سياسة

الـ”مونيتور”: غابة “سيرابيوم” مشروع حيوي تتطلع مصر لمزيد منه لمكافحة تغير المناخ

عرض- محمد هيكل

اعتبر موقع الـ”مونيتور” الأمريكي أن مصر تتطلع حاليا إلى زراعة مزيد من الأشجار كجزء من خطط مكافحة تغير المناخ وذلك بعد النجاح الذي حققته غابة “سيرابيوم” الواقع في محافظة الإسماعيلية.

وذكر الموقع – في تقرير نشره حديثا – أن زراعة غابة في وسط الصحراء أصبح حقيقة للمصريين الذين يتطلعون لمزيد من المشروعات الهادفة لدعم الاقتصاد ومجابهة تغيرات البيئة والمناخ.

وقال: “بعد النجاح الذي حققته غابة “سيرابيوم”، مزرعة ضخمة في مصر، تتطلع البلاد الآن إلى زراعة مزيد من الأشجار كجزء من خطط مكافحة تغير المناخ، معتبرا أن زراعة غابة في وسط الصحراء أصبح حقيقة للمصريين الذين يتطلعون لمزيد من المشروعات الهادفة لدعم الاقتصاد ومجابهة تغيرات البيئة والمناخ.

وأضاف الموقع الأمريكي أن مصر مصر في زراعة الأشجار في الصحراء باستخدام مياه الصرف كجزء من خططها للحفاظ على البيئة، وتقليل التلوث واستخدام أفضل لمورد المياه الطبيعية.

ووصف الـ”مونيتور” ، “غابة سيرابيوم” التي نمت سريعا برغم من الجفاف وندرة المطر تضم 200 هيكتار ( 494 فدانا) من الأشجار مزروعة بمدينة الإسماعلية الواقعة شمال مصر  بانها مشروع حيوي يشكل سابقة ويمهد الطريق لمشروعات أخرى للحد من تلوث المياه والبطالة.

وأشار إلى أن الإدارة المركزية لإعادة التشجير التابعة لوزارة الزراعة المصرية بدأت العمل في غابة سيرابيوم عام 1998 وتم إصدار فيلم وثائقي عام 2014 لإظهار نتائج المشروع.

واعتبر أنه في ضوء النجاح الذي حققه مشروع “سيرابيوم” اتبعت دول أفريقية نفس الخطى ، في 2019 شرعت 21 دولة إفريقية من بينها مصر في مشروعات غرس الأشجار يطلق عليها اسم ” الجدار الأخضر العظيم ” وبدأ هذا المشروع عام 2007 عندما أطلقت 12 دولة إفريقية من بينهم مصر المشروع من نيجيريا ، ثم انضمت تسع دول للمبادرة ،فيما يبدأ المشروع من السنغال أقصى غرب القارة إلى جيبوتي في الشرق.

وذكر الموقع الأمريكي أن  مشروع ” الجدار الأخضر العظيم” الذي تم الانتهاء فقط من 15% منه  يمتد لـ 8 الآف كيلو متر ( 5الآف ميل) من المقرر أن يتم الانتهاء منه نهاية  2030 وستمتد الغابة إلى 100 مليون هيكتار ( 247 مليون فدان) بتكلفة إجمالية متوقعة للمشروع بلغت ثمانية مليارات دولار.

وقال مدير مشروعات في غابة سيرابيوم رجائي سعفان، لموقع ” المونيتور ” إن استخدام مياه الصرف لزراعة غابة في الصحراء هي فكرة ذهبية تساعد في دفع الاقتصاد، مشيرا إلى أن معالجة مياه الصرف سيساعد في تحويل أجزاء كبيرة من الصحراء المصرية لأراض صالحة للزراعة ومجدية اقتصاديا.

وأضاف سعفان أن الغابات الخضراء المستدامة ستعمل على تنقية الهواء ومكافحة التصحر والمساعدة في خفض درجات الحرارة المرتفعة صيفا.

وأوضح أن هناك ألة مخصصة لقطع أوراق الأشجار في غابة “سيرابيوم” مما يسمح باستخدام أوراق “السرو والصنوبر” وغيرها من الصنوبريات كأسمدة وعلف للماشية ،لافتا إلى أن هناك إمكانية لتربية المواشي دون تكلفة كبيرة باستثناء مياه الشرب.

وأشار سعفان إلى أن هذه الغابة بالإضافة لدورها في الحفاظ على خصوبة التربة فهي تخدم الاقتصاد المحلي  ، موضحا أن الإدارة الجيدة ستسمح بالاعتماد على بعض الأشجار المزروعة مثل شجر “الماهوجني” والكافور كمصدر دائم للدخل لمصر من خلال تصدير الأشجار أو استخدامها في صناعة الأخشاب المحلية.

وردا على سؤال حول كيفية وصول مياه الصرف المعالجة لغابة سيرابيوم ، أوضح سعفان أن مياه الصرف المعالجة يتم توجيهها لأحواض  ضخمة تحت الأرض غنية بالكائنات الدقيقة ، ويتم ضخ الأكسجين لتسريع عملية معالجة المياه.

وأكد أن المياه الغنية بالنيتروجين والفسفور المفيدين للغابة يتم بعد ذلك توزيعها على الغابة , فالأشجار في الغابة تنمو أربع مرات أسرع من الأشجار في أي غابة أوروبية والتي يتوافر فيها المناخ المناسب ، في المتوسط تحتاج الشجرة لـ 60 عاما حتى تصبح كاملة النمو في أوروبا ، بينما تحتاج فقط إلى 15 عاما في هذه الغابة لتصل لنفس مرحلة النمو.

بدوره ، ذكر رئيس الإدارة المركزية للجنة التوسع الزراعي بوزارة الزراعة المصرية سيد خليفة تعليقا على خطة الوزارة لعمل نفس التجربة في محافظات أخرى وقال أن الوزارة بدأت بالفعل في الترويج لغابات جديدة في محافظات مختلفة ، وأشار أن 250 فدان في قرية بلانة في محافظة اسوان سيتم زرعها بالأشجار بما فيها أشجار النخيل بعد الانتهاء من تنفيذ شبكة الري ، موضحا أن 40 فدانا أخرين سيتم زراعتهم في أرمنت بمحافظة الأقصر ، كما و 300 فدان أخرين بالبيلينا في محافظة سوهاج .

وذكر خليفة أن الأهداف التي تقف خلف زراعة الغابات في مصر هي تعظيم الاستفادة من مياه الصرف المعالجة، وإنتاج الخشب و خلق وادي للصناعات الخشبية، وإنتاج الوقود الحيوي ،وحماية البلاد من التصحر وعوامل التعرية ، وحل مشكلة الأمن الغذائي وتثبيت الكثبان الرملية وحماية السواحل وتعزيز السياحة.

بدوره ، علق الدكتور المتخصص في دراسات التربة في بجامعة الزقازيق عبده محمد على معدلات التصحر في مصر قائلا :” إن مصر تخسر 3,5 أفدنة كل ساعة وهو أمر خطير  بالنظر لحجم الرقعة الزراعية المحدودة في البلاد البالغة 4% من إجمالي مساحة مصر ، متهما ، الحكومات السابقة بتجاهل مخاطر التصحر لكنه عاد وأشاد بالجهود الجدية المبذولة حالياً لمواجهة التصحر.

من جانبه ، قال وزير الزراعة المصري عز الدين أبو ستيت السابق ،  خلال لقاء له مع وزير الزراعة الإيفواري أليين ريتشارد دونواهي ، إن هناك 33 غابة  في مختلف المحافظات المصرية متصلة بمحطات الصرف الصحي بالإضافة لـ 28 مشتلا للغابات لتزويدها بالشتلات.

وأضاف:” بما أن إفريقيا هي الامتداد الطبيعي للمصر، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مزيد من التعاون مع الدول الافريقية، خاصة في القطاع الزراعي”.

+ posts

باحث ببرنامج السياسات العامة

محمد هيكل

باحث ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى