كورونا

تقرير يرصد تسارع تطورات فيروس كورونا داخل الصين وأماكن أخرى

أعلن مركز الدراسات الاستراتيجيه والدولية توقعاته بتفشي مرض كورونا التي أعلنت لصين تفشي جيل جديد من فيروس المرض أُطلق عليه كورونا NCOV 2019، فقد تم رصد تطوراته المتسارعة في مقاطعة هوبي الصينية، إلى أن وصل عدد الحالات المُصابة به بنهاية يوم الثلاثاء الماضي 4.474 شخص، بينما رصدت 107 حالات وفاة.
وذكر المركز في تقرير له أن من المتوقع أن يستمر انتشار المرض على نطاق واسع داخل الصين، مع ظهور حالات أخرى في أماكن مختلفة. يُذكر أن أول حالة مُصابة بهذا النوع المتطور من فيروس كورونا في ديسمبر 2019،

الحجر الصحي في الصين

وأوضح المركز أن الحكومة الصينية فرضت الحجر الصحي على ووهان و15 مدينة أخرى في مقاطعة هوبي، التي يقطنها حوالي 57 مليون شخص، وهو ما يُعد إجراء غير مسبوق في مجال الصحة العامة.
وقال التقرير إن فعالية الحجر الصحي الجماعي مشكوك فيها، لأنها قد تُسرع من انتقال العدوى من خلال تركيز السكان، أخلى ما يُقارب 5 ملايين مواطن من سكان ووهان البالغ عددهم 11 مليون نسمة المدينة بنهاية الأسبوع الماضي، قبل سريان تطبيق الحجر الصحي، مما يجعل احتمالية انتشار المرض كبيرة، بعد هذه الواقعة، فإذا كان أحدهم مُصاب سينشر الفيروس في الأماكن التي سيسكنها خارج نطاق الحجر الصحي.

العالم يواجه وباء والصين تحتجب عن التفاعل

بينما أوضح التقرير أن فيروس كورونا أصبح وباء عالمي خطير، ومُثير للقلق، فهو يعتمد على العديد من العوامل البيولوجية الرئيسية التي تُحدد مدى سرعة انتشاره، فمع انتشاره بهذه السرعة وتطوره الكبير الذي جعله بمثابة لغز، فلا يوجد أي مصل يمكن علاجه به.
من الواضح أن الحكومة الصينية تُحاول الحفاظ على خصوصية هذا الوباء داخل أراضيها، فهي لم تُرحب على الإطلاق إلى الآن بمعاونة أي من الدول الأخرى، ورفضت استقبال علماء أجانب وذلك في محاولة منها للدفاع عن مصالحها السيادية، والحفاظ على صورتها الراسخة بأنها دولة لا تفشل، في حين أنها في الواقع تفشل الآن وبكل الشواهد المحيطة في استيعاب هذا الفيروس الذي يتطور بلا توقف. حتى منظمة الصحة العالمية WHO فشلت في الحصول على اتفاق مع الحكومة الصينية للتعاون بشأن احتواء الوباء.
وأفاد التقرير أن الصين تُحاول بشتى الطُرق أن تُخبئ البيانات العلمية المتاحة لديها حول مدى خطورة فيروس كورونا، وهو ما يتزامن مع ازدياد عدد حالات الإصابة في الأماكن المختلفة. هذا النوع من الضبابية التي تفرضها الصين حول كورونا يمكن أن تضعنا في وضع أفضل، يجعلنا نبدأ في فهم الفيروس وخريطة انتشاره وغيرها من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومات للتصدي لانتشاره.

المعلومات المتاحة حول كورونا NCOV 2019

يواصل العلماء حل اللغز الدائر حول الجيل الجديد من كورونا تتمثل في الآتي:
عدد الإصابات في مقاطعة هوبي أو المُعرضة للإصابة أو ما يُسمى بمعدل التكاثر الفيروسي يتراوح ما بين 2.0 و3.0، وهو ما يُمثل معدل انتقال العدوى بين البشر. ويُقدر هذا المعدل في الصين بـ 5.5، وهو ما يجعها في موقف حرج.
لم يتم تأكيد أعراض الإصابة بالمرض حتى الآن، وأعلن وزير الصحة الصيني، ما شياووي، أنه لا توجد بيانات مُتاحة حول الأعراض التي تسبق الإصابة بالمرض. بينما أوضح مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية NIAID، أنتوني فوشي، أن الصين ليست على استعداد لمشاركة البيانات حول المرض، ولم تسمح للمختصين الأمريكيين بزيارة الصين، وهو ما يضع الجهات المعنية حول العالم في وضع أكثر حروجية من موقف الصين، ففي حالة غياب هذه المعلومات، لن يكون من المتاح اكتشاف علاج لهذا الفيروس، وبالتالي تعريض أفراد أكثر للعدوى.
من المعلومات الغير مُعلنة كذلك ما إذا كان هناك فيروسات أكبر من فيروس كورونا، فانتشار الفيروس بهذه السرعة لا يُتناسب مع سرعة انتشار أي فيروس آخر، مما يضعنا أمام احتمالية وجود فيروسات أخرى متطورة أو مساعدة أو حتى أكبر وأكثر خطورة من كورونا المعروف.
هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة العلمية حول كل من المعلومات الآتية: معدل التكاثر – انتشار المرض – العوامل المساعدة في انتشاره – الانتقائية – وإجراءات احتواء الفيروس في الصين.
أوضح التقرير أن المسؤولين في ووهان الصينية متفاعلين بشكل بطيء مع إنتشار الفيروس في الصين، وبكين تلتزم الصمت، حتى تلك التصريحات التي يقوم المسؤولين بالإدلاء بها لم توضح أي معلومات، فقط اشتملت تصريحات شي جين بينغ التي أعلنها 20 يناير الماضي أنه يُراقب كل شيء عن كثب، وأن الصين تولي السلامة أولوية قصوى، في إشارة منه للجميع كي يطمئنون.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى