
تناول وسائل الإعلام الدولية لليوم العاشر من فاعليات مؤتمر كوب 27
في سياق انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، تصبح متابعة تناول الدول والحكومات والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بتغير المناخ ووسائل الإعلام العالمية والعربية، أمرًا مهمًا. ولذا، نضع بين أيديكم وقوفًا على أبرز ما تم تناوله عن قمة كوب 27 اليوم الثلاثاء 15 نوفمبر 2022، والذي نستعرضه فيما يلي:
- تثمين توجه مصر لتطبيق سياسات وبرامج صديقة للبيئة تفعيلاً لتوصيات كوب 27.
- ترحيب العديد من المواقع الأجنبية بوجود جناح مخصص للأطفال والشباب داخل أروقة مؤتمر المناخ، الأمر الذي أبرز أهيمتهم كفاعلين مؤثرين في تصميم وتنفيذ سياسات المناخ.
- إطلاق مجموعة السبع مبادرة تمويل جديدة لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع آثار تغير المناخ بشكل سريع حملت اسم “الدرع العالمي”، وبتمويل يزيد عن 200 مليون دولار.
- يتسق الإعلان عن المبادرة مع ما تدعو إليه الدول النامية بشأن مسؤولية الدول الغنية عن تمويل الخسائر والأضرار التي تسببت فيها سياسات هذه الدول.
- الإشادة بقرار بنك الاستثمار الأوروبي بطرح تمويل بـقيمة 1.5 مليار دولار لمعالجة المياه فى مصر.
- اطلاق مصر المبادرة الدولية “العمل على المياه والتكيف والمرونة” (AWARE) لتعزيز إجراءات التكيف وتحسين الموارد إمدادات المياه العالمية .
- تعرض بعض الأطراف لضغوط من قوى كبرى في المحادثات المناخية ، مع رصد توقعات ضعيفة بشأن مآلات المفاوضات حول القضايا الرئيسية والتوصل لاتفاق نهائي وملزم بشأنها .
- مطالبة الدول النامية بموافقة مؤتمر المناخ “كوب 27” على إطلاق صندوق خاص لمعالجة الخسائر والأضرار.
- الأمم المتحدة تروج لإنشاء صندوق لتعويض “الخسائر والأضرار” للبلدان النامية بسبب تغير المناخ
واصلت وسائل الإعلام الأمريكية رصدها لأهم فعاليات قمة المناخ “كوب 27” بشرم الشيخ، إذ أبرز موقع “المونيتور” الأمريكي، تعهد الولايات المتحدة وألمانيا ودول أوروبية أخرى بتقديم أكثر من 500 مليون دولار لمصر لمساعدتها على إزالة “الكربون” من بنيتها التحتية للطاقة، وإضافة قدرات جديدة من الطاقة المتجددة، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي”بايدن” خلال مشاركته بالقمة، ونوه الموقع إلى أهمية “الاقتصاد الأخضر” باعتباره عمل تجاري كبير لمنطقة الخليج العربي، مشيرًا إلى عقد سلسلة من صفقات “الطاقة الخضراء” بين دول المنطقة في مؤتمر تغير المناخ التابع للأمم المتحدة.
فيما سلط موقع “”U.S. News”، الضوء على نقاط الخلاف بين المفاوضين خلال المحادثات حول قواعد سوق “الكربون” على هامش فعاليات مؤتمر المناخ، بالتوازي مع حث منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحكومات المشاركة في مؤتمر المناخ على رفض قواعد سوق “الكربون” الضعيفة، بدعوى أنها تمل اقتراحات تقوض حماية الحقوق والعمل المناخي العالمي.
وأشارت قناة الحرة في تقريرها نقلًا عن وكالة رويترز إلى مسودة “كوب27” بشأن “صندوق الخسائر والأضرار التي نشرتها الأمم المتحدة والتي تحدد ما قد يتفق عليه مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، بشأن تقديم مساعدات مالية للبلدان التي تضررت بشدة من تأثيرات تغير المناخ، تعويضا عن “الخسائر والأضرار” التي لحقت بها.
وواصلت وسائل الإعلام الأوروبية اهتمامها بفاعليات قمة المناخ، إذ أشارت وسائل الاعلام البريطانية والفرنسية، إلى تحذير “سامح شكرى” رئيس المؤتمر بأن الوقت ليس في صالحنا والعالم يراقب، وعرضت مصادر مخاوف من التنازل عن مسألة درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية. ولفتت مصادر أخرى إلى ضغط أعضاء البرلمان الأوروبي لتحقيق نتائج طموحة في COP27 في مصر.
وذكرت وسائط إعلامية أنه على الرغم من التصلب المحبط في قاعات التفاوض، فإن الطريق إلى الأمام لزيادة التمويل المناخي لمساعدة البلدان منخفضة الدخل على التكيف مع تغير المناخ والانتقال إلى الطاقة النظيفة أصبح أكثر وضوحًا. كما ابرزت المواقع الأوروبية مصادر إيجابية، كشفت عن خطة أمريكية ألمانية لخفض استهلاك الغاز في مصر من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. وتطرقت مصادر إلى إن قمة المناخ، لعبت دورًا مهمًا بطرح اسم مصر على قائمة الساحات والمحافل الكبرى للتجمعات العالمية.
كما ألمحت وسائل الإعلام الفرنسية إنه”يبقى الكثير من العمل” لتجاوز الانقسامات بين الدول الغنية المسؤولة عن الاحترار والدول الفقيرة المطالِبة بمساعدات لمواجهته رغم وجود إجماع شبه تام على الضرورة الملحة لخفض الانبعاثات.
وأشار تقرير منشور على موقع euronews إلى أن هذا العام يشهد أول مساحة رسمية للشباب فيCOP27 ، حيث وجود جناح الأطفال والشباب. كما أوضح التقرير إلى أن الدائرة الشبابية الرسمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ احتفلت بالحصول على اعتراف رسمي كأصحاب مصلحة في تصميم وتنفيذ سياسات المناخ. ويعني هذا الاعتراف أنه يمكنهم الذهاب إلى الحكومات وطلب الانضمام إلى الوفود الوطنية. الآن، يأمل هؤلاء النشطاء الشباب في إمكانية ترسيخ وجودهم كحجر زاوية لجميع مؤتمرات الأمم المتحدة المستقبلية حول المناخ.
من جانبها، سلطت وسائل الاعلام الألمانية الضوء على مبادرة “الدرع الواقي العالمي” التي أطلقتها ألمانيا ودعت لها الدول الصناعية لدعم تمويل بند “الخسائر والأضرار”- بشكل منفصل عن آليات الأمم المتحدة التي سيتم إقراراها مستقبلًا في هذا الشأن، بينما ألقت تقارير الضوء على تقييم مؤشر حماية المناخ لعام 2023 والذي يشمل 60 دولة صناعية ودول الاتحاد الأوروبي، إذ يظهر المؤشر الجديد أين تقف البلدان حتى الآن، ليأتي في المقدمة: الدنمارك والسويد وتشيلي.
كما تابعت عدد من وسائل الإعلام الإسبانية مخرجات اللقاء الثنائي بين الرئيس “عبد الفتاح السيسي” ونظيره الأمريكي “جو بايدن” على هامش انعقاد القمة. أما الإعلام الإيطالي، فركز على نداء استغاثة وجهه بابا الفاتيكان لـ”كوب27″ لإنقاذ كوكب الأرض.
وتركزت متابعات وسائل الاعلام الروسية على تثمين توجه مصر لتطبيق سياسات وبرامج صديقة للبيئة تفعيلًا لتوصيات كوب 27، وتبنيها سياسات للتحول نحو الاخضر من بينها إطلاق أول عبوة مياه مصرية صديقة للبيئة على هامش فعاليات القمة، وإصدار الرئيس “عبد الفتاح السيسي” قرارًا بإطلاق أولى مشروعات إنتاج الوقود الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والجهود القائمة لتعزيزها من خلال المناطق الصناعية المختلفة المزمع إقامتها في المنطقة بالتعاون مع الشركاء الأجانب ، وكذلك تثمين قرار بنك الاستثمار الأوروبي بطرح تمويل بـقيمة 1.5 مليار دولار لمعالجة المياه في مصر ، وإبراز تأكيدات البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ومصر تؤكدان في أروقة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب-27 على عزمهما تطوير الشراكة الإستراتيجية”، وانحيازهما المتبادل للشراكة الأمريكية المصرية متعددة الجوانب”، لتسريع الجهود الدولية لتجاوز الأزمة المناخية.
فيما استمر اهتمام وسائل الإعلام العربية، إذ نشر موقع Al Jazeera تقرير بعنوان “تم إطلاق مخطط المساعدة في حالات الكوارث المناخية “الدرع العالمي” في COP27″ أشار إلى إطلاق مجموعة السبع خطة لتوفير التمويل للدول التي تعانى من الكوارث المناخية، وتهدف إلى تقديم تأمين مُنظم مسبقًا وتمويل للحماية من الكوارث بعد أحداث مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير بدعم 170 مليون يورو (175 مليون دولار) كتمويل من ألمانيا و40 مليون يورو (41 مليون دولار) من مانحين آخرين بما في ذلك الدنمارك وأيرلندا، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أنه بحلول عام 2030 قد تواجه البلدان الضعيفة 580 مليار دولار سنويًا في الخسائر والأضرار المرتبطة بالمناخ.
وأكد على ما تقدم تقريرًا آخر على موقع The national news بشأن إطلاق دول مجموعة السبع مبادرة تمويل جديدة لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع آثار تغير المناخ. والآلية الجديدة، المسماة Global Shield، مدعومة من مجموعة V20 للدول المعرضة لتغير المناخ وستتلقى مبدئيًا أكثر من 200 مليون يورو (206 مليون دولار) من التمويل، معظمها من ألمانيا.
فيما استمر اهتمام وسائل الإعلام الأفريقية بأعمال القمة ، إذ حظيت وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا بنصيب الأسد من التغطية الإعلامية لأنشطة المؤتمر في يومه العاشر. وأشار إلى أن أبرز نتائج الأسبوع الأول لمؤتمر COP27 في مصر هو التعهد بمبلغ 8.5 مليار دولار لتمويل الانتقال العادل للطاقة في محطات الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري في جنوب أفريقيا ، كما إحتفي الإعلام النيجيري، بإطلاق منظمة العمل الدولية مبادرة لتوفير مليون وظيفة خضراء للشباب وتأكيد المنظمة علي أن الاستثمار في الاقتصاد الأخضر سيوفر 8.4 مليون فرصة عمل بحلول 2030، ونوه الاعلام التركي إلى ان الكونغو نظمت مسيرة في شرم الشيخ للمطالبة بمساعدة إفريقيا على مواجهة التغير المناخي.
وفي متابعتها اليومية لمؤتمر قمة المناخ (COP27) المنعقد بشرم الشيخ أشارت وسائل الاعلام الآسيوية إلى اطلاق مصر المبادرة الدولية “العمل على المياه والتكيف والمرونة” (AWARE) لتعزيز إجراءات التكيف وتحسين الموارد إمدادات المياه العالمية، وتهدف المبادرة إلى الحد من مياه الصرف الصحي في جميع أنحاء العالم وتحسين إمدادات المياه ، مع دعم تنفيذ السياسات لتعزيز التعاون في إجراءات التكيف المتعلقة بالمياه. وأضاف أنه سيتم تنفيذ مبادرة AWARE في الأشهر القليلة المقبلة ، مع تحديد المشاريع في إطار المبادرة في أوائل عام 2023.
فيما أشار موقع Japantimes إلى إطلاق مبادرة المساعدة في حالات الكوارث المناخية في قمة المناخ بشرم الشيخ تقدمت بها مجموعة من الدول الغنية والنامية لتقديم الدعم المإلى السريع للمجتمعات المتضررة تحت عنوان “الدرع العالمي ضد مخاطر المناخ”، في الوقت الذي تطالب فيه العديد من الدول الأكثر ضعفًا بتعويضات أوسع عن “الخسائر والأضرار” التي عانتها بالفعل. تهدف المبادرة التي تدعمها مجموعة السبع بتمويل يزيد عن 200 مليون دولار، إلى توفير الدعم المإلى بشكل مسبق ليتم تقديم بسرعة في أوقات الكوارث المناخية، ومن المتوقع أن يذهب تدفق التمويل الرسمي للخسائر إلى التأثيرات المناخية طويلة المدى مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والتهديدات التي يتعرض لها التراث الثقافي.
كما تم الاشارة إلى كلمة وزيرة التغير البيئي الباكستانية “السناتور شيري رحمن” التي أشارت إلى إن الدول المعرضة للخطر أتت إلى مؤتمر COP27 على أمل أن يتم تشكيل مسار للانتقال من مرحلة النوايا إلى مرحلة الإجراءات الواقعية على الأرض، موضحة أن بلادها ستحتاج إلى 348 مليار دولار أمريكي للتكيف مع المناخ، وللبدء في إزالة الكربون بشكل عميق حتى عام 2030 والتعامل مع الصدمات المناخية التي تتعرض لها كل عام.
فيما أشارت صحيفة من كوريا الجنوبية إلى الأمم المتحدة تروج لإنشاء صندوق لتعويض “الخسائر والأضرار” للبلدان النامية بسبب تغير المناخ في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية السابعة والعشرين بشأن تغير المناخ (COP27)، تشير “الخسائر والأضرار” إلى الخسائر الاقتصادية وغير الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ. وهذا يشمل الأضرار التي تلحق بالحياة البشرية أو النزوح الناجم عن ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والجفاف وما إلى ذلك ، وتدمير المرافق .
من جانبها تطرقت صحف ومواقع لاتينية إلى تعرض بعض الأطراف لضغوط من قوى كبرى في المحادثات المناخية، حيث تناولت صحيفة “ABC” الصادرة في باراجواي، وموقع “Infobae” الأرجنتيني تصريحات وزير الزراعة في بارجواي التي كشف خلالها تعرض بلاده للضغط الخارجي في الاتفاقات البيئية من جانب الولايات المتحدة وإنجلترا تتعلق بإلزام الدول باتفاقيات الحد من غاز “الميثان” خلال المفاوضات الجارية في المؤتمر، مع رصد توقعات ضعيفة بشأن مآلات المفاوضات حول القضايا الرئيسية والتوصل لاتفاق نهائي وملزم بشأنها.