
مصر والطريق نحو الريادة الإقليمية في قطاع البترول والغاز
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم 14 فبراير 2022 مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول “ايجبس 2022” في دورته الخامسة، بمشاركة دولية ومحلية واسعة من وزراء البترول ورؤساء الشركات العالمية والمحلية والمنظمات الدولية للبترول والغاز الطبيعي، والذي يعد أكبر وأهم تجمع دولي وإقليمي لصناعة البترول والغاز في منطقتي شمال أفريقيا والبحر المتوسط. وربما تجدر الإشارة إلى التطور الملحوظ في قطاع البترول والغاز على مدار السنوات الماضية.
شهد قطاع البترول والغاز الطبيعي تحولات جذرية في السنوات الأخيرة، وذلك في ضوء توجهات الدولة لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، وجهودها في تنمية قطاع البترول والغاز الطبيعي من خلال تنمية حقول الغاز المكتشفة، ووضع مناطق جديدة على خارطة البحث والاستكشاف، وطرح المزايدات العالمية لجذب مزيد من الاستثمارات، مع منح عدد كبير من امتيازات الحفر والتنقيب عن البترول لكبرى الشركات العالمية، وتدشين العديد من المشروعات القومية العملاقة في هذا القطاع؛ سعيًا إلى رفع معدلات الإنتاج، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتلبية احتياجات السوق المحلية، مع التوسع في توصيل الغاز في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى تطوير صناعة البتروكيماويات.
استقرار إمدادات الوقود محليًا
بالرغم من التقلبات الاقتصادية التي شهدها العالم أجمع جراء الجائحة، إلا أن قطاع البترول والغاز الطبيعي المصري شهد تطورًا ملحوظًا في الأداء والإنتاج، وتحقيق الاستقرار الكامل للسوق المحلى، فقد تمت تغطية احتياجات المواطنين وقطاعات الدولة المختلفة من المنتجات البترولية والغاز. وقد بلغ إجمالي ما تم استهلاكه نحو 75.8 مليون طن بزيادة نسبتها 6% عن العام السابق. وأشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أن مصر ثاني أكبر مساهم في نمو الصادرات من الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم خلال عام 2021، والأولى على مستوى الدول العربية، وسجّلت زيادة قدرها 9 أضعاف مقارنة بالعام الماضي. وتوقعت مؤسسة فيتش استمرار نمو القطاع والأداء القوي خاصة مع زيادة الاستثمارات ومضاعفة طاقة التكرير.
وفي قطاع البترول: زاد إنتاج المواد البترولية بنسبة 8,4% ليسجل 82.4 مليون طن مكافئ عام 2021 مقارنة بما يقرب من 76 مليون طن مكافئ عام 2020، وبلغ إجمالي الاستهـلاك في العام حوالى27.8 مليون طن، منها نحو 8.6 مليون طن تم استيرادها بقيمة نحو 5.3 مليار دولار خلال هذا العام لاستكمال تغطية احتياجات الاستهلاك المحلى، وقد زاد استهلاك المنتجات البترولية عن العام السابق بنسبة نحو 6.9%.
وبالنسبة لقطاع الغاز الطبيعي: تمت تلبية احتياجات السوق المحلية من الغاز الطبيعي خلال العام، حيث زاد إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 17.2%، وسجل 53,1 مليون طن في 2021 مقارنة بـ 45,3 مليون طن عام 2020. ويمثل استهلاك قطاع الكهرباء نحو 60% من إجمالي استهلاك الغاز. وكذا، تم توصيل الغاز إلى نحو 1.2 مليون وحدة سكنية خلال عام 2021، يعادل استهلاكها نحو 21 مليون أسطوانة بوتاجاز تم إحلالها. ليزداد إجمالي عدد الوحدات السكنية التى تستفيد من خدمة الغاز الطبيعي ليصل إلى12.9 مليون وحدة سكنية على مستوى محافظات الجمهورية. فضلًا عن توصيل الغاز الطبيعي إلى 75 منطقة جديدة لأول مرة ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”. بالإضافة إلى تشغيل 5 خطوط لتدعيم الشبكة القومية لنقل الغاز الطبيعي بإجمالي أطوال نحو 185 كم، وإجمالي تكلفة نحو 3 مليار جنيه.
اتفاقات جديدة
اكتسب قطاع الطاقة المصري ثقلًا على المستوي الدولي والإقليمي لصناعة البترول والغاز الطبيعي، توج بنجاح مصر في إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط بما يضمه من دول وكيانات دولية، تبشر عن عام مثمر في بناء مستقبل مستدام في كافة مناحي قطاعات الطاقة. فتم تحقيق 52 اكتشافًا (39 زيت خام + 13 غاز) بالصحراء الغربية وخليج السويس والبحر المتوسط وسيناء والصحراء الشرقية.
وعملت الحكومة على تعزيز موارد مصر من البترول والغاز ورفع معدلات الإنتاج، فتم توقيع 7 اتفاقيات بترولية بواقع استثمارات أكثر من 1,2 مليار دولار كحد أدنى، في حين بلغ إجمالي منح التوقيع غير المستردة 16 مليون دولار، فضلًا عن أنه يجري حفر 14 بئرًا.
وعلاوة على ذلك، يجري حاليًا اتخاذ الإجراءات اللازمة لإصدار 11 اتفاقية بترولية جديدة بواقع استثمارات بأكثر من 5.3 مليار دولار كحد أدنى، وإجمالي منح توقيع بقيمة 177.3 مليون دولار، في حين مستهدف حفر 39 بئرًا. ذلك فضلًا عن توقيع 17 عقد تنمية بالصحراء الغربية والصحراء الشرقية بإجمالي منح بلغ نحو 7 مليون دولار.
مشروعات النقل والبنية التحتية
في إطار التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات، يتم حاليًا زيادة أعداد محطات الوقود بالغاز الطبيعي المضغوط وكذا مراكز تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي على مستوى الجمهورية، والذي تحقق منها ما يلي:
- تحويل نحو 66 ألف سيارة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط خلال العام بزيادة نحو 71% عن عام 2020، ليصل إجمالي عدد السيارات المحولة منذ بدء النشاط وحتى نهاية عام 2021 إلى نحو 405 ألف سيارة.
- زيادة أعداد محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي، ليبلغ إجمالي عدد المحطات حتى نهاية عام 2021 نحو 530 محطة.
- بدء قطاع البترول لأول مرة التشغيل الفعلي لأول محطة متنقلة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط لتموين السيارات والمركبات بالغاز الطبيعي المضغوط، لتبدأ في تقديم خدماتها من خلال الوجود في مناطق حركة الجمهور. وتتميز هذه المحطة بجاهزيتها لتموين السيارات بطاقة تموين ٥٠٠ سيارة كل ١٢ ساعة، ترتفع إلى١٠٠٠ سيارة يوميًا مع إعادة الملء.
نحو مركز إقليمي للطاقة
منذ عام 2014، تعمل مصر بخطوات ثابته نحو تطوير قطاع الطاقة لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة بكل أنواعها، فبادرت بطرح فكرة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط منذ عامين خلال القمة الثلاثية بين زعماء مصر وقبرص واليونان بجزيرة كريت، ولاقت الفكرة استحسانًا واسع النطاق من معظم دول المنطقة سواء من المنتجين أو المستهلكين للغاز أو دول العبور، وتم تأسيس المنتدى بالفعل في سبتمبر2020 ودخول الميثاق حيز النفاذ في مارس 2021، والذي بمقتضاه أصبح المنتدى منظمة دولية حكومية في منطقة شرق المتوسط، مقرها القاهرة.
ويعد المنتدى مثالًا للتعاون الإقليمي والتكامل فيما بين الدول الأعضاء في تحقيق أقصي استفادة وبأقل تكلفة ممكنة بما يعود بالنفع على المنتجين والمستهلكين على حد سواء، من خلال توفير الغاز الطبيعي بأسعار تنافسية. ورسميًا تم إطلاق الموقع الإلكتروني للمنتدى واختيار المصري “أسامة مبارز”، أول أمين عام للمنتدى لمدة 3 سنوات بدءًا من يناير 2022. ووصل عدد المشاركين به حتى الآن إلى 32 من كبرى الشركات والكيانات العالمية.
المصادر:
- حصاد وزارة البترول والثروة المعدنية لعام 2021 https://www.petroleum.gov.eg/ar-eg/media-center/news/news-pages/Pages/mop_27122021_02.aspx
باحثة ببرنامج السياسات العامة