
من وثائقهم..المخابرات البريطانية مولت سرًا “وكالة رويترز”

كانت رحى الحرب العالمية الثانية لا تزال دائرة،عندما تم فرض مجموعة من المبادئ على وكالة رويترز ، عدت في وقتها بمثابة ” ميثاق الشرف” وكان من أهم المبادئ في الميثاق ” الاستقلالية”،وحتى عندما طرحت أسهم الشركة في بورصة للندن للتداول كان هناك حرص شديد على تدعيمها بهيكل إداري متمكن يحفظ عليها مبادئها الأساسية. ما تبين الآن أنه كان مجرد حبر على ورق،الوثيقة الحكومية التي أفرج عنها مؤخرًا تظهر أن حكومة البلاط الملكي مولت رويترز سرا خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بتوصية من وحدة الدعاية المناهضة للسوفييت، والمرتبطة مباشرة بالمخابرات البريطانية.

التمويل تم توظيفه لتوسيع تغطية رويترز لأخبار الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وجرى إخفاؤه ضمن زيادة مدفوعات اشتراكات هيئة الإذاعة البريطانية في الخدمات الإخبارية لرويترز.
تلك الوثيقة الممهورة بخاتم “سري للغاية” جاء فيها ”يتعين أن يخدم الترتيب الجديد مصالح حكومة صاحبة الجلالة بشكل جيد“. وفي الفترة من 1960 وحتى 1970 لم تكن هناك إشارة واضحة على مدى النجاح الذي حققه التاج البريطاني في سياساته المتحيزة ضد الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية إلا أن الوثيقة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك مدى التدخل الذي كان للحكومة في شؤون رويترز والاتفاق الواضح على إخفاء التمويل.

وقد بلغ حجم التمويل الحكومي السري لرويترز – كما تورده الوثائق – 245 ألف جنيه استرليني سنويا قبل 1969 لكنه تقلص إلى 100 ألف استرليني سنويا في 1969-1970 وانعدم في 1972-1973.
باحث أول بالمرصد المصري