سفير مصر في “جوبا”: القاهرة تقدم دعما قويا لجنوب السودان في مختلف المجالات

عرض – هبة زين

أكد السفير محمد منصور قدح، سفير مصر بجنوب السودان، أن هناك دعما مصريا قويا وواضحا لجنوب السودان يشمل كافة المحاور السياسية والاقتصادية والإنسانية والتنموية.

وذكر قدح، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج صباح الخير يا مصر والمذاع على القناة الأولى، أن الدعم المصري لجنوب السودان واضح وضوح العيان للقاصي والداني، فالدعم الإنساني والتنموي كبير جدا وملحوظ، ومن أهم صوره طائرات المساعدات التي وجهت إلى جنوب السودان خلال الفترة الأخيرة.

وقال إن هناك دعما مصريا لعملية تنفيذ اتفاق السلام المنشط في جنوب السودان البلد الذي مر بظروف صعبة، كالحرب الأهلية، وهذا الاتفاق هو الذي أنهى الحرب الأهلية، والبلد الأن في مرحلة انتقالية، وتحظى بكل الدعم والتأييد السياسي وعلى صعيد تنفيذ اتفاق السلام نفسه.

وأضاف أن من أوجه هذا الدعم، المساعدات المصرية، والمساعدات الموجهة لشق ترتيبات الأمن في اتفاق السلام، والخاصة ببند دمج القوات وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، والتي حظيت بتغطية إعلامية مكثفة.

وأشار إلى أخر لقاء على مستوى القيادة السياسية، الذي كان في فبراير الماضي على هامش القمة الإفريقية، ثم أعقبه اتصال هاتفي، كما أن هناك علاقات ممتدة على مستوى الحكومتين في البلدين في مختلف المجالات القطاعية.

على المستوى الشعبي، ذكر السفير المصري أن هناك علاقات قوية ومتميزة جدا، مشيرا إلى أن هناك جالية جنوب سودانية كبيرة في مصر.

وأضاف أن مصر دائما تفتح أبوابها أمام الأشقاء، وفي مقدمتهم الأشقاء في جنوب السودان، لافتا إلى أنهم موجودون في مصر منذ عقود طويلة إما للتعليم أو الإقامة بشكل شبه دائم، أو للعلاج.. وغيرها من الأسباب.

وفيما يتعلق بالسد الإثيوبي، شدد السفير قدح، أن العلاقات المتميزة بين البلدين، تنعكس على أكثر من محور ومنها التنسيق السياسي بخصوص القضايا المشتركة التي تهم البلدين. وبخصوص القضايا التي تطرح في المحافل الإقليمية والدولية/ مثل الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وخلافه. لافتًا إلى أن التنسيق السياسي على أفضل وضع ممكن مع الأشقاء بجنوب السودان، وخصوصًا بالفترة الأخيرة بخصوص أزمة سد النهضة والأزمة الليبية وتابع:” لقد كنا حريصين على التنسيق مع الأشقاء في جنوب السودان، وإحاطتهم علما بالتطورات”، مشيرا إلى أن الموقف الجنوب سوداني موقف عقلاني ومتزن، وإيجابي.

وأضاف أن الموقف الرسمي لجنوب السودان كما تم الإعلان عنه، أن جوبا تأمل في أن يتم تسوية هذه الأزمة بشكل ودي قائم على المنفعة والمكاسب المشتركة، وفي إطار قواعد القانون الدولي ذات الصلة، ونقصد تحديدًا الاستخدام المنصف والمعقول للموارد المائية، ونقصد أيضًا عدم إحداث ضرر جسيم. فالتنمية بالتأكيد مكفولة لكنها لا تعني أن تكون على حساب إحداث ضرر جسيم بأي طرف أخر في حوض نهر النيل.

أما على صعيد العلاقات على المستوى الشعبي، أوضح أنها قوية ومتميزة، فهناك جالية جنوب سودانية كبيرة في مصر، كما أن هناك تواصل على المستوى المجتمعي بين البلدين، وبكل دوائر المجتمع “إعلام، وتعليم، واستثمار… وخلافه”.

وأشار إلى أن المسافة بين مصر وجنوب السودان قريبة جدًا، والتواصل ممتد، ففي يوم ما كنا بلدا واحدا، والذي ينعكس بالضرورة على مختلف أوجه العلاقات.

ولفت إلى أن الزيارات الثنائية مؤشر مهم على مدى قوة العلاقات بين البلدين، وأخرها زيارة السيد الوزير عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، والسيدة وزيرة الصحة الدكتور هالة زايد، وكانت زيارة مكثفة ومثمرة للغاية. فقد تم خلالها أربعة لقاءات رسمية مع السيد الرئيس سلفاكير، ومع زعيم المعارضة الدكتور رياك مشار، وهذا في إطار جهود مصر لمساعدة الاشقاء في جنوب السودان لتنفيذ اتفاق السلام. كما تم إجراء لقاء أخر مع رئيس وقيادات الجبهة الثورية السودانية. فمفاوضات سلام السودان تجري في جوبا حاليًا، كما تم إجراء لقاء بين السيدة وزيرة الصحة المصرية ونظيرتها الجنوب السودانية، هذا إلى جانب، افتتاح المركز الطبي المصري، وهو مبنى حديث ومتطور مجهز بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، يشرف عليه فريق طبي مصري متميز. وبالتالي ذلك ينعكس على مختلف أوجه العلاقات الودية السياسية والشعبية.

وأوضح قدح أن العلاقات القطاعية المصرية الجنوب سودانية شاملة في مختلف المجالات، ومنها على سبيل المثال القطاع الصحي، حيث ساهمت مصر في تخفيف أثرت تبعات جائحة كورونا على جنوب السودان. وهناك تواجد واضح ومميز لمصر بقطاعات التعليم، والري، الكهرباء، البترول.

وفيما يخص الاستثمار، قال السفير المصري إن هناك استثمارات مصرية كبيرة بجنوب السودان، فهناك شركات تستثمر في مجالات الطاقة، البنية التحتية، الأدوية… في مجالات مختلفة. فهناك تواجد مصري وجالية مصرية معقولة بجنوب السودان تعمل في مختلف مناحي الحياة، وتسهم في الارتقاء وتعزيز العلاقات بين البلدين ومد المزيد من الجسور بين البلدين.

يذكر أن الوزير عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، قام بزيارة رسمية الثلاثاء الماضي، إلى جمهورية جنوب السودان. حيث التقى الرئيس سلفاكير ميارديت، وسلّمه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للتهنئة بتنفيذ استحقاقات السلام، مُعربًا عن دعم مصر الكامل لجنوب السودان في سبيل تحقيق الاستقرار والأمن، كما تناولت الزيارة العلاقات الثنائية بين البلدين وسُبُل تحقيق التعاون المشترك.

من جانبه شكر الرئيس كير مصر على المساعدات التي تم تقديمها لتنفيذ الترتيبات الأمنية كذلك المساعدات الطبية لمواجهة آثار السيول والفيضانات في جنوب السودان.