مصر

مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية.. معايير دولية على أرض مصرية

وسط إشادات دولية من خبراء نقل التكنولوجيا والمنصات العالمية الرقمية، شهدت مصر ميلاد مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية الذي يعد الأحدث في تصنيع وإصدار كافة الوثائق والمحررات المؤمنة والذكية والبيو مترية ومكوناتها، والنظم المعلوماتية للوزارات والهيئات والمصالح وكافة الأجهزة الحكومية وهيئاتها.

وتتمكن الدولة، من خلال الهوية الرقمية المؤمنة، من إنشاء علاقة فردية مع المواطنين للتأكد من حصولهم على حقوقهم كاملة وفقًا لمجتمع “رقمي آمن” يستخدم أحدث الأدوات التكنولوجية لضمان جودة وكفاءة الخدمات الحكومية المقدمة، مما يعزز الثقة في المجتمع.

ما هو مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية؟

تم إنشاء مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية على طريق القاهرة- العين السخنة، ويمتد على مساحة 570.000 م2، ويعد مجمع الإصدارات هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وهو مشروع تقني رئيسي لإصدار المستندات عالية الأمان.

وكانت فكرة المشروع قد بدأت عام 2015 وتم بدء التنفيذ نهاية عام 2016 وتم الانتهاء من تنفيذه في نهاية عام 2019، وتم بدء التشغيل التجريبي في فبراير 2020، إلى أن تم افتتاحه في أبريل 2021.

ويهدف المجمع إلى إصدار الوثائق الحكومية المختلفة من خلال نظام مركزي موحد يضمن حوكمة إصدار الوثائق الرسمية بأحدث المواصفات الأمنية العالمية مثل الشهادات التعليمية، جوازات السفر، وثائق معاملات الأحوال المدنية بأنواعها، كافة وثائق الشهر العقاري، العقود الحكومية النموذجية، والبطاقات الذكية وغيرها من الوثائق.

ويحتوي مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية على أكثر من 13 مصنعا تكنولوجيا متنوعا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

مركز لتجميع وتحليل ومعالجة البيانات من الجيل الثالث: والذي يعد من أحدث مراكز البيانات على مستوى العالم، حيث يستضيف كافة البيانات بالربط المباشر مع الجهات والوزارات والهيئات، وهو الأحدث عالميًا، ومؤمن بالكامل بوسائل تأمين ضد أي هجمات إلكترونية.

مجمع الخطوط التكنولوجية لصناعة الهولوجرام “ثنائي وثلاثي ورباعي الأبعاد” بكافة مستلزماته: والهولوجرام يستخدم مستقلًا على الوثائق لزيادة التأمين الخاص بها، أو دمجه ضمن نسيج الإصدارات الورقية، ويعد الأحدث والأكبر عالميًا في هذا المجال، ولديه طاقة استيعابية وإنتاجية بمقدورها تصنيع ١٠٨ مليارات عنصر أمان هولوجرامي سنويًا، وذلك لاستخدامها كملصقات عالية التأمين ويتم تصميمها وانتاجها بتكنولوجيا الليزر مع ترقيمها وتتبعها آليًا بدلًا من الأختام التقليدية.

مجمع الخطوط التكنولوجية لتجهيز ودمج الطبقات البلاستيكية الخاصة بالبطاقات الذكية وإدماج عناصر التأمين بها: ويتوافر به مركزان مميكنان لتخصيص البيانات على البطاقات البنكية وبطاقات الدفع الإلكتروني لمؤسسات “فيزا وماستر كارد وميزة” والتي تخضع لكافة معايير الأمن السيبراني المعمول بها عالميًا.

مجمع الخطوط التكنولوجية لتصنيع الأوراق المؤمنة والبنكنوت: والذي يعد الأكبر والأحدث عالميًا نظرًا للطاقة الإنتاجية الضخمة وأيضًا التكنولوجيا الفريدة المتوفرة بخطوط الإنتاج.

• مجمع الخطوط التكنولوجية للطباعة المؤمنة: والذي يضم مركزين للطباعة المؤمنة بكافة وسائل تأمين الأوراق التي تم تصنيعها مسبقًا بأحدث التقنيات والمقاييس العالمية في مجال الطباعة المؤمنة.

• مجمع الخطوط التكنولوجية لتجهيز وتجميع جوازات السفر الإلكترونية e-Pass“: إلى جانب توافر مركزين مميكنين لتخصيص البيانات على البطاقات والجوازات طبقًا لأعلى معايير منظمة الـ ICAO الدولية للوثائق الإلكترونية.

• محطات تجميع البيانات البيومترية الخاصة بقواعد البيانات: التي تضمن عدم التكرار وعدم وجود أخطاء.

بالإضافة للملحقات اللوجستية التي تضم: محطة مياه؛ تضم ٣ خزانات لتخزين ٣٠ ألف م³ ومحطة معالجة وصرف لتغذية متطلبات الخطوط التكنولوجية بالمجمع. كما تضم محطة غاز طبيعي ومحطة كهرباء بسعة ٤٠ ميجا؛ من أجل توفير متطلبات التشغيل للمجمع. وأيضًا تحتوي مجموعة من المباني الخدمية؛ والتي تخص عمليات الإطفاء ومصادر الطاقة التبادلية المطلوبة في حالة حدوث طوارئ وغلايات بخار ومبردات وضواغط للإمداد بالهواء المضغوط والبخار الخاص بالعمليات التصنيعية المختلفة ولتغذية متطلبات الخطوط التكنولوجية بالمشروع.

مجمع الإصدارات يحقق أهداف مصر الاستراتيجية

لا أحد ينكر أهمية التحول الرقمي التي سعت إليه الدولة المصرية وكم الجهد المبذول؛ حيث ظلت خطة الدولة للتطوير التكنولوجي مستمرة طيلة السنوات القليلة الماضية، إلى أن وصلنا لإنشاء وافتتاح مجمع الإصدارات الرقمية المؤمنة الذي يهدف إلى:

  • الحوكمة:

من خلال القضاء على الفساد، فالطالما كانت ظاهرة الفساد قديمة ومتجذرة في المجتمع المصري وقادرة على الصمود، لذلك ومن أجل رؤية الدولة المصرية للقضاء على الفساد التي لم تسفر الإجراءات التدريجية التي قامت بها الحكومة المصرية طيلة السنوات الماضية عن نتائج كافية للحد منه.

ولطالما عملت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية على القضاء على الفساد المالي والإداري الذي يعيق التنمية، ويزيد من عدم المساواة، ويضعف ثقة المواطنين في الحكومة، ويعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ ولهذا كانت التداعيات لإنشاء مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية؛ حيث تم تفعيل الحوكمة الآلية من خلال حماية وتأمين الوثائق ضد التزوير كبديل للأختام، والتحول للشمول المالي ودعم إرادات الدولة من خلال السيطرة على التهرب الضريبي والغش التجاري وإحكام السيطرة على وثائق الدولة، وحفظ المعلومات دون سقف زمني والاستغناء عن أماكن الحفظ الورقي، واستخدام نظام التتبع والتعقب الآلي لكافة السلع الخاضعة للضريبة وقطاع الأدوية دون إضافة أي أعباء جديدة على المستهلك، بالإضافة إلى الحفاظ على هيبة الدولة المصرية ومنع أي حالات تعدي على أراضي الدولة أو الأوقاف والتي كانت تحدث في السابق بسبب أن الوثائق المطلوبة يمكن تزويرها.

  • مواكبة التقدم التكنولوجي:

فعلى سبيل المثال في مجال التعليم، استهدف مجمع الإصدارات الرقمية المؤمنة تكوين قواعد بيانات مركزية وتحقيق الهوية الرقمية للطلاب في كافة المراحل بشكل مؤمن غير قابل للتزييف، مع حوكمة المدارس الدولية والخاصة من خلال ميكنة دورة العمل لتذليل صعوبات التقديم ودفع المصروفات للمدارس الخاصة والدولية ووضع صورة دقيقة لكثافات الفصول.

إضافةً إلى تتبع الكتب والتغذية المدرسية بدءًا من العام الدراسي الحالي، وإتاحة المعلومات للطالب في معرفة تاريخه الأكاديمي وأيضًا معرفة تاريخ المعلم الوظيفي، واستثمار مصر في البنية التكنولوجية والمحتوى الإلكتروني، والقضاء على المشاكل المزمنة من تخزين الكتب المدرسية.

كما سيتم اتاحة اصدار شهادات المحاكم عن بُعد خلال العام الجاري حيث سيكون عقود الدولة مميكنة ومؤمنة، الى جانب تحسين القدرة على إحكام الرقابة على حركة مبيعات الأدوية، ومراقبة صرف الأدوية المحظور تناولها بدون روشتة معتمدة.

  • بناء وعي الإنسان المصري:

من أجل صناعة الوعي وبناء شخصية الطالب المصري، وكشف الموهوبين ورعايتهم، والتعامل المناسب مع أصحاب الهمم، ومع الطلاب الذين لديهم صعوبات في التحصيل؛ سيعمل المجمع على تدوين السيرة الذاتية للطفل منذ أن كان طفلًا وصولاً للثانوية العامة، بمعنى عمل خريطة جغرافية لـ 23 مليون طالب، من حيث امتلاك كل طالب كارت يتواجد به مجموعة من التطبيقات، وتسجل به رحلة الطفل من رياض الأطفال لنهاية المرحلة الثانوية؛ من أجل معرفة نقاط القوة والضعف لكل طالب على حدة من حيث “السمات الشخصية، والسلوك، والقدرات الرياضية والفنية، والتحصيل الأكاديمي، والمدارس والمدرسين، إضافةً إلى الولاء والانتماء، والحالة الصحية”.

وبهذا سيكون لدى الدولة المصرية قدرة مركزية لتجميع البيانات وتوجيه الطلاب بناءً على تاريخهم المسجل ومهاراتهم للتخصصات المختلفة التي تناسبهم سواء في التعليم العام أو الفني، ومن ثم الخروج بتقارير في تحديد القدرات المناسبة لسوق العمل.

إضافةً، وحرصًا على السلامة البدنية والعقلية ستكون التغذية المدرسية مخصصة لكل طالب على حده عن طريق ربطها مع حالته الصحية.

  • نقل الخبرات العالمية:

ولأن المشروع هدف قومي بنيّ المجمع بإرادة وطنية وأياد مصرية وباستخدام أحدث أنظمة التأمين العالمية لتحقيق أعلى المعايير التكنولوجية المؤمنة والذكية، حيث وبتكليف من القيادة السياسية تم التأكيد بأن تمتلك مصر أحدث ما توصل إليه العلم في مجالات عمل مجمع الاصدارات فتم الاعتماد على أكثر 250 خبيرا دوليا من 32 دولة في المشاركة في المجمع وتدريب الكوادر المصرية على الكفاءة والإبداع والتقدم.

وقد تم الالتزام بالمعايير الدولية في وسائل تأمين المستندات الصادرة من المجمع؛ فالمجمع متكامل بقدراته، ومؤمن بالعلامات المائية والمتغيرات الفايبر المختلفة ذات الألوان تحت الأشعة فوق البنفسجية “الـ UV” وهي عبارة عن أكواد دولية.

كما حصل مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية على 398 براءة اختراع وملكية فكرية، إضافة إلى اجتيازه كافة الاختبارات الدولية باقتدار ونجاح الأمر الذي مكن المجمع من اعتماده كأكبر الصروح التكنولوجية الدولية.

ووفقًا لما سبق؛ فمن منطلق حفاظ الدولة المصرية على حقوق الإنسان وأنها غير قابلة للتجزئة، أنشأت الدولة مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية، الذي سيتيح إنشاء كود موحد لكل الحلول التكنولوجية لمخرجات المستندات ذات الصلة بالمواطن منذ الميلاد وحتى الوفاة للتعامل السلس مع كافة الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأيضًا الحقوق المدنية.

وبهذا سيعمل مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية على تسريع التحول الرقمي وتعزيز الشمول المالي والقضاء على الإدارة الفاسدة للموارد العامة التي تؤدي إلى الإضرار بقدرة الدولة على الإنجاز والتمييز في التعامل بين المواطنين وتقديم الرشاوي، بالإضافة إلى أن المجمع يمتلك قدرات فائضة تمكنه من التعاون مع الدول الصديقة والفترة المقبلة سيكون له دور مؤثر إقليميًا ودوليًا.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى