
تُركيا رُبما تتخلى عن S400 استرضاءً للولايات المُتحدة
نشرت وكالة (Bloomberg) تقريرًا عن نية تُركيا التخلي عن منظومة S400 أو استخدامها بطريقة محدودة في مُقابل قيام الولايات المُتحدة بقطع دعمها عن القوات الكُردية، تأمينًا للإمدادات المستقبلية من قطع الغيار لأنظمة الأسلحة الأمريكية الصنع وتجنب الإضرار باقتصادها وفقًا لمسئولين تركيين مطلعين على العلاقات بين البلدين.
وجاء في التقرير أن أنقرة حريصة أيضًا على منع واشنطن من زيادة تعزيز مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تهيمن على القوة المدعومة من الولايات المتحدة والتي قامت بقمع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وفي هذا السياق أشار وزير الدفاع خلوصي أكار في مقابلة مع صحيفة “حريت” نشرت يوم الثلاثاء “قلنا إننا “قاصدًا الغدارة التُركية” منفتحون على التفاوض.” “لا يُمكن استخدام هذه الأنظمة بشكل مُستمر، سيجري استخدامها فقط في حالة التهديد، نحن من يُقرر ذلك “.
كما أضاف أن “القضية الأكثر حساسية في علاقات بلاده مع الولايات المتحدة تتمثل في دعم الولايات المُتحدة لوحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا”. مُضيفًا أنه من المُمكن إيجاد حل للخلاف حول لأنظمة إس 400 من خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة، لكننا في المُقابل توقع أن تتفهم الولايات المُتحدة الحقائق حول وحدات حماية الشعب. فإذا لم تتمكن الدولتين من إيجاد حل لهذا، فلا يمكن للعلاقات بين الدولتين أن تحرز أي تقدم “
وردًا على هذه التصريحات قال السفير الأمريكي ديفيد ساترفيلد لوسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي إن سياسة واشنطن في العمل مع القوات الكردية السورية لم تتغير وإن تركيا سيتعين عليها التخلص من إس -400 إذا أرادت رفع العقوبات الأمريكية ذات الصلة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونجرس قد اتخذا موقفًا متشددًا تجاه تركيا، أساسًا بسبب استحواذها على صواريخ إس -400 الروسية، والتي تعتقد واشنطن إنها قد تجمع معلومات استخبارية عن القدرات العسكرية الغربية بما في ذلك مقاتلة لوكهيد مارتن الشبحية الجديدة F-35.
ويُعتبر الدعم الأمريكي لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكُردية مجالًا رئيسيًا للصراع بين الدولتين بسبب ارتباط هذه القوات بحركة انفصالية كردية أخرى تقاتلها تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود وهي حزب العُمال الكُردستاني أو PKK المُصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المُتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وكانت هذه القوات قد استولت على أجزاء من الأراضي على طول الحدود السورية مع تركيا في سياق الحرب الأهلية السورية، وتوضح هذه الخريطة مناطق السيطرة على الأراضي السورية:
في ذات السياق كان الجيش التركي قد قام باختبار إطلاق بطاريات S-400 في أكتوبر من العام الماضي ولكن لم يتم تفعيلها حتى الوقت الحالي. وقبل ذلك ردت الولايات المتحدة على شراء تُركيا لنظام S-400 من خلال فرض عقوبات على صناعة الدفاع التركية وتعليق دورها في تصنيع الطائرة F-35.
كذلك كان الرئيس التُركي رجب طيب أردوغان قد أعلن الشهر الماضي إن تركيا وروسيا ستجريان محادثات بشأن قضايا من بينها تسليم دفعة ثانية من أنظمة الدفاع الصاروخي إس -400 في نهاية يناير. ولم يتضح ما إذا كانت تلك المحادثات قد تم تأجيلها أو إلغاؤها. يُذكر أن تُركيا كانت قد حصلت على النظام الأول من موسكو في عام 2019 بعد أن تخلت عن المحادثات بشأن نظام باتريوت الأمريكي المماثل لأن واشنطن رفضت مشاركتها تكنولوجيا الانتاج.



