مصر

“ملحمة بناء” لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم 2 مارس 2022 العديد من المشروعات المتعلقة بالإسكان والطرق، في إطار اهتمام الدولة بتحقيق حياة كريمة للمواطنين. من بين المشاريع التي تم افتتاحها اليوم، مشروع سكن مصر للإسكان الاجتماعي و”جنة” للإسكان المتوسط ومركز شباب بمناطق الشيخ زايد وأكتوبر. فمنذ عام 2014 يجري العمل على قدم وساق وبالتوازي بين مختلف المحافظات، وعكفت الدولة على محاولة تقليل التكدس السكاني، من أجل تقليل ظاهرة البناء دون شروط، وكذلك توفير وحدات سكنية للشباب.

مدينة الألعاب الأولمبية…لاستضافة الدورات العالمية

تناول الافتتاح كلمة وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي بأن النهضة الرياضية شهدت تقدمًا كبيرًا بامتلاك مصر واحدة من أعظم وأكبر المنشآت الرياضية وهي مدينة مصر للألعاب الأولمبية، والتي تؤهل مصر لتنظيم كبرى المنافسات الرياضية، إلى جانب إنشاء ما يقرب من 3758 ملعب، مما جعل مصر مركز رياضي عالمي.

وأشار إلى ان مصر استضافت حوالي 141 بطولة قارية وعالمية في الفترة بين عامي 2018 و2021، ما يُظهر تفوقًا مصريًا؛ إذ إنه لا توجد دولة بالعالم استطاعت أن تستضيف كل هذه البطولات في فترة جائحة كورونا، بالإضافة إلى تنظيم 241 حدثًا داخل مصر بالتعاون مع الجهات المختلفة.

علاوة على ذلك، ما قدمته مبادرة حياة كريمة، من أجل إحداث نقلة نوعية من خلال الاهتمام بمراكز الشباب من خلال إنشاء وتطوير ما يقرب من 1041 مركز شباب، كذلك تقديم دورات توعوية وخدمات في المراكز، وكل ذلك يصب في تحقيق دور الدولة في بناء الانسان من خلال تلبية احتياجات المواطنين على كافة الجوانب.

ملحمة بناء

عُرض خلال الافتتاح فيلم تسجيلي بعنوان” ملحمة بناء”، تناول الفيلم التطوير الشامل في قطاع الإسكان والطرق، من خلال التطوير الشامل لمحافظة الجيزة من بداية الطريق الدائري الأوسطي لربط القاهرة بالجيزة، بطول 156 كيلومتر، من خلال عمل الشركات المدنية مع وزارة الإسكان والنقل، مما ساهم في تقليل الضغط المروري.

أما فيما يتعلق بملف الإسكان، نجد أن منطقة السادس من أكتوبر (إسكان جنة) تم فيها بناء 184 عمارة سكنية بأجمالي وحدات 4416، وأكتوبر الجديدة بإجمالي 177 عمارة بعدد 4248 وحدة سكنية، أما حدائق أكتوبر فتم فيها افتتاح إجمالي 416 عمارة، بعدد 9984 شقة سكنية، وسكن مصر بعدد 435 عمارة بإجمالي وحدات 1044، كل ذلك بالإضافة إلى مدينة الألعاب الرياضية.

وحدات سكنية بمحافظة الجيزة

أشار اللواء إيهاب الفار خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لعدد من المشروعات القومية في قطاعي الإسكان والطرق، بمناطق الشيخ زايد والسادس من أكتوبر، إلى انه منذ عام 2014 تم تطوير وصياغة رؤية مستقبلية لتنمية الجهورية الجديدة حتى عام 2030، حيث تم وضع خطة مدروسة لتطوير وإنشاء المحاور والطرق التي استهدفت تخفيف الضغوط على إقليم القاهرة الكبرى نتيجة ارتفاع معدلات التنقلات اليومية من المحافظات الأخرى، وقد تم التخطيط لتطوير محاور وطرق محافظة الجيزة من خلال محورين رئيسين؛ المحور الأول تطوير المحاور المرورية القائمة وخلق محاور جديدة، والمحور الثاني ربط محافظة الجيزة بمختلف أنحاء الجمهورية من خلال الشبكة القومية للطرق.

وتتكون محافظة الجيزة من 10 مراكز، بالإضافة إلى 10 أحياء، وتم البدء بالمناطق المزدحمة ذات الكثافة المرورية العالية جدًا مثل مدينة الجيزة، وكرداسة، وأوسيم، وأبو النمرس، والبدرشين، بالإضافة إلى مدينة الشيخ زايد ومدينة 6 أكتوبر لتأثيرها على الحركة المرورية والكثافات المرورية على المحافظة. وقد ضنت مبادرة “حياة كريمة” مركزي أطفيح والصف، وتم تنفيذ محور ناهيا بطول 8 كيلومترات، وكذا محور كرداسة وصولًا إلى الطريق الدائري، علاوة على محور “أنور السادات- ترسا” بطول 6 كيلومترات لتخفيف الأعباء المرورية على شارعي الأهرام وفيصل، وهو يربط بين ميدان الرماية وميدان الجيزة، فضلًا عن الممشى السياحي الذي تم ربطه بطريق الواحات.

وعقّب الرئيس على هذه المشروعات قائلًا إن حجم المساكن الموجودة في مناطق كرداسة وناهية يعد تحديًا كبيرًا أمام تحرير الحركة المرورية بتلك المناطق، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية وضعت مبدأ عامًا للوصول إلى تطوير بشكل أسرع في الوقت الحالي، مضيفًا أننا قد نحتاج إلى القيام ببعض الإزالات وتعويض المواطنين لتحرير الحركة المرورية بالمناطق المزدحمة سكانيًا، مؤكدًا أن الدولة نفذت مشروعات كبيرة في إنشاء الطرق والكبار لتيسير حركة المواطنين بتنفيذ 700 كيلو طريق فقط في القاهرة.

مشروعات لحل النمو السكاني غير المخطط

تحدث الرئيس عن أن هناك أراضي كثيرة كانت داخل نطاق وحدات للقوات المسلحة تم أخذها ولم يتم تعويض القوات المسلحة عنها، لأنه عند تنفيذ طريق ويكون بجانبه وحدة عسكرية يتم أخذ أرض من تلك الوحدة، وهذه الأراضي تبلغ قيمتها بما يتراوح ما بين 4 أو 5 مليارات جنيه، مشيرًا إلى أنه حتى محاور الأهرام التي يتم الحديث عنها منها محور تم أخذ أراض له من وحدات عسكرية موجودة بالفعل.

وأشار وزير النقل إلى إن مشروعات النقل في محافظة الجيزة من تنفيذ خطوط مترو ومشروع المونوريل تبلغ تكلفتها 300 مليار جنيه حتى يتم حل مسألة المرور في المحافظة، وذلك بخلاف مشروعات الطرق التي تتكلف 55 مليار جنيه، مفيدًا أن مشروع الدائري الإقليمي والأوسطي والعادي يتكلف 15 مليار جنيه، من بينها 8 مليارات فقط تتعلق بالتعويضات الخاصة بنزع الملكية، بالإضافة إلى مشروع النقل الجماعي (إل أر تي) الذي يربط القاهرة بكل المناطق الجديدة، والمونوريل الذي يتجه إلى العاصمة الإدارية الجديدة، قائلًا: “نحن بالفعل ننفق حوالي 550 مليار جنيه لحل مشكلة التكدسات المرورية وتسهيل حياة المواطنين في نطاق القاهرة الكبرى”.

ولفت الرئيس إلى أنه عند البدء في تنفيذ تلك المشروعات ظهرت العديد من الانتقادات، وقيل إننا نقوم بإنشاء مدن جديدة وننفق الكثير من الأموال دون فائدة، لكن هذه المشروعات لو تم تنفيذها منذ 40 عامًا وكان هناك تخطيط عمراني وتم احتساب النمو السكاني لن تكون هناك أحياء مثل كرداسة وأبو النمرس والخصوص وغيرها من الأحياء التي تشهد تكدسًا كبيراً.

إنشاء مدن مستدامة

وتحدث الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عن أن محافظة القاهرة أصبحت عبارة عن كتلة عمرانية صماء مكدسة بالسكان والحركة، وزادت نسبة البناء على 70%، وانخفضت نسب المسطحات الخضراء والمناطق المفتوحة وزاد البناء العشوائي، وأصبحت نسبة الطرق أقل من 20%، مما يؤدى إلى التكدس والازدحام وعدم الحركة.

وذكر أن محافظة القاهرة في عام 1970 كانت على مساحة 52 ألف فدان وعدد سكانها 5.6 مليون نسمة، والكثافات الصافية كانت 250 نسمة، والإجمالية 100 نسمة، وبعد مرور 45 عامًا في عام 2015، وصلنا إلى 140 ألف فدان بزيادة 240%، وعدد سكان 16.8 مليون نسمة، بزيادة 300%، نتيجة الاختناقات المرورية التي ينتج عنها تكدس، وانبعاثات كربونية، وتضاعف الوقت المستغرق في الرحلات اليومية، وانخفاض متوسط السرعة على المحاور المرورية، التي انخفضت إلى 30 كم في الساعة، وهو ما تحاول الدولة جاهدة حله من خلال إنشاء مدن مستدامة.

وأضاف أن هيئة التعاون الدولي اليابانية “الجايكا” صرحت بأن القاهرة لو استمرت على هذا المنوال ستعلن القاهرة في عام 2030 “مدينة ميتة” أي تنخفض فيها السرعة على المحاور الرئيسية إلى ما دون الـ 10 كم في الساعة، لتصبح القاهرة بيئة عمرانية غير مناسبة لمزاولة الأعمال وحياة السكان. لذا وضعت الوزارة وضعت مجموعة من المستهدفات لتطوير البيئة العمرانية وتحسين جودة الحياة، حيث كان هناك كثافة سكانية بقيمة 500 شخص/فدان، والتي يجب أن تنخفض إلى 250 شخص/فدان، وذلك عن طريق التوسع في إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة.

تنفيذ مشروعات التنمية الشاملة في كل محافظات مصر 

أضاف الرئيس السيسي خلال الافتتاح أن إنشاء خطوط مترو الأنفاق نابع من إدراكنا أنه ليس لدينا فوق الأرض شيء يمكن أن يتحرك أكثر مما هو موجود حاليًا، أما العاصمة الإدارية الجديدة فليست بحاجة إلى إنشاء مترو أنفاق لأنها مخططة، وبالتالي عندما تخطط الدولة لشيء – وهذه الرسالة التي نريد إيصالها للمواطنين- فإننا نضع في الاعتبار أحدث الأساليب في العالم والتخطيط السليم في أية منشآت نقوم بتنفيذها، بالشكل الذي يتلاءم مع متطلبات الحياة، وإنشاء كافة المرافق التي تخدم تلك المناطق من مدارس ومستشفيات ونواد اجتماعية، ولو تطلب الأمر يتم عمل مناطق صناعية وحرفية.

ودعا الرئيس إلى تغيير الثقافة السائدة حاليا في البناء ووقف البناء نهائيا على الأراضي الزراعية أو أملاك الدولة، مؤكدًا على ضرورة تجاوز المواطنين لهذه الثقافة في منظومة البناء، قائلًا “إننا حريصون على الأراضي الزراعية خلال تنفيذ مشروعات الطرق والمحاور وهي أراض خصبة جدا قياسًا بأي أرض أخرى نحاول استصلاحها، مطالبا بالمحافظة على الأراضي الزراعية، وأن مشكلة الإسكان ترسخت في نفوسنا منذ سنوات طويلة بأنه ليس لها أي حلول، لكننا تمكنا من وضع حلول لها”، مؤكدًا أنه سيتم تلبية أي طلب على الشقق السكنية في أي محافظة من محافظات الجمهورية.

ولفت الرئيس السيسي إلى أن الحياة في مصر موجودة على شريط ضيق، وهذا ليس موجودًا في كثير من الدول، فكل الدول منتشرة على كامل أراضيها، وبالتالي حجم الحركة على الشريط الضيق لا بد أن تكون حركة عالية جدًا، سواء من خلال مترو أو سكك حديدية أو طرق أو من خلال نهر النيل. ووجه الرئيس السيسي حديثه إلى وزير النقل المهندس كامل الوزير، متسائلًا:” أليس هناك من يحلم باستغلال نهر النيل، وأن نحضر أتوبيسات نيلية لائقة وجميلة ونقدم خدمات محترمة للمواطنين”، فأجاب كامل الوزير قائلًا إنه خلال زيارته الأخيرة للمجر تم الاتفاق على إقامة مصنع لتصنيع أتوبيسات نهرية (سوم باص) بالتعاون مع المجر، مضيفًا “أن رئيس وزراء المجر بعث بالسلام إلى سيادتكم وكل الشعب المصري، ويقول إنه تحت أمر الشعب المصري في الصناعة وليس التوريد فقط”.

كما تم الاتفاق مع المجر على توريد ستة أتوبيسات نهرية بواقع اثنين للقاهرة، واثنين للأقصر، واثنين لأسوان، لتعمل في المناطق السياحية قريبًا، مشيرًا إلى أنه بعد افتتاح مصنع الأتوبيسات النهرية، سيتم التصدير إلى إفريقيا والشرق الأوسط، وأكد الرئيس السيسي أن الهدف من إنشاء المحاور الدائرية حول القاهرة الكبرى، هو التخفيف على حياة المواطنين وتسهيل حركة التجارة.

وأضاف أنه يجب على البرلمان أن يساعدنا في ذلك فيما يجب أن نفعله، مشيرًا إلى أن فكرة تراخيص البناء حولها نقاش كثيرة، وهو يسمع تعليقات المواطنين، و”نحن لن نزايد على بلدنا، وإذا تطلب الأمر أن نشرح لمواطنين أكثر فلنشرح لهم”، مؤكدًا على ضرورة التوصل لصيغة لحل هذه المسألة، ومشددًا على أن اشتراطات البناء ليست ضد المواطن، فالدولة تهدف إلى تحسين حياة المواطن وتعويضه عند إقامة أي طريق أو إزالة أي مبنى للنفع العام، مشيرًا إلى أن الهيئة الهندسية تقيم الأراضي بالمتر والمباني وفق عدد الغرف الموجود، وذلك عند إقامة طريق لتغيير شكل الحياة الموجودة وتحسينها.

+ posts

باحثة بالمرصد المصري

منى لطفي

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى