
ألقى الرئيس أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا خلال مشاركته في قمة دول جوار السودان كان نصها كالتالي:
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية،
أهنئك بتنظيم هذه القمة لجوار السودان، وكما طرحنا في أكثر من مناسبة لتصورنا ودعمنا لهذه المبادة، تعبر هذه القمة أن تكون فرصة سانحة للسودانيين والشعب السوداني بمؤازرة جيرانه; لإيجاد مخرج من هذا المستنفع الواقع فيه السودان دون مبرر.
ونرى في هذه المبادرة مبادئ أساسية تعتمد على احترام سيادة السودان واستقلاله، ووجود مناخ ملائم للشعب السوداني حتى ينتقل إلى بر الأمان، وهو ما يحتاج إلى خطة وجهد ومؤازرة، وهذه المبادرة ستهدف في نهاية المطاف إلى تأمين المناخ الملائم للشعب السوداني الذي يمتلك الكلمة الأخيرة لتجاوز هذه المحنة.
ومن هنا أؤكد على أن تدخل دول الجوار تساعد الشعب السوداني على حل مشاكله دون تدخل خارجي أو محلي، أو وجود أطراف داخلية تتعامل مع الخارج لتعقيد الأمور، وهذه القمة ستكون فرصة بداية لعمل جماعي لتأمين المناخ في السودان، حتى تنعم كل دول الجوار بالاستقرار والتعاون مع السودانيين. وأكرر إن تأمين هذا المناخ يعني منع أي تدخلات خارجية تحت أي مسمى، حتى ولو مسمى إنساني، وحتى التدخلات العسكرية لتأجيج الحرب ، حتى نضع حد لكل هذه الأمور.
وهذه المبادرة أراها مبادرة طيبة، لكنها بداية لمسيرة طويلة جدًا، لأن الانتقال من الحالة التي يعيش فيها الشعب السوداني إلى بر الأمان، ستأخذ وقتًا ومجهودًا وإمكانيات . ويجب أن تكون هناك آليات واضحة ذات مراجع عملية، ومن ثم جمع موارد تطمح لهذه المبادرة من دول الجوار; حتى يتمكن الشعب السوداني من الاستفادة من الامكانيات المتوفرة، وأكرر، دون تدخلات خارجية، لأن دول جوار السودان تمتلك الإمكانيات والقدرة لفسح المجال والمساهمة في تأمين الاستقلال.
ويجب ألا يكون التركيز على الحالة الموجود بها السودان الآن، والتي لا مبرر لها في اعتقاد الكثيرين، والمطلوب الآن، هو إعطاء فرصة لهذا الشعب الذي أطاح بنظام بائد دمر السودان سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وأمنيًا، أن ينتقل إلى حالة تساعد على تأمين الاستقرار في السودان، ومن ثم التأثير على الدول المجاورة.
ومن هذا المنطلق، أقول أن هذه المبادرة مبادرة طيبة، وجب أن يكون لها نَفَس طويل، ويجب أن يكون بها رؤى واضحة، وآليات واضحة وفعالة وعملية، وأشدد على أن الاستعداد لدول الجوار على مدار التاريخ الطويل للمنطقة هو فريد من نوعه، وهذا ما سيكون نموذج لحلول أخرى في المنطقة سواء كانت لمشاكل في القرن الإفريقي أو البحر الأحمر أو غرب القارة أو شمالها، وأن هذه المناطق ستعتمد كثيرًا على من ينتج من هذه المبادرة لتأمين المناخ للشعب السوداني.
ومرة أخرى، أشكر سيادة الرئيس، وأشكر كل المجهودات التي بُذلت في هذا المجال، وأؤكد أن الالتزام هو التزام ضبيعي، وهذه المنصة طبيعية، ويجب أن تستمر وتنجح في نهاية المطاف، وأنا متأكد من أن النجاح سيكون حليف هذه المبادرة، وشكرًا”.