
“ماكرون”: مصر دولة قوية تُسهم في استقرار المنطقة
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن دولة مصر القوية تُسهم في استقرار المنطقة.
وقال ماكرون – خلال كلمته الافتتاحية أثناء قمة الشرق الأوسط الصيفية 2020 – إن :”مصر في وضعها اليوم باعتبارها دولة قوية، تُسهم في استقرار المنطقة” ، مضيفا “إلا أنها لا تثق في تركيا والوضع الحالي في ليبيا”.
وتابع ماكرون قائلا :” البحر الأبيض المتوسط الذي لطالما عمل على تغذية واثراء تاريخنا المشترك وتشكيل هويتنا، وحمل أساطيرنا وورث ثقافاتنا، عانى مجددًا هذا الصيف من العنف الشديد”.
وأشار ماكرون، إلى أن البحر الأبيض المتوسط لم يُعد ينظر اليه اليوم باعتباره مصدرا للهجرة غير الشرعية فحسب، أو من وجهة نظر مناطق الحرب الموجودة في الشرق الأوسط. مؤكدا أنه وكنتيجة لذلك، نحن بحاجة الى إعادة التفكير في نوع جديد من أنواع الديموغرافيا الأوروبية، نوع نكون نجحنا فيه في إعادة بناء أوروبا من خلال اتاحة الحرية الانتقال أمام المواهب”.
وأكد ضرورة إطلاق برنامج انمائي يشتمل على الجامعات والثقافة والتكنولوجيا والصناعة والاقتصاد والسياسة على جانبي البحر الأبيض المتوسط.
وأوضح ماكرون أن البحر الأبيض المتوسط يعود بشكل تدريجي إلى دوره السابق باعتباره طريقا يتيح العبور. مضيفا أنه ليس غريبًا أن تعكس هذه المسارات بدقة طرق واستخراج النفط والغاز، التي خلقت التوترات التي تظهر حاليا في شرق البحر المتوسط.
وصرح ماكرون أن بعض الخلافات القانونية التي تشهدها حاليا المنطقة، تهدف الى تحقيق اعترافات متبادلة بترسيم حدود السيادات أو المناطق الاقتصادية الخاصة. مضيفًا، “إنه تحدي جماعي وإقليمي لأجل بناء سلام متوسطي حول قضية الطاقة، ولأجل تعزيز الفرص الاقتصادية من خلال التعايش في مثل هذه المساحة المحدود”. وتابع، “إلا أنه من واجبنا التأكد من أن قضية الطاقة لن تصبح موضوع نزاع”.
وذكر “أعتقد أن البحر الأبيض المتوسط لا يمكن أن يتحول الى ساحة معركة، حيث تتصادم القوى العظمى مع بعضها البعض”. وبدلاً من ذلك، أردف “نحتاج الى بناء آلية للتعاون السياسي”.
قال ماكرون إن هذا التعاون سيضمن قدرًا كبيرًا من استقرار الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمنطقة غرب البلقان وروسيا وتركيا. مضيفًا، “أنه سوف يضمن أيضًا تعاونً دائمًا ومتوازنًا بين افريقيا والاتحاد الأوروبي”.
وأشار الى أن قواعد أمن واستقرار البحر الأبيض المتوسط كما ارساها الناتو، قد تآكلت بشكل تدريجي، أو بمعنى أدق تم سحبها الى حد كبير بفعل التواجد الأمريكي في المنطقة.
وقال، “نلاحظ أن الاستقرار الإقليمي ما زال يتأثر بعدم احراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك استحالة إيجاد حل وانتهاك القانون الدولي” موضحا أن هذا العام شهد إعادة تشكيل القوات العاملة في المنطقة من خلال الوساطة الأمريكية التي غيرت الوضع بشكل كبير.
وأشار ماكرون إلى أن الصراعات في سوريا وليبيا يجمع بينها سمة مشتركة، وهي استمرار أخطاء القوى الغربية التي فشلت في بناء السلام في المنطقة. وفشلت كذلك في استبدال حلول السيادة الإمبراطورية التي تنازعوا عليها.
وأضاف “إن الوضع في كلاً من ليبيا وسوريا هو حرب لا نهاية لها، تتزامن مع عودة ظهور القوتين الاقليميتين وهما روسيا وتركيا، ولكل منهما اجندتهما الخاصة”.