
صور أقمار صناعية تكشف إرسال تركيا مقاتلات “إف 16” لأذربيجان سراً
أدت الاشتباكات المشتعلة بين أرمينيا وأذربيجان منذ أسابيع إلى إسقاط مقاتلة أرمينية – سوخوي 25 – بواسطة مقاتلة تركية – إف16″، حسبما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية أن مقاتلة “إف 16” تركية أسقطت طائرة “سوخوي 25” فوق الأراضي الأرمينية، الثلاثاء، 29 سبتمبر مما أدى إلى مقتل قائدها.
التطور اللافت في مسار الدعم التركي كشفته صور للأقمار الصناعية مطلع الشهر الجاري. وتناوله تقرير جديد لفريق (The War Zone) في موقع (The Drive) حيث أظهرت الصور تمركز لمقاتلات “إف 16” تركية في مطار (Ganja) الدولي في أذربيجان.
وتناول موقع (The Drive) هذا التطور عبر تقرير رصد فيه صورا الأقمار الصناعية وتطرق لتفاصيلها. ويشير الموقع أن هذه الصور تعد دليلاً أن المقاتلات التركية قد وصلت إلى أذربيجان بعد اندلاع الاشتباكات مع جارتها أرمينيا.
ويوضح التقرير أن صور الأقمار الصناعية تظهر مقاتلتين إف 16 بالمطار الذي يبعد أقل من 50 ميلاً من ناغورنو كاراباخ، كما تظهر في الصور طائرة نقل تكتيكي خفيف (CN-235).

وكان “كريستيان تريبيرت”، من فريق التحقيقات المرئية في صحيفة نيويورك تايمز، من بين أول من اكتشف صور المقاتلات التركية وقدم تحليلًا أوليًا في سلسلة من التغريدات على موقع تويتر، كما أكد “تريبيرت” أن منطقة النزاع في “كاراباخ” تعتبر محل اهتمام لفريق التحقيقات المرئية بصحيفة نيويورك تايمز.

ويشير التقرير أن المقاتلات التركية كانت موجودة في أذربيجان في الوقت الذي أٌسقطت فيه طائرة مقاتلة أرمينية من طراز سوخوي 25، وقد قالت وزارة الدفاع الأرمينية أن الطائرة أسقطت بواسطة مقاتلة تركية. ويوضح التقرير في حين أنه من غير الممكن القول على وجه اليقين المطلق من هو مشغل طائرات “إف 16” في الصور ، فمن الصعب كذلك معرفة كيف يمكن أن تنتمي إلى أي شخص أو مُشغِل آخر باستثناء تركيا.
وتظهر صور (Plant Labs) للأقمار الصناعية، والتي فحصها قسم (The war zone)، في الموقع، أن المقاتلات التركية موجودة في أذربيجان منذ أغسطس الماضي كذلك ضمن برامج تدريبية مع سلاح الجو الأذري وقد تزامن وجود المقاتلات التركية “إف 16” المعيار فايبر – مع تجدد الاشتباكات مع أرمينيا، في خطوة عدها مراقبون أنها رسالة مباشرة من انقرة لـ يريفان.
كان من المفترض أن ينتهي هذا التمرين، الذي أطلِقَ عليه اسم ((TurAz Qartali-2020 ، في 10 أغسطس. ومع ذلك، فإن الصور الإضافية من ((Planet Labs تُظهر ست طائرات إف 16 ، بالإضافة إلى ما يبدو أنه طائرة نقل خفيف CN-235 ، لا تزال على مدرج مطار Ganja)) في 10 سبتمبر، تُظهر الصور ذات الدقة المنخفضة المتوفرة في أرشيفات Planet Labs المؤرخة بين 10 أغسطس و 10 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر الوجود المستمر لما يبدو أنه طائرات مقاتلة في نفس الجزء من نفس المنطقة من المطار.


ويتابع التقرير أن الدلالة الواضحة على تشغيل تركيا لهذا التشكيل القتالي، هو عدم امتلاك أذربيجان لطائرة النقل والاستطلاع (CN235)، والتي من المفترض أن تقوم بمهام لدعم مقاتلات الإف 16.
ويتطرق التقرير للادعاءات التي روجت لها شخصيات تركية بأنه لا توجد أي من مقاتلات إف 16 في أذربيجان وأن الصور توضح نوعاً آخر من المقاتلات، بالقول أن هذه الادعاءات غير سليمة بالمرة. حيث أعلنت أذربيجان أنها تشتري طائرات التدريب المتقدم ليوناردو إم -346 من إيطاليا، والتي يدعي البعض أنها قد تكون هي التي ظهر في صور الأقمار الصناعية، ولكن لا يوجد مؤشر على تسليم أي من هذه الطائرات. كما تتميز طائرة الإف 16 أيضًا بحجم وشكل مميزين يصعب الخلط بينه وبين مثيلاتها في أساطيل الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأذربيجانية، والتي تشمل مقاتلات MiG-21 Fishbed و MiG-29 Fulcrum من الحقبة السوفيتية ، بالإضافة إلى طائرات Su 25.
ويطرح التقرير تساؤلات حول ماهية الأدوار المنوطة بالمقاتلات التركية في أذربيجان ولماذا تم الإبقاء على عملية نشر هذه المقاتلات في المطار بصورة سرية. بيد أن القتال بين الأرمن والأذريين مشتعل ويستخدم فيه الجيش الأذري طائرات تركية من دون طيار طراز “بيراقدار” وكذلك طائرات إسرائيلية انتحارية طراز “هاروب”.
يشير مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا إلى أن أذربيجان أطلقت واحدة على الأقل من صواريخها الباليستية قصيرة المدى LORA الإسرائيلية الصنع على هدف على طول الحدود بين أرمينيا وناغورنو كاراباخ. تشير مقاطع أخرى إلى أن القوات الأرمينية أطلقت بالمثل صاروخًا باليستيًا قصير المدى من طراز Tochka-U من الحقبة السوفيتية على مواقع أذربيجانية. حتى الآن، لم تستخدم أرمينيا صواريخها شبه الباليستية الروسية الصنع إسكندر- إي الأكثر تقدمًا.
ويشير التقرير أن المدفعية، بما في ذلك مدافع الهاوتزر وأنظمة المدفعية الصاروخية، كانت عاملاً رئيسياً في القتال. ويتهم الطرفان بعضهما البعض بشن ضربات عشوائية على مراكز السكان المدنيين، بما في ذلك مدينة (Ganja) حيث يقع مطار المطار الذي تتمركز فيه المقاتلات التركية.
ويتابع التقرير أنه في حال ظهور دليل آخر على أن هذه الطائرات التركية كانت تشارك في القتال، فسيشكل ذلك تصعيدًا كبيرًا، لكنه قد لا يؤدي بالضرورة إلى مزيد من المشاركة من شركاء أرمينيا الإقليميين، بما في ذلك روسيا أو إيران.
حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ليست ملزمة بالتدخل حتى يكون هناك خطر الغزو الأذربيجاني للأراضي الأرمنية بلا منازع. ويعني هذا البيان ضمنيًا أن الكرملين يواصل الاعتراف بناغورنو كاراباخ كأراضي أذربيجانية. سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان هذا الإعلان ثابتًا.
كما قال الرئيس الإيراني حسن إن بلاده لن تؤيد وجود مقاتلين أجانب في ناغورنو كاراباخ، في إشارة واضحة إلى ما تردد عن تسهيل تركيا لتحرك المسلحين السوريين في المنطقة للقتال نيابة عن أذربيجان. كما دعا في الماضي إلى إنهاء أي تورط أجنبي في القتال، ودعا الجانبين إلى وقف الصراع الأخير والتفاوض على حل “في إطار القانون الدولي”.
من جانبها، تواصل تركيا الإعراب عن دعمها القاطع للهجوم الأذربيجاني، الذي يبدو أنه يهدف إلى استعادة السيطرة على كل منطقة النزاع، أو على الأقل معظمها.
ويخلص التقرير بالقول إلى إن ما نعرفه الآن هو أنه اعتبارًا من 3 أكتوبر على الأقل، نشرت تركيا طائرات إف 1 في أذربيجان ، حيث تكون في وضع جيد للمشاركة في الصراع، إذا لم يكونوا قد فعلوا ذلك بالفعل.