الانتخابات الأمريكية

“واشنطن بوست”: الانتخابات الأمريكية كشفت أن “الترامبية” جاءت لتبقى

عرض – ماري ماهر

نشرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، مقالًا للكاتب إيشان ثارور، أكد فيه أن نتائج الانتخابات الأمريكية تشير إلى أن “الترامبية” لم تُهزم حتى لو أسفرت النتائج عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، والدليل على ذلك أن عدد الأمريكيين الذين صوتوا لترامب هذا العام فاق العدد الذي صوت له في انتخابات 2016، كما تحطمت آمال الديمقراطيين في توسيع قبضتهم على مجلس النواب وقلب مجلس الشيوخ لصالحهم.
وهكذا كشفت الانتخابات الأمريكية زيف الاعتقاد بأن فترة ترامب كانت مجرد استثناء أو “فترة سريالية في تاريخ الولايات المتحدة”، على حد تعبير رون تشيرنو، المؤرخ الرئاسي الشهير، حيث كان دائمًا ما يتم تصوير سياسة ترامب تجاه المواطنين الأصليين في الداخل وسياسة الحمائية في الخارج على أنها غير أمريكية، وكان ينظر إلى خطاباته الحادة على إنها انحرافات، وأن إدارته الضعيفة لجائحة كورونا بمثابة خيانة لإرث قيادة قوية للبيض الأبيض في الأزمات. لكن على ما يبدو أن كل هذا ليس حقيقيًا، وأن حوالي نصف الأمريكيين لا يرون أن بايدن يمثل عودة للأعراف الأمريكية.
أظهرت الانتخابات حالة من الاستقطاب في المجتمع الأمريكي. وخرج ترامب ليعلن “النصر” قبل الأوان، في وقت كان من الواضح تمامًا أنه لا يزال يتعين عد ملايين الأصوات، وبعد ذلك، زعم هو وحلفاؤه أن خصومهم يسرقون التصويت لأن السلطات الانتخابية في ولايات مختلفة بدأت في عد كل بطاقة اقتراع. وهو ما علق عليه دان بالز من صحيفة واشنطن بوست بقوله: “أظهر ترامب مرة أخرى أنه لا يهتم بالدستور أو باستقرار ورفاهية البلاد أو أي شيء من هذا القبيل. إنه لا يهتم إلا بنفسه وبالاحتفاظ بالسلطات التي يمتلكها الآن. ولذا فهو يصرخ احتيال رغم عدم وجود دليل على الإطلاق على أي شيء من هذا القبيل “.
كما أعرب مسؤولون أوروبيون كبار عن أسفهم لاضطراب الانتخابات الأمريكية وحذروا من وضع “متفجر” محتمل، وأصدر مراقبو الانتخابات من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بيانًا ذكّر السلطات الأمريكية بـ “الالتزام” بفرز جميع الأصوات.
لكن الحقيقة التي لا مفر منها، والتي كشفت عنها تلك الانتخابات أن “الترامبية” تظل تيارًا قويًا في السياسة الأمريكية وقد تحدد السياسة اليمنية بالكامل في الولايات المتحدة لسنوات قادمة. كمثل الحال بالنسبة لإرث الارجنتين من القومية الشعبية، حيث غرد دان سلاتر، مدير مركز وايزر للديمقراطيات الناشئة في جامعة ميشيغان، قائلًا: “ربما تصبح الترامبية النسخة الأمريكية من البيرونية”.
وقال شين تشيانغ، نائب مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة فودان في شنغهاي، لصحيفة جلوبال تايمز الحكومية الصينية إن “المناخ الذي خرج منه مرشح رئاسي مثل ترامب لا يزال موجود في الولايات المتحدة، وبعد أربع سنوات، يمكن أن يكون للجمهوريين مرشح آخر شبيه بترامب، وحتى الديموقراطيين يمكن أن يكون لهم ترامب.
بالنسبة للمتابعين في الخارج، فإن هذا دليل على التراجع، بالنسبة لدولة عرفت عقود من الانتقال السلمي للسلطة والحكومة المستقرة، كما ساعدت في نشر تلك المعايير في أماكن أخرى من العالم، وهي الآن تواجه أزمة محتملة. وقد كتب المشرع الروسي فياتشيسلاف نيكونوف، الذي رحب بفوز ترامب في 2016، على فيسبوك: “نتيجة الانتخابات هي أسوأ نتيجة لأمريكا. أيًا كان من يربح المعارك القانونية فلن يعتبره نصف الأمريكيين الرئيس الشرعي. دعونا نخزن كميات كبيرة من الفشار”.

+ posts

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

ماري ماهر

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى