الصحافة الدولية

“راكب كاميروني على طائرة تركية يتعرض للتعذيب.. ماذا يحدث في مطار إسطنبول؟

لقطات انتشرت في عدد من مقاطع الفيديو تظهر رجلًا تم لفه بالكامل في أربطة بلاستيكية وهو يصرخ طلبًا للمساعدة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، وقد أدلى الرجل بأقوال لفرنسا 24 حول ملابسات ضبطه وترحيله من تركيا إلى موطنه الأصلي ” الكاميرون”.

تعامل وحشي


أربعة فيديوهات متفرقة تم نشر محتواها عبر الإنترنت أثارت غضبًا على نطاق واسع في الكاميرون.

و تمكن فريق من القناة الفرنسية من تعقب الإجراءات والتعاملات المهينة التي تعرض لها المواطن الكاميروني على الطائرة التركية. وقد وقعت الحادثة في 27 يناير الماضي على متن الرحلة رقم TK667 والمتوجهة من إسطنبول إلى العاصمة الكاميرونية.

وتظهر اللقطات الأولى في مقطع الفيديو المنتشر الاول ” إيمانويل” وهو ينزع الأربطة عن فمه ويصرخ طلبًا للمساعدة، وقد تم تسجيل هذه اللقطات عن طريق صديقته التي كانت معه على متن نفس الرحلة حيث كانت تتعرض للترحيل أيضًا وينتهي المقطع المصور الأول بقيام مضيفة الطيران التي ترتدي زي المضيفات التركي بحجب الكاميرا بيديها. بينما يظهر مقطع الفيديو الثاني بعض الأشخاص وهم يساعدون إيمانويل في نزع الأربطة البلاستيكية عن جسده.
https://twitter.com/abelamundala/status/1229288299216461824

أما مقطعا الفيديو الآخران انتشرا على نطاق أوسع بعد قيام أحد الأشخاص بنشرهما على وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بالكاميرون،
ويظهر المقطعين المصورين ثلاثة رجال وهم يحاولون نوع الأربطة البلاستيكية من على جسد ” إيمانويل”وتلك المقيدة لكاحليه. حيث كان الرجل ملفوفًا بأكثر من طبقة بلاستيكية لتقييد حرية حركته. ويظهر واحد من المقاطع بكرة من الشريط اللاصق الذي كان موضوعًا على فم إيمانويل ومن التفاصيل الغريبة التي ظهرت أيضًا أن ” إيمانويل” كان يرتدي كمامة طبيبة والواضح أنه كان يرتديها حتى يخفي الشريط اللاصق الذي كمموا به فمه. وقد تمكن فريق فرنسا 24 من تعقب إيمانويل حتى محل عمله في الكاميرون حيث قام بمشاركة طاقم عمل القناة بالأوراق التي تثبت أنه كان في رحلة لإسطنبول وتم احتجازه مع ستة آخرين.

وقد أكد أنه قام بتنظيم رحلة إلى دبي مع صديقته لإحضار شحنة أحذية وبيعها في إسطنبول إلا أنه اكتشف لاحقًا أنه قد تعرض للخداع،وذلك عندما وصل إلى مطار إسطنبول وأوقفه موظف الجوازات الذي قال أن تأشيرته مزورة وهنا بدأ الكابوس حسبما قال ” إيمانويل”.
حيث تم تحريز هاتفه وأجبر على الإمضاء على بعض الأوراق التي لم يفهمها لأنها كانت بالتركية وتم رفض طلبه بالحصول على محامي
وبعد ذلك تم تقييده وتعرض للضرب وأخبر أنه سيتم تسليمه إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.
خلال الأيام القليلة التالية ، تعرض للضرب والتهديد مرارًا وتكرارًا وعندما ضغط على السلطات للعودة إلى الكاميرون تم نقله إلى غرفة خاصة، حيث تواجد بالغرفة عشرة ضباط تمكنوا من السيطرة عليه ووضع أربطة بلاستيكية على معصميه وكاحليه ، ثم وضعوا الأصفاد المعدنية وقاموا بحشو فمه ولصقه.
ثم أخذوا لفاتين عملاقتين من الأربطة البلاستيكية ، والتي تستخدم في المطارات لتغليف الحقائب. وقاموا بلفه في أكثر من طبقة حيث وجد صعوبة في التنفس. ثم تم وضعه على كرسي متحرك ونقله إلى طائرة متجهة إلى ياوندي. وعندما كان جميع الركاب جالسين وكانت الطائرة على بعد 15 دقيقة فقط من الاقلاع ، تمكن من نزع الأشرطة اللاصقة من على فمه والصراخ طلبًا للمساعدة. وعندما تمكن من إثارة الجلبة داخل الطائرة تم اقتياده إلى خارجها بينما بقيت صديقته على متنها، وظل يومين دون أن يتناول الطعام او توفر له رعاية طبية. حيث غادر إسطنبول يوم 30 يناير متوجهًا إلى أبوجا ومنها للكاميرون التي وصلها يوم الرابع من فبراير.
وقد أكد “تشيدجو” إنه تعرض للتمييز في مركز الاحتجاز أن المعتقلين السود كانوا يعاملون معاملة مختلفة من قبل الموظفين، حيث صودرت هواتفهم واحتُجزوا في غرفة منفصلة.

ماذا يجري في مطار اسطنبول؟


قلة قليلة من محاميي الهجرة أو منظمات حقوق اللاجئين يمكنهم الوصول إلى مركز الاحتجاز في مطار إسطنبول.
و يدير مركز الاحتجاز مسؤولو المطار ، وفقًا لما ينص عليه القانون التركي لعام 2015 بشأن مسؤوليات شركات النقل الجوي. ووفقًا للقانون ، تكون شركة الطيران مسؤولة عن إعادة أي مسافر مُنع من دخول تركيا إلى بلده الأصلي في أسرع وقت ممكن. من المفترض أن تتأكد الشركة التي تدير المطار من أنه في حين يتم تسوية الوضع ، مع المحافظة على سلامة الراكب.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

نيرمين سعيد

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى