ليبيا

مرتزقة تركيا في ليبيا.. أداة “أنقرة” الجديدة لتهديد أوروبا

تستمر تركيا في إرسال المقاتلين المرتزقة من سوريا للانضمام في صفوف الميلشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي، إذ وصل عدد هؤلاء المرتزقة حسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي رصد فتح مكاتب لتجنيد هؤلاء المرتزقة في الشمال السوري، إلى نحو 2400 عنصر، مشيرًا إلى أن تركيا تستهدف وصول عددهم إلى 6000 عنصر.

القتال أم الهجرة؟

أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أن إدارة الاستخبارات العسكرية بالجيش تابعت خروج حوالي 41 عنصرًا من الميلشيات عبر البحر إلى أوروبا وتحديدًا إيطاليا، محذرًا من أن تكون هناك نوايا تركية لنقل عناصر إرهابية إلى دول أخرى عن طريق ليبيا، والزج بليبيا في جريمة دولية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قسمًا من المقاتلين المنضوين ضمن الفصائل الموالية لتركيا ممن توجهوا إلى ليبيا بدأوا رحلة الخروج من الأراضي الليبية باتجاه إيطاليا، موضحًا أن ما لا يقل عن 17 منهم وصلوا إلى إيطاليا بالفعل، ووفقًا لذويهم ومقربين منهم فإن الذين خرجوا، عمدوا منذ البداية إلى اتخاذ هذا الطريق جسرًا للعبور إلى إيطاليا، فما إن وصلوا إلى هناك حتى تخلوا عن سلاحهم وتوجهوا إلى إيطاليا، كما أن قسمًا منهم توجه إلى الجزائر على أن تكون هي بوابة العبور إلى أوروبا.

نتيجة بحث الصور عن قوارب الموت ليبيا

تأتي ليبيا في مرتبة متقدمة في تصنيف أكثر الدول التي تُعدُّ مصدرًا للهجرة غير الشرعية في العالم، بفعل السيولة الأمنية التي تعاني منها السواحل الليبية، والنشاط الكبير لشبكات تهريب البشر والإتجار بهم هناك. وتُعدُّ قارة أوروبا أكثر المتضررين من الهجرة غير الشرعية التي تخرج من ليبيا، وهي نقطة حيوية استغلها بعض المقاتلين المنضوين تحت الفصائل المسلحة في سوريا للتفكير في الانتقال للقتال في ليبيا؛ إذ يتوافر المقابل المادي الكبير الذي قُدر بنحو ألفي دولار شهريًا لكل مقاتل، إضافة إلى إمكانية استغلال الأراضي الليبية كمنصة للانطلاق منها نحو القارة الأوروبية، وهو الهدف الذي قد يكون الدافع الرئيس وراء انتقال بعض المقاتلين إلى الأراضي الليبية.

سلاح اللاجئين التركي مصوب في وجه أوروبا

دائمًا ما يلوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بورقة اللاجئين في تهديد الدول الأوروبية إذا لم يحصل على ما يريد، وذلك ما حدث على سبيل المثال في رد أردوغان على أوروبا بعد انتقادها للتوغل التركي في الشمال السوري تحت اسم “نبع السلام” في شهر أكتوبر من العام الماضي، إذ قال الرئيس التركي “أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3,6 مليون مهاجر، بعون الله سنواصل طريقنا لكننا سنفتح الأبواب” أمام المهاجرين”.

صورة ذات صلة

وبعدما لم تُجدِ ورقة اللاجئين السوريين نفعًا مع القادة الأوروبيين، أصبح الخيار الثاني الذي يمكن أن يستخدمه الرئيس التركي بالتوازي، هو التلويح بورقة المهاجرين من ليبيا الذين تئن دول أوروبا منهم بالفعل، ويمكن أن يعمل المرتزقة الذين ترسلهم تركيا على فتح المجال أمام زيادة قوارب الموت إلى دول أوروبا، وخاصة إيطاليا، بشكل أكبر.

أوروبا باتت أكثر عرضة للإرهاب

إضافة إلى تدفق اللاجئين عبر السواحل الليبية إلى جنوب أوروبا، قد يؤدي إرسال تركيا للمقاتلين المرتزقة إلى ليبيا، إلى أن تصبح ليبيا أرضًا خصبة للتنظيمات الإرهابية، ولا سيّما فلول تنظيمي داعش والقاعدة والجماعات المسلّحة المقاتلة في شمال سوريا، سواءً في شرق الفرات، أو في الشمال الغربي، وخاصة العناصر التي بدأت في الفرار من إدلب، كما أن هؤلاء المرتزقة بات بإمكانهم بشكل يسير أن يصلوا إلى أوروبا؛ لتنفيذ عمليات إرهابية.

نتيجة بحث الصور عن اردوغان يهدد اوروبا باللاجئين

وتهديد الرئيس التركي أردوغان في هذا الإطار جاء واضحًا في مقاله الأخير بصحيفة بوليتيكو الأمريكية قبل انطلاق مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، إذ قال “ستواجه أوروبا مجموعة جديدة من المشاكل والتهديدات، إذا سقطت الحكومة الليبية الشرعية، ستجد منظمات إرهابية على غرار تنظيم داعش والقاعدة، اللذين منيا بهزائم عسكرية في سوريا والعراق، أرضا خصبة للوقوف مجددا على أقدامهما”.

وهو خطر يدركه الزعماء الأوروبيون، إذ طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته في مؤتمر برلين بالكف عن إرسال مقاتلين سوريين إلى طرابلس، قائلًا “من يعتقدون أنهم يحققون مكاسب من ذلك لا يدركون المجازفات التي يعرضون أنفسهم ونحن جميعاً لها”. كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء له مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، “إن الوضع في ليبيا يؤثر على الاستقرار في المنطقة وينعكس بالسلب على أوروبا”.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

محمد عبد الرازق

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى