مصر

الجمهورية الجديدة: العمران كبنية سياسية ومجتمعية لإنعاش التطوير والتنمية بالصعيد

ثمة رؤية في ذهنية “الجمهورية الجديدة” نحو تنمية الصعيد ومنحه دفعات متتالية من طاقات التنمية، بحيث تكون لهذه الطاقات أبعاد وآليات محددة تستطيع أن تتلمسها في تواتر حديث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يخص أهمية تنمية الصعيد ودمجه في سياق خطة مصر 2030، ثم تتبعها من خلال تعدد زياراته لمحافظات الصعيد، فضلًا عن ترقب أثرها بشكل مباشر عبر المشروعات النوعية التي تنفذ في تلك المحافظات، وهو الأمر الذي يبدو للمتابعين مسار استراتيجي في إطار مستقبلي.

يتسق ذلك مع خطوات جادة تهدف لإحداث نقلة نوعية في الأوضاع المعيشية بمحافظات الصعيد، وكذا توفير فرص لهم ضمن استراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. إذ تكشف جل إجراءات الدولة، نحو وضع الصعيد على قمة الأولويات من خلال إدراجه في الخطط التنموية عبر المشروع القومي لتنمية الصعيد للارتقاء بمستوى جودة الحياة فيه، ولتحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة وتوفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

تأسيسًا على ذلك زار الرئيس عبد الفتاح السيسي محافظة المنيا أمس الخميس، وحرص على تفقد مشروعات المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، وما تم إنجازه من تنمية وتطوير في المحافظة وقراها المختلفة، وكذلك مدينة المنيا الجديدة في إطار جهود الدولة لتوفير حياة كريمة للمواطنين في صعيد مصر.

من الصعوبة بمكان نزع جهود الدولة في مشروعات محافظة المنيا من سياق حراك التنمية الذي يجري في كافة محافظات الصعيد خلال السنوات الأخيرة، لا سيما أن ذلك سبقه دراسات مسحية كشفت الغطاء عن تراكم ماضٍ ثقيل ألقى عبوسه على وجه الحياة في الصعيد، وهو الأمر الذي واجهته الدولة بقرارها الاستراتيجي بإنشاء هيئة تنمية الصعيد، التي هدفت إلى تفعيل عدد من المشروعات وتنفيذها على أرض الصعيد، حيث قامت رئاسة الهيئة بعمل عدد من الجولات الميدانية لمحافظات الصعيد، ومعرفة ما تتمتع به كل محافظة من مميزات تنافسية وما تملكه من موارد طبيعية وإمكانات بشرية، بغية الوصول إلى هدف تحسين الواقع المعيشي لنحو أربعين مليون مواطن.

كذلك لا يمكن فصل جهود الدولة خلال السنوات الماضية وزيارة السيد الرئيس سابقًا لمحافظة سوهاج والزيارة الحالية إلى محافظة المنيا، عن السجل المفتوح لمشروعات التنمية بعيدًا عن سياق إنشاء الهيئة وأهدافها التي ترتبط برؤية القيادة السياسية من اهتمام كبير لصعيد مصر، وضرورة حيز حضورها داخل اقتصاد يتصف بقدرات تنافسية، ويتميز بالقدرة على التنوع ويستند على مهارات الابتكار، ويمتلك القدرة على المشاركة المجتمعية عبر توظيف  الإنسان أداة التنمية وهدفها، وكذا المكان كنقطة جغرافية اقتصادية، تعمل من أجل بلوغ درجة متقدمة في سلم التنمية المستدامة وتحقق المرجو منها نحو جودة حياة أهل الصعيد.

إن مشروعات المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” في الصعيد، تمثل جناح فاعل في خطة الدولة لتعجيل بلوغ أهدافها في إطار تحسين شكل الحياة في القرية المصرية وتحديث مرافقها بشكل كامل، وهو الأمر الذي يترك أثره الواضح على المواطن المصري، بعد معاناة استمرت لعقود من التهميش والسقوط من برامج التنمية، مما أدى إلى الهجرة نحو القاهرة ومدن الوجه البحري. ولذلك جاءت المبادرة الرئاسية، للتماهي مع خطة التنمية الشاملة لكافة محافظات الصعيد، وتوظيف كافة إمكاناتها ومقوماتها البشرية لصالح الرؤية الاستراتيجية للجمهورية الجديدة.

يتناغم ذلك ويتسق منطقه حين تفحص مشروعات حياة كريمة في المنيا، إذ شملت تلك المشروعات الخدمية والتنموية الاستراتيجية في قرية معصرة ملوي بجنوب محافظة المنيا: 

1- الوحدة الصحية بالمعصرة «تطوير شامل»، وحدة للإسعاف «إنشاء جديد»، وذلك في إطار الارتقاء بالمنظومة الصحية بالقرية وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين.

2- توسعة ثلاث مدارس وهي (مدرسة عزبة جاد الله الابتدائية بسعة ثلاثة عشر فصلًا، ومدرسة الشهيد مدحت صالح الابتدائية بعدد خمسة عشر فصلًا، مدرسة وحدة معصرة ملوي بعدد اثني عشر فصلًا)، بالإضافة إلى تطوير ورفع كفاءة أربع مدارس أخرى (مدرسة معصرة ملوي الإعدادية المشتركة (ث. ع)، ومدرسة عزبة جاد الله الابتدائية ومدرسة المعصرة الابتدائية، مدرسة معصرة ملوي الثانوية).

3- الصرف الصحي والوصلات المنزلية الخاصة به في القرية، وإحلال وتجديد محطة مياه الشرب، وإحلال وتجديد ومد وتدعيم شبكات مياه الشرب والوصلات المنزلية لمياه الشرب.

4- مركز تنمية الأسرة ورفع كفاءة وتطوير وحدة اجتماعية في القرية.

5- مد وتحسين أداء شبكة الكهرباء، وكذلك تم توفير خدمة الغاز الطبيعي للتيسير على الأهالي والمواطنين من أبناء القرية.

إن نجاح الدولة المصرية، عبر السنوات الماضية في العمل على صياغة مقاربة تنموية شاملة داخل حيز الجغرافيا الاقتصادية لـ”صعيد مصر”، شمل جملة أهداف تندرج من الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، بغية الاقتراب من درجات ملموسة لوضع أكثر تطورًا واستقرارًا. إذ تم رصد مليارات الجنيهات لتغيير واقع الصعيد وأهله، وذلك من خلال إقامة مشروعات قومية وتعزيز البنية التحتية، بغرض المساهمة في خلق بيئة مناسبة لتحسين حياة المواطنين.

بالإضافة إلى بناء المجتمعات العمرانية الجديدة وشبكة الطرق الكبرى، من خلال محاور قـوص بمحافظة قنا بطول 19 كم، بحيث يربط الطريق الصحراوي الشرقي بالطريق الزراعي شمال مدينة سمالوط، والطريق الصحراوي غربًا عبر نهر النيل، ومحور المستشار عدلي منصور بمحافظة بني سويف بطول 7 كم. هذا التجسير المهم الذي يربط بين البر الشرقي للنيل ومحور سمالوط بمحافظة المنيا النيل بطول 24 كم، جاء من أجل استراتيجية الدولة في ربط كافة اتجاهات الإقليم، مما يعزز من جهود الدولة لتعظيم مواردها وخطط التنمية بالتكامل مع المشروعات العملاقة. 

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى