ليبيا

يتم نقل جثث قتلاهم جوا إلى تركيا .. تفاصيل جديدة حول مرتزقة سوريا في ليبيا … الفشل العابر للمتوسط

تدفقت خلال الساعات الماضية، معلومات جديدة حول طبيعة وحجم، وظروف انتقال وقتال المرتزقة السوريين في العاصمة الليبية طرابلس، وهي تفاصيل تأتي عقب معلومات مماثلة صرح بها كل من رئيس جهاز المتابعة والرصد بالجيش الليبي غيث أسباق، ومدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، حول وصول أعداد المرتزقة السوريين في العاصمة الليبية إلى 4750 مرتزقا، بعد نقل دفعة جديدة منهم، بلغت 117 مرتزقا، من تركيا إلى ليبيا، عبر الطيران المدني الليبي.

المرتزقة السوريون في طرابلس … خسائر وحقائق

الأعداد المتوفرة من المصدرين حول إجمالي القتلى والمصابين في صفوف هؤلاء المرتزقة، تتراوح بين 120 و370 قتيلا، بجانب نحو 500 جريح. أخر هؤلاء القتلى هو السوري (عدي محمدو)، وهو سجين جنائي سابق، ومرتزق ينتمي إلى ميليشيا (فرقة الحمزة) الممولة من تركيا، ومن مواليد مدينة سلقين بمحافظة إدلب شمالي سوريا، وتم نقله في ديسمبر الماضي إلى العاصمة الليبية من تركيا، وتحفظت قوات الجيش الوطني على جثته عقب مقتله خلال مشاركته في هجوم شنته ميليشيات حكومة الوفاق، على تمركزات الجيش الوطني في عين زارة جنوبي العاصمة.

وأجرى موقع (نورث برس) السوري، لقاءات مع عدد من المرتزقة السوريين الذين انخرطوا في القتال ضمن ميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس.

وقال أحدهم وهو ينتمي إلى ميليشيا (السلطان مراد) إن المخابرات التركية سمحت لقائد الميليشيا التي ينتمي إليها، ويدعى فهيم عيسى، بافتتاح مكاتب على الأراضي التركية، لتجنيد الشباب السوري من أجل إرسالهم للقتال في ليبيا.

وأضاف هذا المرتزق، أن ميليشيا (السلطان مراد) تعتبر هي الميليشيا الأساسية التي تنظم عمليات استقدام وتدريب وإرسال المرتزقة إلى ليبيا، نظراً لأن أغلبية منتسبيها هم من أصول تركمانية.

فيما أدلى مرتزق أخر بتفاصيل تتعلق برحلته من سوريا إلى طرابلس، حيث كان ضمن دفعة من مئة مرتزق، يتبعون ميليشيا (لواء السلطان محمد الفاتح)، وصلوا إلى مدينة غازي عنتاب الحدودية التركية، بعد دخولهم إليها من مدينة إعزاز السورية، وتم نقلهم في فبراير الماضي، عبر طائرة ليبية من العاصمة التركية إلى الأراضي الليبية.

ووفقا لما رأى هذا المرتزق، فإن السبب الرئيس لانتقاله من سوريا إلى ليبيا، كان المقابل المادي المجزي، خاصة وأنه متزوج ويعول أطفالا إضافة إلى تأزم الموقف الميداني، للميليشيات الممولة من تركيا في سوريا، وانكسارهم المستمر في كافة الجبهات التي خاضوا فيها المعارك ضد الجيش الوطني السوري.

في التفاصيل المتعلقة بما حدث معه عقب وصوله هو وبقية المرتزقة إلى مدينة مصراتة، أفاد هذا المرتزق أن كل فرد من أفراد مجموعته، حصل عقب وصوله مباشرة إلى ليبيا، على مبلغ مائة دولار أمريكي، مؤكدا أن حكومة الوفاق تعاملهم بنفس المعاملة التي تُعامل بها الضباط الأتراك المتواجدون على الأراضي الليبية.

وأوضح أنه تلقى في شهره الأول من وصوله طرابلس مبلغ 300 دولار أمريكيا وتم تحويل باقي الراتب الشهري المخصص له إلى عائلته في سوريا.

وأكد في هذا السياق عدم حصول بعض المرتزقة على مستحقاتهم، نتيجة استيلاء بعض قادة الميليشيات على رواتبهم، وهذا ربما يكون من أهم دوافع، تقلص الإقبال على معسكرات تجنيد المرتزقة في الشمال السوري، ومحاولة بعض المرتزقة الموجودين بالفعل على الأراضي الليبية، الهروب عبر البحر إلى جنوب أوروبا.

وتحدث مرتزق ثالث عن اضطراره للسفر إلى ليبيا، بعد قطع قيادة ما يعرف ب (الجيش الوطني السوري)، للرواتب الشهرية التي كان يحصل عليها هو وآخرون، مشيراً إلى تلقي كافة العناصر المرتزقة التي سافرت إلى ليبيا، وعوداً تركية بمنح عائلة كل من يسقط قتيلا منهم خلال المعارك  الجنسية التركية ومبالغ مالية، وأنه هو وعدد من المرتزقة، يتمركزون في نقاط للحراسة قرب مطار معيتيقة في العاصمة، ومهمتهم الأساسية هي تأمين موضع تمركز الضباط الأتراك في العاصمة، وتتكفل حكومة الوفاق بمهمة تأمين أعاشتهم وتلبية احتياجاتهم اليومية.

حول القتلى والمصابين في صفوف المرتزقة، أفاد هذا المرتزق أنه يوجد حالياً عشرات المصابين منهم في مستشفى طرابلس الوطني، بينهم إصابات خطيرة في العمود الفقري والأطراف، وأن العدد الأكبر من الخسائر البشرية، كان من نصيب ميليشيا (السلطان مراد) وميليشيا (سليمان شاه)، ويتم نقل جثث القتلى جوا إلى تركيا، ومن ثم يتم دفنها بسرية تامة في شمالي سوريا.

في سياق متصل، افادت الصحفية الأمريكية ليندساي سنيل، بتفاصيل مهمة حول تواجد المرتزقة السوريين في ليبيا، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الليبية.

قالت سنيل إن المرتبات التي يتم دفعها إلى هؤلاء، والتي تتراوح ما بين 2000 إلى 3000 دولار للمرتزق الواحد، تدفعها حكومة الوفاق، وذلك رغم عجز هذه الحكومة عن دفع رواتب عدد كبير من منتسبي الميليشيات الموالية لها، أو حتى الموظفين في الوزارات والهيئات التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس.

https://twitter.com/LindseySnell/status/1232670794007875584

وأضافت سنيل، أن عمليات نقل المرتزقة تضم أيضاً نقلاً لعدد من الجهاديين والتكفيرين المنتمين إلى فصائل تعتنق فكر تنظيمي القاعدة وداعش، وان هؤلاء يتم تجميعهم في معسكرات بمدينتي غازي عنتاب وأنقرة، ومن ثم يتم نقلهم بطائرات عسكرية إلى إسطنبول، ومنها عبر الرحلات الجوية المدنية الليبية إلى طرابلس مباشرة، أو إلى مصراتة ومنها إلى طرابلس. جدير بالذكر أن سنيل سبق ونشرت تسجيلاً صوتيًا، يتحدث فيه عدد من المرتزقة السوريين، حول المبالغ المالية التي يتقاضونها خلال قتالهم في ليبيا، وعن ظروف معيشتهم في طرابلس، حيث تحدث هؤلاء عن التزامهم بارتداء زي مدني، وضرورة وجود مرافق ليبي مع كل منهم في اي من تحركاتهم، وأن مرتباتهم الشهرية في ليبيا تتراوح بين 2000 و3000 دولار.

الوزير السابق، وعضو حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض ياشار أوكويان، صرح عبر إحدى القنوات التلفزيونية، أن ثلاثة عناصر تابعين للمخابرات التركية، قُتلوا خلال الأيام الماضية في معارك طرابلس، وتم نقلهم إلى تركيا ودفنهم سراً، دون ان تعلن الحكومة التركية عن ذلك بشكل رسمي، منتقداً النهج الحكومي التركي، في إخفاء حقيقة أعداد وهويات القتلى الأتراك في ليبيا. هذا النهج نستطيع أن نضعه ضمن سياق استراتيجية حكومية تركية، تحاول إخفاء فداحة الكارثة التي تتعرض لها في ليبيا، وتحاول أيضاً إسكات أية أصوات صحفية أو سياسية تحاول فضح تفاصيل هذه الكارثة، وأخر هذه المحاولات كان حجب موقع (أوضة) الإخباري التركي، عقب نشره تفاصيل حول مقتل أحد رجال المخابرات التركية في ليبيا، ناهيك عن اعتقال رئيس تحرير الموقع وعدة صحفيين يعملون به، والحكم بسجن صحفي آخر يدعى مراد إغيرال، بسبب نشره خبر عن مقتل ضابط تركي في طرابلس.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

محمد منصور

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى