روسيا

قراءة في الخطوط العريضة للمشهد الإعلامي الروسي إزاء مظاهرات بيلاروسيا

لطالما لعبت وسائل الإعلام دورًا رئيسيًا ليس فقط في نقل الحدث إلى الجمهور، ولكن أيضًا في تفسير طبيعة موقف رأس السلطة في كل دولة إزاء قضية محددة أو عدد من القضايا.

وبوجه عام، قدمت وسائل الإعلام العالمية متابعة دقيقة للأحداث المتعلقة بمظاهرات روسيا البيضاء منذ الأيام الأولى، التي تلت الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية بتاريخ 10 أغسطس. وبوجه خاص، نرى أنه ينبغي الوقوف على طبيعة المشهد الإعلامي الروسي تحديدًا، نظرًا لما تحتله روسيا البيضاء من أهمية على الأجندة السياسية لدى موسكو.

ولتفسير معالم الموقف الإعلامي الروسي منذ بدء اندلاع الأحداث وصولا إلى الوقت الراهن، يجب أن نمر أولاً على عدة مراحل. تبدأ عند محاولة فهم المشهد الإعلامي الروسي من خلال تتبع الصلات، التي تربط ما بين أبرز وسائل الإعلام الروسية ورأس السلطة.  وننتهي عند أبرز المواقف السابقة لذات الصحف والمصادر الإعلامية، ولاسيما الموقف العام تجاه الغرب ومدى ارتباطه بالتوجهات السياسية للدولة الروسية.

في روسيا… كيف يرتبط الإعلام بالسُلطة؟!

في 2015، تبنت روسيا قانون يتم بموجبه إجبار جميع الشركات الأجنبية المالكة أو المُساهمة في وسائل إعلام روسية، بتحديد نسبتها بما لا يزيد عن 20%. وكان هذا هو القانون الذي ترتب عليه بعد ذلك حدوث موجة مبيعات. أو بالأحرى يمكن تسميتها إعادة هيكلة شاملة لوسائل الإعلام الروسية بالشكل الذي يضمن أن تتبنى هذه الوسائل وجهات نظر وطنية بحتة وغير معادية للدولة أو على الأقل يضمن ألا يتجاوز المحتوى الخطوط الحمراء عند الكرملين. ووفقًا لهذا القانون، انتقلت ملكية العديد من الوسائل الإعلامية الى أطراف تابعة للدولة بشكل مباشر أو غير مباشر. من ضمنها على سبيل المثال، صحيفة “فيدومستي” الروسية النافذة التي كانت في ذلك الوقت تنشر تقارير معادية وناقدة للنظام الروسي، ولكن تغير الأمر بعد أن بيعت جنبًا الى جنب مع صحيفة “موسكو تايمز” وغيرهم.

إذا نعرف بهذه الطريقة أن الإعلام الروسي يكون منقسما إلى شقين، إما مملوك بشكل مباشر إلى الدولة أو مملوك إلى أحد كبار رجال الأعمال، هؤلاء المعروفون باسم “طبقة الأوليجارشية الروسية”.

ومن أبرز المصادر الإعلامية المملوكة للدولة، هناك وكالة “تاس” المملوكة بالكامل للحكومة الفيدرالية، ووكالة “ريا نوفوستي” وهذه ايضًا وكالة مملوكة للدولة وينبثق عنها قناة روسيا اليوم المعروفة عالميًا وتصدر عنها نسخ بالعديد من اللغات. بالإضافة الى مصادر صحفية مرموقة أخرى مثل “راسيسكايا جازيتا” و”آرجومنتي إي فاكتي”، وكلاهما أيضًا تخضعان إلى ملكية الدولة.

وفيما يتعلق بالمصادر الإعلامية الخاصة، فهناك عددً ليس قليل منهم داخل روسيا. تُعد مجموعة “RBC.Ru”، واحدة من ضمن الأسماء الأبرز بينهم. ووصولاً الى العام 2017، كانت هذه المجموعة مملوكة بالكامل للبليونير الروسي ميخائيل بورخوف، إلا أن الدولة أرادت فرض المزيد من السيطرة عليها عبر إجباره على بيع حصة 65% منها الى أحد أقطاب طبقة الأوليجارشية الروسي وهو رجل الأعمال الروسي النافذ جريجوري بيرزكين. وهي خطوة رأت مصادر إعلامية غربية إنها تثير مخاوف حول حرية الصحافة في روسيا. إذ أن بيرزكين معروف بصفته أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو في الوقت نفسه يُعد أحد أقطاب صناعة النفط جنبًا الى جنب مع امتلاكه لتطبيق الأخبار المجاني مترو بالإضافة الى صحيفة “كومسومولسكايا برافدا”، والمعروفة بتأييدها الشديد لموسكو. مما أدى الى أن روجت مصادر غربية أن بيرزكين يشتري مجموعة “RBC.Ru” بأوامر إلزامية من الكرملين. بعد أن قامت المجموعة، التي تتشمل على قناة إخبارية وموقع الكتروني وصحيفة يومية بنشر تقارير يرى الكرملين أنها تسئ الى عدد كبير جدًا من رجالاته سواء من مسؤولين أو أعضاء في طبقة الأوليجارشية.

موقف الإعلام الروسي من الغرب

نعرف أن الحكومة الروسية تسيطر بشكل كامل على كافة أشكال وسائل الإعلام المملوكة للدولة، وتفرض في الوقت نفسه سيطرة على كل ما يخرج عن ملكيتها ويخضع لملكية خاصة. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد هناك تباين في طرق التناول والعرض ومدى كفاءة المحتوى بين كلاً منبر إعلامي والآخر. وهذا التباين لا يمنع كذلك حقيقة أن الجميع يلتزم بأجندة إعلامية تخضع لأولويات ومحظورات سياسية واحدة، جميعها مستمد من الخطوط العريضة المرسومة بيد الكرملين وإن لم يكن بيد بوتين شخصيًا بالتعاون مع لمسات يضعها عادة عددًا من معاونيه.

مثال على ذلك، موقف الإعلام الروسي وتوجهه نحو الغرب وكل ما يرتبط به من سياسات. فالسواد الأعظم منهم ينتهج أسلوب مُعادي ورافض للغرب، لكن الاختلاف والتباين يكمن دائما في طريقة كلاً منهم التي تختلف عن الآخر. نرى مثلاً أن وكالة “تاس” ترفض سياسات الغرب، لكن موقفها لا يرقى لمستوى أن يوصف بأنه “عدواني”. فهي تقف عند حدود ما يطلق عليه موقف ناقد، ولا تقوم الوكالة بنشر وتقديم أي أخبار قد تحتوي على لهجة هجومية صريحة أو مباشرة للغاية. وإنما تكتفي بنشر أخبار وتقارير تُركز على المعلومات التي يدين مجرد إبرازها الغرب بوجه عام.

وعلى سبيل المثال، يظهر ذلك بوضوح من خلال متابعة ما تُقدمه الوكالة لما يدور من سجالات سياسية تدور بين الولايات المتحدة وإيران، أو الولايات المتحدة والصين، ومن خلال كليهما تدرك أن الوكالة تميل وتؤيد إيران والصين ضد الولايات المتحدة. وهو ذات الموقف الذي تتخذه الدولة الروسية في المقام الأول.

أما بالنسبة لوكالة ريانوفوستي، وقناة روسيا اليوم التي تخضع لإدارتها وتعد واحدة من أهم المصادر الإعلامية النافذة على مستوى عالمي. فكلاهما يتوحدان تحت توجه معاداة السياسات الغربية، ولكنهما تتباينان فقط في أشياء تتعلق بالنبرة واللهجة، إذ أن “ريانوفوستي”، تركز بلغة تبدو حيادية على الأخبار التي من شأنها أن تدين الولايات المتحدة أو أيا من الدول الأوروبية. وتطرح عناوين على غرار “القوات التابعة للولايات المتحدة تختطف عشرات السوريون في الرقة”. كما تواصل نشر عناوين أخرى تثبت الأفضلية الروسية على الأمريكية في منطقة ألاسكا.

فيما تتحدث قناة “روسيا اليوم” بنبرة تميل الى العدائية. وتطرح القضايا والمسائل المتعلقة بالغرب تحت عناوين أكثر صراحة. على غرار، “الاتحاد الأوروبي سوف يعاقب نفسه أكثر من روسيا إذا قرر التخلي عن نورد ستريم 2″. و”إنهم يواصلون التضليل… نفت وزارة الخارجية الروسية التصريحات الأمريكية بشأن إعادة عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران”. و”محاربة الجهات الحاقدة: تُخطط الولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق مشروع حول أمن الطاقة في أوروبا الشرقية”. ونبرة “قناة روسيا” اليوم الأكثر صراحة وانفتاح تُعد أمر مفهوم، بالنظر الى رسالتها التي تقوم في المقام الأول على بث رسائل السلطة الروسية الى خارج حدودها، أي الى جمهور أجنبي.

وهناك مدرسة صحفية روسية “معادية للغرب” أيضًا، لكنها تتبع نهج أكثر عقلانية، في تناول نفس التوجه. إذ أنها تعتمد على نبرة أكثر عقلانية في تناول الحدث. وتقوم تقاريرها وأخبارها بشكل رئيسي على أسلوب التفنيد المنطقي للتوجه وتبريره بأسانيد واقعية، بشكل يزيد على اعتمادها على تناول الحجج الرسمية للسُلطة الروسية نفسها إزاء أي قضية كما جرت العادة لدى الكثير من المصادر.

وتعتبر صحيفتي “راسيسكايا جازيتا” و”أرجومنتي إي فاكتي”، خير مثال على هذه المدرسة الصحفية. إذ أن كليهما لا تُهاجمان خارج حدود المنطق، لكنهما في الوقت نفسه لا يتوقفان عن مهاجمة ذات الأطراف التي ترغب الدولة الروسية في مهاجمتهما.

إذا نفهم من كل ما سبق طبيعة التشابهات والاختلافات بين نماذج عدة من المصادر الإعلامية المملوكة رأسًا للدولة. فيما تمنحنا تفاصيل السياسة الإعلامية لمجموعة “RBC.RU” انعكاسًا واضحًا عن طبيعة عمل وسائل الإعلام المملوكة للأوليجارشية. فهي تُقدم تغطية يَغلب عليها طابع الحيادية حتى وإن لم تكن بالفعل حيادية. وبوجه عام هي لا تخرج عن الأجندة السياسية التي تخضع لها سائر وسائل الإعلام الروسية. لكن المحتوى الذي تقدمه يتميز بدرجة أكثر من الاختلاف، نظرًا لأنها أحيانا تقوم بنشر تقارير قد تُعيب الى الأوضاع الداخلية في روسيا -لاسيما الاقتصادية منها- لكن في نفس التقرير يجب أن يتم تناول نفس المشكلة وإبراز وإثبات حقيقة أن عدد من الدول الأوروبية تُعاني منها أيضًا مثل روسيا. إذا نستخلص من ذلك، أنها أيضًا تتميز بالطابع العدائي نحو الغرب، ولكن عدائيتها مخفية تحت رداء من العقلانية الشديدة والحيادية اللغوية الماهرة، بالشكل الذي يبدو جليًا حتى في متابعة عناوينها الإخبارية وطرق التناول والشرح والدحض.

قراءة في الخطاب الإعلامي الروسي إزاء احتجاجات بيلاروسيا

لقد سارت التغطية الإعلامية الروسية للاحتجاجات، في إطار عام واحد مع وجود اختلافات وتباينات طفيفة بين كل وسيلة إعلامية وأخرى. وعلى سبيل المثال، نجد أن وكالة ريا نوفوستي قدمت متابعة مكثفة ودقيقة للمشهد الداخلي والخارجي لتطورات احتجاجات بيلاروسيا. بحيث رصدت الوكالة كل شيء تقريبًا. وسارت معها على نفس النهج لكن بكثافة إعلامية تقل بالتدريج بدءً من وكالة تاس تليها قناة روسيا اليوم.

ومن خلال متابعة الإطار العام للتغطية المطروحة من الثلاث مصادر الإعلامية السابقة. يمكن ملاحظة تغير النغمة وطريقة الطرح والوتيرة في الفترة ما بين كل الأحداث التي وقعت قبل تاريخ 15 سبتمبر، والفترة التي تلت ذلك التاريخ. فقد اتسمت التغطية الإخبارية فيما قبل 15 سبتمبر، بسمات عريضة أساسية من ضمنها اعتراف وكالات الإعلام الحكومية الروسية باعتقال سلطات بيلاروسية لعدد من الصحفيين الروس. بالإضافة الى الاعتراف بأن هناك حملة اعتقالات واسعة النطاق وردود فعل عنيفة من الشرطة البيلاروسية على المتظاهرين السلميين. كما نشرت وكالات الانباء صور من الاحتجاجات تؤكد على العنف المستخدم من الشرطة. وعندما كان يتم نشر أي أنباء تتعلق بالمرشحة الرئاسية السابقة سفيتلانا تيخانوفسكايا، كان يتم الإشارة لها باستخدام أوصاف مثل “مرشحة الانتخابات الرئاسية البيلاروسية” أو “مرشحة المٌعارضة البيلاروسية” أو “قائدة المعارضة”. وكانت أغلب الصور المأخوذة لها والتي يتم طرحها مع هذه الأخبار تظهرها في صورة إيجابية، أي على غرار لقطات لها وهي تبتسم أو تقف في مشهد يعكس قوة.

كما تخللت التغطية نشر أخبار تبدو محايدة ولكنها تعكس تأييد من الوكالات الإعلامية للمظاهرات في بيلاروسيا. ومن ضمنها طرح عناوين حول مظاهرة تأييد سفيتلانا تيخانوفسكايا والتضامن مع الشعب البيلاروسي من أمام السفارة البيلاروسية في موسكو. وتداول انباء حول وقوع اشتباكات بين المتظاهرون والشرطة أفضت الى إطلاق الأعيرة النارية على أحد المتظاهرون وإصابته. وأخبار تشتمل على اعتراف من الوكالة بوقوع انتهاكات في اثناء العملية الانتخابية البيلاروسية الأخيرة.

بينما اختلفت ملامح ونغمة التغطية تمامًا فيما بعد تاريخ 15 سبتمبر، ومن أبرز هذه التغيرات هي أن ظهرت كلمة “المرشحة الرئاسية السابقة ” لأول مرة جنبًا الى جنب مع اسم سفيتلانا تيخانوفسكايا. كما أن غالبية وسائل الإعلام الروسية بدأت في الاعتماد على صور لسفيتلانا وهي تقف في أوضاع تبدو فيها مرتبكة أو خائفة من أمرًا ما، ولا تظهر فيها على نفس درجة الثقة التي كانت موجودة فيما سبق.

وأظهرت الوكالات الإعلامية نفسها التي كانت قد سلطت الضوء من قبل على عمليات قمع الشرطة للمتظاهرين، أن الشرطة توقفت عن عمليات القمع نفسها. ثم بدأ تناول أنباء عن ضلوع أطراف خارجية في المظاهرات البيلاروسية لاسيما دولتي ليتوانيا وبولندا. وظهر التحول الأبرز في لغة وسائل الإعلام على لسان الكرملين نفسه الذي أعلن -16 سبتمبر- عن ثقته في مدى قانونية العملية الانتخابية الرئاسية الأخيرة. بالتزامن مع التركيز على تناول أخبار حول أنشطة سفيتلانا تيخانوفسكايا في أوروبا. وهو الأمر الذي انعكس بدوره على بقية العناوين الإخبارية المتواترة بشأن زيف الاحتجاجات وبأنها غير شعبية وملفقة بأيادي خارجية.

أما عن صحف مثل “أرجومنتي إي فاكتي”، و”راسيسكايا جازيتا”، و“RBC.RU”، فجميعهم اشتركوا في تقديم تغطية أقل كثافة عن المصادر السالف ذكرها. ولكن تغطيتهم لم تبتعد أبدًا عن الإطار العام للأجندة السياسية للوكالات السابقة، وإن لم يكن من الأجدر القول إنها سارت معهم جنبًا الى جنب في تقديم محتوى يهدف الى اقناع المُتلقي بنفس الرسائل السالف الإشارة لها، حتى وإن اختلفت الطرق.

رؤية تحليلية

بالنظر الى ما تقدم، نعرف أن الخط الزمني الفاصل في تغير لهجة السياسة الإعلامية الروسية هو تاريخ 15 سبتمبر. وعند هذه النقطة نطرح سؤال، حول ماذا حدث في هذا التاريخ تحديدًا؟! الرد على هذا السؤال بالتأكيد لن يكون في منأى عن اللقاء الفردي الذي انعقد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتاريخ 14 سبتمبر في سوتشي. وهو اللقاء الذي من الأرجح أن عملية ترتيب الأوراق الحقيقية قد تمت خلاله. إذ أن بوتين أعلن خلال هذا اللقاء عن أن روسيا سوف تقدم لبيلاروسيا قرضا حكوميا بقيمة مليار ونصف مليار دولار، حتى تتجاوز مشكلاتها. كما أكد بوتين خلال نفس اللقاء على أن بلاده ملتزمة بشكل كامل بجميع الاتفاقيات المبرمة مع بيلاروسيا، بما في ذلك الاتفاقيات بشأن منظمة معاهدة الأمن الجماعي ودولة الاتحاد. المقصود هنا الإشارة الى اتفاقيات التكامل بين البلدين 1999، وهي نفس الاتفاقيات التي عاود وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الإشارة اليها بتاريخ 17 سبتمبر. عندما قال “إن العمل بين البلدين جاري على أساس معاهدة الاتحاد لعام 1999”. كما سبقه لوكاشينكو نفسه بالتعليق على هذه الاتفاقيات خلال لقائه الأخير مع الصحفيين الروس في 9سبتمبر، عندما قال “إن العمل يجري بينه وبين الرئيس الروسي لأجل عمل خارطة مشتركة لطرق التكامل الجديدة”.

وكانت خلافات قد شابت العلاقات بين البلدان في فترة ما قبل اندلاع المظاهرات الأخيرة بشأن هذه الاتفاقيات، وهذه الخلافات كانت تُعزى الى أن روسيا رأت وقتها أنها قدمت الكثير الى جارتها من دون الحصول على نوعية التكامل المرجو منذ البداية. 

إذا نستنتج من متابعة كل ما سبق، أن موقف الإعلام الروسي الذي بدا أنه خلال الأيام الأولى –فيما قبل 15 سبتمبر- كان يؤيد الاحتجاجات مرتديًا ثوب المحايد كان مستندًا الى موقف رسمي للدولة الروسية. والأرجح أن هذا الموقف كان يُعزى في المقام الأول للخلافات القديمة، التي قد يكون الرئيسان توصلا بالفعل لحلول حازمة بشأنها خلال لقائهم الأخير في سوتشي بتاريخ 14 سبتمبر. أما عن تفسير طبيعة هذه الحلول الحازمة أو التكهن بها، فهذا أمر يصعب البت بشأنه في اللحظة الراهنة. ويبقى الإفصاح عن تفاصيله رهينة المستقبل القريب الذي سوف يلي خمود الاحتجاجات في بيلاروسيا.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

داليا يسري

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى