الاقتصاد الدولي

هواوي تعزز قبضتها على إفريقيا رغم المقاطعة التي تقودها الولايات المتحدة

اصدرت وكالة بلومبرج تقريرًا عن وضع شركة هواوي داخل أفريقيا، وأوضح التقرير أن الشركة تعمل منذ أكثر من عقدين في قارة أفريقيا ، وتبيع هواوي منتجات موثوقة تتراوح من الكابلات البحرية إلى الهواتف المحمولة ولا توجد شركة أخرى في أفريقيا تقدم مثل هذه المنتجات المتنوعة لذا أصبحت القارة ركيزة هامة لتحقيق طموحات هواوي، لكنها تواجه العديد من التحديات منها ما يلي

أولاً: اصدار البيت الأبيض الحملة يحث فيها حلفائه على عدم التعامل مع شركة هواوي ، و في الشهر الماضي ، أعلنت الحكومة البريطانية أن شركات الاتصالات يجب أن تزيل معدات الجيل الخامس الخاصة بهواوي من شبكاتها بحلول نهاية عام 2027 ، و انضمت اليابان وأستراليا إلى المقاطعة هواوي،  على الجانب الأخر ابتعدت ألمانيا عن فرض حظر تام خوفًا من انتقام اقتصادي من الصين ، وهي سوق تصدير رئيسي للسلع الألمانية.

ثانيًا: تحذيرات مسؤولو الحكومة الأمريكية من أن هواوي يمكن أن تستخدم حصتها المتزايدة من سوق معدات الاتصالات للتجسس لصالح الصين ، على الرغم من أن الشركة تنفي أي تجسس أو حتى التحدث مع الحكومة الصينية كما أوضحت أنها شركة خاصة مملوكة للموظفين وليس للدولة، وذلك مع بدء هواوي في بناء شبكات الجيل الخامس 5G .

ثالثًا: تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، والتي أوضحت أن مسؤولين حكوميين أوغندا في تعاملوا مع فنيي هواوي لاختراق رسائل الواتس أب الخاصة بمعارض سياسي، الشركة والحكومة الصينية نفت هذا تقرير، كما ظهرت مزاعم مماثلة بجمع معلومات استخبارية في زامبيا والجزائر و نفت هواوي حدوث تجسس .

رابعًا: وجود أكبر شركات الاتصالات التي تتمتع  بمكانة دولية متنامية بالقارة ، مثل مجموعة Vodacom Group”” هي شركة تابعة لعملاق الهواتف المحمولة في المملكة المتحدة “Vodafone Group Plc” وتتواجد في أكثر من اثني عشر دولة في جميع أنحاء المنطقة، كما تمتلك شركة “Rival MTN” حصصًا في شركات النقل في 17 دولة أفريقية وهي أكبر مشغل في القارة، وعندما تبدأ هذه الشركات في بناء شبكات الجيل الخامس الخاصة بها في جنوب إفريقيا وأماكن أخرى ، فقد تواجه ضغوطًا متزايدة للابتعاد عن الشركة الصينية لصالح نوكيا و إريكسون.

ومع ذلك ، تظل هواوي هي البائع الأول في إفريقيا، ليس فقط لانخفاض أسعار أجهزتها بل لقدرتها على العمل و توصيل منتجاتها إلى المناطق النائية، لذا أصبحت هواوي شريكًا لا غنى عنه للعديد من الحكومات، مما ساعدها على بناء موطئ قدم قوي في إفريقيا حيث تُشكل معداتها ما يقرب من 70٪ من البنية التحتية للنطاق العريض اللاسلكي في إفريقيا ، كما تمتلك علاقة وثيقة مع مشغلي شبكات الهاتف المحمول في جميع أنحاء القارة، و في منطقة ذات ميزانيات حكومية غير مستقرة ، دخلت هواوي السوق بصفقات تمويل مواتية سمحت لها بجذب العملاء لبناء الأجيال السابقة من التكنولوجيا اللاسلكية، وهو ما جعلها الاختيار الأول عند تطبيق شبكات الجيل الخامس  5G.

ختامَا،  من المرجح أن تستمر هيمنة هواوي في إفريقيا، لأنه من الصعب والمكلف أيضًا أن تقوم القارة بتبديل الموردين أو الاستغناء عن الشركة الصبينة.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى