
إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية السورية (1) .. خريطة الفصائل وخطوات الدمج
مثّل تحدي إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، ودمج الفصائل المسلحة المنتشرة في ربوع البلاد، على اختلاف ولاءاتها وانتماءاتها العرقية والأيديولوجية ضمن هذه المؤسسة العسكرية؛ أحد أهم وأكبر التحديات التي واجهت وتواجه الإدارة السورية الجديدة. وبينما اتخذت الإدارة الجديدة عدة خطوات لدمج هذه الفصائل المسلحة فإن العديد من العوائق لا تزال تعترض إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية بوجه عام.
أولًا: خريطة الفصائل المسلحة على الأرض السورية:
عشية سقوط النظام السوري، كانت خريطة الفصائل المسلحة على الأراضي السورية مقسمة بشكل عام إلى خمسة أقسام رئيسة، هي: الفصائل المسلحة المنضوية تحت قيادة “هيئة تحرير الشام”، والفصائل التابعة لـ “الجيش الوطني السوري”، والفصائل التابعة لـ “الجبهة الجنوبية”، والفصائل التابعة لـ “جيش سوريا الحرة”، وأخيرًا الفصائل ذات التوجه الكردي المنضوية تحت قيادة “قوات سوريا الديمقراطية”. ويمكن إجمال الوضع الفصائلي لهذه الأقسام على النحو التالي:
أ- الجيش الوطني السوري:
هو تشكيل عسكري يضم عددًا من الفصائل المعارضة، تأسس عام 2017 بدعم تركي، وهدف إلى دمج جميع فصائل المعارضة السورية تحت قيادة واحدة. قاتل “الجيش الوطني” تنظيم “داعش” و”قوات سوريا الديمقراطية” في عفرين ورأس العين وتل أبيض، ويبلغ عدد أفراد “الوطني” نحو 29 ألف مقاتل، بحسب تقديرات مع عدم وجود تقديرات رسمية.
يتألف هذا التشكيل من ما مجموعه 27 فصيلًا مسلحًا، موزعة على ثلاثة فيالق أساسية، تديرها وزارة الدفاع التي يرأسها العميد حسن حمادة، التابع للحكومة المؤقتة، المشكلة من جانب “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة”، ويمكن إجمال تشكيل هذه الفيالق فيما يلي:
● الفيلق الأول: يبلغ عدد مقاتليه نحو 9 آلاف مقاتل، وينتشرون في مناطق شمال حلب وعفرين ومناطق رأس العين وتل أبيض وجرابلس والباب. كان يقود هذا الفيلق العميد معتز رسلان، وكل فصائل هذا الفيلق انضمت بالفعل لوزارة الدفاع التابعة لدمشق، وهي (جيش الشرقية “عرب” – أحرار الشرقية “عرب” – لواء الوقاص “تركمان” – لواء محمد الفاتح “تركمان” – لواء سمرقند “عرب وتركمان” – جيش النخبة “عرب وأكراد” – الفرقة 20 “عرب” – اللواء 112 “عرب” – اللواء 313 “عرب” – لواء الشمال “عرب ” – الفرقة 9 “عرب” – فيلق الشام “عرب وأكراد” – الفرقة 13 “عرب وأكراد” – فرقة المنتصر بالله “عرب وأكراد”).
● الفيلق الثاني: يبلغ عدد مقاتليه نحو 14 ألف مقاتل تقريبًا، وينتشر في مناطق الراعي وعفرين والباب ورأس العين. كان يتولى قيادته فهيم عيسى، وفصائله كافة انضمت إلى وزارة الدفاع في دمشق، وهي (فرقة السلطان مراد “عرب وتركمان” – فرقة المعتصم “عرب” – فرقة الحمزة “عرب وأكراد وتركمان” – فيلق الرحمن “عرب” – السلطان ملكشاه “تركمان” – اللواء 122 “عرب” – فرقة السلطان سليمان شاه “عرب وتركمان”).
● الفيلق الثالث: يبلغ عدد مقاتليه نحو 6 آلاف مقاتل، وينتشر في مدينة أعزاز ومحيطها ومدينة الباب ومارع في ريف حلب. يتولى قيادته عزام الغريب، وفصائله كافة انضمت بالفعل إلى وزارة الدفاع التابعة لدمشق، وهي (الجبهة الشامية “عرب وأكراد وتركمان” – جيش الإسلام “عرب” – الفرقة 51 “عرب” – لواء السلام “عرب” – فيلق المجد “عرب” – صقور الشام “أكراد وتركمان”).
يضاف إلى الفيالق الثلاثة السالف ذكرها، “الجبهة الوطنية للتحرير”، وهي تتبع شكليًا للجيش الوطني السوري، حيث تم تأسيسها في مايو 2018، بعد اندماج نحو 11 مجموعة مسلحة صغيرة في نطاق محافظة إدلب وريف حلب الغربي، وتولى العقيد فضل الله الحجي، من فيلق الشام، القيادة العامة لهذه الجبهة، في حين تولى الرائد محمد عكرمة منصور، من جيش النصر، رئاسة الأركان. يبلغ عدد عناصر هذه الجبهة نحو 25 ألف مقاتل، وأعلنت فصائلها استعدادها للاندماج ضمن وزارة الدفاع في الإدارة الجديدة.
ب- “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها:
تشكلت هيئة تحرير الشام في 28 يناير 2017، باندماج كل من “فتح الشام” و”حركة نور الدين زنكي” (التي انفصلت عنها لاحقًا) و”جبهة أنصار الدين” و”لواء الحق”. سيطرت الهيئة على منطقة شمال غربي سوريا وأنشأت إدارة مدنية هي “حكومة الإنقاذ”، واستغلت فترة وقف إطلاق النار من عام 2020 حتى عام 2024 في إنشاء ألوية عسكرية مقاتلة بلغت 18 لواءً.
خططت الهيئة، بالتحالف مع بعض الفصائل الأخرى، على رأسها الحزب الإسلامي التركستاني “قومية الأيغور”، وحزب أنصار التوحيد “مرتبط سابقًا بتنظيم القاعدة”، وتنظيم أجناد القوقاز “من الشيشان”، وحركة أحرار الشام “عرب سنة”، وحركة صقور الشام، وجيش العزة، وتنظيم التوحيد والجهاد “وهو تنظيم مصغر ينحدر عناصره من أوزبكستان”؛ لعملية “ردع العدوان” التي انطلقت في 27 نوفمبر 2024 وانتهت بسقوط نظام الأسد ودخول إدارة العمليات العسكرية إلى دمشق يوم 8 ديسمبر 2024، وتشكل فصائل هذه الهيئة حاليًا، جوهر القوى المسلحة المنضوية في وزارة الدفاع السورية.
ج- “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد):
تأسست في خريف 2015 في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، إحدى المناطق الحدودية في شمال سوريا التي تسكنها أغلبية كردية. منذ البداية، عُرف عن “قسد” أنها مدعومة بشكل مباشر من الولايات المتحدة، وأنها تشكلت لتصبح الشريك المحلي لقوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش”. فمنذ إعلان تشكيل التحالف في سبتمبر 2014، عملت قواته على دعم مجموعات وهيئات مسلحة في سوريا والعراق. ووفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية، كان الأكراد يشكلون 40% من “قسد”، فيما يمثل العرب 60%، رغم أن مصادر أخرى تشير إلى أن نسبة المقاتلين العرب كانت أقل من ذلك. ومع ذلك، هناك إجماع على أن القيادة في “قسد” تعود للعنصر الكردي.
تتألف القوى المشكلة لقوات سوريا الديمقراطية من 12 فصيلًا أساسيًا، أهمها:
● وحدات حماية الشعب: قوة مسلحة كردية، تشكل قواتها العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات شُكّلت من قبل “الوحدات” وحظيت بدعم عسكري أمريكي، وقد أنشئت عام 2014 بوصفها الجناح المسلح لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي، وهو الفرع السوري لـ”حزب العمال الكردستاني”، وتنتشر في مناطق مختلفة من محافظة الحسكة، ويبلغ تعدادها التقريبي نحو 20 ألف مقاتل.
● وحدات حماية المرأة: وهي الجناح النسائي من “وحدات حماية الشعب”.
● المجلس العسكري السرياني: نشأ في مدينة القامشلي، ويقدر عدد مقاتليه بنحو 70 مقاتلًا.
● قوات الصناديد: هي قوة عشائرية من عشيرة “شمر”، منتشرة في الحسكة، ويبلغ قوامها نحو 2000 مقاتل.
● ثوار الرقة: يبلغ تعداد هذا الفصيل نحو 1500 مقاتل، وهي قوة عشائرية من أهل الرقة، أغلبهم من عشيرة “الولدة”.
● المجلس العسكري لدير الزور: يبلغ تعداد مقاتليه 15000 مقاتل من عشيرتي “العكيدات” و”البكارة”.
● يضاف إلى هذه الفصائل، فصائل إضافية هي مجلس منبج العسكري، ومجلس الرقة العسكري، وقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، وقوات مكافحة الإرهاب “YAT”، ولواء الخابور العالمي “متطوعين أجانب”، وقوات الحماية الجوهرية “HXP”.
يمكن القول إن المكون العربي في “قسد” لا يجمعه مع القوات الكردية فيها سوى الجغرافيا ومظلة الدعم الأمريكي، وبالتالي فإن الرؤية السياسية للمكون العربي مختلفة تماما عن رؤية “وحدات حماية الشعب” التي ترفض حتى الآن الدخول إلى وزارة الدفاع إلا كجسم عسكري له خصوصيته المكانية والتنظيمية في شمال شرق الفرات وهو الأمر الذي ترفضه الإدارة الجديدة في دمشق. لكن هناك الكثير من الضغوط على “قسد” والتي قد تدفعها للموافقة على الانضمام لوزارة الدفاع، مثل الامتعاض العربي والتهديد بالاجتياح التركي وبدء الانسحاب الأمريكي من المنطقة، إضافة إلى عدم تمثيلها لكل المكون الكردي. هذه الأسباب قد تدفع إلى النجاح التام للتفاهم بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق.
د- فصائل جيش سوريا الحرة:
ظهر لأول مرة عام 2015 تحت اسم “جيش سوريا الجديد”، أو “جيش مغاوير الثورة”، بدعم وتدريب أمريكي، بهدف محاربة “داعش” وقوات النظام السوري، وكذلك مواجهة التحركات الإيرانية في سوري، متخذًا من “قاعدة التنف” الأمريكية الحدودية مع الأردن والعراق مركزًا له.
ترجح تقديرات مختلفة بأن أعداد مقاتلي “جيش سوريا الحرة” هو 2500 من المقاتلين من أبناء العشائر في تلك المنطقة، والذين يتم تدريبهم من القوات الأمريكية بشكل مستمر. وفي عام 2022 تم إطلاق اسم “جيش سوريا الحرة” على الفصيل مع تعيين قائد جديد له هو فريد قاسم الذي تم عزله عام 2024، وعُيّن سالم العنتري بدلًا منه، وهو الرجل الذي يقود الفصيل حتى اليوم.
وقد عقد “جيش سوريا الحرة” عدة لقاءات مع الإدارة الجديدة ومع وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، وتم الاتفاق النهائي على تبعية “الجيش” لوزارة الدفاع والإدارة الجديدة في دمشق، وحضر قادة التشكيل “مؤتمر النصر” وأيدوا كل مخرجاته.
هـ- فصائل الجبهة الجنوبية:
بشكل عام، يضم هذا التجمع الفصائل المسلحة في مدينة درعا جنوبي سوريا، وشُكّل في فبراير 2014، وتوسع لاحقًا ليشمل الفصائل المتواجدة في محافظة السويداء، وضم في مرحلة سابقة ما يقرب من 60 فصيلًا محليًا مسلحًا، لكن جُمّدت أنشطته بعد التسوية التي رعتها روسيا عامي 2018 و2021، وقضت بدمج فصائل هذا التشكيل ضمن تشكيلات سورية نظامية أشرفت موسكو عليها. ظلت بعض فصائل هذا التجمع خارج مسارات المصالحة التي رعتها روسيا في جنوب سوريا، ومن ثم سارعت عدة فصائل منها -بعد أن لاحظت بدء العمليات العسكرية في دمشق خلال الأشهر الأخيرة قبل سقوط نظام الأسد- في إعادة تفعيل أنشطتها في مدينتي درعا والسويداء، وشملت هذه الفصائل بشكل رئيس كلًا من:
أ- التشكيلات الدرزية في مدينة السويداء:
تنضوي هذه التشكيلات تحت ثلاثة كيانات رئيسة: الأول هو ما يسمى “المجلس العسكري للسويداء” الذي يضم قوات محلية اهمها فصيل “بيرق عز الجبل” و”صقور السويداء” و”تجمع أحرار الجبل”؛ والثاني هو “غرفة عمليات الحسم”، التي تضم كلًا من “قوات شيخ الكرامة، وأحرار جبل العرب”؛ أما الثالث فهو “غرفة العمليات المشتركة”، وتضم كلًا من “حركة رجال الكرامة”، و”لواء الجبل”.
بشكل عام يمكن حصر أهم الفصائل في السويداء في كل من: فصيل “رجال الكرامة” بقيادة الشيخ بوحسن يحيى الحجار، و”قوات شيخ الكرامة” بقيادة ليث البلعوس، و”تجمع أحرار الجبل” بقيادة الشيخ سليمان عبد الباقي، و”لواء الجبل”. هذه الفصائل منتشرة في السويداء ومناطق في ريف دمشق مثل جرمانا وصحنايا، لحماية المناطق ذات الأغلبية الدرزية.
هذه الفصائل كافة تبدي استعدادها ورغبتها التامة في الانخراط ضمن وزارة الدفاع السورية، لكن ضمن اشتراطات سياسية تضمن للبعض الخصوصية القومية أو الدينية، وهم يتبعون المرجعية الروحية لشيخ العقل حكمت الهجري، وبعضهم تواصل بالفعل مع دمشق، في حين يضع البعض الآخر مسافة بينه وبين النظام الجديد حتى الآن، علمًا أن فصائل السويداء كافة قد غابت عن “مؤتمر النصر”.
ب- فصائل درعا:
أهم هذه الفصائل “اللواء الثامن” الذي يقوده أحمد العودة، وكان يعمل مع “الفيلق الخامس الروسي”. كان هذا الفصيل منتشرًا في مناطق بصرى الشام والحراك وخربة غزالة، ومناطق في شرق درعا بمحاذاة محافظة السويداء، ويبلغ تعداد مقاتليه نحو 800 مقاتل. وقد أُعلن عن حل هذا الفصيل بشكل رسمي في منتصف أبريل 2025.
ويضاف إلى هذا الفصيل، فصائل أخرى أصغر في محافظة درعا، منها “اللجان المركزية”، وهم مقاتلون سابقون في فصيل “أحرار الشام” سابقًا، ويوجد هذا الفصيل بالمنطقة الغربية لدرعا، وكذلك “جيش المعتز”، الذي يتواجد عناصره في نطاق مدينة طفس، بجانب فصائل درعا البلد، وإن كانت فصائل صغيرة جدًا.
ثانيًا: المراحل المُتخذة حتى الآن في إعادة هيكلة الجيش السوري:
منذ سقوط نظام “الأسد” في 8 ديسمبر 2024، عكفت أجهزة الحكومة الانتقالية الجديدة على جمع السلاح من ضباط وعناصر الجيش النظامي، عبر مراكز تسوية فتحت في معظم المحافظات السورية الواقعة شرق الفرات. وبالتوازي مع عمليات التسوية، سار النظام السوري الجديد في ثلاثة مسارات أساسية حتى الآن لإعادة هيكلة القوات العسكرية والأمنية، اعتمادًا على هيكلية الكلية العسكرية التي أسستها “حكومة الإنقاذ” في إدلب في أكتوبر 2021: المسار الأول هو إقرار سلسلة من الترقيات والتعيينات العسكرية، والثاني هو إعادة تشكيل المناطق العسكرية والفرق والألوية في الجيش الجديد، أما الثالث فهو التواصل مع الفصائل المسلحة المختلفة من أجل ضمها لوزارة الدفاع والداخلية الجديدتين.
أ- مرحلة التعيينات والترقيات العسكرية:
عملت السلطة الجديدة في دمشق على البدء في تنفيذ سلسلة من التعيينات والترقيات العسكرية، في ظل هيمنة هيئة تحرير الشام والفصائل التي تحالفت معها في إدارة العمليات المشتركة على المشهد العسكري السورية الرسمي من خلال وزارة الدفاع. جرت فعاليات هذه المرحلة حتى الآن على موجتين أساسيتين، في الأولى أصدرت القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، قرارًا في الثامن والعشرين من ديسمبر 2024، بترقية وزير الدفاع الجديد، مرهف أبو قصرة، ورئيس هيئة الأركان الجديد، علي نور الدين النعسان، إلى رتبة لواء، وترقية 5 ضباط إلى رتبة عميد، و42 ضابط إلى رتبة عقيد.
وقد كان العنصر الطاغي على هذه الترقيات عناصر هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالف معها، مع عدد محدود من قيادات فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا، ومن بين الأسماء الـ 49 الواردة في القرار سالف الذكر، ستة متطرفين أجانب، بينهم ألباني وأردني وطاجيكي وتركي، وآخر من الإيغور ينتمي إلى الحزب الإسلامي التركستاني، كما ان الأشخاص السبعة الذين تم ترقيتهم إلى رتبة لواء أو عميد، جميعهم ينتمون لهيئة تحرير الشام.
ولم تُعرف بشكل واضح الآلية التي اعتُمدت فيما يخص قرارات الترقية سالفة الذكر، وكذلك الأمر بشأن ما إذا كانت هذه الخطوة ستشمل جميع الفصائل العسكرية أم تقتصر على الطرف الذي أمسك بالقرار في دمشق بشكل فعلي، خاصة أن تولي أحد قيادات هيئة تحرير الشام منصب وزير الدفاع عزز القناعة بأن الجزء الأكبر من قيادات الجيش السوري الجديد سيكون من المنتمين للهيئة والفصائل المتحالفة معها.
يضاف إلى ذلك أن مسألة تعيين وترقية ضباط من جنسيات غير سورية قد واجهت اعتراضات داخلية وخارجية واسعة؛ إذ لم تصدر قرارات واضحة بتجنيس هؤلاء، كما أن أحمد الشرع في توقيت إصدار القرار المتعلق بهذه الترقيات لم يكن قد اكتسب بعد الشرعية الكاملة من مؤتمر الحوار الوطني.
– من أبرز الأسماء التي تضمنها هذا القرار:
- اللواء مرهف أحمد أبو قصرة “وزير الدفاع”: يتوّلى أبو قصرة (41 عامًا) منذ 5 سنوات القيادة العسكرية لهيئة تحرير الشام، وهو ينحدر من مدينة حلفايا بريف محافظة حماة، ويحمل شهادة في الهندسة الزراعية.
- اللواء علي نور الدين النعسان “رئيس هيئة الأركان”: أحد القادة العسكريين في هيئة تحرير الشام، وهو من مواليد بلدة طيبة الإمام في محافظة حماة.
- العميد عبد الرحمن حسين الخطيب: أردني الجنسية، حيث دخل سوريا بداية عام 2014، وهو خريج كلية الطب في الجامعة الأردنية، وتدرج بعدة مناصب داخل هيئة تحرير الشام.
- العميد عبد العزيز داوود خدابردي: يعتقد أنه من الأيغور أو الكازخستانيين، دخل الأراضي السورية عام 2015، وقاتل ضمن صفوف الحزب الإسلامي التركستاني، المتحالف مع هيئة تحرير الشام.
- العميد عمر محمد جفتشي: يلقب باسم مختار التركي، ويحمل الجنسية التركية، ويعتبر من المؤسسين لهيئة تحرير الشام.
- العقيد عبدل صمريز بشاري: يلقب بـ أبو قتادة الألباني، ويحمل الجنسية الألبانية، وكان يعمل كقيادي ضمن الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام منذ 8 سنوات.
- العقيد مولان ترسون عبد الصمد: يحمل الجنسية الطاجكستانية، ويعد من أبرز القياديين الأجانب لدى هيئة تحرير الشام.
- العقيد علاء محمد عبد الباقي: مصري الجنسية، موجود داخل الأراضي السورية منذ ما يقارب الـ10 سنوات، وهو أحد قيادات هيئة تحرير الشام.
- العقيد جميل شحادة الصالح: أحد قيادات قوات جيش العزة.
- العقيد محمد ضياء صالح طحان: أحد قيادات قوات جيش الأحرار.
- العقيد أحمد عيسى الشيخ: أحد قيادات قوات صقور الشام.
- العقيد أحمد محمد رزق: أحد قيادات قوات نور الدين زنكي.
- العقيد محمد عكرمة منصور: أحد قيادات قوات جيش النصر.
- العقيد حسين عبد الله العبيد: أحد قيادات قوات أحرار الشام.
المرحلة الثانية من عمليات الترقية والتعيين تمت عبر لجنة التعيينات التي تولى رئاستها رئيس أركان الجيش السوري، اللواء علي نور الدين النعسان، وكانت مهمتها تعيين كبار مسؤولي الدولة العسكريين وقادة الفرق والألوية، وقد شرعت هذه اللجنة منذ فبراير 2025 في إقرار سلسلة من التعيينات الجديدة في قيادات الفرق والألوية والأجهزة العسكرية والأسلحة المختلفة، على عدة مراحل، وكان طاغيًا على هذه التعيينات أيضًا انتماء أغلب من استفادوا منها لفصائل هيئة تحرير الشام وفصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا، وتتلخص هذه التعيينات حتى السادس من مايو 2025 فيما يلي:
● تعيين فهيم عيسى، نائبًا لوزير الدفاع وقائدًا للمنطقة الشمالية. يعتبر من أبرز قادة الجيش الوطني الموالي لتركيا، ووُلد في قرية تل الهوى ذات الغالبية التركمانية قرب مدينة الراعي شمال شرقي محافظة حلب، وشارك في تأسيس “فرقة السلطان مراد”، وانضم بها عام 2021 إلى غرفة القيادة الموحدة “عزم”، إلى جانب كل من فرقة الحمزة، وفرقة السلطان سليمان شاه، وجيش الإسلام، وفيلق المجد، ولواء السلام، ثم تولى قيادة “هيئة ثائرون للتحرير” عام 2022، وهي هيئة نتجت عن دمج خمسة فصائل هي فرقة السلطان مراد، فيلق الشام – قطاع الشمال، ثوّار الشام، فرقة المنتصر بالله، الفرقة الأولى. ثم عُيّن قائدًا للفيلق الثاني في الجيش الوطني السوري، وخاض خلال عام 2023، معارك ضد هيئة تحرير الشام، ثم دخل في مواجهات مع قوات سوريا الديمقراطية، مع بدء عملية “ردع العدوان”. بشكل عام يعتبر “عيسى” من أهم أتباع تركيا في قادة الفصائل السورية المسلحة.
● تعيين العقيد محمد عكرمة منصور -أحد قيادات جيش النصر، واحد من تمت ترقيتهم في ديسمبر الماضي- مسؤولًا لشؤون الضباط في وزارة الدفاع السورية.
● تعيين العميد عناد الدرويش، مسؤولًا للشؤون الإدارية في وزارة الدفاع السورية، وقد شغل “الدرويش” عدة مناصب مهمة في صفوف حركة أحرار الشام، حيث تولى رئاسة أركانها، وقيادة جناحها العسكري، كما شغل مناصب عدة في “الجبهة الوطنية للتحرير”، وارتبط اسمه بعدد من الأحداث المهمة في مسار حركة أحرار الشام، خاصة عام 2020 عندما قاد انشقاقًا داخليًا ضد القائد العام للحركة، جابر علي باشا.
● تعيين المصري الجنسية عاصم راشد الهواري، المعروف باسم “أبو القاسم بيت جن”، قائدًا للقوات الجوية السورية. يبلغ من العمر 51 عامًا، وحاصل على الشهادة الإعدادية، وكان ينتمي إلى فصائل المعارضة السورية منذ بداية الحرب الأهلية، حيث كان في البداية أحد القادة البارزين في كتيبة أحرار بيت جن، التي تأسست عام 2012، في منطقة جبل الشيخ وبلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي، وسرعان ما أصبح واحدًا من أبرز القادة العسكريين في تلك الفصائل، حيث قاتل في صفوف هيئة تحرير الشام، وتولى موقعًا أساسيًا في قيادة العمليات العسكرية التي أدت إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد.
● أسندت قيادة قوات الحرس الجمهوري، إلى العميد عبد الرحمن الخطيب، المعروف بلقب “أبو حسين الأردني”، حيث يحمل الجنسية الأردنية، وكان ضمن من شملتهم قرارات الترقية التي صدرت في ديسمبر الماضي، وهو أحد أبرز قيادات هيئة تحرير الشام.
● تعيين العميد محمد يحي بيطار، مديرًا للتدريب الجوي في قيادة القوات الجوية السورية، وهو عميد أركان حرب طيار، انشق عن القوات الجوية السورية عام 2013.
● تعيين العقيد عمار خالد النمر، مديرًا للكلية الجوية، وهو أيضًا ضابط طيار منشق عن القوات الجوية السورية، حيث كان يخدم برتبة عقيد طيار في اللواء الجوي الرابع عشر، وانشق عنه وانضم إلى الجيش السوري الحر في ديسمبر عام 2012، وتولى لاحقًا قيادة المجلس العسكري في دمشق وريفها.
● تعيين العميد معتز رسلان، نائب قائد الكلية الجوية، وهو أيضًا ضابط طيار منشق عن القوات الجوية السورية، حيث كان يخدم برتبة عميد ركن طيار، وينحدر من التمانعة في سهل الغاب، وانتمى بعد انشقاقه إلى المجلس العسكري في الرقة، ثم تولى لاحقًا قيادة الفيلق الأول في الجيش الوطني السوري.
● تعيين فضل الله الحجي، رئيسًا للأكاديمية العسكرية. انشق “فضل الله” عن الجيش السوري عام 2012، وشارك في قيادة “كتيبة أمين الأمة” التابعة للجيش السوري الحر في بلدته كفر يحمول في محافظة إدلب، وأسهم في تشكيل “المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر” و”هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر”، ثم انضم إلى فيلق الشام بعد تشكيله عام 2014، وأصبح قائدًا عسكريا له، كما عُيّنه رئيسًا لهيئة الأركان التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، بعد تشكيلها في سبتمبر 2017، ثم أصبح قائدًا عامًا للجبهة الوطنية للتحرير التي تشكلت في مايو 2018 وجمعت تحت مظلتها فصائل الجيش الحر في منطقة إدلب ومحيطها، ثم تعيينه في أكتوبر 2019 نائبًا لرئيس هيئة الأركان التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، عقب اندماج الجبهة الوطنية للتحرير ضمن تشكيلات الجيش الوطني السوري.
● تعيين رئيس الهيئة الشرعية في هيئة تحرير الشام، مظهر الويس، مديرًا لإدارة التوجيه المعنوي، حيث كُلّف بدمج مكاتب التوجيه الشرعي التابعة لهيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى التي شاركت في عملية “ردع العدوان”، بهدف تشكيل هذه الإدارة، والعمل على إعداد مناهج لتطوير عقيدة قتالية عسكرية جديدة للجيش السوري.
ب- مرحلة إعادة تشكيل الفرق العسكرية والألوية وتعيين قادتها:
مع اتخاذ الإدارة السورية الجديدة قرارًا بإلغاء التجنيد الإجباري والاعتماد بشكل كبير على التطوع، وفي ظل عدم اكتمال عملية ضم الفصائل المسلحة الموجودة على التراب السوري حتى الآن؛ بدأت وزارة الدفاع الجديدة تنفيذ خطة مبدئية لإعادة تشكيل الفرق العسكرية والألوية، تتضمن المرحلة الأولى منها، تشكيل نحو 20 فرقة عسكرية أساسية في عموم المحافظات السورية، بإجمالي 300 ألف مقاتل، على مرحلتين أولها تشمل تجنيد ما بين 50 إلى 80 ألف مجند، ومن ثم ضم الفصائل مع سلاحها ضمن الفرق الجديدة، على أن يتسلم إداراتها ضابط منشق من العاملين في الجيش الوطني أو من إدارة العمليات العسكرية، يكون مرتبطًا بوزارة الدفاع، بحيث تخضع كل الفرقة لتعليمات الوزارة. وخلال هذه المرحلة، سيكون كل قائد فصيل على رأس فصيله، ريثما تبدأ المرحلة الثانية.
هذه المرحلة تمت فيها عدة تطورات، حيث بدأ عمليًا في تشكيل 20 فرقة، بناء على الأسلوب سالف الذكر، اعتمادًا على جهود لجنة التعيينات سالفة الذكر، وكذلك جهود لجنة أخرى تم تشكيلها تسمى “اللجنة العليا لتنظيم البيانات العسكرية”، تهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات تشمل البيانات البشرية “ضباط، صف ضباط، أعضاء وكوادر أكاديمية”، إضافة إلى الأصول العسكرية “الآليات، التفاصيل، الثكنات، الأسلحة”. بموجب ما سبق تم البدء في تشكيل الفرق التالية:
● فرقة “دمشق”: أُسندت قيادة هذه الفرقة إلى العميد عمر محمد جفتشي – تركي الجنسية – وكان يعرف بلقب مختار التركي، وهو أحد الذين تضمنتهم حركة الترقيات العسكرية في ديسمبر الماضي.
● الفرقة “الثانية”: مقرها في منطقة الكسوة بريف دمشق الجنوبي، وتقودها عمليًا “الجبهة الوطنية للتحرير”. وتعمل الفرقة حاليًا على استقطاب جميع الفصائل الصغيرة في المنطقة، وضمها لهيئة الأركان، مع تنظيم سلاحها وأفرادها. يلاحظ هنا أن هذه الفرقة ليست مركزية ولا مناطقية، لأن “الجبهة الوطنية للتحرير” التي تدير هذه الفرقة لا تنتمي فصائلها إلى ريف دمشق، وبالتالي لا تنتشر حاليًا فقط في هذا النطاق، بل تنتشر أيضًا في محافظات أخرى كالعاصمة دمشق وحماة.
● الفرقة “76”: مقرها في محافظة حلب، وعُيّن العميد سيف الدين بولاد -الملقب “أبو بكر”- قائدًا لها. “بولاد” كان في الأصل ضمن ضباط المخابرات السورية، وانشق عنها عام 2011، والتحق بصفوف الجيش الحر وشارك في كافة معارك حلب، ثم تولى قيادة “فرقة الحمزة”، أحد الفصائل المدعومة من تركيا، وقاد عمليات ميدانية ضمن معارك “درع الفرات”، “غصن الزيتون”، “نبع السلام”، “درع الربيع”، “فجر الحرية”. نفذ لواء المشاة الأول في هذه الفرقة، تدريبات في مايو 2025.
● فرقة “إدلب”: تتولى تأمين محافظة إدلب، وعُيّن محمد غريب -الملقب أبو أسد الحوراني- قائدًا لها، وهو أحد قادة فيلق الشام، وينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.
● الفرقة “52”: تتمركز بشكل مؤقت في محافظة حمص، وشارك عدد من ألويتها في الاشتباكات التي تمت خلال الأسابيع الماضية على الحدود مع لبنان. ولم يعلن بشكل واضح من يتولى قيادة هذه الفرقة، لكن يعرف من قادتها كلٌ من القيادي في فصيل “السلطان مراد”، عرابة إدريس -الملقب أبو غازي- الذي عُيّن قائدًا للواء السادس في هذه الفرقة، وسليمان العيس قائد لواء القوات الخاصة في هذه الفرقة، والعقيد عبد المنعم ضاهر، قائد اللواء الأول في هذه الفرقة.
● الفرقة “70”: تتمركز بشكل عام في ريف دمشق، ولم يكتمل تشكيلها حتى الآن، حيث عُيّن العقيد ضرار هيشان، قائدًا للواء 76 في هذه الفرقة، ويوسف الغزاوي، قائدًا للواء 72، في حين تولى قيادة أركان هذه الفرقة علي عبد الباقي، وهو قيادي بالجيش الوطني.
● الفرقة “103”: تتمركز في محافظة حمص، ويقودها العميد هيثم العلي -الملقب أبو مسلم الشامي-، وهو أحد قيادات هيئة تحرير الشام، وكان يتولى قيادة لواء “علي بن أبي طالب” في الهيئة.
● الفرقة “60”: تتمركز في محافظة حلب، وعُيّن صالح عموري أبو نافع قائدًا للواء حلب وريفها ضمن هذه الفرقة.
● الفرقة “62”: ومقرها في محافظة حماة، وعُيّن محمد جاسم – لملقب أبو عمشة- قائدًا لها، وهو في الأساس قائد فرقة “السلطان سليمان شاه”، التي تعتبر -بجانب فرقة الحمزة- من أهم الفصائل المدعومة من تركيا. ويعد محمد جاسم في الأساس مدنيًا وليس عسكريًا، وشارك في تأسيس لواء “خط النار” في ريف حماة الشمالي في نوفمبر 2012، ثم عمل ضمن تشكيلات الجبهة الشامية، وانضم إلى فرقة “السلطان مراد” كقائد مجموعة عسكرية بعد انطلاق عملية “غصن الزيتون” في منطقة عفرين في عام 2018، وأسهم في تأسيس فرقة “سليمان شاه” والتي أصبحت جزءًا من الجيش الوطني السوري. نفذ لواء القوات الخاصة في هذه الفرقة في مايو 2025، تدريبات ومناورات.
● الفرقة “74”: تتمركز في محافظة حماة، وعُيّن العميد جميل الصالح قائدًا لها، وهو ضابط منشق عن الجيش السوري برتبة رائد، وقاد سابقًا تنظيم “جيش العزة” في نطاق ريف حماة.
● الفرقة “25”: وتتمركز في محافظة حماة، وغير معلن حتى الآن تبعيتها، لكنها أسوة بباقي الفرق مازالت في طور التشكيل.
● الفرقة “40”: وتتمركز في محافظة درعا، وعُيّن العقيد بنيان الحريري قائدًا لها، وهو أحد القادة الميدانيين في حركة “أحرار الشام”، التي كانت أحد فصائل إدارة العمليات العسكرية خلال عملية “ردع العدوان”، ورُقّي إلى رتبة العقيد ضمن حركة الترقيات التي أعلنت في ديسمبر الماضي. وقد شهدت هذه الفرقة تطورات عدة جعلتها هي الأكثر اكتمالًا في الفرق السورية النظامية الحالية، حيث بدأت مؤخرًا لجنة تابعة لوزارة الدفاع السورية توثيق وتسجيل أسماء العناصر الذين اندمجوا ضمن الوزارة في المنطقة الغربية من درعا رسميًا، حيث يُمنحوا أرقامًا عسكرية، ومن ثم تخرجت أولى دفعات هذه الفرقة أوائل مايو 2025، وتضم عناصر من أبناء محافظة درعا، يبلغ عددهم 575 عنصرًا من مختلف الرتب. ستتألف هذه الفرقة بعد اكتمال تشكيلها من أربعة ألوية أساسية بقوام 15 ألف مقاتل، ثلاثة منها ألوية مشاة، ولواء واحد سيكون مخصصًا للقوات الخاصة، بواقع لواء في مدينة درعا، ولواء في ريف درعا الغربي والقنيطرة، ولواء في ريف درعا الشرقي، ولواء في السويداء. أتمت هذه الفرقة بشكل كامل في مايو 2025 استلام مخازن ومستودعات الذخيرة كافة من الفصائل المحلية في مدينة درعا.
● الفرقة 66: تتمركز بشكل أساسي في محافظة دير الزور، وعُيّن العميد أحمد المحمد -أحد قيادات هيئة تحرير الشام- قائدًا لها، وهو ينحدر من مدينة الطبقة غرب مدينة الرقة. في الوقت الحالي مازالت بقية تشكيلات هذه الفرقة طور التجهيز، لكن أُعد لواء للمهام الخاصة ضمن هذه الفرقة، بقيادة أحمد العبود -المعروف باسم أبو شهاب طيانة- وهو ينحدر من محافظة دير الزور، وهو أحد القادة الميدانيين في هيئة تحرير الشام. يضاف إلى ما سبق أن بعض كتائب هذه الفرقة، بدأت بالفعل في الانتشار بالمنطقة الممتدة من بادية الهِري بالبوكمال، وصولًا إلى سرية الحلبي، لتفعيل مخافر حدودية في هذا النطاق، بحيث يتم في المراحل اللاحقة تغطية بقية المناطق الموجودة في نطاق الحدود العراقية بمحافظة دير الزور.
● الفرقة 72: ستتمركز هذه الفرقة في مدينة حلب، ولم يُعلن قائد لها حتى الآن، لكن عُيّن دوغان سليمان -الملقب أبو اسلام- قائدًا لأحد ألوية هذه الفرقة، وهو في الأصل قائد فرقة “السلطان محمد الفاتح”، إحدى فصائل الجيش الوطني السوري.
● الفرقة 80: ستتمركز هذه الفرقة أيضًا في محافظة حلب، وعُيّن العقيد خالد العمر -الملقب أبو اليمان- قائدًا لها، وهو في الأساس قائد اللواء الثالث ضمن صفوف فيلق المجد، العامل ضمن صفوف الجيش الوطني شمالي حلب. كذلك عُيّن القائد العام لفرقة المعتصم، العاملة ضمن الفيلق الثاني في الجيش الوطني السوري، معتصم عباس، قائدًا لأحد ألوية هذه الفرقة.
● الفرقة 86: في مايو 2025، أصدر وزير الدفاع السوري قرارًا بتعيين القيادي السابق في الجيش الوطني وقائد فصيل “أحرار الشرقية”، أحمد الهايس -الملقب باسم أبي حاتم شقرا- قائدًا لهذه الفرقة، المسؤولة عن حماية محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، وذلك بعد منحه رتبة عميد في الجيش السوري.
● الفرقة 42: ستتمركز هذه الفرقة في البادية الوسطى -مدينة تدمر وشرق حمص- وعُيّن العقيد رائد عرب قائدًا لها، بجانب قيادته للفرقة 118، وهي فرقة متخصصة في المدرعات تتمركز في ريف حمص الشرقي. كُلّف إسماعيل أبراهيم العمر بإدارة عمليات الفرقة 42، حيث يشرف على تدريب عناصرها، وخرّج أول دفعة من دفعات هذه الفرقة في مايو 2025، في تخصص الهندسة العسكرية.
● الفرقة 50: لا تتوفر معلومات كافية حولها، لكن نفذ لواء القوات الخاصة في هذه الفرقة تدريبات في مايو 2025.
● الفرقة 56: يقع المقر الرئيس لهذه الفرقة في مدينة طرطوس بالساحل السوري، ومازالت طور التشكيل.
يتوقع أن تشرع وزارة الدفاع السورية، بعد أن تكتمل عملية تأسيس هذه الفرق في المرحلة الثانية من عمليات إعداد وتشكيل الوحدات العسكرية، بحيث تُنشأ تشكيلات عسكرية متخصصة، مثل: الدفاع الجوي، والمشاة، والمدرعات، وغيرها. مع ندب عناصر الفصائل المختلفة الموجودين ضمن هذه الفرق، بحيث يضمن صهر تلك الفصائل في تشكيلات الوزارة، ولا تبقى كتلة واحد بفرقة واحدة. وبطبيعة الحال، فإن تلك الفصائل كان لديها كتائب في مختلف تلك الاختصاصات، تشكّلت على مدى سنوات من المعارك، أساسها ضباط وعناصر منشقون.
يضاف إلى ما سبق، موجة أخرى من التعيينات المرتبطة بتشكيل هذه الفرق، بما في ذلك تشكيل ألوية مستقلة تكون تابعة لشكل مباشر لوزارة الدفاع وليس لأي من هذه الفرق، وهذا يمكن إجماله فيما يلي:
● تعيين حسين السلامة رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة في سوريا، وينحدر “السلامة” من بلدة الشحيل بدير الزور، ويترأس الوفد الحكومي للحوار مع قوات سوريا الديمقراطية.
● تعيين أبو خالد العربي، أحد قادة هيئة تحرير الشام الميدانيين، قائدا عاما للواء الزبير بن العوام بوزارة الدفاع، وهو لواء مستقل، كما عُيّن أبو جاسم حوير قائدًا لكتائب البادية في نفس اللواء، الذي يتوقع أن يعمل في المنطقة الشرقية.
● تعيين أبي عدنان 500 -أحد قادة هيئة تحرير الشام الميدانيين- قائدًا لأركان لواء علي بن أبي طالب بوزارة الدفاع، وهو لواء مستقل، يتوقع أن يعمل في المنطقة الشمالية.
● تعيين أبي بصير مكحله، قائد كتيبة في فرقة دمشق التابعة لوزارة الدفاع.
● تعيين اللواء محمود أحمد المحمد -الملقب بأبي الدرداء- قائدًا للواء المدرعات الأول، وهو لواء مستقل تابع لوزارة الدفاع. ينتمى “المحمد” إلى الجيش الوطني، وقاد الفيلق الثاني به.
● تعيين العقيد ضرار محمد هيشان، قائدًا للواء 76 في الفرقة 70، وهو ضابط منشق عن الجيش السوري برتبة رائد عام 2012، وآخر موقع كان يتولاه هو قيادة أركان الفيلق الثالث بالجيش الوطني.
● تعيين صالح عموري -الملقب أبو نافع- قائد للواء حلب وريفها في الفرقة 60، وهو أحد قادة الجيش الوطني.
● تعيين العميد الركن أحمد مطر الجديع، رئيسًا للأكاديمية العسكرية العليا في دمشق، وهو ضابط منشق عن الجيش السوري النظامي، من أهالي مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
ج- مرحلة التواصل مع الفصائل المسلحة المختلفة:
بالتزامن مع أعمال “لجنة التعيينات”، بدأت أواخر ديسمبر الماضي أعمال “لجنة الهيكلة” التي ترأسها قائد الحرس الجمهوري، العميد عبد الرحمن حسين الخطيب -أردني الجنسية- حيث انبثقت عن هذه اللجنة لجنة خاصة تحت اسم “لجنة الجرد”، مهمتها إجراء جرد شامل لجميع الفصائل، وذلك بإحصاء عدد أفرادها والأسلحة التي تمتلكها، تمهيدًا لدمجها ضمن قوى الجيش. وقد اعتمدت لجنة الجرد على عدة آليات لضبط أعداد عناصر كل فصيل، منها اشتراط إقران رقم السلاح مع اسم المقاتل، وفي حال وجود اسم دون رقم سلاح خاص به فإنه يحال للانتساب الفردي ولا يحسب ضمن الأسماء المرشحة من الفصيل.
وقد شهد أشهر ديسمبر ويناير وفبراير الماضية سلسلة لقاءات في العاصمة دمشق بين قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع وزعماء الفصائل، أعلنت هذه الأطراف الاتفاق على حل الفصائل ودمجها في الجيش السوري الجديد، مع الانخراط تحت مظلة وزارة الدفاع. هذا التوافق جاء بعد حل الخلافات العالقة بين قادة الفصائل، وبعد ما حصلوا عليه من أحمد الشرع من ضمانات بأن يكونوا ضمن جيش جديد غير محسوب على أي طرف، وأن تُراعى أوضاعهم وأدوارهم في إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. عقب هذه الاجتماعات، اعلنت عدة فصائل -وليس كل الفصائل- حل نفسها بشكل رسمي وذاتي، منها هيئة تحرير الشام، وتنظيم “حراس الدين” –أحد أفرع تنظيم القاعدة في سوريا- الذي أعلن عن حل نفسه في يناير الماضي، وكذلك فصائل اخرى شاركت في معركة “ردع العدوان”، مثل “جيش العزة” وحركتي “أحرار الشام” و”الزنكي”.
في السابع من فبراير الماضي، أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، لصحيفة “واشنطن بوست”، إن نحو 100 فصيل مسلح في سوريا وافقوا على الانضمام لوزارة الدفاع، لكن واقع الحال أن بعض هذه الفصائل التي أعلنت موافقتها المبدئية على الانضمام للوزارة لم تنضم إلى الوزارة بشكل فعلي حتى الآن، ويتركز الثقل الأساسي للقوات المتوفرة في حوزة وزارة الدفاع السورية في الفصائل المتحالفة مع هيئة تحرير الشام، وبعض فصائل الجيش الوطني، في حين مازالت الفصائل الكردية، وفصائل جنوب سوريا، خارج دائرة الانضمام بشكل فعلي إلى وزارة الدفاع الجديدة، سواء كان ذلك جزئيًا أم كليًا. ويمكن إجمال هذا الوضع في الأقسام التالية:
أ- فصائل جنوب سوريا:
كانت فصائل الجنوب السوري من أوائل الفصائل التي ركزت عليها الإدارة السورية الجديدة، سواء الفصائل الموجودة في مدينة درعا، أو الفصائل الدرزية الموجودة في محافظة السويداء، وذلك على النحو التالي:
1- فصائل درعا:
في فبراير الماضي، بدأت اجتماعات في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، اجتماع ، لترتيب عمليات دمج الفصائل المحلية في مدينة درعا، وعلى رأسها “اللواء الثامن” بقيادة أحمد العودة. اتُفق خلال الاجتماع -الذي حضره بنيان الحريري، الذي عينته وزارة الدفاع السورية، قائدًا عسكريًا للفرقة “40” العاملة في نطاق محافظة درعا- على بدء دمج العناصر والسلاح والسيارات ضمن وزارة الدفاع، وعلى التشكيل العام لألوية الفرقة 40، والتي ستتألف من أربعة ألوية، بواقع لواء في منطقة درعا، ولواء في ريف درعا الغربي، وآخر في الريف الشرقي، بجانب لواء يجري التحضير له في السويداء.
وعلى الرغم من تكرار الاجتماعات المرتبطة بضم فصائل درعا لوزارة الدفاع السورية، ظلت معظم هذه الفصائل، وعلى رأسها اللواء الثامن، محتفظة بأسلحتها وتشكيلاتها. إلا أن نشوء قلاقل أمنية في عدة مناطق بمحافظة درعا، على رأسها مدينة بصرى الشام أدى إلى الضغط على اللواء الثامن وإجباره على إعلان حل نفسه بشكل رسمي وكامل في أبريل الماضي، ليتم بذلك إدخال كافة فصائل درعا إلى سيطرة وزارة الدفاع السورية، وترافق ذلك مع فتح مكاتب في ريف درعا الغربي، لضم عناصر الفصائل المسلحة إلى ألوية الفرقة الجنوبية، وهي عملية لا تزال مستمرة.
2- فصائل السويداء:
لم تشارك فصائل محافظة السويداء في “مؤتمر النصر” الذي انعقد في ديسمبر الماضي، لكن في يناير الماضي، أعلن أكبر فصيلين مسلحين في المحافظة، وهما “رجال الكرامة” و”لواء الجبل”، استعدادهما للاندماج ضمن وزارة الدفاع السورية، وهو الأمر الذي لم يتم تفعيله بشكل عملي، وترافق حتى مع إجراءات بدا منها أن هذه الفصائل مازالت مترددة في الانضمام إلى وزارة الدفاع السورية، من بينها إعلان تشكيل “المجلس العسكري للسويداء” في فبراير الماضي، وهو يضم أكبر خمسة فصائل عسكرية في المحافظة، وهي “حركة رجال الكرامة” و”قوات أبو فهد البلعوس” و”لواء الجبل” و”تجمع أحرار جبل العرب” و”درع التوحيد”.
وفي الشهر ذاته، التقى وفد من الدروز مع أحمد الشرع، وضم الوفد كلًا من الشيخ سليمان عبد الباقي، والشيخ ليث البلعوس، والشيخ مؤنس أبو حلا، كممثلين عن جزء من الفصائل المسلحة في السويداء؛ بهدف بحث فرص انضمام فصائل السويداء إلى الجيش السوري الجديد، في ظل تضمين فرقة درعا الجاري تأسيسها لواءً يفترض أن يتمركز داخل محافظة السويداء.
تلا هذا الاجتماع اجتماع مماثل في شهر مارس، توصلت خلاله الحكومة السورية ووجهاء السويداء إلى وثيقة تفاهم تهدف إلى تنظيم الأوضاع الإدارية والأمنية في المحافظة، خلال لقاء عقد في منزل الرئيس الروحي للموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، بحضور محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، وعدد من الشخصيات، وخلص الاجتماع إلى وثيقة تتضمن مجموعة من البنود التي تعهدت الدولة بتنفيذها بالتنسيق مع أبناء المحافظة، أهمها تنظيم أوضاع الضباط والأفراد المنشقين، إضافة إلى جميع الفصائل المسلحة، ضمن وزارة الدفاع.
وفي شهر أبريل الماضي، توترت العلاقة بين فصائل السويداء ودمشق بعد إعلان “المجلس العسكري في السويداء” تشكيل “لواء حرس الحدود”، وعدد من المقرات التابعة للمجلس داخل مدينة السويداء، بهدف الحفاظ على أمن المدينة ومحيطها. تلت هذه الخطوة اندلاع اشتباكات هي الثانية من نوعها، بين فصائل درزية وقوات تابعة لإدارة “الأمن العام”، في منطقتي “جرمانا” جنوب شرق دمشق، و”صحنايا “وأشرفية صحنايا” جنوب دمشق -وهي مناطق تقطنها أغلبية درزية- على خلفية بث مقطع صوتي على الأنترنت، منسوب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية، يدعى الشيخ مروان كيوان، يتضمن إساءات للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
انتهت هذه الاشتباكات باتفاق عقدته الحكومة السورية مع أهالي ووجهاء السويداء، يقضي بدمج كامل المحافظة ضمن مؤسسات الدولة، وإلحاق الأجهزة الأمنية في المحافظة بوزارة الداخلية السورية، على أن يكون عناصر الشرطة المحلية من أبناء محافظة السويداء، وألا يشترط أن يكون المحافظ وقائد الشرطة اللذان سيعُيّنهما من أهالي السويداء، وقد أعلن محافظ السويداء في مايو 2025، أنه تم تفعيل أقسام الشرطة في مدينة السويداء بعدد ضباط بلغ نحو مئة وأكثر من ألفي عنصر من كوادر قديمة وجديدة، في أقسام المدينة والقسم الخارجي وقسم صلخد وقسم شهبا، مع تفعيل فرعي الأمن الجنائي والمرور. وترافق ذلك مع افتتاح اول مركز للتجنيد في محافظة السويداء، وتحديدًا في بلدة “المزرعة”، لتجنيد عناصر الأمن والجنود.

ب- قوات سوريا الديمقراطية:
ظلت العلاقات بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق يشوبها عدم الوضوح، خاصة في ظل اشتباك قوات قسد مع قوات الجيش الوطني -الموالية لتركيا- منذ إطلاق الأخير أوائل ديسمبر الماضي عملية “فجر الحرية” ضد نقاط التماس مع قوات قسد في شرق مدينة حلب، خاصة نقطتي “سد تشرين” و”جسر قره قوزاق”.
وقد ظل هذا هو الوضع القائم على مستوى مواقع سيطرة قسد غربي الفرات إلى أن توصلت قسد مع حكومة دمشق لسلسة من الاتفاقات خلال شهر أبريل الماضي فيما يتعلق بسد تشرين والأحياء الكردية داخل مدينة حلب -وهما حيي الشيخ مقصود والأشرفية- قضت هذه الاتفاقات بانسحاب القوات الكردية من هذه المناطق نحو مناطق التواجد الكردي شرق الفرات. هذه الاتفاقات شملت أيضًا القسم الغربي من مدينة دير الزور، التي دخلت إليها قوات الجيش السوري، ومن ثم أعلنت شعبة التجنيد التابعة لوزارة الدفاع بمحافظة دير الزور، عن انضمام نحو 1200 منتسب جديد إلى صفوفها، تمهيدًا لإرسالهم إلى دورات تدريبية.
لم تتطور هذه الاتفاقات حتى الآن إلى مستوى يرتبط باندماج قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل ضمن وزارة الدفاع السورية، حيث اقتصر التواصل بين الجانبين في هذا الصدد على اتفاق وُقع في مارس الماضي، يقضي -من حيث المبدأ- بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ضمن إدارة الدولة السورية، والعمل على وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية. وقد تضمن هذا الاتفاق العمل على تشكيل لجان متخصصة لبحث الوضع العسكري المرتبط بدمج قوات قسد في وزارة الدفاع السورية، لكن لم تُشكّل هذه اللجان حتى الآن.
ج- فصائل جيش سوريا الحرة: لا يزال موقف هذه الفصائل الممولة أمريكيًا غامضًا من مسألة انضمامها لوزارة الدفاع السورية، وإن كانت أقرب إلى التوافق مع الإدارة الجديدة.
ثالثًا: خطوات مرتبطة بالأجهزة الأمنية
فيما يتعلق بجهاز الاستخبارات السورية، عُيّن القيادي في هيئة تحرير الشام، أنس خطاب، مديرًا لجهاز الاستخبارات السورية، في ديسمبر الماضي. ويعد “خطّاب” من الشخصيات البارزة في “هيئة تحرير الشام”، ومن أقرب الشخصيات لأحمد الشرع، وكان نائبه الأوّل، والمسؤول عن الملف الأمني في الهيئة، وكان يتولى الإشراف على جهاز الأمن العام في حكومة الإنقاذ، وهو الجهاز الذي انتشر في معظم المحافظات التي سيطرت عليها الهيئة عقب سقوط النظام السوري. ثم اختير “خطاب” وزيرًا للداخلية وتولى الاستخبارات بدلًا منه حسن السلامة.
وفيما يتعلق بوزارة الداخلية السورية، كان الاعتماد في هيكليتها وتشكيلاتها أيضًا على هيكل وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ بإدلب، حيث عُيّن في ديسمبر 2024 علي كدة وزيرًا للداخلية، وهو حاصل على شهادة في الهندسة العسكرية، وأخرى في الهندسة الكهربائية، وتولى سابقًا موقع معاون وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ بإدلب، ثم منصب رئيس حكومة الإنقاذ. عقب هذا التعيين، شرعت الوزارة في تشكيل الأجهزة الأمنية المختلفة، اعتمادًا على جهود جهاز الأمن العام الذي كان يتولى الأمن الداخلي في محافظة إدلب ضمن أجهزة وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ. ثم مع تولي أنس خطاب منصب وزير الداخلية، تولى هو استكمال هذه الخطوات.
وقد أعلنت وزارة الداخلية السورية في الحكومة الانتقالية، في فبراير 2025، قرارًا يقضي بإبلاغ جميع العناصر التي انشقت أو خدمت سابقًا في الشرطة السورية، بضرورة مراجعة إدارة القوى البشرية في كل قيادة شرطة، من أجل عودتهم إلى العمل، وقد أُعلن هذا القرار بالتزامن مع تخريج دفعة من منتسبي كلية الشرطة في دمشق، تضم نحو 1000 عنصر، من الشرطة المدنية وشرطة المرور.
كما أعلنت الوزارة في العاشر من نفس الشهر عن فتح باب الانتساب للشرطة والأمن العام عبر الالتحاق بدورات الأفراد بكلية الشرطة، وشملت الدورات معظم المحافظات السورية تقريبا، وعلى رأسها دمشق وريفها وحمص وطرطوس وإدلب والسويداء ودير الزور، واشترطت الوزارة ألا يقل عمر المتقدم عن 20 عاما وألا يتجاوز 30 عامًا، وأن يكون حاصلًا على الشهادة الإعدادية أو ما يعادلها على الأقل، وأن يجتاز الدورات المقررة، وأن يكون غير محكوم بأي جناية أو جرم، وأن يتمتع بصحة جيدة وبنية سليمة ويكون لائقا بدنيا، وألا يقل طوله عن 168 سم.
وقد لوحظ إقبال كبير من سكان دمشق وريفها على الانتساب إلى أجهزة الشرطة الجنائية التي تدير المخافر في المدن والبلدات، خاصة في المدن التي شهدت تسويات ومصالحات خلال السنوات الماضية، مثل داريا والمعضمية والغوطة الشرقية والزبداني. وقد كان تجميع أفراد المخافر الشرطية منذ اليوم الأول لسقوط النظام السوري، أمرًا يسيرًا بالمقارنة بالعمليات المماثلة المرتبطة بوزارة الدفاع السورية، حيث جرت عمليات التسليح والإعداد والتجميع بجهود فردية أو ممولة من التشكيلات العسكرية السابقة للمدن، مثل جيش الإسلام ولواء شهداء الإسلام، ما سهل من عمليات ضبط الأمن في مناطق مثل ريف دمشق.
أما على مستوى جهاز الأمن القومي، فقد اعلن الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع، في الثاني عشر من مارس الماضي، عن تشكيله، وهو يضم، بجانب رئيس الجمهورية، وزراء الداخلية والخارجية والدفاع، إضافة إلى استشاريين اثنين يعينهما رئيس البلاد وفقًا للكفاءة والخبرة، وآخر تخصصي يتابع الشؤون التقنية والعلمية ذات الصلة بالأزمة التي يعقد المجلس لأجلها.
وفي شهر مايو 2025، أعلنت إدارة القوى البشرية في وزارة الداخلية عن فتح باب الانتساب للإدارة العامة لحرس الحدود، علمًا أنه سابقًا كان جهاز حرس الحدود أحد فروع القوات البرية في الجيش السوري، وكان يضم ما يقارب 6 أفواج، وبالتالي هذا قد يشير إلى تغير أساسي في هيكلية هذا الجهاز، وانتقاله من وزارة الدفاع إلى وزارة الداخلية.
المصادر:
1- محمد الشيخ, تشكيل جيش سوريا الجديد سيتم عبر مراحل. وللمنشقين دور بارز, المدن,19 يناير 2025, https://2u.pw/8boug
2- حركة ترقيات لعسكريين في سوريا.. الشرع يمنح وزير الدفاع رتبة لواء, الشرق, 29 ديسمبر 2024, https://2u.pw/wheQG
3- تحديات بناء الجيش الوطني السوري وتوحيده: قراءة في حلّ اللواء الثامن ببصرى الشام, مركز حرمون للدراسات المعاصرة, 28 أبريل 2025, https://2u.pw/Ke6qQ
4- ماهر الحمدان, دمج المهاجرين في الجيش السوري الجديد بين الضرورة والاعتراضات, لبنان الكبير, 2 يناير 2025, https://2u.pw/UjLG8
5- رضاب نهار, إجلاء المقاتلين الأجانب… اختبار دولي للشرع, اندبندنت عربية, 3 أبريل 2025, https://2u.pw/Gibhh
6- مصطفى هاشم, الجيش السوري الجديد في مواجهة “طموح” زعماء الفصائل, الحرة, 24 ديسمبر 2024، https://2u.pw/uEzuV
7- فايز الأسمر, تشكيل جيش سوريا الجديد.. العقبات والتحديات, تلفزيون سوريا, 28 يناير 2025, https://2u.pw/Cv78S
8- خريطة النفوذ والسيطرة في سوريا بعد سقوط الأسد, جسور للدراسات, 18 ديسمبر 2024, https://2u.pw/KicGA
9- عمار جلو, الضباط المنشقّون عن جيش الأسد… بين هواجس التهميش وتوقعات الدور الكبير مستقبلاً, رصيف 22, 25 أبريل 2025, https://2u.pw/8l4Gu
10- يمان زياد، السويداء بعد سقوط الأسد: قراءة في تحولات القوى العسكرية والمطالب السياسية, مركز حرمون للدراسات المعاصرة, 13 مارس 2025, https://2u.pw/GqrBL
11- سمير عبد الله ونوار شعبان، إعادة بناء الأمن في سورية: تحديات واستراتيجيات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وإصلاح القطاع الأمني, 11 أبريل 2025, https://2u.pw/hVGWZ
12- أحمد رياض جاموس, الضباط المنشقون.. بين التهميش وإعادة الهيكلة في جيش سوريا الجديد, نون بوست, 29 يناير 2025, https://2u.pw/OC9yE
13- مهيب الرفاعي, الفصائل العسكرية في جنوب سورية: التكوينات، الولاءات، والتحديات الأمنية, عرب 48, 7 مارس 2025, https://2u.pw/KdUys
14- عباس شريفة، خريطة الفصائل… عددها ومستقبلها، المجلة، 4 فبراير 2025، https://2u.pw/cINOic3f
باحث أول بالمرصد المصري