كورونا

كورونا ليس “وصمة عار”

أثارت ظاهرة الرفض المتكررة لدفن جثامين المتوفين نتيجة الاصابة بفيروس “كورونا”، لإعتقادهم بأنهم مصدر للعدوى، غضب الكثيرين، حيث اعترض أهالي قرية بالدقهلية على دفن طبيبة توفيت بفيروس كورونا خشية من انتشار العدوى بالقرية، فما كان من أهل السيدة المتوفاة إلا أن استعانوا بقوات الأمن التي جاءت وفرقت أهل القرية، وتم دفن الطبيبة في مشهد مأساوي، ولم تكن تلك بالحادثة الأولى حيث شهدت محافظة البحيرة مشهد مشابه قبل نحو خمسة أيام، مما يعطي مؤشر سلبي بأن جزء من المجتمع أصبح يتعامل مع فيروس كورونا كـ “وصمة عار” لا يقبلون حتى أن يدفن حاملها في أرضهم.

في هذا التقرير، سأحاول عرض الموقف من دفن جثمان المتوفي بكورونا، ورأي منظمة الصحة العالمية في امكانية نقل العدوى من خلاله، ثم توضيح أسباب إلصاق البعض “وصمة العار” بمريض كورونا وكيفية علاجها.

أولا: موقف الدين من دفن جثمان المتوفى بكورونا

عبّر الأزهر الشريف في بيان له يوم السبت 11ابريل عن إن “الإصابة بفيروس كورونا ليس ذنبًا أو خطيئة ينبغي على المُصاب بها إخفائها عن الناس كي لا يُعير”، وشدد البيان على “حُرمة إيذاء المُصاب بفيروس كورونا، أو الإساءة إليه ولو بنظرة، أو امتهان من تُوفي جراءه، وبوجوب إكرام بني الإنسان في حياتهم وبعد موتهم”.

بالاضافة لذلك، كتب فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف في تعليق على صفحته على فيسبوك: “مشهد بعيد كل البعد عن الأخلاق والإنسانية والدين، إن إنسانيتنا توجب على الجميع الالتزام بالتضامن الإنساني، برفع الوصمة عن المرض وكفالة المتضررين وإكرام من ماتوا بسرعة دفنهم والدعاء لهم”.

أما عن موقف دار الإفتاء المصرية فقد أصدر الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية بيانًا، بشأن تعدد واقائع رفض بعض المواطنين دفن جثة شهداء فيروس كورونا.

وأوضح البيان انه يجب على من حضر من المسلمين وجوبا كفائيًا أن يسارعوا بدفنه بالطريقة الشرعية المعهودة مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، وبما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى منطقة الدفن والمناطق المجاورة، ودعى جميع المصريين، أن يعملوا جميعًا على سد أبواب الفتن بعدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة، وألا يستمعوا إلا لكلام أهل العلم والاختصاص.

أما عن موقف الكنيسة، فبالرغم من أن الكنيسة لم يصدر عنها بيان بشأن هذه الحالة بعينها، إلا أن المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، كان قد أعلن في وقت سابق عن موقفه الرافض لحالة الوصمة الاجتماعية الحادثة والتي تسببت بشكل أو بآخر في رفض بعض الأهالي دفن ذويهم، حيث قال المطران عطا الله إن الإصابة بفيروس كورونا  ليست وصمة عار ولا يجوز أن ينظر إلى أبنائنا المصابين بهذا الوباء وكأنهم عبء على المجتمع.

وأضاف أن هؤلاء الذين أصيبوا بهذا الوباء هم إخوة لنا في الانتماء الإنساني، وقد أصيبوا بالفيروس نتيجة العدوى من غيرهم والاختلاط بأناس حاملين له، وهذه ليست جريمة ولا يجوز أن ينظر لشريحة المصابين بوباء الكورونا وكأنهم مذنبون ويجب أن نكون بعيدين عنهم.

وأكد أن المصابين بوباء كورونا يجب أن نلتفت إليهم وأن نتعاطى معهم بانسانية انطلاقًا من قيمنا الأخلاقية والإنسانية والروحية فالمريض هو أخ بالنسبة إلينا يجب أن نصلي من أجل شفائه ويجب أن نعمل من أجل تقديم كل المقومات المطلوبة من أجل مساعدة هذه الشريحة من المصابين ومساعدة أسرهم.

ثانيًا: رأي منظمة الصحة العالمية في نقل جثمان المتوفي بفيروس كورونا للعدوى

شكل نقص المعلومات بالاضافة إلى المعلومات المغلوطة حالة رعب لدى كثير من الناس حول إمكانية نقل عدوى فيروس كورونا إلى الأحياء، من خلال دفن جثة المتوفي بفيروس كورونا في نطاقهم السكني، ولكن بالرجوع إلى تعليمات منظمة الصحة العالمية، وبحسب مذكرة توجيهية صادرة عن المنظمة بتاريخ 24مارس 2020، توضح كيفية التعامل مع جثة المتوفي بفيروس كورونا المستجد  COVID-19، فقد اشتملت تعليمات المذكرة على عدة بنود هامة، أبرزها:

• باستثناء حالات الحمى النزفية (مثل الإيبولا وماربورغ) والمارس والكوليرا ، فإن الجثث ليست معدية بشكل عام، وانما رئة المرضى المصابين بكورونا، قد تكون معدية إذا تم التعامل معها بشكل غير صحيح أثناء تشريح الجثة.

• لا يوجد حتى الآن أي دليل على إصابة أشخاص بالعدوى من التعرض لجثث الأشخاص الذين توفوا بسبب COVID-19 .

• يجب على أولئك المكلفين بوضع الجثة في القبر، ارتداء القفازات وغسل اليدين بالصابون والماء بعد إزالة القفازات بمجرد اكتمال الدفن.

• يجوز للعائلة والأصدقاء مشاهدة الجثة بعد تحضيرها للدفن، ولكن يجب ألا يلمسوا الجسم أو يقبلوه، وأن يغسلوا أيديهم جيدًا بالماء والصابون بعد المشاهدة؛ يجب تطبيق إجراءات الإبعاد الجسدي بدقة (1 متر على الأقل بين الناس).

• يجب ألا يتفاعل الأطفال والبالغون الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والأشخاص الذين يعانون من تثبيط المناعة مع الجسم بشكل مباشر.

• لا يلزم حرق ممتلكات المتوفي أو التخلص منها بأي شكل آخر، وانما يتم التعامل معها بالقفازات وتنظيفها باستخدام منظف متبوعًا بالتطهير بمحلول لا يقل تركيز الكحول فيه عن 70 ٪.

• يجب غسل الملابس والأنسجة الأخرى الخاصة بالمتوفى بالماء الدافئ في درجة حرارة (60-90) درجة مئوية (140−194 درجة فهرنهايت) ومنظفات الغسيل، ويجب شطف الملابس بالماء النظيف والسماح لها أن تجف تمامًا في ضوء الشمس.

ثالثًا: اسباب وكيفية علاج وصمة العار التي لحقت بمريض كورونا

يبدو أن فيروس كورونا لا يتسبب فى الآلام الجسدية فقط، بل يترك جروحاً نفسية غائرة أقساها على الإطلاق هو الوصم الاجتماعى الذى بدأ فى الظهور مؤخراً، فقد أثار تفشي فيروس كورونا سلوكيات تمييزية ضد أي شخص يُعتقد أنه كان على اتصال بأي شخص آخر قد يكون حامل للفيروس، ولكن ما الذي يعنية مصطلح “وصمة العار”؟

عرفت منظمة الصحة العالمية الوصمة الاجتماعية بأنها “الارتباط السلبي بين شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يشتركون في خصائص معينة أو مرض معين، مما يعني أن يتم تصنيف الأشخاص والتمييز ضدهم بسبب وجود صلة ملحوظة بمرض ما”.

ويمكن أن يؤثر هذا الوصم سلبًا على المصابين بالمرض، وكذلك على مقدمي الرعاية والأسرة والأصدقاء والمجتمعات، كذلك قد يعاني الأشخاص الذين ليس لديهم المرض ولكنهم يشتركون في خصائص أخرى مع هذه المجموعة أيضًا من الوصمة.

ونيجة للخوف من “وصمة العار” يسلك بعض الأشخاص سلوكيات مريبة، فهناك أسر تخلت عن ذويها بعد وفاتهم بالمرض ورفضت استلام جثثهم، وآخرون رفض أهل قريتهم دفنهم بأرضها، ومصابون يرفضون الإفصاح عن إصابتهم، ورفض بعض الأهالي لإستقبال المستشفيات الواقعة في محيطهم السكني لمرضى كورونا حتى لا تتحول منطقتهم السكنية إلى بؤرة للوباء، وإلغاء التعامل مع أبناء قرى بعينها بعد اكتشاف حالات مصابة بداخلها، وكأن الفيروس أصبح وصمة عار لصاحبه.

لماذا يتسبب فيروس كورونا في وصمة العار؟

الشعور بالقلق حيال الخوف من الإصابة بالمرض هو شعور طبيعي تمامًا، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى تشكيل ما يمسى بـ “وصمة العار الاجتماعية”، التي تؤدي بالتبعية إلى خلق المزيد من الخوف أو الغضب تجاه الناس ذات الصلة بالفيروس، بدلاً من محاولة مكافحة المرض الذي يسبب المشكلة الحقيقية.

وأرجع بعض علماء النفس السبب في هذه الوصمة إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

1) إنه مرض جديد ولا يزال هناك الكثير من المجهول حوله.

2) غالبًا ما يخاف الناس من أي شيئ مجهول “الانسان عدو ما يجهل”.

3) من السهل ربط هذا الخوف بـ “الآخرين”، كنوع من القاء اللوم على الغير.

وبالاضافة إلى العوامل الثلاث السابقة، توجد مجموعة من الأسباب التي تسهم في خلق حالة الشعور بـ “وصمة العار”، منها:

  • الخوف من الحجر الصحي، حيث يعتقد البعض أن الحجر أو العزل الصحي هو نوع من انواع العقاب أو ما شابه للمصاب بالفيروس، حيث يتم حجزهم بشكل منفرد، وإبعادهم تماماً عن أسرهم، فضلًا عن ذيوع خبر مرضهم في محيطهم الاجتماعي، بما يلحق الضرر بذويهم، كما تساعد الصورة المشوهة لدى الكثير حول شكل أماكن الحجر الصحي في ترسيخ هذا المعتقد.
  • انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة حول فيروس كورونا وطرق الاصابة به، والوقاية منه، وكيفية التعامل مع المرضى، احتمالية الوفاة به، وغيرها من المعلومات التي تناولها الناس بدون مصدر موثوق. 
  • حالة الفزع التي بثها الإعلام حول مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، دون وعي كامل بالأثر النفسي على المتلقين، ساهمت بشكل كبير في محاولة الناس تجنب كل من له علاقة بالفيروس خوفًا على أنفسهم من المرض.
  • وكذلك ساهم في هذه الوصمة انتشار الجهل لدى البعض الذي لم يقدّر حجم هذا الوباء.
  • نقص المعلومات الضرورية للتعامل مع مخاطر فيروس كورونا، وجزء من هذا النقص يرجع إلى عدم اكتشاف المعلومة بعد، أو لخلل في قنوات الاتصال بين مصدر المعلومات والمتلقين، وفي هذا الاطار تحتاج الجهات المختصة إلى بذل المزيد من المجهود للتأكد من وصول المعلومات للمتلقي بالشكل الصحيح.
  • بُعد آخر من الأبعاد التي تسهم في خلق وتأجيج الشعور بـ “وصمة العار الاجتماعية” متعلق بالطريقة التي يتم بها التعامل مع المريض عند أخذه إلى الحجر الصحي من مقر سكنه، ونظرة جيرانه له بإعتباره مصدر للوباء.

عملت هذه الأسباب مُجتمعة على خلق حالة من الرفض المجتمعي لمرضى كورونا، والتنمر عليهم وعلى أسرهم وكذلك الاطباء والممرضين المخالطين لهم، وهو الأمر الذي أدى بكثير من المرضى إلى عدم الإفصاح عن اصابتهم، مما يترتب عليه حدوث مزيد من الاصابات، وزيادة في أعداد الوفيات حيث لن ينتقل هؤلاء إلى المستشفى إلا عند تدهور حالة المريض بشكل قد يصعب معه اسعافه. 

ما الذي يجب فعله لمعالجة وصمة العار؟

تظهر الأدلة بوضوح أن “وصمة العار” والخوف من الأمراض المعدية تعوق الاستجابة وتؤدي إلى نتائج عكسية، وهو الأمر الذي قد يساهم في نشر الفيروس بدلا من احتوائه، لذا فإن معالجة وصمة العار هي مفتاح هام لتحقيق الإستجابة المرغوبة.

ويلعب الإعلام دوراً هاماً في هذا الموضوع، حيث يحتاج إلى تحقيق المعادلة الصعبة عن طريق التوعية بمخاطر كورونا دون إثارة الفزع في نفوس المتلقين، مع التركيز على التوعية والإجراءات الوقائية لحماية أنفسنا والمحيطين بنا، وفي هذا السياق أصدر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والهلال الأحمر، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، دليلاً لمنع ومعالجة الوصم الاجتماعي، بتاريخ 24فبراير2020.

وضع الدليل ثلاث نصائح رئيسية حول كيفية معالجة وتجنب تفاقم وصمة العار الاجتماعية، على الرغم من أن الجمهور المستهدف للدليل هم الحكومات ووسائل الإعلام والمنظمات المحلية التي تعمل على كوفيد-19، إلا أنها ذات صلة أيضًا بمتخصصي الرعاية الصحية، والجمهور عامة.

وتتمثل النصائح الثلاث في:

  • اختر الكلمات بعناية

حيث يمكن أن تؤثر الطريقة التي نتواصل بها في مواقف الآخرين، وتحدث الدليل حول “ما يجب فعله و ما لا يجب فعله” اثناء التعامل الاعلامي مع مرضى فيروس كورونا، وتضمن مجموعة من العبارات التي لا يجب على الإعلامي التلفظ بها عند الحديث عن فيروس كورونا، حيث يخلق استخدام بعض المصطلحات السلبية انطباعا بأن أولئك الذين يعانون من المرض قد ارتكبوا شيئًا ما بطريقة خاطئة، ويقوض التعاطف، ويغذي الشعور بالوصم. 

كما تُعد الكلمات المستخدمة للتعبير عن المرض في الاعلام ذات أهمية خاصة، لأنها ستشكل اللغة الشعبية وتكوّن الصورة لدى المتلقين حول الفيروس الجديد، ويمكن أن تؤثر التقارير السلبية على كيفية إدراك ومعالجة الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس، لذلك من المهم انتقاء الإعلاميين لمفرداتهم التي يستخدمونها عند الحديث حول مرضى فيروس كورونا.

وهناك العديد من الأمثلة الملموسة لكيفية استخدام مصطلحات أقل وصمةً، فعلى سبيل المثال يمكن النظر إلى اللغة التي يتم استخدامها لمرضى السرطان كمثال فعال، حيث يقال أنهم “يحاربون السرطان”، وعندما ينجون، فإنهم “يهزمون السرطان”، هذه كلمات إيجابية ومُصمَمة لتُظهر للأشخاص المتأثرين بالسرطان أن المجتمع يحتضنهم ويتفهم آلآمهم. 

  • قُم بدورك:

تتضمن هذا الجزء من الدليل، بعض النصائح والاجراءات حول إشراك المؤثرين الاجتماعيين، مثل رجال الدين والمشاهير والعلماء في توصيل الرسائل التي تقلل من وصمة العار.

وهو ما نراه الآن بشكل واضح من خلال بيانات رجال الدين مثال بيان المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، حول الإصابة بفيروس كورونا وانها ليست وصمة عار أو جريمة ولا يجوز ان ينظر لشريحة المصابين بوباء كورونا وكأنهم مذنبون، وكذلك بيانات دكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، سواء بالتوجيه لعدم التنمر ضد مصابي كورونا، أو بالتأكيد على ان المتوفي نتيجة الاصابة بفيروس كورونا يعد من الشهداء.

وكذلك يحاول العديد من الكُتّاب والاعلاميين والبرلمانيين تبني حملة لرفع الوصمة والتنمر عن مصابي فيروس كورونا وأسرهم، والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية المتأذين بشكل كبير من تلك الوصمة، وتؤيدهم في ذلك مؤسسة الهلال الأحمر المصري التي اطلقت حملة هي الأخرى لنفس الغرض. 

فضلاً عن ذلك فقد أشار الدليل إلى أهمية نشر وتبادل الحقائق العلمية الموثوقة حول المرض، مع البعد عن المصطلحات الصعبة، وتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والذي يعتبر عاملاً مهماً في مواجهة هذا المرض، وعملت مصر في هذا المجال على تقدم خدمات الدعم النفسي للمواطنين أثناء فترات العزل المنزلي وكذلك للمصابين والمخالطين، من خلال الساخن ١٠٥، كما تم تفعيل خطين آخرين هما ٠٨٠٠٨٨٨٧٠٠ و ٠٢٢٠٨١٦٨٣١، وذلك وفقا لما صرحت به دكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، وتشمل خدمة الدعم النفسي أيضًا أعضاء الفرق الطبية داخل مستشفيات العزل، كما تستهدف أيضًا ضرورة التوعية بأن الإصابة بفيروس كورونا ليست وصمة.

كما قدم الدليل النصيحة بتضخيم أصوات المتعافين، عن طريق نشر قصص وصور السكان المحليين الذين عانوا من الفيروس وتعافوا، للتأكيد على أن معظم الناس يتعافون، وكذلك تنفيذ حملة لتكريم مقدمي الرعاية الصحية الذين قد يتعرضون للوصم ايضًا.

  • نشر الحقائق وليس الخوف: 

تنتشر المعلومات المضللة والشائعات بسرعة أكبر من انتشار الفيروس، وهذا يساهم بدوره في تفاقم الآثار السلبية بما في ذلك الوصم والتمييز ضد الأشخاص المتضررون من تفشي المرض، واستجابة لذلك، يحتاج الافراد إلى التأكد من المعلومات قبل إعادة نشرها، على أن تكون معلومات دقيقة من جهات رسمية، مع ضرورة استخدم لغة بسيطة يفهمها الجميع، حيث تُعد وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة لوصول المعلومات الصحيحة إلى عدد كبير من الأشخاص بتكلفة منخفضة.

وأشار الدليل إلى أن هناك حاجة إلى تضامن جماعي وتعاون عالمي ومعلومات واضحة وقابلة للتنفيذ لدعم المجتمعات والأشخاص المتضررين من هذا التفشي الجديد ولمنع المزيد من الانتشار للفيروس، كذلك قد تجدي نفعًا، محاولة عرض المعاناة التي يتعرض لها مريض كورونا، لكسب التعاطف معه بدلا عن وصمه.وختامًا، فمن المؤكد أننا نتحمل جميعًا مسؤولية القيام بدورنا للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، ولا تزال هذه الأيام مبكرة نسبيًا لفهم التعقيد الكامل للفيروس، وهذا الشعور بعدم معرفة جميع الطرق التي يمكن أن ينتشر بها قد يسبب قلقًا كبيرًا، وهو شعور طبيعي، ولكن ينبغي علينا الإيمان بأن المرض ليس جريمة حتى نخجل الإفصاحَ عنه، الجريمة أن نكون جزءاً فاعلاً ومشاركاً في تحويل كورونا إلى وصمة عار، في الوقت الذي يحتاج فيه الأشخاص المتضررون إلى ان ندعمهم، وليس أن نحكم عليهم.

+ posts

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

هايدي الشافعي

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى