افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم محور التعمير “محور أبو ذكري” وعدد من المشروعات القومية الجديدة في محافظة الإسكندرية، منها المرحلة الثالثة من مشروع “بشاير الخير 2″، بجانب عدد من مشروعات الطرق الجديدة في المحافظة. ويمتد محور “أبو ذكري” بطول ٣٥ كم من تقاطعه مع طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي حتى طريق سيدي كرير – مطار برج العرب، والذي يعد نقلة نوعية لفتح آفاق تنموية جديدة لمنطقة غرب محافظة الإسكندرية بكاملها، ويزيد من حيزها العمراني، ويربط ميناء الدخيلة بالطريق الصحراوي والطريق الدولي الساحلي ومدينة برج العرب، ليصبح شريانًا تنمويًا حيويًا لربط الإسكندرية بمدينة العلمين الجديدة عبر الطريق الساحلي.
ما هو محور “أبو ذكري”؟
يربط محور “أبو ذكري” قلب الإسكندرية بامتدادها العمراني الحالي والمستقبلي، ويخدم التوسعات الجارية بمواني الإسكندرية والقباري والدخيلة، ويربط محافظة الإسكندرية بالطريق الساحلي، ويوفر امتداد المحور ربطًا جيدًا بين مدينتي الإسكندرية ومدينة برج العرب الجديدة، والساحل الشمالي، ويبلغ طول محور التعمير ٣٥ كم، في المسافة من تقاطعه مع طريق القاهرة -الإسكندرية الصحراوي، حتى طريق سيدي كرير- المطار، ويبلغ عرضه ٩ حارات مرورية في كل اتجاه (٤حارات خدمة، و٥ حارات حرة)، بسرعة تصميمية 120 کم/ساعة
ويبلغ إجمالي مسطحات الكباري في المرحلة الجارية من المشروع نحو 320 ألف متر مسطح، وأطوال نحو 18 کم، بينما يبلغ إجمالي الأعمال الهيدروليكية 22 بربخًا بطول ٤٥٠٠ متر طولي، كذلك تم العمل على إقامة ٧٥٥ عامود إنارة كاشفة لإضاءة المحور، وتم زراعة ٢٠٠٠ نخلة، و٢٦٠٠ شجرة زيتون، في الجزيرة الوسطى، والمساحات المتوفرة حول المحور.
وشملت أعمال تطوير المحور: تطهير المصارف، ومياه الملاحات، وخطوط البترول، وعمل تقوية للتربة المحيطة بالمحور، فضلًا عن حفر أنفاق ومد مواسير لنقل المياه من الجهة البحرية إلى القبلية من بحيرة مريوط، فضلًا عن عمل مجسات للتربة في المنطقة، وإزالة طبقات الأملاح بهدف تهيئة الطريق ليصبح مطابقًا للمواصفات العالمية، إلى جانب تنفيذ توسعة كوبري سيدي كرير؛ وهو كوبري في اتجاه واحد طوله 638 مترًا وعرضه 40 مترًا، ليستوعب الحركة القادمة بعد تطوير محور التعمير ويصبح نقطة البداية لامتداد هذا المحور.
مصر ليس بمعزل عن الازمات العالمية
وخلال الافتتاح، استعرضت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تأثير الأزمات العالمية على الاقتصاد، منذ أزمة كوفيد-19، وبعد ذلك الأزمة الجيوسياسية وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وأزمة الطاقة، ما أدى إلى اضطرابات في سلاسل التوريد والإمداد نتج عنه ارتفاع في أسعار الشحن، وارتفاع أسعار السلع.
وذلك منذ بدء الجائحة والتي أدت إلى إغلاق تام في عدد من الدول وتوقفت حركة الإنتاج مما جعل أغلب الدول تقوم بعمل مجموعة حزم تحفيزية، والتي وصلت إلى المبلغ وصل إلى 16 تريليون دولار مع بداية الجائحة، وبدأت الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي زادت من حدة الاضطرابات في السلع وزيادة التضخم وارتفاع الأسعار؛ نظرًا إلى دورهم في حركة التجارة الدولية، 53% من صادرات العالم من بذور زيت عباد الشمس من روسيا وأوكرانيا، 30% من القمح و12% من إنتاج النفط من روسيا وأوكرانياو17% من الغاز الطبيعي كذلك من روسيا وأوكرانيا.
مع التطرق إلى أن مصر ليس بمعزل عن العالم، وفى ظل وجود تلك الأزمات العالمية المتتالية، فإن هناك ثلاثة مؤشرات وهي: تحقيق نمو اقتصادي مستدام، ومستويات التشغيل، واستقرار الأسعار، من الصعب تحقيقهم في ظل تلك الازمات، ولكن في نهاية عام 2021 تم وضع نموذج توازن في هذه المؤشرات الاقتصادية الكلية، وتم تحقيق معدل النمو 7.1 % وتراجعت نسبة البطالة والتضخم بنسبة 5.2 %، بجانب أن الدولة سعت إلى تخفيف آثار ذلك على المواطنين، من علاوة استثنائية ورفع حد الإعفاء الضريبي، ورفع الحد الأدنى للأجور، وتقديم دعم مالي للأسر وغيرها من حزمة القرارات التي تسعى إلى توفير حياة كريمة للمواطنين.
وأضافت إن القطاع الخاص شريك أساسي في عملية التنمية، حيث عززت الدولة دور القطاع الخاص، من خلال بعض القرارات الأخيرة كتنظيم ملكية الدولة والشراكة مع القطاع الخاص وتفعيل بعض مواد قانون الاستثمار والرخصة الذهبية، فضلًا عن تحويل منطقة قناة السويس إلى مركز لوجيستي عالمي.
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دور الدولة في حماية المواطنين من زيادة أسعار الخدمات، وأن الدولة كانت حريصة على عدم انعكاس زيادة أسعار الذرة والقمح على المواطنين، وأن كل عام يشهد دخول نحو مليون فرصة عمل للأسواق، لذلك نحتاج إلى توفير فرص عمل لـ 3 ملايين خلال 3 سنوات، وأضاف أن محور المحمودية، جعل الدولة تحتاج إلى 700 مليون جنيه كتعويض اجتماعي للمواطنين.
تخطيط شامل لتطوير منظومة النقل بالإسكندرية
وخلال الافتتاح، أكد المهندس كامل الوزير وزير النقل، أن وضع استراتيجية لخدمة أهداف التنمية المستدامة في محافظة الإسكندرية في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقامت وزارة النقل بوضع تخطيط شامل لتطوير منظومة النقل بذات المحافظة، كما تم تخطيط وتطوير جميع المحاور الطولية والعرضية التي تربط الإسكندرية بالقاهرة بعدد 7 محاور، وتطوير وتوسعة طريقة القاهرة الإسكندرية الزراعي بطول 220 كم، وإنشاء 10 كباري علوية، وجرى الانتهاء من عدد 4 كباري، وتنفيذ 6 كباري أخرى، وتطوير وتوسعة طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي بطول 160 كم.
إلى جانب تطوير القطاع من بوابة رسوم الإسكندرية حتى كارفور بطول 30 كم، وتطوير وتوسعة كوبري العجمي والكافوري على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وافتتاحه بنهاية شهر يناير المقبل، وإنشاء محور النوبارية بطول 207 كم، والبدء في تنفيذ محور جديد بطول 207 كم ويشمل 30 عملًا صناعيًا، وإنشاء محور “عمر سليمان” بقوسيه الشرقي والغربي بعدد 6 حارة في كل اتجاه.
وجرى تنفيذ محور المحمودية، والعمل على إنشاء ثلاثة محاور رصف لميناء الإسكندرية الكبير وربطه بمحور أبو ذكري لتسيير حركة الشاحنات من وإلى الميناء، وصيانة ورفع كفاءة محور 27 وهو المحور الوحيد الذي كان يخدم ميناء الإسكندرية، وإنشاء 2 محور جدد، وإنشاء كوبري كم 21 تقاطع الذارع البحري مع الطريق الساحلي، وتطوير الطريق الدولي الساحلي (بورسعيد – السلوم) بطول 800 كم.
كذلك تطوير وتوسعة محور أبو ذكري بطول 50 كم، ووصلة (سيدر كرير – برج العرب) بطول 22 كم، وعدد من مشروعات النقل السككى والجر الكهربائي في ضوء تطوير مشروعات النقل السككى بمحافظة الإسكندرية، كذلك العمل على تطوير شبكة النقل النهري في نطاق الإسكندرية، وتطوير ميناء الإسكندرية الكبير لخدمة حركة التجارة العالمية، وسوف يتم افتتاح بعض الأنشطة خلال الربع الأول من العام المقبل.
وفيما يخص مترو “أبو قير – الكيلو 21″، فإن المرحلة الأولى “أبو قير – محطة مصر” سوف تكون بطول 21.7 كم، ويجري تطوير ترام الرمل، ومن المقرر أن يربط الخط الرابع للقطار الكهربائي السريع بورسعيد أبو قير عددًا من المدن المصرية، وتنفيذه بالشراكة مع القطاع الخاص إضافة إلى إسناد الإدارة له.
كذلك الأعمال الخاصة بتخطيط حواجز الأمواج لميناء الإسكندرية الكبير حيث وصلت نسبة التنفيذ حتى الآن إلى 55%، وأشار إلى إنشاء منطقة صناعية متكاملة بميناء الإسكندرية، تضم مخازن ومصانع حاويات ومصانع لصالح التعبئة والتغليف، وجرى توقيع مذكرة تفاهم مع أحد التحالفات العالمية الكبرى لتنفيذه.
محور أبو ذكري يسهم بشكل كبير في حل أزمات المرور بالإسكندرية
قال الدكتور عبد السلام سالم، الاستشاري المشرف على تنفيذ محور التعمير “محور أبو ذكري”، إن تنفيذ محور أبو ذكري يسهم بشكل كبير في حل أزمات المرور بالإسكندرية، وارتفاع ظهر الطريق على محور التعمير الجديد تم على متوسط 6 أمتار لاستيعاب الطين الذى يحدث تحت المياه، واستيعاب الميول العرضية والطولية للتخطيط، بهذا الشكل أصبح الردم عمقه لا يقل عن 8 أمتار وهذا حمل كبير على تربة رخوة، وبالتالي كان ينقص حجمه، وكان من الوارد هبوط الطريق بسبب طبيعة التربة، والهبوطات المقدرة للطين المتواجد بشكل عشوائي، لذلك كان لابد من التدخل لتحسين حالة الصرف للطين بمصارف رأسية، من خلال أعمدة الرأس الرأسية التي تصل إلى مكونات الرمم، مما سهل من عمل المشروع والاطمئنان على منحنيات الطريق وفق الرصد على الطبيعة، وهذه يمكن متابعتها وفق الصيانة الدورية.
وأشار اللواء أحمد العزازي مدير إدارة المشروعات الكبرى للقوات المسلحة إلى أن ما تم تنفيذه خلال المشروع من طرق وكباري وفق طبيعة التربة في كل منطقة، حيث تم تنفيذ أعمال تطوير وصيانة 6 كباري قائمة، وإنشاء كباري خرسانية، وتنفيذ الأعمال الصناعية لتحويل المياه ورفع جودة المياه داخل بحيرة مريوط، وتكوين جزيرة طبيعية داخل البحيرة، واستخدام 13 كراكة بحرية لأعمال التطهير، وتم حصر كل التعديات على البحيرة، 1001 تعدٍ على البحيرة وفق حالات الإزالة الواردة من هيئة الثروة السمكية.
وتم تنفيذ 12 منطقة استثمارية، وجارٍ تخطيط 3 مناطق استثمارية جديدة في امتداد المحور، وشارك 15 شركات 1500 معدة ثقيلة و6 آلاف عامل ومهندس وفني، و10 آلاف فرصة عمل مباشرة، و30 ألف فرصة عمل غير مباشرة، وخلال العمل في هذا المشروع تم مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية للعاملين في المشروع.
“بشاير الخير 2”
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي كذلك افتتاح المرحلة الثالثة من مشروع “بشاير الخير 2” في منطقة غيط العنب بمحافظة الإسكندرية، والذي بدأ بفيلم تسجيلي عنها، وأكد أنه سيتم إنشاء من 500 ألف إلى مليون وحدة سكنية في الإسكندرية خلال السنوات المقبلة، واقترح خلال الحديث عن “بشاير الخير”، العمل على إنشاء صندوق للصيانة تلك المجتمعات، لأن دور الدولة لا يقتصر فقط على البناء، إنما المتابعة من خلال اتعاون بين المجتمع المدني و الوزرات المعينة للمساهمة في تطوير تلك المجتمعات وبناء الانسان بالتعاون مع وزارت التالية الثقافة والشباب والرياضة والتضامن، وفى نهاية فقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على التقاط صورة تذكارية مع القائمين على مشروع محور المشير أبو ذكري بالإسكندرية.
وختامًا، فإن محور التعمير الجديد خطوة مهمة وضرورية في تنفيذ استراتيجية الدولة في إنشاء شبكة الطرق والمحاور على امتداد رقعة الجمهورية، فلم يعد دورها فقط تسهيل حركة المرور وانتقال المواطنين، بل أصبحت المحاور المرورية شرايين جديدة للحياة تدعم جهود الامتداد العمراني المنظم، والتجمعات السكنية الحديثة، وتعزز من العوائد الاقتصادية والتجارية، وتوفر فرص عمل، وتربط المشروعات القومية لتتكامل مع بعضها؛ وذلك انعكاسًا لرؤية تنموية شاملة للدولة ككل.
باحثة بالمرصد المصري
