إشارة جديدة حول زيادة العزلة التركية برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شرق البحر المتوسط، أثبتتها زيارة وزير الخارجية الصيني إلى مصر، والتصريح نحو تعزيز العلاقات مع مصر، هذا ما أشار إليه موقع الأبحاث الاستقصائي “نورديك مونيتور” في وصفه لزيارة وزير خارجية الصين وانغ يي للقاهرة في الفترة من 7 و 8 يناير 2020، في محطته الأولى من الجولة الإفريقية بالعام الجديد، والتي دعا فيها لرفع مستوى الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين إلى أعلى مستوى، والتي اعتبرها الموقع تعزيز الصين لعلاقاتها مع مصر وسط علاقات تركيا المتوترة مع الدول العربية، هذا إلى جانب تصريحات وانغ يي للصحف المصرية حول العمل مع مصر من أجل تسوية القضية الليبية، وهو ما يشير لاتخاذ الصين الموقف المصري “المختلف” كلياً مع تركيا.
لقاءات رسمية وتعزيز التعاون الاقتصادي والبحري من خلال مبادرة الحزام والطريق
وسط التوسع الاقتصادي والدبلوماسي الصيني في البحر المتوسط، فقد كشفت الزيارة أن الصين قد لا تقف إلى جانب أنقرة في أزماتها الحالية في المنطقة، وذلك لأن مصر تعترض على سياسات تركيا بشأن الحدود البحرية لشرق البحر المتوسط والوضع في ليبيا؛ فيما أكد وانغ خلال زيارته أن الصين تعتبر مصر مركزًا دوليًا جديدًا للشحن والخدمات اللوجستية في البحر المتوسط وستعمل مع مصر من أجل التسوية السياسية المبكرة للأزمة في ليبيا.
حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية وانغ، وذلك بحضور رئيس الوزراء مصطفى كمال مدبولي ووزير الخارجية سامح حسن شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال برنامج الزيارة الرسمي، وقال الرئيس السيسي إن “مصر على استعداد للعمل جنباً إلى جنب مع الصين لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة ورفعها إلى مستوى أعلى”، وأشار أيضًا إلى “مصر تأمل في أن تصبح شريك رئيسي في تعزيز مبادرة الحزام والطريق”.
كما رحب رئيس الوزراء مدبولي “بالمزيد من الاستثمارات من الشركات الصينية لبناء منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر.” وفقًا لما نشرته وزارة الخارجية الصينية.
وقال وانغ خلال الاجتماع “يتعين على الجانبين تنفيذ الإجماع المهم الذي توصل إليه الرئيسان ومواصلة تعميق التعاون في جميع المجالات”. علاوة على ذلك ، شدد على أن “الصين ترغب في تحقيق تعاون أكبر بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030 ، من خلال بناء مراكز شحن دولية ولوجستية إقليمية في مصر”.
جدير بالذكر أن الرئيس السيسي حضر منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، الذي عقد في بكين في الفترة من 25 إلى 27 أبريل 2019، وتشير مبادرة الحزام والطريق إلى طريق الحرير الاقتصادي والبحري للقرن الحادي والعشرين، واللذين أطلقهما الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تمتد من شرق آسيا إلى أوروبا وإفريقيا عبر طريق الحرير القديم.
وزير الخارجية الصيني “الصين ستعمل مع مصر من أجل التسوية في ليبيا”
وعن الموقف الليبي، صرح “وانغ يي” خلال عدة مقابلات أجراها مع وسائل الإعلام المصرية على هامش برنامج الزيارة كصحيفة “الأهرام”، بإن الصين تحافظ على إجراء عدة اتصالات مع الفصائل الليبية المختلفة، وتعمل بنشاط مع مختلف الأطراف لتسهيل المحادثات من أجل السلام”، مضيفًا أن الصين ستعمل مع مصر وتبذل جهودًا نشطة وبناءة من أجل التسوية السياسية المبكرة، وحل القضية الليبية من أجل إحلال والسلام والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط. “
وقال المركز السويدي “نورديك مونيتور”، أن هذه التطورات تأتي على خلفية الاتفاقية الأمنية والعسكرية التركية مع حكومة السراج واتفاق ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط بين جنوب غرب تركيا وشمال شرق ليبيا، والذي أعقبه القرار التركي نحو إرسال قوات شبه عسكرية تابعة لأردوغان (SADAT) وجهاديين للقتال، وهو ما تعترض عليه مصر، مما يجعل “وفقا للمركز” تصريحات وزير الخارجية الصيني ذات أهمية كبيرة لأنها تعبر عن نفس الموقف المصري المختلف مع تركيا.
باحثة بالمرصد المصري
