تغير المناخ

المنتدى الحضري العالمي.. الأهداف والتحديات

يعد المنتدى الحضري العالمي المنصة الأولى على الأجندة الدولية التي تهتم بجميع جوانب التنمية الحضرية المستدامة، ويعد المنتدى ثاني أكبر حدث على أجندة الأمم المتحدة، بعد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي. وهذا العام تستضيف القاهرة فعاليات الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل) بالتعاون مع الحكومة المصرية في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024.

وبجانب العديد من الموضوعات الأخرى، تعد الأجندة الحضرية الجديدة إحدى أبرز الموضوعات التي تتم مناقشتها في المنتدى، والتي تسعى إلى توجيه السياسات والبرامج الدولية نحو بناء مدن أكثر استدامة. وقد بزغت أهمية هذه الأجندة خاصة وأنها تتكامل مع الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، لذا فهي ترمي إلى زيادة أعداد المدن المستدامة ومساحات التحضر أو ما يمكن أن نطلق عليه بشكل أدق أنها تهدف إلى إدارة التحضر حول العالم ومراقبته. وستفرد فعاليات المنتدى مناقشات مهمة حول تأثير التحضر السريع وانعكاساته على السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ويأتي هذا المنتدى في ظل تغير النظرة العالمية والوصول إلى فهم مفاده أن المدن يمكن أن تكون مصدرًا للحلول، وليس سببًا للتحديات التي يواجهها عالمنا اليوم.

هو برنامج الأمم المتحدة المعني ببناء مستقبل حضري، ونظرًا لأن الحكومات باتت تعي الحاجة إلى المستوطنات البشرية المستدامة وأهمية التوسع الحضري السريع، لا سيما في الدول النامية فقد تم انعقاد الموئل الأول -مؤتمر الأمم المتحدة الأول للمستوطنات البشرية- في فانكوفر، كندا، في الفترة من 31 مايو إلى 11 يونيو 1976. وكنتيجة لمؤتمر الأمم المتحدة تأسس البرنامج في عام 1978وقد تم تفويضه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز البلدات والمدن المستدامة اجتماعيًا وبيئيًا بهدف توفير المأوى المناسب للجميع.

وفي عام 2001، أنشأت الأمم المتحدة المنتدى الحضري العالمي. وأعيد تأكيد التزامات فانكوفر بعد عشرين عامًا، في مؤتمر الموئل الثاني في إسطنبول، تركيا، في الفترة من 3 إلى 14 يونيو 1996. بعد مرور خمس سنوات على الموئل الثاني، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة استثنائية مكرسة للاستعراض والتقييم لتنفيذخطة عمل الموئل بشكل شامل. رحبت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة، التي عُقدت في المدة من 6 إلى 8 يونيو 2001، بالتقدم المحرز في تنفيذ خطة عمل الموئل، كما تعهدت الدول بتسريع جهودها لضمان التنفيذ الكامل والفعال لخطة العمل.

وعُقدالموئل الثالث في الفترة من 17 إلى 20 أكتوبر 2016 في كيتو، الإكوادور. وتم انعقاد المؤتمر لأول مرة فيما كان يُطلق عليه آنذاك “الجنوب العالمي”. وفي نهاية مؤتمر الموئل الثالث، تم اعتماد إعلان كيتو بشأن المدن والمستوطنات البشرية المستدامة للجميع. وتجدر الإشارة إلى أنه في هذا العام فقد ركز موضوع الاحتفال باليوم العالمي للموئل، والذي يصادف السابع من أكتوبر 2024، على أهمية “إشراك الشباب في خلق مستقبل حضري أفضل”.

يعد منتدى المدن العالمي المؤتمر العالمي الأول حول التحضر المستدام. وقد تأسس المنتدى في عام 2001 من قبل الأمم المتحدة من أجل دراسة قضية التحضر السريع وتأثيره على المجتمعات والمدن والاقتصادات وتغير المناخ والسياسات. وقد أقيم أول منتدى حضري عالمي في نيروبي بكينيا في عام 2002 ومنذ ذلك الحين فإن المنتدى يقام في جميع أنحاء العالم كل عامين. ويحضر المنتدى ممثلو الحكومات الوطنية والإقليمية والمحلية والأكاديميون ورجال الأعمال وقادة المجتمع ومخططي المدن وممثلي المجتمع المدني.

ويهدف المنتدى الحضري العالمي إلى تحقيق الأهداف التالية؛ زيادة الوعي بالتوسع الحضري المستدام بين أصحاب المصلحة والدوائر الانتخابية، بما في ذلك عامة الناس، وتحسين المعرفة الجماعية بشأن التنمية الحضرية المستدامة من خلال المناقشة المفتوحة والشاملة، وتبادل أفضل الممارسات والسياسات، ومشاركة الدروس المستفادة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف أصحاب المصلحة والدوائر الانتخابية المنخرطة في تقدم وتنفيذ التوسع الحضري المستدام.

ويشير الموقع الإلكتروني للمنتدى إلى حصر بالدول التي أقيم فيها المنتدى والشعار الذي كان يحمله في كل عام، ويوضح الجدول (1) البيانات الأساسية عن كل منتدى.

جدول (1): البيانات الأساسية للمنتديات السابقة

مالمنتدىمكان الانعقادالعامالشعار
1WUF1نيروبي، كينيا2002التحضر المستدام
2WUF2برشلونة، إسبانيا2004المدن: ملتقى الثقافات والشمول والتكامل.
3WUF3فانكوفر، كندا2006التحضر المستدام والمدن الشاملة
4WUF4نانجينج، الصين2008التحضر المتناغم
5WUF5ريو دي جانيرو، البرازيل2010الحق في المدينة: سد الفجوة الحضرية
6WUF6نابولي، إيطاليا2012المستقبل الحضري
7WUF7ميديلين، كولومبيا  2014المساواة الحضرية في التنمية – مدن من أجل الحياة
8WUF9كوالالمبور، ماليزيا2018مدن 2030، مدن للجميع: تنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة
9WUF10أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة2020مدن الفرص: ربط الثقافة بالإبداع
11WUF11كاتوفيتشي، بولندا2022تحويل مدننا إلى مستقبل حضري أفضل
12WUF12القاهرة، مصر2024كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة

وتجدر الإشارة إلى أن مصر تعد أول بلد إفريقي يستضيف المنتدى الحضري العالمي منذ الدورة الافتتاحية في نيروبي بدولة كينيا، كما أنها الدولة العربية الثانية المستضيفة للمنتدى بعد استضافة الإمارات العربية المتحدة للدورة العاشرة في أبو ظبي.

يشيرالموقع الإلكتروني للأمم المتحدة إلى أن أهمية المنتدى تأتي من حقيقة أن حوالي 50% من سكان العالم يعيشون في المدن، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 70% بحلول عام 2050. والانتقال إلى المراكز الحضرية له تأثير كبير على المجتمعات والمدن والاقتصادات وتغير المناخ والسياسات. كما أن قارة أفريقيا ستشهد أكبر معدل نمو سكاني، إذ تشير الأرقام أنه من المتوقع حدوث تضاعف في عدد سكان القارة، خلال الثلاثين عامًا القادمة. وبالنسبة للقاهرة فمن المتوقع أن تصبح إلى جانب عدد من المدن الأفريقية، واحدة من أكبر المراكز الحضرية في العالم، حيث ستضم أكثر من 10 ملايين شخص بحلول عام 2035. وفقًا للأمم المتحدة فإن إعادة إحياء حي الأسمرات ستكون إحدى النتائج الملموسة لمؤتمر القاهرة. وتعد هذه المبادرة، التي يتم تنفيذها بالتعاون مع محافظ القاهرة، جزءا من خطة لتحويل المدينة إلى معرض حي للعمران المستدام.

على الجانب الآخر، يشير البعض إلى أن منتدى هذا العام ينعقد في ظل وجود تحديات يواجهها النظام العالمي على صعيد العمل الجماعي مما قد يكون له تأثيرات على تنفيذ نتائجه إلا أن هناك رأي أخر يشير إلى أن المنتدى سيكون منصة جيدة من أجل تبادل القصص الملهمة ومشاركة الأخريين التجارب الناجحة. وترى”أناكلوديا روسباخ”، المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة أن المنتدى الحضري العالمي بوصفه تحالفًا كبيرًا لدعم التغيير التحويلي، يهدف لتعزيز التعاون والتآزر بين المشاركين في النهوض بالتنمية الحضرية المستدامة وتنفيذها. وتضيف السيدة “روسباخ” أنه من خلال تقريب المناقشة من الوطن والتركيز على الإجراءات المحلية، نهدف إلى ترجمة الأهداف العالمية إلى تحسينات ملموسة في حياة الناس. وبالتالي فإنها ترى أن المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر والذي ينعقد بالقاهرة سيكون بمثابة منصة لمناقشة المبادرات المحلية الناجحة والتعلم منها، مما يضمن أن التقدم المحرز في مدينة واحدة يمكن أن يلهم ويوجه الجهود المماثلة في أماكن أخرى.

ويبلغ عدد الجلسات الرسمية التي تنظمها إدارة المنتدى نحو 31 جلسة، تشارك الحكومة المصرية بممثليها بعدد 27  جلسة. ويشهد المنتدى تنظيم 560 فعالية، ويعرض خلال المنتدى الإنجازات التى حققتها الدولة المصرية بمجال التنمية العمرانية على آراضيها. وقد تخطي عدد المسجلين للمشاركة بالمنتدى 30 ألف مشارك من أكثر من 180 دولة.

وفيما يتعلق بالجلسات الخاصة بالجهات الوطنية، بلغ عدد الجلسات التي تنظمها الجهات المصرية في المنتدى 40 جلسة، بالإضافة إلي الجلسات التي تنظمها الجهات الوطنية داخل الجناح المصري بالمعرض 25 جلسة. وسيتم على هامش المنتدى تنظيم المعرض الحضري، حيث بلغ عدد الدول المشاركة في المعرض 52 دولة، وبلغ عدد المنظمات الدولية والمحلية المشاركة في المعرض 115 منظمة.

وقد تأكد حضور عدد من رؤساء الدول والمسؤولين الدوليين وحوالي 103 وزراء، و36 من نواب الوزراء، و300 محافظ، كما يوجد نحو 115 عارضًا في المعرض، بالإضافة إلى حوالي 900 متطوع يشاركون في تنظيم المنتدى. وقد تم إطلاق “أسبوع القاهرة الحضري” في 27 أكتوبر 2024 بحضور وزيرة التنمية المحلية ومحافظ القاهرة وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات، ويأتي الأسبوع كمنصة تمهد لاستقبال المنتدى الحضري العالمي ومناقشة تحديات وفرص التحضر من خلال جولات ونقاشات وعروض وفعاليات متنوعة لتسليط الضوء على التنوع الثقافي الغني لمدينة القاهرة .

وفقًا لموئل الأمم المتحدة، فإن من أهم النتائج المتوقعة لهذا المنتدى هي إنشاء شراكات وتحالفات جديدة للنهوض بالتنمية الحضرية المستدامة، وتعظيم الاستفادة من الخطة الحضرية الجديدة للوكالة الأممية وكذلك خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتشير المصادر إلى أنه قد تم اعتماد الأجندة الحضرية الجديدة في مؤتمر الأمم المتحدة للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة في كيتو بالإكوادور في 20 أكتوبر2016. وقد أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها العامة الثامنة والستين من الدورة الحادية والسبعين في 23 ديسمبر 2016.

كما تقوم الوكالة بالعمل مع السلطات المحلية والناشطين الملهمين في المشاريع الحضرية في جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، في كيبيرا، وهو حي شعبي في نيروبي، كينيا، يعمل موئل الأمم المتحدة مع منظمة شعبية لتجديد نهر نغونج وتحسين البيئة للمجتمع المحلي. وفي يانجون، ميانمار، تعمل الوكالة بشكل وثيق مع الجماعات المحلية لإدخال خزانات كبيرة لتجميع مياه الأمطار، وتوفير مياه آمنة وبأسعار معقولة. وفي بوليفيا، يقدم موئل الأمم المتحدة الدعم لوضع خطة وطنية لتحسين حياة سكان المدن.

تشير الأجندة الحضرية الجديدة إلى أنها تمثل رؤية مشتركة لمستقبل أفضل وأكثر استدامة، مستقبل يتمتع فيه جميع الناس بحقوق متساوية وإمكانية الوصول إلى الفوائد والفرص التي يمكن أن تقدمها المدن، ولهذا فإن المجتمع الدولي قد أعاد النظر في الأنظمة الحضرية والشكل المادي للمساحة الحضرية لتحقيق ذلك. في هذا العصر غير المسبوق من التحضر المتزايد، وفي سياق أجندة 2030 للتنمية المستدامة، واتفاقية باريس، واتفاقيات وأطر التنمية العالمية الأخرى، فقد وصل العالم إلى نقطة حرجة في فهم أن المدن يمكن أن تكون مصدرًا للحلول لا سببًا للمشكلات.

إذا تم التخطيط لها وإدارتها بشكل جيد، يمكن أن يكون التحضر أداة قوية للتنمية المستدامة لكل من البلدان النامية والمتقدمة. وتقدم الأجندة الحضرية الجديدة تحولًا نموذجيًا قائمًا على علم المدن إذ أنها تحدد المعايير والمبادئ الخاصة بالتخطيط والبناء والتطوير والإدارة وتحسين المناطق الحضرية على طول ركائزها الخمسة الرئيسية للتنفيذ؛ السياسات الحضرية الوطنية، والتشريعات واللوائح الحضرية، والتخطيط والتصميم الحضري، والاقتصاد المحلي والتمويل، والتنفيذ المحلي. إنها مورد لكل مستوى من مستويات الحكومة، من الوطني إلى المحلي؛ لمنظمات المجتمع المدني؛ القطاع الخاص؛ المجموعات المكونة؛ ولجميع من يطلقون على المساحات الحضرية في العالم “موطنًا” لتحقيق هذه الرؤية.

وتتضمن الأجندة الحضرية الجديدة اعترافًا جديدًا بالارتباط بين التحضر الجيد والتنمية. وتؤكد على الروابط بين التحضر الجيد وخلق فرص العمل وفرص كسب العيش وتحسين نوعية الحياة، والتي ينبغي أن تدرج في كل سياسة واستراتيجية للتجديد الحضري. وهذا يسلط الضوء بشكل أكبر على الصلة بين الأجندة الحضرية الجديدة وأجندة 2030 للتنمية المستدامة، وخاصة الهدف رقم (11) بشأن المدن والمجتمعات المستدامة.

وقد شاركت الدول الأعضاء؛ والمنظمات الحكومية الدولية؛ وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) بالإضافة إلى أكثر من 40 وكالة وصندوقًا وبرامج تابعة للأمم المتحدة؛ و200 خبير من وحدة السياسات مع 20 منظمة رائدة؛ و16 مجموعة شريكة مكونة من الجمعية العامة للشركاء؛ وآلاف الحكومات دون الوطنية والمحلية وجميع الشبكات الرئيسية للحكومات المحلية والإقليمية التي ينسقها فريق العمل العالمي للحكومات المحلية والإقليمية؛ و197 دولة مشاركة؛ وأكثر من 1100 منظمة؛ وأكثر من 58000 شبكة في الاستعدادات للأجندة الحضرية الجديدة.

وقد شكلت مدخلات الخبراء وأصحاب المصلحة الأساس للمسودة الأولى لهذه الوثيقة، وتم تبادل المزيد من الملاحظات مع الدول الأعضاء خلال جلسات الاستماع غير الرسمية مع الحكومات المحلية وأصحاب المصلحة، وتم أخذها في الاعتبار طوال المفاوضات الحكومية الدولية التي جرت قبل المؤتمر، حيث تم اعتماد الأجندة الحضرية الجديدة دون تحفظات.

ختامًا، لاشك أن المنتدى الحضري العالمي الذي يعقد في القاهرة هذا العام يعكس اهتمامًا  كبيرًا من قبل الأمم المتحدة بالقارة الأفريقية وبمدينة كبيرة كمدينة القاهرة، كما أنه يمثل فرصة عظيمة أمام الدولة المصرية لعرض تجربتها في التنمية الحضرية بالإضافة إلى كونه فرصة ذهبية أمام المهتمين بهذا المجال لتبادل الخبرات وتشارك الرؤى والأفكار فيما يخص التحول الحضري المستدام. ومما لاشك فيه أن تنفيذ هذه الأفكار سيتطلب تعاونًا بين الحكومات المحلية، والقطاع الخاص، والمجتمعات لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة وتحسين جودة الحياة في المدن. ويعد المنتدى رغم التحديات التي تواجه توقيت انعقاده خطوة مهمة في سبيل تعزيز العمل الجماعي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأممية خاصة قبل بلوغ 2030 وقبل انعقاد الموئل الرابع للأمم المتحدة إذا استمر انعقاده كأسلافه كل 20 عامًا ليكون في 2036. من المؤكد في المستقبل القريب وفي سبيل تعزيز التنمية الحضرية فإن الدول ستعمل على تطوير خططها الاستراتيجية للمستوطنات البشرية، كما ستبذل جهودًا كبيرة لبناء القدرات من أجل الاستمرار في تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة، كما ستعمل أيضًا على تعزيز الروابط الريفية الحضرية. وفي نهاية هذه الدراسة، يمكن القول إن “الابتكار” سيكون عنوانًا رئيسيًا من أجل تحسين نوعية الحياة في المدن والمجتمعات خلال السنوات المقبلة.

د.سامح شعبان

باحث ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى