه من كوادر إرهابية بين جنباتها، وكذلك يشغل منصب مدير معهد القدس الدولي المعروف عنه أنه ذراع للإخوان.
أحمد القاضي.. الأب الروحي للجماعة في أمريكا
ولد في 1 أغسطس 1940 بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ ودرس هناك المرحلتين الابتدائية والإعدادية وانتقلت الأسرة إلى الإسكندرية وحصل على الثانوية العامة هناك، وبعد اعتقال والده على خلفية محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954 سافر أحمد القاضي إلى النمسا والتحق بكلية الطب وتخرج فيها عام 1961، وتزوج من إيمان محمود أبو السعود نجلة محمد أبو السعود القيادي الإخواني المعروف والصديق المقرب من حسن البنا، وصاحب مشروع “أكبر” في فلوريدا الذي كان يضم عيادة طبية عالية المستوى ومدرسة إسلامية ومسجدًا كبيرًا، لتكون نواة لمشروع كلية طب إسلامية بأمريكا لاستقطاب الدارسين العرب والمسلمين.
في عام 1965 انتقل إلى الولايات المتحدة وتنقل بين الولايات كجراح للقلب وحصل على البورد الأمريكي في الجراحة العامة، ثم في الجراحة التخصصية في القلب والأوعية الدموية إلى أن استقر في ولاية لويزيانا إذ تم تعيينه في مستشفى كونواي ميموريال عام 1968 وتم تسجيل إقامة عائلته في سجلات الإقامة الأمريكية في أبريل 1977.
ومنذ وصول أحمد القاضي إلى الولايات المتحدة وحمل على عاتقه مهمة نشر فكر الجماعة ومنهج حسن البنا وإنشاء قواعد للتنظيم في مختلف الولايات الأمريكية، وإرساء نظام الأسر والتبرعات التي كان يتم جمعها من الأعضاء وذلك بجانب تنظيم الاجتماعات التي كان يتم خلالها تحديد استراتيجية الجماعة في المراحل اللاحقة وطرق جذب المزيد للانضمام إلى التنظيم.
ولعب أحمد القاضي دورًا حيويًا للغاية في تأسيس المنظمات التابعة للإخوان بالولايات المتحدة وأمريكا الشمالية وتولى عددًا من المناصب الرئيسة في تلك المنظمات، وتولى قيادة الجماعة في أمريكا منذ عام 1984 وتم استجوابه بصفته قائد الإخوان من جانب السلطات الفيدرالية عن الأنشطة الداخلية للتنظيم في أمريكا، لكنه زعم أن الجماعة قامت بمجهودات لخدمة مسلمي الولايات المتحدة.
ونتيجة للمشاكل الاقتصادية التي واجهت مشروعه الخاص “أكبر” بعد أن زادت المديونيات البنكية عليه قام البنك الإسلامي في لوكسمبورج بشراء المشروع لإنقاذه، بجانب رفع عدد من الدعاوى القضائية ضده بسبب إجرائه عمليات خطرة بعيادته الخاصة دون توفير الأدوات اللازمة للطوارئ مما ترتب عليه سحب رخصته المهنية لمزاولة الطب في عام 1992، مما ترتب عليه اتخاذ التنظيم الدولي قرارًا بإعفائه من مسؤولياته في عام 1994، وتوفى في 15 أبريل 2009 بمدينة بنما بولاية فلوريدا عن عمر يناهز 69 عامًا.
باحث أول بالمرصد المصري