
تفاصيل شحنة عسكرية تركية جديدة إلى طرابلس … الملاحة المدنية في أسوأ صورها
مجدداً، يخرق النظام التركي حظر تصدير الأسلحة المفروض على كل الأطراف الليبية منذ عام 2011، ويخرق كذلك، وبشكل علني وفاضح، مقررات مؤتمر برلين الأخير حول ليبيا، والذي يتهم الرئيس التركي يومياً الجيش الوطني الليبي بخرقها وانتهاكها.
أظهرت تسجيلات مصورة شحنة متنوعة من الأسلحة والمنظومات القتالية، أثناء وجودها داخل الحظائر الداخلية لسفينة شحن مدنية تحمل العلم اللبناني، ظهرت سابقاً في أحدى الصور الملتقطة قبالة الساحل الليبي، وبقربها فرقاطتين تابعتين للبحرية التركية، استغلال تواجدهما قرب الساحل الليبي في إطار عمليات الناتو البحرية، لمراقبة وتأمين مسار هذه السفينة وصولاً إلى قرب المياه الإقليمية الليبية.
من ضمن المعدات الموجودة ضمن هذا التسجيل، ظهرت منظومة مدفعية الهاوتزر الثقيلة ذاتية الحركة (T-155 Firtina)، وهي تركية الصنع من عيار 155 ملم، تصميمها مشتق من المدفع الكوري الجنوبي (K9 Thunder)، بموجب اتفاق لنقل تكنولوجيا التصنيع بلغت قيمته الإجمالية أكثر من 800 مليون دولار. يتراوح مدى الذخائر المزود بها هذا المدفع ما بين 18 كيلو متر (الذخائر الأساسية)، أو ما بين 30 إلى 45 كيلو متر في حالة إستخدام ذخائر معززة صاروخياً. كما انه مزود بمحرك ديزل تصل قدرته إلى 1000 حصان، ويبلغ عدد أفراد طاقمه خمسة أفراد، ويمتلك معدل إطلاق نيران مرتفع، يتراوح بين 6 و12 قذيفة في الدقيقة الواحدة.
سبق واستخدم الجيش التركي هذا النوع من المدافع في عملياته بشمالي العراق وسوريا، لكن كان سجله العملياتي غير جيد خاصة في الشمال السوري، حيث تم تدمير ثلاثة مدافع من هذا النوع على الأقل، خلال المعارك بين الوحدات الكردية والجيش التركي. يمتلك الجيش الأذربيجاني هذا النوع أيضاً بجانب الجيش التركي، الذي يمتلك أكثر من 300 مدفع من هذا النوع، وستحصل قطر قريباً على أعداد محدودة منه. إستراتيجياً، يمثل هذا المدفع بالتأكيد أضافة لتسليح قوات حكومة الوفاق، لكن عدم مناعته أمام القواذف الموجهة المضادة للدروع، تمثل نقطة ضعف مهمة، لذلك تحتاج مرابض تواجده إلى تأمين كامل ومستمر.
النوع الثاني من أنواع المنظومات التي ظهرت في التسجيل المصور، كان ناقلة الجند المدرعة (ACV-15)، وهي ناقلة محلية الصنع، تم تطويرها أشتقاقاً من المجنزرة المدرعة الأمريكية الصنع (AIFV)، المشتقة بدورها من ناقلة الجند المدرعة واسعة الإنتشار (M113A1). يمتلك الجيش التركي من هذا النوع أكثر من 2000 مدرعة، تتوزع على ثلاث نسخ رئيسية، عربات القتال، ناقلات الجند، عربات مزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات. ما تم إرساله إلى سوريا هو النسخة الناقلة للجنود، وهي نفس النسخة التي تم تزويد الفصائل المرتزقة التابعة لتركيا شمالي سوريا بها، وهي غير مسلحة سوى بمدفع رشاش متوسط.
تمتلك كل من الأردن والإمارات العربية وماليزيا والفلبين نسخاً من هذه المدرعة، وهي أيضاً صاحبة سجل سئ في معارك شمال سوريا. إرسالها إلى ليبيا لا ينطوي على أية أهمية إستراتيجية، فناقلات الجند المدرعة المدولب منها والمجنزر، في قوات الوفاق وكذلك الجيش الليبي، هي أكثر الأنواع شيوعاً داخل ترسانتهما المدرعة.
النوع الثالث من أنواع المنظومات التي ظهرت في التسجيل المصور، هو المدفع المقطور المضاد للطائرات (Oerlikon)، وهو مدفع ثنائي السبطانة، من عيار 35 مللم، تنتجه تركيا محلياً بترخيص من سويسرا. غير واضح بشكل دقيق ما إذا كانت هذه هي النسخة المحدثة من هذا النوع، أم أنها من النسخ القديمة التي يمتلكها الجيش التركي، خاصة وأنه لم يظهر في الفيديو رادار إدارة النيران الخاص بهذا المدفع، وبالتالي في أغلب الأحيان سيكون أستخدامه هو بالتوجيه البصري، مثله في ذلك مثل مدافع مضادة للطائرات متواجدة في الميدان الليبي، مثل المدافع الروسية من عيار 23 مللم.
جدير بالذكر أن التسجيل المصور، وتسجيل آخر تم نشره عقبه، أظهر بضعة شاحنات للنقل العسكري، تقوم بقطر منظومات للإشارات اللاسلكية، واللافت هنا أن هذه الشاحنات هي ألمانية الأصل من نوع (يونيموج)، تنتجها مصانع شركة مرسيدس بنز في تركيا.
كذلك ظهر في التسجيل المصور، شاحنة ثقيلة ألمانية الأصل أيضاً وهي من نوع (MAN 26.372)، وعلى ما يبدو فإن الغرض من أرسال هذه الشاحنة بالذات، والتي ظهرت مغطاة الحمولة، الإيحاء بإن تركيا ترسل منظومة المدفعية الصاروخية (T-300 Kasırga)، المحلية الصنع التي تعتبر هذه الشاحنة جزء أساسي منها، لكن بفحص التسجيل المصور لا يوجد أي دليل على أن الشاحنة تحمل هذه المنظومة. ويبقى هنا تساؤل حول سبب وجود شاحنات ألمانية الصنع في الشحنة التركية إلى ليبيا، هل هي رسالة وقحة من أنقرة، تصفع بها مقررات مؤتمر برلين؟
باحث أول بالمرصد المصري