ليبيا

الجارديان البريطانية: ” تركيا ترسل “2000” مقاتل سوري إلى ليبيا لدعم “السراج”

في خطوة جديدة قد تزيد من تعقيد الحرب الأهلية المستعصية في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، ذكر تقرر نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية نقلاً عن ثلاث مصادر في سوريا وليبيا وتركيا، أن 2000 مقاتل سوري سافروا من تركيا في طريقهم إلى ليبيا لدعم حكومة فايز السراج ضد الجيش الوطني الليبي، والذي وصفته بأنه تطور غير مسبوق في ظل ما تشهده الدولة الليبية عقب موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لمساعدة حكومة الوفاق برئاسة السراح وبمقتضى الإتفاقية الأمنية والعسكرية الموقعة بين السراج والرئيس التركي أردوغان. 

وهو الأمر الذي قد يزيد من المشاعر المعادية للأتراك بعد موافقة أنقرة على المساعدة في أعمال القتال في طرابلس، على حد وصف الصحيفة، فقد وصفته كلوديا جازيني، المحللة في ليبيا بمجموعة الأزمات الدولية، أن “المشاعر المعادية للأتراك قوية بالفعل بسبب تدخل أنقرة ويمكن أن تنمو نتيجة لذلك”.

التدخل التركي من سوريا إلى ليبيا

دعمت أنقرة المعارضة السورية منذ الأيام الأولى للمعركة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وحتى عندما أصبحت المجموعة المظلة الأصلية للجيش السوري الحر ضعيفة ومنقسمة بسبب الاقتتال الداخلي ونمو عناصر داعش داخل صفوف المتمردين، استخدمت تركيا بعض مقاتلي المتمردين كوكلاء ضد القوات التي يقودها الأكراد على الرغم من مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أجهزة الرقابة.

أشارت الجارديان أن 300 مقاتل من الجماعات المتمردة السورية الممولة من تركيا، قد غادوا سوريا عبر معبر كلس الحدودي مع تركيا في 24 ديسمبر الماضي، وتبعهم 350 آخرون في 29 من نفس الشهر، وتم نقلهم إلى خطوط المواجهة المباشرة في شرق العاصمة الليبية طرابلس.

كما دخل 1350 مقاتل سوري إلى تركيا في 5 يناير، وتم نقل بعضهم إلى ليبيا، فيما يتلقى آخرون تدريبات في معسكرات بجنوب تركيا؛ وأضافت أن هناك مزيد من أعضاء مجموعة “فيلق الشام الإسلامي” الفصيل المقرب من تركيا ويفكرون أيضاً في الذهاب إلى ليبيا. 

ومن المتوقع أن ينضم الرجال السوريون إلى فرقة سميت باسم زعيم المقاومة الليبية “عمر المختار”، الذي أُعدم من قبل إيطاليا في عام 1931 وأصبح يتمتع بشعبية في سوريا.

وذكرت الجارديان البريطانية أن المقاتلون قاموا بالتوقيع على عقود مدتها ستة أشهر بشكل مباشر مع حكومة الوفاق والجيش التركي، مقابل 2000 دولار شهريًا أي 1500 جنيه إسترليني، وهو مبلغ ضخم مقارنةً بما يقتضونه في سوريا، حيث كانوا يتقاضوا من 52 إلى 72 جنيه إسترليني شهريًا، إلى جانب الوعود بالحصول على الجنسية التركية، كما وعدت تركيا بدفع الفواتير الطبية للجرحى، وإعادة القتلى إلى سوريا، جدير بالذكر أنه تم قتل 4 سوريين على الأقل في ليبيا.

لقطات تظهر تواجد المقاتلين السوريين في ليبيا

تناولت الصحيفة تداول لقطات مصورة عن طريق الهاتف على مواقع التواصل الاجتماعي لرجال يتحدثون باللهجة السورية، يدعون أنهم متواجدين في طرابلس، ونقل عن أحدهم: “الجيش السوري الحر موجود في ليبيا للدفاع عن الإسلام”.، وأضاف قائلاً “لقد حررنا هذا المعسكر بأكمله من قوات حفتر”.

فيما نفت كل من أنقرة وطرابلس وجود مقاتلين سوريين في ليبيا مراراً وتكراراً، وهو ما وصفته الصحيفة أن المقاتلين السوريين في ليبيا قد مُنعوا منذ ذلك الحين من نشر أي دليل على مكان وجودهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

اختلاف ليبيا عن الوضع التركي في سوريا واختلاف لهجة أردوغان

وصفت الصحيفة تصريحات أردوغان حول إرسال تركيا 35 جندياً حتى الآن إلى طرابلس “بصفة استشارية”، بأنه عكس التوغل التركي في سوريا بدعوى السيطرة على الأكراد، نظراً لأن التدخل في ليبيا لا يحظى إلا بدعم ضئيل من الشعب التركي.

وهي اللهجة التي اختلفت عقب رفض حفتر التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار في موسكو الثلاثاء الماضي، فقد صرح أردوغان قائلاً إن تركيا لن تمتنع عن تلقين حفتر “درساً يستحقه”.

وبحسب ما ورد بالصحيفة، فقد أحجمت حكومة الوفاق الوطني في البداية عن قبول المقاتلين السوريين بدلاً من القوات التركية، لكنها قبلت الفكرة عندما اقتربت قوات حفتر من العاصمة.

واختتمت الصحيفة التقرير بوصف “جازيني” إرسال قوات سورية إلى ليبيا بدلاً من القوات التركية بأنه محاولة تركية للسماح للسوريين للحرب بالوكالة في طرابلس، حتى تتجنب الاصطدام بالمقاتلين الروس، نظراً للمصالح التركية الروسية المتداخلة، وذلك في إشارة إلى قوات شركة “فاجنر” الروسية، والتى نفى الجانب الروسي وجودها مراراً، وآخرها تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا وجود لأي روسي في ليبيا يتبع الدولة الروسية. 

+ posts

باحثة بالمرصد المصري

رحمة حسن

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى