
هجوم فاشل للميليشيات في طرابلس .. والمشير يتحدث في جموع بنغازي
في استمرار للخروقات التي ترتكبها ميليشيات حكومة الوفاق، وما ينضوى تحت لوائها من مرتزقة سوريين، حاولت عدة ميليشيات خلال الساعات الماضية، الهجوم بشكل متزامن على مواقع الجيش الوطني، جنوبي العاصمة طرابلس، لكن لم تتمكن هذه الميليشيات من تحقيق أية مكتسبات على الأرض من هذا الهجوم، الذي يعد مؤشراً جديداً على عدم جدية حكومة الوفاق في الإلتزام بالهدنة في محاور القتال غربي البلاد.
هجمات ميليشيات الوفاق شاركت فيها أعداد كبيرة من المرتزقة السوريين الذين وصلوا حديثاً إلى العاصمة، وتركزت على معظم اتجاهات الجبهة الجنوبية لطرابلس، مثل اتجاه منطقة مشروع الهضبة وطريق مطار طرابلس ومنطقة خزانات النفط، واتجاه حي بوسليم الذي دارت معارك عنيفة في عدد من شوارعه بجانب محيط مسجد أبو شعالة، وأتجاه حي دمشق وطريق الشوك، واتجاه منطقة صلاح الدين.
هذه الهجمات تمت بالتزامن مع تغطية مدفعية كثيفة، استهدفت بشكل عشوائي مواقع الجيش الوطني، أنطلاقاً من مرابضها في مناطق عين زارة والكريمية ومشروع الموز والسدرة والغرارات ومطار معيتيقة. الميليشيات بعد فشل تحركها الهجومي هذا، لجأت إلى إجراء تكرر خلال الشهور الماضية، وهو تنفيذ صليات مدفعية عشوائية أنطلاقاً من منطقتي غابة النصر وباب العزيزية، على مناطق مدنية متنوعة شمال وجنوب العاصمة، من أجل الإيحاء بأن الجيش الوطني هو من يقوم بها، وشملت هذه الصليات مناطق جنوبي العاصمة مثل منطقة قصر بن غشير، وبعض أجزاء مطار معيتيقة، بجانب محيط جامعة طرابلس، وهو ما ادى إلى إجلاء الطلبة من كليات الجامعة. وقد أكد قائد وحدات المدفعية في قوات الوفاق هذا النشاط المدفعي، الذي يعد أنتهاكاً صارخاً للهدنة القائمة حالياً.
المشير يتحدث لجموع بنغازي … هزيمة المليشيات المسلحة خيار أوحد
تظاهرات حاشدة في ساحة الكيش بمدينة بنغازي اليوم، أشارت اللجنة المنظمة لها أن أعداد المشاركين فيها تجاوز عشرة الآف شخص، من مختلف المناطق والقبائل الليبية، تحت عنوان يجدد إدانة أي دور تركي على الأراضي الليبية، ويؤكد على وقوف الشعب الليبي ضد هذا الدور بكل السبل الممكنة.
المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، تحدث إلى الجموع المحتشدة من خلال كلمة صوتية، أكد فيها إنه لا سلم في ليبيا إلا بهزيمة المليشيات المسلحة ونزع سلاحها وطردها من البلاد، وهذه هي الحالة الوحيدة التي بعدها يتم إعلان وقف إطلاق نار دائم في ليبيا، ووجّه المشير رسالة إلى الرئيس التركي قال فيها: “لولا سيوف أجدادنا العرب لكنت ما زلت تعبد الأصنام والأوثان”.
مضمون كلام المشير يلمح إلى أن قيادة الجيش الوطني، لا ترى أفقاً واضحاً يسمح بنجاح إي من المسارات الثلاثة التي تعمل عليها، البعثة الأممية للدعم في ليبيا، وهي المسارات السياسية والعسكرية والإقتصادية. فكلامه يأتي عشية موافقة مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار بريطاني حول ليبيا، حمل الرقم (2510).
قرار دولي جديد … هل يحمل جديد؟
قرار مجلس الأمن لم يحمل في الواقع أي جديد يذكر، فقد (رحب) بمخرجات مؤتمر برلين وبالمناقشات حول الملف الليبي خلال القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا، و(أكد) على الحاجة إلى تطبيق وقف لإطلاق النار في ليبيا، و(رحب) بعقد جلسات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة. اللافت هنا أن التصديق على هذا القرار تم بأغلبية 14 عضو من أعضاء مجلس الأمن الذين يبلغ عددهم 15 عضو، وقد امتنعت روسيا عن التصويت على هذا القرار، وبرر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا ذلك، بأن القرار في صيغته الحالية لن يضيف اي جديد، خاصة انه لا يضع ضوابط واضحة لتطبيق وقف دائم لإطلاق النار في طرابلس، وليس من الواضح ما إذا كانت جميع الأطراف المحلية والإقليمية ستلتزم بهذا القرار.
الموقف الروسي من هذا القرار، أكدته مواقف محلية ليبية عدة، من بينها عضو مجلس النواب حمد العبيدي، الذي أكد في تصريحات صحفية، على إستحالة تطبيق هذا القرار على الأرض، مشيراً إلى أنه يصب في صالح ميليشيات الوفاق، التي تستمر في خروقاتها اليومية للهدنة القائمة حالياٌ في طرابلس. في هذه الخانة، نستطيع أن نفهم ترحيب وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة، بالتصويت بالموافقة على المشروع البريطاني في مجلس الأمن، خاصة وأنه ادعى طلب حكومته من روسيا عدم إستخدام حق الفيتو، والسماح بتمرير القرار.
نشاط إيطالي متزايد في الملف الليبي
زيارة مهمة قام بها أمس وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إلى طرابلس وبنغازي، تحمل ملامح اقتصادية أكثر منها سياسية، في ظل تأثير أيطاليا بشكل رئيسي من توقف عمليات تصدير النفط الليبي. في منشور له على موقف فيس بوك، أعترف الوزير الإيطالي أن قصف الناتو للأراضي الليبية عام 2011 كان خطأ كبير، مشيراً إلى وجود خطر إرهابي كبير وواضح في ليبيا لا يمكن تجاهله، كما لا يمكن تجاهل البلدان التي تسلح الأطراف الليبية، وتساهم حسب رأيه في أستمرار المعارك، وتحدث عن المقاربة الإيطالية الحالية في ما يتعلق بالملف الليبي، وهي مقاربة تشمل كافة الأطراف وجميع المناطق الليبية، بهدف أساسي حسب رأيه، وهو استعادة الإستقرار الأمني، من أجل تمكين الشركات الإيطالية من العودة مرة أخرى للسوق الليبي.
قابل الوزير الإيطالي خلال زيارته إلى ليبيا كل من المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، ووزير الداخلية المفوض في حكومة الوفاق فتحي باشاغا. جدير بالذكر هنا ان رئيس الوزراء الإيطالي بحث الملف الليبي هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سياق التنسيق المتصاعد بين الجانبين في هذا الملف، كما صرح وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني، عقب أنتهاء الإجتماع الوزاري لحلف الناتو، أنه تمت مناقشة الملف الليبي خلال اجتماعات الحلف، وتحديداً إمكانية إعادة تفعيل عملية صوفيا البحرية، وتحويلها لتكون مخصصة لمراقبة تدفق الأسلحة بحراً إلى ليبيا.
باحث أول بالمرصد المصري



