
تناول وسائل الإعلام الدولية لليوم الثاني عشر من مؤتمر كوب 27
في سياق انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، تصبح متابعة تناول الدول والحكومات والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بتغير المناخ ووسائل الإعلام العالمية والعربية، أمرًا مهمًا. ولذا، نضع بين أيديكم وقوفًا على أبرز ما تم تناوله عن قمة كوب 27 اليوم الخميس 17 نوفمبر 2022، والذي نستعرضه فيما يلي:
نشر موقع ” arabnews“ تقريرًا تحت عنوان: “لماذا تعتبر استضافة مصر لمؤتمر COP27 مناسبة بشكل خاص”. أوضح التقرير أن استضافة مصر لمؤتمر COP27 بشأن تغير المناخ أبرزت مكانة البلاد كدولة رائدة بين الدول النامية، التي تسعى للحصول على تعويضات عن معاناتها من أكثر الآثار الضارة لتغير المناخ على الرغم من كونها الأقل مسؤولية عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما سلط التقرير الضوء على التداعيات السلبية لتغير المناخ في مصر، حيث تعتبر دلتا النيل وجبهة البحر الأبيض المتوسط الساحلية عرضة للتغيرات الساحلية بسبب التآكل والتراكم المرتبط بتغير المناخ، والهبوط، وارتفاع مستوى سطح البحر.
وأوضّح موقع The Conversation الأمريكي كواليس التوصل لاتفاق لمراقبة أفضل للمحيطات للحد من أزمة المُناخ ب COP27. وترجع أهمية هذا الاتفاق نظرًا لأن المحيط العالمي على كمية من الكربون يحتوي تزيد بمقدار 50 مرة عن الغلاف الجوي ويمتص كمية من الكربون أكثر من جميع الغابات المطيرة على الأرض. حتى الآن، امتص المحيط 40 %من انبعاثات الوقود الأحفوري.
ونشر موقع “sustainabilitymag” تقريرًا تحت عنوان ” COP27: مصر توقع صفقات بقيمة 83 مليون دولار خلال مؤتمر المناخ”، فقد أشار التقرير الى أن مصر شهدت زيادة الاستثمار من خلال الشراكات بشكل يتجاوز ما كان متوقعًا، فقد أعلنت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الخاصة بها عن تسع اتفاقيات تم توقيعها في حدث الأمم المتحدة والتي ستصل بشكل تراكمي إلى 83 مليون دولار.
حول رسم الطريق لتجاوز الوقود الأحفوري؛ نشرت دوتش فيله تقريرًا أشار إلى قول وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمس (الأربعاء 16 نوفمبر) في بيان قبل مغادرتها برلين متوجهة إلى مؤتمر المناخ في شرم الشيخ إن ألمانيا تبذل قصارى جهدها من أجل العمل على التخلي عن الوقود الأحفوري. وذكرت بيربوك أن مؤتمر المناخ هو المنتدى العالمي الوحيد الذي يتفق بشكل مشترك على حلول لأزمة المناخ، وقالت “يتعلق الأمر بحرية الأجيال القادمة، لأنهم هم الذين سيشعرون بعواقب تقاعسنا إذا لم نتحرك الآن”. وأشارت بيربوك إلى أنه لم يسبق أن واجه مؤتمر المناخ العالمي مثل هذه الأجواء الجيوسياسية الصعبة، وقالت “قدوم 197 دولة إلى طاولة المفاوضات يعطي أملا، لكنه يُظهر أيضا مدى إلحاح الوضع”، مضيفة أن أزمة المناخ بالنسبة للعديد من الناس ليست المستقبل بل الواقع، مؤكدة أن الأمر لذلك يستحق النضال من أجل كل عُشر درجة (واحد على عشرة) درجة أقل من الاحتباس الحراري.
وحول مؤشر تغير المناخ؛ نشرت دوتش فيله تقريرًا أشار إلى أنه بينما يناقش مؤتمر المناخ العالمي كوب 27 المنعقد في شرم الشيخ بمصر، في المقام الأول آليات حماية المناخ في المستقبل، يلقي مؤشر أداء التغير المناخي (CCPI) نظرة على الوضع الحالي في بعض الدول. وقد صدر مؤشر أداء تغير المناخ الجديد لترتيب البلدان في مجال حماية المناخ لعام 2022، حيث احتفظت الدنمارك والسويد بالصدارة عالميًا والمغرب الأولى عربيًا.
ربط موقع National Observer في مقال بين قمة العشرين وقمة المُناخ، معتبرًا أن البيان الختامي الذي أكد على التزام أعضائه بالحفاظ على على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية وتعزيز أهداف خفض الانبعاثات لعام 2030 سيلقي بتأثيره على قمة المناخ، حيث سيسهل الوصول لأرضية مشتركة وبيان ختامي أكثر فاعلية. ويرجع ذلك لأن مجموعة العشرين تمثل حوالي 75 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، فهي كتلة البلدان الأكثر تلويثًا في العالم، وأغنى البلدان في العالم.
فيما أشارت وكالة “Bloomberg” في تقرير بعنوان “COP27 قمة التنفيذ، بعد خروج المسودة من تعهد الوقود الأحفوري”، إلى وجود حالة من رفض الاقتراح الخاص بتنفيذ خطة أكثر شمولًا للتخفيض التدريجي للوقود الأحفوري، مما يحد من جهود الهند والدول المتقدمة الرئيسة لاستهداف النفط والغاز وكذلك الفحم في اتفاق شامل خلال قمة المناخ COP27؛ حيث نشرت الرئاسة المصرية المسودة الأولى لما يسمى بـ “قرار التغطية” وحافظت إلى حد كبير على تعهد العام الماضي في جلاسكو بـ “تسريع الإجراءات نحو التخلص التدريجي من طاقة الفحم بلا هوادة” والتخلص التدريجي من دعم الوقود الأحفوري.
لكن المسودة لا تزال تخضع للمراجعات خلال بقية الأسبوع، ستكون بمثابة خيبة أمل للدول التي تريد التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، وليس الفحم فقط وقد انتقدت المسودة الأولية من قبل الدول النامية التي تسعى إلى مزيد من الطموح، مما أدى إلى مواجهة في COP27، ويتوقع العديد من المندوبين أن تنتهي المحادثات المقرر أن تنتهي يوم الجمعة حتى نهاية الأسبوع حيث تحاول الدول تضييق الخلافات حول مجموعة من القضايا. وهو ما أكد عليه رئيس مؤتمر الأطراف، سامح شكري، أن هذه النسخة لم تكن النهائية.
وقد حثت الوثيقة الدول على دعوة بنوك التنمية متعددة الأطراف لبذل المزيد من الجهد لتوسيع نطاق تمويل المناخ. وقالت الوثيقة إنه يتعين عليهم زيادة حجم الأموال المقدمة ثلاث مرات بحلول عام 2025 “دون تفاقم أعباء الديون” على الميزانيات الوطنية، ويتماشى ذلك مع الدعوات المتزايدة من الدول الأعضاء في بنك التنمية الآسيوي، بما في ذلك الولايات المتحدة، لإصلاح ما يسمى بمؤسسات بريتون وودز لمواجهة التهديدات الناشئة مثل الاحتباس الحراري.
ويرى موقع cna أن الانقسام المستمر بين الدول المتقدمة ونظيراتها النامية يعد أكبر عقبة أمام إحراز تقدم ملموس في مفاوضات تغير المناخ، وفقًا لوزيرة الاستدامة والبيئة السنغافورية غريس فو. مضيفة إنه على الرغم من الانفصال، هناك إشارات إيجابية على أن COP27 يمكن أن يحقق نتائج أفضل فيما يتعلق بالطموح والتنفيذ. وقالت السيدة فو: “سيكون قلق البلدان المتقدمة هو ما إذا كان من خلال وضعها على جدول الأعمال، الاعتراف بمسؤوليتها وإلزامها بالتزامات مالية أكبر”. وأضافت: “يتعين على الدول النامية أن تطلب تأكيدًا على أن ما التزمت به لمساعدتها على التخفيف والتكيف سيتم تسليمه. وأعتقد أنها بحاجة إلى توضيح بشأن ذلك”. “لذا، فإن التمويل المتعلق بالتكيف، والمتعلق بالخسائر والأضرار، ستكون القضايا التي ستظل قائمة حتى اللحظة الأخيرة، كما أظن”. واوضحت إن سنغافورة لا يمكن أن تلتزم بتقديم تمويل لصندوق الخسائر والأضرار، لكنها ستتطلع إلى الاستفادة من مواردها بأكثر الطرق فعالية، مع التأكيد على أن الدولة قدمت حلولًا للمؤتمر، مثل الأمن المائي والغذائي.
كما تطرقت وكالة “Reuters” بتقرير بعنوان “فرنسا وإسبانيا أحدث الدول تعهدًا بوقف مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين”، إلى انضمام فرنسا وإسبانيا إلى تعهد بوقف مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035، أي قبل خمس سنوات مما كان مخططا له سابقا، وذلك في إطار جهود لتسريع الانتقال إلى مستوى منخفض. خلال قمة المناخ COP27، تعهد مجموعة من الموقعين الجدد على إعلان المركبات ذات الانبعاثات الصفرية (ZEVD)، والتي كانت بدايتها في قمة جلاسكو، وتعهد الموقعون بالتحول إلى مبيعات 100٪ من السيارات عديمة الانبعاثات بحلول عام 2035 في الأسواق الرائدة وبحلول عام 2040 في جميع أنحاء العالم.
من ناحية أخرى، وجه وزير خارجية بنجلاديش الشكر رئاسة المصرية للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لإدراجها “الخسائر والأضرار” كجزء من أجندة المؤتمر، فقد أشار موقع “TBSnews” إلى اجتماعه مع وزير الخارجية المصري “سامح شكري”بشرم الشيخ، والذي أعرب خلاله عن أمله في أن يتمكن المؤتمر من التوصل إلى نتيجة ملموسة بشأن تمويل الخسائر والأضرار، بينما أعرب شكري عن اهتمامه بزيارة بنجلاديش في المستقبل القريب، من أجل تعزيز العلاقات البرلمانية بين الجانبين. كما التقى وزير الخارجية البنجلاديشي مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المعني بتغير المناخ جون كيري لمناقشة النتائج المحتملة بشأن الخسائر والأضرار، معربًا عن تقديره للدعم الأمريكي للزراعة المقاومة للمناخ وشبكة الطاقة المتجددة، وقد شكر المبعوث الأمريكي الخاص بنجلاديش على انضمامها إلى التعهد العالمي بشأن الميثان وأشار إلى بعض نوافذ التمويل المتاحة لاتخاذ إجراءات بشأن الحد من غاز الميثان.
نشر موقع ” bbc” تقريرًا تحت عنوان “COP27: عودة البرازيل إلى المسرح العالمي “، بعد أسبوعين فقط من فوزه في الانتخابات، ظهر الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لأول مرة على المسرح الدولي في قمة المناخ للأمم المتحدة COP27 في مصر، حيث التقى بقادة من بينهم من الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي في مؤتمر المناخ. وقد صرح بأن التغير المناخي سيكون له الأولوية القصوى بالنسبة لحكومته.
أشارت وكالة “REUTERS” إلى أكثر اللحظات الملفتة للنظر في كوب 27 حتى الآن، وكيف يثبت الأطفال حضورهم في المؤتمر، فالأمر بدأ من استجواب استجواب الناشطة المناخية الهندية “ليكيبريا كانوجام”، البالغة من العمر 11 عامًا لوزير المناخ البريطاني “زاك جولدسميث” بشأن مصير نشطاء المناخ المحتجزين في بلاده، مؤكدة أن النواب بحاجة إلى المحاسبة على قراراتهم السياسية، وقد تكون هذه الطفلة صغيرة، لكن صوتها هي وأطفال كثر كان أعلى من الأصوات الأخرى في حركة العمل المناخي.
وعن هذه الطفلة، ذكرت رويترز أنها ولدت عام 2011، أي بعد عامين من اتفاق الدول الغنية لأول مرة على خطط لتوجيه ما يصل إلى 100 مليار دولار سنويًا إلى الدول الفقيرة بحلول عام 2020. وقد تراجع هذا الهدف، مثل العديد من الأهداف الأخرى، خلال حياتها ولن يتحقق حتى العام المقبل. واليوم، هذه الطفلة هي مؤسسة لحركة الأطفال التي تناضل من أجل العدالة المناخية. وتأتي مشاركتها في أعقاب الناشطة الشابة البارزة جريتا ثونبرج، البالغة من العمر الآن 19 عامًا.
وعن مشاركة الأطفال، أشار التقرير إلى الطفل المصري القادم من المنيا “مصطفى”، والبالغ من العمر 12 عامًا، لمشاركة تجربته التي يهدف من خلالها إلى إنقاذ الأطفال أمثاله من أمطار الشتاء التي تدمر القرى بصعيد مصر، والتي بسببها تتحول الشوارع إلى أنهار موحلة وينقطع التيار الكهربائي بالكامل في المدينة، مؤكدًا أنه في كثير من الأحيان يكافح من أجل الوصول إلى المدرسة.
ونشرت صحيفة African News أن العشرات من النشطاء البيئيين قاموا بتنظيم مظاهرات داخل مكان استضافة محادثات الأمم المتحدة للمناخ في مصر، وقال أحد الأطباء الذين شاركوا في الاحتجاج إن استخدام الوقود الأحفوري مرتبط بالعديد من الأمراض بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، قائلًا: “لقد رأينا حكومات وشاهدنا صناع قرار مختلفين في هذه القاعات على مدار الأسبوع الماضي وخلال الأيام المقبلة، ولا نعتقد أن الناس يفهمون نوع حالة الطوارئ هذه”، مضيفًا: “مطلبنا الرئيس هو معالجة أزمة المناخ كأزمة صحية، والقضاء على جميع أنواع الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم”. وفي احتجاج آخر، تعهدت بمواصلة الضغط على الاقتصادات الأكثر تقدمًا، معتبرة هدف 1.5 درجة مئوية هو الحد الأدنى.