
اليورو يستعد لتحقيق المزيد من المكاسب أمام الدولار
نشرت وكالة بلومبرج تقريرًا عن تزايد قوة العملة الأوروبية خلال جائحة كورونا، أوضح أن العُملة الأوروبية “اليورو” تبدو منتعشة بما يكفي كي تُنافس الدولار الأمريكي في الوقت الحالي، حيث ارتفعت قيمتها بنسبة 12% منذ مارس الماضي وحتى الآن مدعومة بالاستجابة لسياسة الاتحاد الأوروبي لاحتواء أزمة كورونا، حيث أعلن الاتحاد عن التوصل إلى تقديم حزمة لتعافي الاقتصاد بـ 750 مليار يورو في صورة منح وقروض، لمواجهة الركود الذي نجم عن الجائحة، وقد أدى ذلك إلى توقعات مُتفائلة حول أداء اليورو في الأشهر القادمة، من أبرز هذه التوقعات ما يلي:
أولًا، صناديق التحوط – وهى شراكة محدودة بين المستثمرين تستخدم أساليب عالية المخاطر لتحقيق مكاسب رأسمالية كبيرة: ويتوقع عدد كبير من هذه الصناديق أن اليورو سيتم تداوله عند مستوى يفوق 1.25 دولار بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المُقرر عقدها في نوفمبر الجاري.
ثانيًا، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك “جولدمان ساش” و “جاري ستين”: توقع أن يتفوق اقتصاد منطقة اليورو على البلدان الأخرى، وأكد أن اليورو مٌقوم بأقل من اللازم في المحافظ الدولية، وانعكس هذا التفاؤل المتجدد عن مستقبل اليورو في تداولات عقود الخيارات التي مرت من خلال Depository Trust & Clearing Corporation خلال شهر أغسطس حيث شهد تزايد في الطلب على اليورو.
ثالثًا بنك MUFG: تتوقع أن ينهي اليورو العام مرتفعًا بنسبة 1.5 ٪ ليتم تداوله عنه 1.20 دولار ، واقترح بيع اليورو تكتيكيًا مقابل الدولار ، متوقعًا حدوث تصحيح بعد المكاسب الحادة للعملة المشتركة (الدولار).
رابعًا رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في Standard Bank ستيفن بارو : يرى أن اليورو سيرتفع إلى 1.25 دولار في ستة أشهر، وهذا من شأنه أن يعيده إلى المستويات التي شوهدت في أوائل عام 2018.
خامسًا استطلاع أجرته بلومبرج : أوضحت فيه متوسط التوقعات تشير أن اليورو سيتم تداوله عند 1.18 دولار في كل من الربعين الثالث والرابع من عام 2020 .
وعلى جانب آخر، أدت حالة عدم اليقين حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى زيادة الجاذبية للأصول الأوروبية مما يؤدي إلى زيادة الطلب على اليورو وبالتالي ارتفاع قيمته، وفي حالة فوز منافس الرئيس الأمريكي الحالي “دونالد ترامب” “جو بايدن”، قد يضر بأداء الدولار العام المقبل أمام اليورو حيث دعا المرشح الديمقراطي إلى زيادة الضرائب على الأمريكيين الأكثر ثراء وزيادة الإنفاق الفيدرالي لتحفيز الاقتصاد الأمريكي بعد تدهوره بسبب أزمة كورونا، لكن في حالة فوز ترامب بولاية ثانية أو زيادة انتشار فيروس كورونا إلى الحد الذي يؤدي إلى تجديد الإغلاق في أوروبا وركود البيانات الاقتصادية، فقد يتعطل ارتفاع اليورو أمام الدولار، وتظل قدرة الاتحاد والولايات المتحدة الأمريكية في احتواء التداعيات السلبية لفيروس كورونا مُحدد جديد في قوة العملة وأدائها أمام العملات الأخرى.