الانتخابات الأمريكية

“ريا نوفوستي” الروسية: “ترامب أم بايدن.. لماذا تُشكل الانتخابات الأمريكية هذه المرة فارقًا؟”

عرض – داليا يسري

تحت عنوان “ترامب أم بايدن.. لماذا تُشكل الانتخابات الأمريكية هذه المرة فارقًا؟!”، نشرت وكالة “ريا نوفوستي“، تقريرًا حول متابعة العملية الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت الوكالة أن المرشحين على مقعد الرئاسة الأمريكية سافروا عبر الولايات التي تشهد تذبذبا، وأطلقوا تهديدات حول المستقبل المظلم المنتظر في حالة خسارة كليهما للانتخابات. كما وعد كلاهما بأنه سيهزم فيروس كورونا، الذي أودى بحياة 200 ألف مواطن أمريكي. في نفس الوقت، الذي يتزامن فيه حالة من التشكك المُسبق لدى مؤيدي المرشحين “ترامب” و”بايدن”، في النتائج الرسمية للتصويت.

وحول لغة الخطابة التي يستخدمها المرشح الرئاسي والرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، “دونالد ترامب”، ذُكر في التقرير على لسان ترامب، أنه قال لناخبيه، “هذه انتخابات بين اختيار كساد بايدن وأكبر طفرة اقتصادية حدثت في تاريخ بلادنا”. وأشار إلى أن بايدن يُخطط لحبس الأمريكيين في منازلهم، وهو الأمر الذي علقت عليه الوكالة بأن قالت إن ترامب بهذه الطريقة أخاف الأمريكيين.

أما بالنسبة لـ “بايدن”، فقد تحدث عن نفسه بشكل مختلف. إذ تشير الوكالة أنه قد طور الاستراتيجية الخاصة به على مدار أشهر، ولكنه في نفس الوقت، لم يخرج عن إطار نفس التوصيات العامة لمكافحة تفشي وباء كورونا. حيث أوصى بضرورة ارتداء الأقنعة، وإجراء اختبارات دورية، وتتبع العدوى، فضلاً عن أنه أطلق وعودًا بضرورة التوزيع العادل والمجاني للخدمات الطبية واللقاحات. كما علق بايدن على الطريقة التي أدار بها ترامب الوضع الوبائي أثناء تفشي كورونا، ووصفه بأنه “عملية إجرامية”.

وقالت الوكالة الروسية إنه حتى قبل إجراء عملية التصويت بشكل مباشر، خاض المرشحون معركة شرسة لجذب الناخبين. فقد أمضى ترامب وبايدن عطلة نهاية الأسبوع الماضية في السفر، وقضى ترامب أربعة أشهر يتنقل فيما بين ولاية “ميتشجان”، و”أيوا”، و”نورث كارولينا”، و”جورجيا”، و”فلوريدا”. كما قضى كثيرا من الأوقات في محطات مختلفة في ولاية بنسلفانيا.

ووفقًا للتقرير، فإن نتيجة الانتخابات تعتمد بشدة على هذه الأماكن، ويذكر أن الرئيس الحالي فاز في الانتخابات السابقة بفعل جهوده عبر هذه الولايات تحديدًا.

وعلى الصعيد آخر، أولى بايدن وباراك أوباما ولاية “ميتشجان” اهتماما كبيرًا. فقد قاد المُرشح حملته الانتخابية بأسلوب القيادة، وأخذ في التحدث إلى مؤيديه الجالسين في سياراتهم، وكان يوجد منهم حوالي ثلاثمائة منهم في ولاية “أيوا”. بحيث بدا الأمر وكأنه يقف في منتصف ساحة انتظار سيارات كبرى، وكانت السيارات مُغطاة بالشعارات ورموز الحزب.

وفي غضون ذلك، يبدو أن أحد السائقين قد أخطأ في كتابة إحدى اللافتات، وبدلاً من أن يكتب على اللافتة لفظة “لا للأكاذيب”، كتب “لا للحماقة”.

واستهزئ ترامب بذلك الأمر، لكن مع ذلك، يبدو أن الحس الفكاهي لدى الرئيس الحالي لم يساعده كثيرًا، إذ أن النكات التي يطلقها الرئيس لم تحول دون عدم حسم الموقف عبر ست مناطق مختلفة، حيث يقود بايدن هناك السباق بهامش ضئيل. ولا يتمتع القائد الحالي بمميزات كبيرة سوى في ولاية واحدة فقط.

ويشير التقرير إلى أن المرشح الديموقراطي يحل في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي الوطنية، بفارق 10%، وهو الفارق الذي يمثل دلالات مدهشة قبيل عقد الانتخابات مباشرة. خاصة وأنه منذ أربع سنوات، في نفس التوقيت، كانت الفجوة التي تفصل بين ترامب وبايدن لا تزيد عن 4% فقط لصالح هيلاري كلينتون.

ولكن ماذا عن اجراء عملية التصويت في أثناء تفشي الفيروس؟! تشير الوكالة في تقريرها، إلى أن العديد من الأمريكيين أرسلوا رسائل بريدية للتصويت، بحيث صوت قرابة الـ60 مليون مواطن أمريكي عن بعد خلال عطلة نهاية الأسبوع. وجاءت الولايات “فلوريدا”، و”تكساس”، باعتبارها الولايات الأكثر نشاطًا في هذا السياق.

في انتخابات عام 2016، اتخذ القرار الأمريكي حوالي 136,5 مليون مواطن. وفي الوقت الراهن، يمتلك 239 مليونا حقوقا انتخابية في الولايات المتحدة. وهناك الكثير من الأسباب التي تدفع للاعتقاد بأن نسبة المشاركة الحالية في البلاد سوف تكون هي الأعلى منذ مائة عام. ويفضل الديموقراطيون بوجه عام التصويت بالبريد، فيما تداول بعض النجوم المؤيدين لبايدن مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول كيفية التصويت عبر البريد.

لكن يُذكر، أنه بالنسبة للجمهوريين وترامب، يُعد التصويت عن بعد بمثابة أكبر كارثة تحل على تاريخ الانتخابات الأمريكية. إذ أنهم يعتقدون أنه من السهل تزييف النتائج المرسلة عبر البريد، وهو ما يصب بالطبع في مصلحة الفريق الديموقراطي.

فيما “صوت” الرئيس نفسه مبكرا، عن طريق خاصة الاقتراع الغيابي في ولاية فلوريدا. واعتبر ترامب أن مظهره الشخصي بحد ذاته يعد ضمانًا على المصداقية. ولكن أشار ترامب في الوقت نفسه، إلى أن التصويت عبر البريد يُعد مضيعة للوقت. والدليل على ذلك، أن ذُكر في التقرير، أن الديموقراطيين طالبوا في ولاية “ويسكونسن”، أن يتم تمديد فرز الأصوات عبر البريد لمدة ستة أيام، فيما وافقت ولاية “بنسلفانيا” على هذه الخطوة.  مما ينتج عنه، أن ينتهي اليوم بفوز ترامب بالطبع، لأن أنصاره قرروا الذهاب إلى صناديق الاقتراع. بينما من الممكن أن يتغير المشهد تمامًا مع احتساب القوائم البريدية.

ووفقًا للقانون الأمريكي، من الممكن أن يتم الطعن في النتيجة النهائية أمام المحكمة. بحيث يتم الاستماع إلى الشكوى على مستوى الولاية أولاً، ثم إحالة القضية إلى المحكمة الفيدرالية بعد ذلك. ومن الممكن أن يصل هذا النوع من القضايا أيضًا إلى أعلى درجات التقاضي في الولايات المتحدة، وهي المحكمة العليا المنوط بها اتخاذ جميع القرارات المصيرية للبلاد. وهو الأمر الذي يُعلق عليه “بافل كوشكين”، الباحث السياسي، قائلاً “ربما هذا هو السبب في أن الديموقراطيين والجمهوريين دائما ما يناضلون من أجل الحق في تعيين القضاة”. لكن المحكمة العليا، تضم الآن تسعة أعضاء، ستة منهم محافظون وثلاثة ليبراليون، ويلتزم الجميع بالحياد التام. لكن كوشيكين، يعلق على هذا الأمر قائلاً، “القضاة محايدون، لكن العامل البشري يعني الكثير أيضًا، لأن المبادئ التي يتبعها ممثلو هذا الطرف أو غيره عادة ما تكون مهمة للغاية”.

وذكرت الوكالة أن القضاة المحافظين –المتعاطفين مع الجمهوريون- رفضوا تليين قواعد التصويت. أما الليبراليون بصفتهم الأقرب إلى الديموقراطيين، اتخذوا موقفا معاكسا ودعوا إلى تسهيل الإجراءات. فيما اتخذ “جون روبرتس”، رئيس المحكمة العليا –المُعين من قِبل ترامب- موقفًا محايدًا، وأوضح أنه ضد التدخل في الشؤون الإقليمية.


+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

داليا يسري

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى