
خلايا الإخوان تتهاوى … 4 قيادات هاربة بتركيا وراء مخطط تهريب شباب التنظيم للخارج
ضربات متلاحقة توجهها وزارة الداخلية المصرية تطال جماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها، والتي كشفت مخططاتهم العمل على نشر الفوضى في كافة ربوع مصر، وتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه المنشآت والمرافق الحيوية والقوات المسلحة والشرطة والقضاء، والإضرار بالاقتصاد القومي، عبر شبكات سرية.
الثلاثاء 10 سبتمبر، كشفت وزارة الداخلية كشفت عن ثلاثة خلايا، تستهدف تهريب النقد الأجنبي خارج البلاد وتهريب العناصر الإخوانية المطلوبة أمنيا إلى بعض الدول الأوروبية مروراً بتركيا وتوفير الدعم المادي لعناصر التنظيم بالداخل لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية التي تستهدف الإضرار بالجبهة الداخلية، وتقود هذه الشبكات مجموعة من قيادات الجماعة الإرهابية الهاربين، سنتعرف عليهم في الاستعراض التالي:
محمود حسين

ولد “محمود حسين أحمد حسين”، بمدينة يافا بفلسطين من أم فلسطينية وأب مصري في 14 يوليو 1947، ومتزوج وله أربعة أبناء، وأنضم لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في عام 1978 عقب تعرفه على “مصطفى مشهور” المرشد الخامس للتنظيم والذي كان يجوب المحافظات في ذلك التوقيت لجذب الشباب للانضمام للتنظيم، وبعد سنوات من انضمامه للجماعة سافر للخارج للحصول على منحة دراسية بالولايات المتحدة الأمريكية ومعه خطاب توصية لمسؤول الإخوان بأمريكا “عبد المتعال الجابري” وحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الإنشائية من جامعة “أيوا” عام 1983.
بدأ “محمود حسين” خلال رحلته لأمريكا مع مجموعة من رجال “مصطفى مشهور” في تشكيل منظمة إسلامية تضم عدة دول هي “رابطة الشباب المسلم العربي بأمريكا وكندا” وأصبح رئيساً لتلك الرابطة في عام 1983، وعقب عودته من الخارج تم اختياره عضواً بالمكتب الإداري للجماعة في أسيوط من عام 1986 وحتى عام 1990، وبعدها أصبح عضواً بمجلس شورى الجماعة ورئيس المكتب الإداري بأسيوط من عام 1990 وحتى عام 2004، وتم اختياره عضواً بمكتب الإرشاد منذ عام 2004.
عقب ثورة 30 يونيو هرب “محمود حسين” الأمين العام للجماعة إلى تركيا، وتولى إدارة وتنظيم أموال الإخوان بشكل كامل ويتولى جمع أموال التبرعات والاشتراكات من فروع الإخوان في بعض الدولة العربية وإعادة توجيهها إلى عناصر الجماعة في مصر لتمويل عملياتهم التخريبية بالإضافة لاختيار الشخصيات التي تدير الشركات التابعة للجماعة، كما يحتفظ “محمود حسين” بعلاقات قوية مع مسؤولين أتراك لتسهيل استثماراته بإسطنبول.
كان “محمود حسين” سبباً أساسيا في الانشقاقات التي شهدها التنظيم عندما أصدر بياناً أعلن فيه أن أجهزة الإخوان ومؤسساتها تعمل، وأن “محمود عزت” نائب المرشد وفقًا للائحة الداخلية للجماعة يقوم بمهام المرشد، وهو ما رفضه “محمد منتصر” متحدث الجماعة معلناً هو الآخر عن استمرار “محمد بديع” كمرشد للجماعة وأن محمود حسين لم يعد أمينا عاماً للجماعة وهو ما رفضه “حسين” معلناً استمراره في منصبه في تصريحات تلفزيونية من مقر اقامته بإسطنبول.

وتزعم “محمود حسين” جناحاً قوياً داخل قيادات إخوان الخارج وعلى رأسهم “إبراهيم منير” الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، وأحد المسيطرين الرئيسيين على مصادر تمويل الإخوان سواء من اشتراكات الداخل التي تصل إليه عبر الأمانة العامة التي تتواصل مع الشعب الإخوانية في الداخل، أو مع إخوان الخليج وأوروبا، بالإضافة إلى “أحمد عبد الرحمن” مسؤول المكتب الإداري بالخارج ومكتب الفيوم سابقا، و”جمال عبد الستار” القيادي الإخواني الهارب في تركيا.
أيمن عبد الغني

أسمه بالكامل أيمن أحمد عبد الغنى حسنين، ولد في 1 نوفمبر 1964 بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تخرج في هندسة الزقازيق عام 1986م، بقسم الهندسة المدنية، وعمل مهندسًا مدنيًا بشركة “المقاولون العرب”، تزوج “الزهراء” أبنة القيادي الإخواني “خيرت الشاطر” في عام 1996، وله أربعة أبناء، وينحدر “أيمن” من أسرة اخوانية من الدرجة الأولى، حيث كان والده “أحمد عبد الغني حسنين” والذي توفى في عام 1979 من الرعيل الأول للجماعة، وكان معروفاً بعلاقته الوطيدة بمؤسس التنظيم “حسن البنا”، وهو شقيق الدكتور “محمد عبد الغني” عضو مجلس شورى الجماعة، ومسؤول القسم السياسي سابقاً.
تم اعتقاله عدة مرات أعوام 1986، و1992، و1994، و1998، و2002، و2004، وحكم عليه في القضية رقم 2 لعام 2007 جنايات عسكرية بالسجن ثلاث سنوات، في القضية المعروفة إعلاميا بـ “ميليشيات الأزهر” على خلفية الاستعراض العسكري الذي نظمه عناصر الإخوان في جامعة الأزهر أواخر عام 2006.
عند تأسيس الإخوان حزب الحرية والعدالة في 6 يونيو 2011، أسندت إلى “أيمن” مهمة أمين الشباب في الحزب، وعقب سقوط حكم الجماعة في 30 يونيو كان لعبد الغني دور كبير في حشد أنصار الإخوان في اعتصامي رابعة والنهضة، والقيام بأعمال عنف وتخريب، وعقب فض الاعتصامين في أغسطس 2013 تمكن “أيمن عبد الغني” من الهرب إلى قطر ويتواجد حاليا في تركيا، وتم اختياره ليكون همزة الوصل بين قيادات الإخوان بالخارج والخلايا النوعية داخل مصر، وعقب مقتل القيادي الإخواني “محمد كمال” رئيس اللجان النوعية بالجماعة في 4 أكتوبر 2016 عقب تبادل لإطلاق النيران مع قوات الأمن بحي البساتين بالقاهرة، أصبح “أيمن” هو المسؤول الأول عن العمليات الإرهابية في مصر.
أسس “أيمن” عقب توليه مسؤولية الخلايا النوعية “كتائب حلوان” والتي ضبطتها قوات الأمن وضمت 215 متهماً عقب انتشار فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين من التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 451 لسنة 2014 مع المتهمين، أن “أيمن” أوكل إليهم مهمة تشكيل جماعة مسلحة تستهدف مقرات ونقاط الشرطة والمنشآت الحيوية والمحاكم رجال وأفراد الامن والجيش وقدم لهم دعماً مادياً يقدر بحوالي 450 ألف جنيه، كما ضبطت الأجهزة الأمنية خلية أخرى ضمت 16 متهماً، عرفت إعلاميا بـ”كتائب حلوان الثانية” أنشأها “أيمن” عقب سقوط الخلية الأولى، وتمت محاكمتهم في القضية التي حملت رقم 422 لسنه 2015 حصر أمن دولة عليا.

وتفيد تحريات الأمن الوطني في القضيتين أن “أيمن عبد الغنى” اتفق مع قيادات التنظيم على اختيار أحياء “حلوان وعين شمس والمطرية”، بؤراً لتمركز عناصرهم المسلحة، نظراً للطبيعة الجغرافية لتلك الأحياء وشوارعها الضيقة المكتظة بالسكان، وأمد العناصر بتفاصيل المخططات الحركية وسيناريو الفوضى الأمنية المستهدف تنفيذها، وتدبير الدعم المالي اللازم لها، وتم إدراج “أيمن عبد الغني” على قائمة الكيانات الإرهابية، وتم ادراجه على قائمة الشخصيات الإرهابية والتي اشتركت في إعلانها دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
مدحت الحداد

في 25 ديسمبر 1949 ولد مدحت أحمد محمود الحداد بالإسكندرية، وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم الهندسة المدنية جامعة الإسكندرية عام 1972، ومتزوج وله 5 أبناء، انضم “مدحت الحداد” لجماعة الإخوان عام 1975 عن طريق شقيقه “، تم اعتقال “مدحت الحداد” في أعوام 1998، و1999، و2003، و2004، و2007، وترشح عن الإخوان في الانتخابات المحلية 1992، ومجلس الشورى 1995، ومجلس الشعب 1995، والغرفة التجارية بالإسكندرية 2006، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في قضية “ميليشيات الأزهر”، وتولى منصب مسئول المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية وعضو مجلس شورى الجماعة العام.
ينتمي “مدحت الحداد” لأسرة إخوانية شغلت عدة مناصب قيادية، حيث تولى شقيقه “عصام الحداد” منصب مساعد الرئيس للشؤون الخارجية أثناء تولي الرئيس المعزول “محمد مرسي” الحكم، وشقيقه الآخر هو “هشام الحداد” أحد أبرز قيادات الإخوان بالإسكندرية، ونجل شقيقه “جهاد عصام الحداد” الناشط الإخواني البارز والمسئول عن ملف العلاقات الخارجية بمشروع “النهضة”.
ينتمي “مدحت” إلى عائلة ثرية وهو مؤسس الجناح الاقتصادي للجماعة وبدأ تأسيس هذا الجناح في الإسكندرية، حيث توسعت الشركة التي أسسها “الحداد” في الثمانينات “الشركة العربية للتجارة والمقاولات” في مجال الاستثمار العقاري ودخل “الحداد” في شراكات أخرى وأسس عدة شركات منها “الأندلس” و”الشركة العربية للتعمير”، وفي منتصف التسعينات ضخت جماعة الإخوان أموال في شركات الحداد.

وعقب ثورة 30 يونيو هرب “مدحت الحداد” إلى تركيا وتولى إدارة نشاط جماعة الإخوان في تركيا، وعقب الانشقاقات الأخيرة أصبح “الحداد” موالياً لـ “محمود عزت” ضمن الجبهة التي يتزعمها “محمود حسين”، وتولى مسؤولية إدارة أموال التنظيم وتنظيم الاستثمارات بها، والتقى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” للتهنئة بفشل انقلاب 15 يوليو 2016، كما قام بعدة زيارات إلى لندن للقاء القيادي الإخواني وأمين التنظيم الدولي “إبراهيم منير” لتدبير موارد مالية جديدة لتمويل عمليات الجماعة بمصر والمؤتمرات المناهضة للدولة المصرية بالخارج، عن طريق اشتراكات أفرع الجماعة بمختلف دول العالم.
ياسر محمد حلمي الزناتي

هو أحد القيادات الهامة في جماعة الإخوان غير المعروفة إعلاميا وهو أحد المسؤولين عن العمليات النوعية في التنظيم، وقال المتهم “أسامة عبد الرازق المدبولي” في اعترافاته أنه تعرف منذ فترة على القيادي الإخواني الهارب في تركيا “ياسر الزناتي” وعمل معه في تهريب بعض البضائع والعملة وكذلك في الهجرة غير الشرعية وتوصيل مستندات لعناصر اخوانية في تركيا بالإضافة لتهريب بعض العناصر الإخوانية من مصر إلى الدول الأوروبية، مشيراً إلى أنه علم أن هناك مجموعة من عناصر الاخوان الهاربة في تركيا تساعد “الزناتي” وأن الغرض الأساسي من هذه الأعمال التجارية هو توفير أموال لجماعة الإخوان.