سياسة

اليوم العالمي لمحو الأمية: قراءة في المؤشرات المصرية

أصدر الجهــاز المركزي للتعــبئة العامــة والإحصــاء أمس الثلاثاء بياناً صحفيا بمناسبة اليوم العالمي لمحــو الأمية، والذي يوافــق الثامن من سبتمبر من كل عام، وهو يوم أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) إبان دورتها الرابعة عشر عام 1966، للاحتفال به سنويا، وذلك لتذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأميّة كمسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية واحترام حقوق الإنسـان ولتؤكد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة.

مؤشرات عالمية 

على الصعيد العالمي، وحسب منظمة اليونيسكو، فلا يزال هناك 750 مليون نسمة على الأقل من الشباب والكبار يعجزون عن القراءة والكتابة، في حين يوجد، 250 مليون طفل يفشلون في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية.

وبلغ معدل الأمية للبالغين “15 عاما فأكثر “ حوالي  13.7% على مستوى العالم.
وفي ظل بلوغ معدلات معرفة القراءة والكتابة في الدول المتقدمة 99.2 % عام 2020. فقد سجلت 18 دولة إفريقيا من بين 20 دولة على مستوى العالم أعلى معدلات الأمية، نتيجة افتقارها إلى الموارد أو الأدوات التعليمية اللازمة لتحسين حياتهم.

مؤشرات الأمية في مصر خلال عام 2017

بلغ عدد الأميين بمصر في عام 2017 حوالي18.4 مليون نسمه أي ما يمثل 25.8% ” ربع سكان مصر”. حيث ارتفعت في تلك الفترة نسبة الأمية بين الإناث عن الذكور وقد بلغت أعدادهم 10.6 مليون نسمة بمعدل 30.8%، مقابل7.8 مليون نسمة للذكور بمعدل 21.1%.

وبنظرة عامة على تعداد السكان 2017، نجد ارتفاعا ملحوظًا في معدلات الأمية بالريف مقارنة بالحضر بمعدل 32.2% مقابل 17.7%. وانخفاض معدلات الأمية بين الشباب (15-24 سنة) مقارنة بكبار السن (60 سنة فأكثر)، حيث بلغ 6.9% للشباب مقابل 63.4% لكبار السن.

مؤشرات الأمية في مصر خلال عام 2019

اهتمت الدولة المصرية بقضية الأمية، حيث أولها الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما بالغا فدشن عام 2019 عامًا للتعليم، وذلك لأهمية التعليم في بناء المواطن المصري.

 وبناء عليه شهدت مصر تطورا ملحوظا في منظومة التعليم أدى ذلك إلى تراجع معدلات الأمية بنسبة 3.9%  بين تعدادي 2006 و 2017, فطبقاً لبيانات الهيئة العامة لتعليم الكبار فإن نسبة الأمية انخفضت إلى 24.6% في يوليو 2019, بأقل معدلات البطالة للأميين  والتي بلغت 2.2%، في حين أن أعلى معدلات للبطالة بين الحاصلين على مؤهل جامعي فأكثر بلغت 16.7%، ويرجع ذلك إلى أن الأميين يقبلون الحد الأدنى من الأعمال بغض النظر عن مستوى المهارة (الأعمال اليدوية والحرفية) على نقيض من ذلك الحاصلين على مؤهلات عليا وذلك وفقا لبيانات بحث القوى العاملة عام 2019.

وتشير خريطة توزيع معدلات الأمية وفقًا للهيئة العامة لتعليم الكبار يوليو 2019, لارتفاع نسبة الأمية بين الأطفال من عشر سنوات فأكثر بنسبة 24.6 %، ومن عمر 15 عاما فأكثر بواقع 27.6%, اما في سن 35 عاما فما فوق فقد انخفض مؤشر الأمية ليصل إلى 12.6%.

الأمية في ظل وباء كورونا

 أكد بيان صادر عن مركز إعلام الأمم المتحدة، أن أزمة كورونا زاد تأثيرها سلبًا على معدلات تعلم الشباب والبالغين الذين ليس لديهم معرفة بالقراءة والكتابة أو لديهم معرفة منخفضة بهما.
ولفت البيان إلى أنه في أثناء المرحلة الأولى من انتشار وباء كورونا فان ما يقرب من 40 ٪ من البلدان ذات الدخل المنخفض والدخل المتوسط الأدنى لم تتمكن من دعم المتعلّمين المحرومين خلال فترة الإغلاق المؤقتة التي خاضتها المدارس. 

وأظهرت البيانات أن عدد المتعلمين الذين تأثروا بموجة الإغلاقات للمنشآت التعليمية وصل إلى 1.6 مليار طالب موزعين في 190 بلدا، أي ما يعادل 94% من عدد الطلاب في العالم، وذلك قبل أن ينخفض هذا العدد إلى مليار متعلم اليوم.

وتنذر توقعات اليونيسكو أيضا بخطر انقطاع 0.27% من طلاب المرحلة الابتدائية، و1.48% من طلاب المرحلة الثانوية عن المدارس، أي ما يعادل خطر توقف 5.2 مليون طفل، و5.7 مليون طفل عن الدراسة في   المرحلتين.
وحذرت تقديرات اليونيسكو من أن الجزء الأكبر من الطلاب المعرضين لخطر الانقطاع نهائياً عن التعليم بسبب كورونا يقبع في منطقتي جنوب أفريقيا وغرب آسيا، وتبلغ نسبتهم 5.9 مليون.

 في حين يقطن 5.3 مليون طالب من الذين يحدق بهم الخطر ذاته في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث تشهد المنطقتان تحديات تعليمية كبيرة حتى قبل حلول الجائحة، الأمر الذي ينذر بتفاقم الوضع سوءًا.

وعلى الصعيد المحلي فقد تسبب الوباء في إغلاق أكثر من 70 ألف فصل لمحو الأمية وتعليم الكبار. وفقًا للإجراءات الاحترازية والتي كان من ضمنها وقف اي تجمعات تعليمية ومن بينها فصول محو الأمية.
ختامًا،

حرصت الدولة المصرية على تطوير المنظومة التعليمية عامة والقضاء على الأمية بالأخص، ليقينها بأن الأمية من أخطر المشكلات التي تعرقل حركة النمو والتطور، إلا أنه ورغم الجهود المبذلة لا تزال النسبة مرتفعة، لذا يتعين اتخاذ بعض الإجراءات التي تساهم في انخفاض النسبة مثل؛ انشاء قاعدة بيانات للأميين في مصر شاملة أعمارهم وحالاتهم الاجتماعية بالإضافة إلى دعوة منظمات المجتمع المدني إلى المشاركة في خطة محو الامية التي تتبناها الدولة. وأخيرا إطلاق مبادرة رئاسية للقضاء على الأمية في مصر على غرار المبادرات التي أطلقها الرئيس والتي لاقت استجابة واسعة من جميع فئات الشعب.


+ posts

باحثة ببرنامج السياسات العامة

د.آلاء برانية

باحثة ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى